|
التربية تتصدر التحدي لثقافة الليبرالية الجديدة دفاعا عن العقل والضمير
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 21:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثقافة الليبرالية الجديدة تلقي أعباء جساما على الثقافة الوطنية 2- التربية تتصدر التحدي لثقافة الليبرالية الجديدة.. دفاعا عن العقل والضمير
تتجسد ثقافة الليبرالية الجديدة بأجلى صورها وممارساتها في نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. في غياب تام للقانون المدني وحقوق الإنسان تتردى الجموع الفلسطينية في حالة ما قبل الحضارة البشرية: نهب الأرض وتسليمها للمستوطنين اليهود يبنون عليها الفلل وورش الصناعات التكنولوجية ذات الاستعمالات الأمنية والعسكرية . تهب الأراضي مرادف للنهب الافتراسي الذي مارسه الرأسمال الاحتكاري في أجواء التصحيح الاقتصادي وخصخصة القطاع العام؛ ازدراء إنسانية البشر والقسوة اللامتناهية والعنف المتصدر لمختلف ردود أفعال جيش الاحتلال والمستوطنين. كان تشومسكي اول من قدم العدوان على غزة وحصارها تجسيدا لرسالة عولمة الليبرالية الجديدة في إشاعة ثقافة القسوة والعنف . وحيث ان الأمثلة كثيرة نسوق توصيف نيفيه غوردون ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بن غوريون في النقب، لمشهد التقطه فيديو منظمة بيتسيلم لمقتل الفلسطيني عبد الفتاح الشريف على يد الجندي أزاريا: بعد إصابة الشريف بجراح وسقوطه على الأرض تجمهر عدد من المستوطنين بالخليل على موقع الحدث . ولدى قيام أزاريا بقتل الجريح " لم يُظهر الفيديو ادنى انزعاج او مجرد دهشة بين الواقفين ، لم يتقدم احد ويمسك ازاريا ويدفعه بعيدا عن المشهد، لم يركض أحد نحو الضحية ليرى إن كان من الممكن إنقاذه؛ أبدا واصل الواقفون أحاديثهم." هذا التصحر الوجداني هو بعض مظاهر الاحتلال الإسرائيلي . يقول غوردون سارع نتنياهو ووزير دفاعه ليبرمان بطلب العفو عن الجندي ازاريا لأنهما يقران أن الجندي نطفة منهما. ومشاهد آخرى للاحتلال تحدى بها الكاتب الأميركي روبرت فانتينا تهريج نتنياهو وهو يرد على خطاب كيري بصدد المستوطنات. والكاتب مؤلف كتاب " امبراطورية، عنصرية وإبادة أجناس.. تاريخ السياسة الخارجية للولايات المتحدة". يرد نتنياهو كيف يهاجم كيري الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ويفند فانتينا مزاعم نتنياهو بعدة مشاهد تمارس ضد الفلسطينيين. من تلك المشاهد: "جرافة تتوقف عند بيت في منتصف الليل والأسرة نائمة، ليصدر الأمرمن ضابط عسكري بترك البيت حالا لأنه سوف يهدم. اقترفت إسرائيل هذا الفعل الشنيع مئات المرات". "يقود إسرائيلي شاحنة مجهزة بمضخات وخزان مملوء بالمياه العادمة، ويتجه إلى مدرسة وهناك يفرغ محتويات الخزان بروائحها الكريهة على بناية المدرسة والبيوت المجاورة ويرش كل من يصدف مروره تلك الأثناء. تكرر هذا الفعل الهمجي عدة مرات". لم تقتصر جرائم إسرائيل على الفضاء الفلسطيني؛ انما شملت المجتمعات العربية كافة. بنى تحالف الامبريالية وإسرائيل على إفرازات النظم الأبوية وما تمخض عنها من تفتت عصبوي ، فاجج التشظيات الطائفية والعرقية وأشعل الفتن داخل اكثر من قطر عربي. تضافرت مفرزات الاستبداد والاقتصاد الاستهلاكي مع الثقافة المتدفقة من مطابخ الليبرالية الجديدة لتشيع في العالم العربي ظواهر انهكت النسيج الاجتماعي: اولاً : تدهور فى الأوضاع المعيشية للأغلبية الساحقة من الطبقات العاملة والمنتجة حيال ترف وبذخ نخب ملتصقة بالحكم، ولد حقدا طبقيا استثمرته