|
مرة أخرى .. 6 كانون الثاني و جيش العراق
رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 16:03
المحور:
المجتمع المدني
( لا يمكن لأي جيش أن يكون وطنيا ما لم يكن مسلحا بعقيدة الدفاع عن حقوق المواطن أولا .. )
* ألأسس و المباديء التي تؤسس عليها الجيوش في العالم تجتمع في الدفاع عن الوطن و مواطنيه و ان يكون الجيش القدرة الوطنية التي تتمكن من مواجهة الازمات و المخاطر التي تواجه البلاد من الأطماع و العدوان الخارجي و الدفاع عن البلاد اوقات الحرب ومواجهة الكوارث الطبيعية و البيئية و التصدي لأخطارها و أثارها زمن السلم .. ومن مباديء تأسيسها ايضا ( ديمقراطيا ) ، أن يكون الجيش ( الوطني ) القوة الخاضعة لأرادة الشعب و ربط فعالياته بقراروارادة الشعب عبر برلمانات حرة و ليس بقرار حاكم مستبد أوحد أو أية سلطة ديكتاتورية من الديكتاتوريات التي ترى في الجيش قوتها الضاربة لقمع الشعب والهيمنة على قواه الوطنية فتجعل من الجيش مؤسسة قمعية من أهم أولويات مهامها حماية النظام الحاكم و رموزه و أداة تهديد و إبتزاز وعدوان على الآخرين .. ومن المؤسف ( و في يوم ما يعرف عراقيا بيوم تأسيس الجيش العراقي ) أن أعود مرة أخرى و أقول ، انه ليس في تأريخ هذا الجيش ( منذ تأسيس أول فوج له في 6- كانون الثاني 1921 و لغاية سقوط النظام الديكتاتوري البعثي الصدامي 2003 م) الشيء الكثير الذي يمكن للمواطن العراقي السليم الفكر و التفكير أن يفتخر به ، بل ان الكثيرون يرون انه من الأفضل شطب هذه الذكرى من ذاكرة المناسبات الوطنية العراقية وتحديد تأريخ اخرا من تواريخ مابعد عام (2003 م ) يمثل إعادة تأسيس الجيش العراقي على أسس و قواعد تختلف بمناهجها و مهامها و اهدافها الوطنية عن مجمل المسار الذي يشكل تأريخ جيش ( 6 كانون الثاني 1921 – نيسان 2003 ) . ما تمناه المواطن العراقي بعد سقوط النظام الصدامي الدموي و لا يزال يتمناه هوبناء جيش وطني ينتمي لعموم أبناء الشعب العراقي ، بإمكانه الدفاع عنهم و حماية حقوقهم باخلاص و من دون أي تميز عرقي أو مذهبي ، وليس جيشا يكون سلاحا بيد سلطة غاشمة تنكل بأستهتار بهذا و ذاك كيفما تشاء و ترغب .. جيش ، يمثل كل أطياف و شرائح الشعب و ليس قوة لحماية نفوذ ومصالح فئة أو جماعة تمسك بزمام السلطة والحكم .. جيش، يدافع عن الوطن و ليس أداةً للعدوان على الآخرين .. جيش ، بعيد عن السياسة و حلبات صراعاتها ومنافساتها .. بعيد عن الأنقلابات العسكرية و تصفياتها الدموية .. جيش محترف ومقتدر ، مسلح بثقافة و خبرة عسكرية راقية بقوانينها و اخلاقياتها في السلم والحرب .. جيش يقدس كل حي و كل شجرة في الوطن ، لا يسحق بجزمه الثقيلة الحيّ و لا يحرق بسلاحه غاباتها و بساتينها .. جيش لايرى فيه المتغطرسون من قادته في افراده عبيدا يسومونهم العذاب ويهينون كرامتهم الانسانية و يقودونهم قطعانا عمياء للموت الزؤام في مغامرات صبيانية غبية فاشلة لتحقيق أمجاد و شهرات فارغة و عاهرة .. جيش يحمي مال و عرض المواطن و ليس عصابات سلب و نهب و تخريب همجية جاهلية باغية .. جيش يتطهّرْ و يبريء ذمته من الجرائم المهولة التي ارتكبت بحق أبناء العراق بسبب إنتمائاتهم القومية والمذهبية و مطاليبهم المشروعة العادلة .. بالأعتذار عن إبادة أهالي مدينة هَلَبْجه ( حلبجة) وغيرها من البلدات والقرى الكوردية بالأسلحة الكيمياوية .. و يعتذرعن تدمير أكثر من (500) قرية كوردية وتسويتها بالارض ونهب ممتلكاتها وحرق بساتينها و تدمير مصادر المياه فيها .. يعتذر عن حملات التطهير العرقي ضد ابناء كوردستان الجنوبية والتي عرفت بحملات الانفال التي راح ضحية لها اكثر من ( مئة ألف ) إنسان كوردي .. و يعتذر عن حملات القمع الوحشية و الاعدامات الجماعية للمواطنين العزل ردا على انتفاضة الشعب العراقي سنة (1991 ) .. و الاعتذار عن حروبه وعدوانه على دول الجوار التي لم يفهم منها سببا واضحا سوى روح البلطجة والكراهية العنصرية .. و الأعتذار عن تدمير الأقتصاد العراقي و حملات تدمير البيئة العراقية الواسعة النطاق من كوردستان العراقية و الى العراق الجنوبي و أهوارها و بساتينها و غابات النخيل فيها .. والأعتذار للكورد الفَيْليّة ازاء سلبهم اموالهم وممتلكاتهم و الاعدام الجماعي لشبانهم ودفنهم في قبور جماعية لا تزال مواقع بعضها مجهولة ، و سوق وترحيل نسائهم واطفالهم و شيوخهم عبر حقول الألغام الى المجهول .. والأعتذار عن حملات ( منع التجوال ) في مدن كوردستان الرئيسية وارهاب سكانها باعدام من من تشاء في طرقاتها وميادينها رميا بالرصاص .. و الأعتذار من خدماته المشينة و اسناده و دعمه لنظام عنصري كان يفرض قسرا على ابناء القوميات العراقية من كوردوتركمان و اشوريين و كلدان و ارمن .. الخ ، تغيير انتمائاتهم القومية الى غير قومياتهم الأصلية .. و الأعتذار عن الكثير الكثير من جرائم اخرى لا تعد ولاتحصى اقترفها الجيش السابق ( العقائدي الصدامي بحق العراق و العراقيين و بحق غير العراق و غير العراقيين و التي لا تليق بسمعة اي جيش من الجيوش كقوى تمتلك روح الفروسية العسكرية و تدافع باخلاص وغيرة وطنية عن مصالح و سلام و امان و سعادة مواطنيها و أوطانها .. و ما نريده ايضا في هذه الذكرى .. جيشا يؤكد بسالته و كفائته بنبل و شهامة لا أن يتبخر فجأة بقيادة قادته و جنرالاته ( أمثال صدام والمالكي ) ساعة الشدة و الحسم ..!! ، نريده جيشا بأمرة قادة أكفاء و