التيارات السلفية، ثانياً : تشكل تحالف طبقي ، سياسي وثقافي واقتصادي جمع الأنظمة الأبوية والامبريالية وإسرائيل ، ثالثا دفع طغيان السلطوية العرب الجماعات والأفراد الى الاحتماء بالانتماءات الضيقة كالطائفة والمذهب والعرق. استثمرت الامبريالية وإسرائيل نزعة التشظي والعصبوية لتمزيق المجتمعات العربية وتحويل المنطقة العربية إلى دويلات متصارعة. استقوت الليبرالية الجديدة بالأصوليتين المسيحية واليهودية واستفزت شطرا من الأصولية الإسلامية وتعاونت مع شطر آخر. في اوروبا تحول المهاجرون من الأقطار الإسلامية إلى سلفيين ردا على استفزازات الإعلام الغربي، وهي متعمدة، بقصد دفع المهاجرين لتصرفات تحرض البيض ضد الأجناس الأخرى . وداخل اوروبا والولايات المتحدة جرى تشجيع أموال النفط السعودية على بناء المساجد كي تنشر الفكر الوهابي التكفيري وتظهر الدين الإسلامي بشكل بشع في نظر الجمهور الأميركي. إنها جهود موجهة لإشاعة العنصرية والعنصرية المضادة. رابعا،غدا الفساد المالي والإداري تقليدا دارجا وممارسة مألوفة ، وذلك ما أسفرت عنه الاستهلاكية من نهب المال العام وتجاوزات بيروقراطية على القوانين واللوائح وغياب الرقابة القضائية والإدارية. خامسا، تعرضت اجيال الشباب مع طغيان ثقافة العولمة والليبرالية الجديدة لاحتمالات الضياع والعزلة والانقطاع عن التاريخ والحيز الجغرافي اللذين يشكلان إطار الهوية الشخصية؛ وتلك هي الثقافة التي تنتجها الليبرالية الجديدة وتعمل على ترويجها، وسادسا ، وليس أخيرا، هيمنت الجماعات السلفية على نظام التعليم وأجهزته وعلى الإعلام.كانت ثقافة التبعية والانخراط في الاستهلاك الترفي بعض تجليات المد السلفي داخل المجتمع. عم السخط الاجتماعي على تقصير الدولة وانتشار الفساد؛ احتضنت السخط السلفية التكفيرية، كفرت الجناة وضحاياهم، وقدمت نفسها مركب النجاة ووعاء الطهر . تعزز ارتباط السلفية التكفيرية بالليبرالية الجديدة ومراكزها السياسية، وهو ارتباط قائم على ارضية رؤية اقتصادية مشتركة. تعي قوى الليبرالية الجديدة أن السياسة القائمة على العنف والعدوان تترك أثارا ثقافية ، وإن الأشكال القمعية للتربية العامة تؤكد التنافس العدواني وتلغي التعاطف مقابل الشطط في الانطواء على الذات. في هذه الحالة تغدو عواطف التضامن والتعاطف العدو لتلك التوجهات التربوية، المنساقة عبر الانسحاب من التمسك بالقيم العامة والثقة والمصالح وتفضي لحد كبير الى شطب المستقبل الديمقراطي للشباب. النتيجة المحتمة تسميم الحياة الاجتماعية بثقافة الكراهية، إلى جانب ظواهر ثقافية سلبية تجلت في الأمور التالية: 1- نزق وانفعالية تحكما في التصدي لموجات العدوان الإسرائيلي المدعوم من الامبريالية عبر جميع المواجهات؛ غاب التفكير الاستراتيجي والمراجعة النقدية، فتتالت النكسات والنكبات مقرونة بضياع أجزاء من الوطن ، 2- تخرجت من التعليم الجامعي اجيال من الشباب لتدخل الحياة الاجتماعية تباعا بغير تأهيل علمي او إعداد فكري؛ تغربت عن حاجاتها واهتماماتها وعن وجائب التغيير الاجتماعي التحرري والديمقراطي. التعليم التلقيني التجزيئي في المدرسة والجامعة مخرجاته أجيال توكليون محرومون من ملكة الإبداع ، شخصياتهم مفككة تمنعهم من رؤية الواقع بشموليته، وتعترض محاولاتهم للنقد والتشكيك والإبداع. 3- توجه سلفي ماضوي يقيم فجوة واسعة بين اجيال الشباب وقوى التغيير الاجتماعي. 4- إشاعة الفساد الإداري والاجتماعي حفز بدوره التدهور الثقافي وأخل بنسق الأخلاق العامة. أشاع تسليع التربية نظام توارث المهن والتخصصات العلمية والوظائف الإدارية. 5- أخضعت السياسة العامة ومجمل الإنتاج الثقافي لأمزجة المال النفطي ، المسخر لمقتضيات تكريس سيادة الولايات المتحدة، خاصة بعد أن غدت القطب الأوحد تحدوها احلام السيطرة الكونية وفرض القرن الأميركي، مع تنميط ثقافة كل مجتمع وفق ثقافة الهيمنة الأميركية. إلى جانب نيفيه غوردون وروبرت فانتينا انبرى مئات المثقفين يعارضون الليبرالية الجديدة وثقافتها. فقد استنفر طغيان ثقافة الليبرالية الجديدة المثقفين العضويين في المجتمعات الرأسمالية كافة؛ برزت معارضات تدافع عن قيم العقل والضمير. فرض نمط التربية لليبرالية الجديدة تحديا خاصا للتقدميين، وانشغل الخبير التربوي البرازيلي، باولو فريري بتعليم الديمقراطية وتثقيف المقهورين، ومن مواصلي رسالته البروفيسور الأميركي هنري غيروكس، أستاذ الثقافة بجامعة ماكماستر بالولايات المتحدة: " نماذج التربية في الإدارة والتنسيق ذات التوجه الليبرالي الجديد وغير الديمقراطي لا تقف عند تقويض المعرفة النقدية ومهارات التحليل الضرورية للطلبة كي يتعلموا ممارسة الحرية وأداء دور العنصر النقدي؛ إنما تعزز كذلك بعمق الممارسات التسلطية وهي تعيد إنتاج اللامساواة المعمقة في فرص التعلم التي تتاح لمختلف الطلبة". ينقل غيروكس عن عالم الاجتماع الفرنسي بيير بوردو(1930 -2002) أحد الفاعلين الأساسيين بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا والعالم، وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع المعاصر، أن شغيلة الثقافة في الغالب الأعم " استهانوا بالأبعاد الرمزية والتربوية للنضال، ولم يقوموا على الدوام بشحذ الأسلحة الملائمة للكفاح على هذه الجبهة". يواصل عالم الاجتماع التأكيد في محادثة لاحقة مع غونتر غراس( روائي الماني راحل حاز على جائزة نوبل) أن " على مثقفي اليسار الاعتراف بأن أهم أنماط الهيمنة ثقافية وبيداغوجية (تربوية) وليست اقتصادية وحسب، وتكمن بجانب المعتقدات والقناعات. ومن المهم ان يتحمل المثقفون على عاتقهم مسئولية ضخمة لتحدي هذا النمط من الهيمنة". عين غيروكس الإجابة على التحدي بتأكيد "ان مختلف انماط الإنتاج الثقافي بمقدورها تغيير نظرة الشعوب للحياة والعالم ، وان أنماطا من التربية العامة تنطوي على احتمالات تنشئة طلبة ومثقفين وفنانين مولعين بالنقد، بل وكذلك تعزز التخييل العام وتوسيعه، وتوفر لهم أدوات نقدية تمكنهم من تغيير التفكير والممارسة. إن تفكيرا كهذا شرط مسبق لتطوير حركات اجتماعية تتولاها الرغبة في إعادة التفكير في رؤى وتكتيكات ضرورية في الكفاح من اجل الديمقراطية. بمقدور التقدميين على تعدد مواقعهم وتنوعها ان يقبلوا التحدي ليس فقط فيما يتعلق بتخصصاتهم وأنماط إنتاجهم الثقافي بالنسبة لمنمنمات الحياة اليومية ، بل وكذلك ان يعيدوا التفكير في كيف تنشط السياسة وكيف تشكل القوة مركز النشاط". يسترجع غيروكس إقرار منظرين امثال رايموند ويليامز وكورنيليوس كاستورياديس أن أزمة الديمقراطية لا تدور فقط حول أزمة الثقافة ، إنما تدور أيضا حول ازمة الاستبلاشمينت (الملأ) والقيم والتعليم. والتقدميون وكل من يرفض مساواة الرأسمالية بالديمقراطية يحسنون صنعا إذ يأخذون في الحسبان التحولات العميقة الجارية على الصعيد العام ويهيئون للتربية دورا مركزيا في السياسة. يلح الهجوم الضاري على الثقافة والتربية على العودة إلى دعوة الراحل إدوارد سعيد لممارسة أنماط من النقد الاجتماعي موجهة نحو " تعرية التناقض وتوضيحه للجمهور ، ثم تحدي وإلحاق الهزيمة بكل من الصمت المطبق وهدوء القوة غير المرئية الذي بات حالة مألوفة كلما وحيثما امكن ذلك". وبتعبير غيروكس ، "بتحديد ادق يمكن البدء بتوجيه الأسئلة التالية: ما هي المؤسسات والعناصر والحركات الاجتماعية التي يمكن تطويرها لتكون قادرة على تحدي الأيام القاتمة القادمة؟ علاوة على ذلك أي الشروط التربوية يلزم إماطة اللثام عنها وقهرها لكي يكون بالإمكان بناء الثقافة التي تضمن نجاح التحدي؟"حقا فنظم التربية بأوسع معانيها لا تقتصر على الإدراك؛ مهما كان نقديا، وإنما هي علاوة على ذلك تزود بالشروط والقيم والممارسات الضرورية للاضطلاع بالمسئوليات المتوجبة علينا كمواطنين لتعرية ثقافة القسوة والعنف والتضامن مع ضحاياها ، علاوة على مقاومة البؤس البشري واستئصال الظروف المنتجة للبؤس. في مقاله الأسبوعي بصحيفة "المصري اليوم" تحدث وزير الثقافة المصري ، حلمي النمنم، عن لقاء دعت إليه اللجنة البرلمانية لشئون التعليم فأشار إلى أن ثمانين بالمائة من خريجي كليات العلوم ( طب ، هندسة، صيدلة، علوم....) يحملون الفكر السلفي. علل هذه الظاهرة الخطرة بقصور في التعليم المدرسي والجامعي في مجالين يتطابقان مع دعوة الليبرالية الجديدة: "الأمر الأول يتعلق بطبيعة الدراسة التى تفرض على الطالب أن ينقطع نهائيًا للعمل وللمشرحة ولحفظ (استظهار) المادة النظرية، كما يمليها الأستاذ، ومن ثم فهو شخصية تتحرك، وفق نسق ثابت ومنضبط بأسلوب حديدى، يقتل العقلية النقدية لديه". يسفر نمط تدريس العلوم الطبيعية مجرد نظرات وقوانين يقينية ثابتة عن تناقض مع جوهر العلم المتطور باستمرار من خلال النفي الديالكتيكي، وطابعه النسبي . والأمر الثاني، حسب المثقف المصري البارز، أن الجامعي "يتخرج، ولا يكون درس شيئا من العلوم الإنسانية، معلوماته فى تاريخ مصر تتوقف عند حدود ما درسه فى الصف الأول الثانوى، وهو جد محدود، قد يتناسب مع صبى فى الخامسة عشرة من عمره، لكنه لا يكفى لتكوين وعى مواطن كامل، وكذلك فى الجغرافيا، فضلاً عن الأدب والفلسفة والدين وعلم النفس وغيرها، ومثل هؤلاء الطلاب بحكم الدراسة يتخرجون دون قراءة قصيدة لشوقى أو حافظ أو صلاح عبدالصبور، ودون الوقوف على رواية من أعمال نجيب محفوظ أو طه حسين، أو قراءة مسرحية من مسرحيات توفيق الحكيم، ودون الإلمام بالحدود الدنيا من المعارف والنظريات الفلسفية والسياسية الحديثة، فيكون هذا الطالب معرضا وجاهزا لأن يتم حشو ذهنه بالأفكار المتطرفة؟!". لتحدي ضيق الفق لدى خريجي الجامعات، ولمقاومة نهج التفتيت والتمزيق بات من صميم مهام التطور الديمقراطي الملقاة على التربية والتعليم التركيز على إشاعة التسامح واحترام الحريات والرأي الآخر، وقيام الثقافة بدور تعزيز مناعة المجتمعات العربية ضد التفتيت العصبوي والتركيز على التوجه القومي في مجالات الثقافة والاقتصاد والسياسة. يأتي في المقدمة الإقرار بحق المواطنة بغض النظر عن الانتماءات العصبية وتضمين مناهج التعليم مساقات تحث على التسامح واحترام الحريات وقبول الآخر. ان ترسيخ هذه القيم في الحياة الاجتماعية يجتث النزعات الانفصالية والتجزيئية، حيث يتغلب الانتماء للدولة وللإنسانية، وليس للقبيلة او الطائفة أو المذهب . بات واجبا على المدرسين وشغيلة الثقافة ان يقرروا لأنفسهم دورا أكثر تشددا، إن لم يكن ملتزما بعلاقة تشدهم بأنماط نقدية وعمل جماعي يتناول اهتراء نظم الديمقراطية ، وتشديد الخناق على التفكير الحر.كان المربي الفلسطيني خليل السكاكيني يردد منذ قرابة القرن ان واجب المدرسة تهيئة مناخات الحرية لكي ينشأ الطالب متمسكا بكرامته الشخصية وبكرامة الوطن. على المعلم في مدرسته أن يعي ضرورة تغذية المجتمع باضطراد احتمالات النقد الذاتي والعمل الجمعي ونماذج للمواطنة يلعب فيها الناس دورا جوهريا في النقاش النقدي والإشراف على المصالح العامة. وعلى التعليم ان يزود الطلبة ، خصوصا في الجامعات بالمعارف المتنوعة لتوسيع الأفق وتعميق التخصصات. ورغم انف القوى الظلامية التي تهدد العديد من المجتمعات حول العالم ، من الملح أن ينهض المثقفون والفنانون وغيرهم لرفض أي شكل من اشكال التطبيع مع القوة ، ومع الأفكار والنظريات التربوية العامة لليبرالية الجديدة، وان يلتزموا بالديمقراطية الراديكالية كمشروع تربوي ومثال لا يتوقف عن التطور. وسيكون التحدي سهلا إذا ما استطاع التقدميون وغيرهم إرساء الشروط التربوية التي من شانها ان تنتج إحساسا فرديا وجماعيا بالاحتجاج الأخلاقي والسياسي، إدراك جديد للنشاط السياسي، وللمشاريع التربوية اللازمة لأن تتنفس الديمقراطية من جديد. بمقدور المعلم الديمقراطي، بدون قرار سياسي، ان يقيم عملية التدريس على مبدا الحوار بدل التلقين والتحفيظ. وبالإمكان خلق مناخ ديمقراطي داخل المدرسة يشعر فيه الطلبة بالكرامة ويقبلون على التعلم برغبة في المعرفة وليس خوفا من العقاب. وليس صعبا ولا مكلفا ترقية التعليم الرسمي إلى مستوى التعليم الخاص في المعاهد الأجنبية المتناثرة في أقطار العروبة بقصد ترويج الثقافة العولمية لليبرالية الجديدة. . "غدت مهمة التربية تكوين عقل متجدد نحو تنظيم مجتمع متجدد في عالم متجدد. وأهم الوسائل لتحقيق الهدف هي مؤسسات التعليم والثقافة، ويمكن اختزالها في تنمية التفكير العلمي ومناعة الهوية الثقافية"، هذه بعض الوصايا النفيسة التي تركها خبير التربية المصري الراحل الدكتور عمار. إن توظيف التربية لأغراض التنمية تدخلها عاملا أساسيا في عملية التقدم الاجتماعي، حيث يرتبط بعلاقة عضوية جدلية مع مهمات تنشيط المجتمع المدني واحترام حقوق الإنسان بتعزيز قيم المواطنة وترسيخ سيادة القانون وتصفية العصبية، أيا كانت عرقية أو طائفية أو عشائرية ، باعتبارها تخل بحقوق المواطنة وامن الإنسان وانتمائه لكل أفراد المجتمع. وهذا يحل عملية التعليم مكانة محورية في السياسة والاهتمام الاجتماعي.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الليبرالية الجديدة تلقي أعباءً جساما على الثقافة الوطن
...
-
مؤتمر فتح السابع والفرصة المضيعة
-
فوز ترومب وصمت الميديا الأميركية
-
ثقافة- الغرب تقوم بدور تدميري يشمل جميع القارات
-
اكتوبر عظيم المجد
-
التوراة في ثقافة البرجوازية
-
بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان
-
مقامرة الاستيطان تضوي عبثية المراهنة على المجتمع الدولي
-
رصاصات التحدي .. فمن يرد التحدي
-
المقاومة الزراعية -تجربة رائدة في فلسطين المحتلة
-
تفجيرات نيويرك في ذكراها الخامسة عشرة
-
ليتهم يصغون إلى ما تجهر به المخابرات الإسرائيلية
-
تفجيرات نيويورك تدبير لتفجير النظام الدولي القائم (2من3)
-
تفجيرات البرجين التجاريين تدبير لتفجير النظام الدولي السائد
-
حلف استراتيجي مع داعش
-
من رحم واحد جميع انماط الإرهاب المقنع بالدين
-
إيران والفلسطينيون
-
إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقادة الأمنيين
...
-
إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقيادات الأمنية
-
تركيا وإسرائيل تمتثلان للاستراتيجية الأميركية
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|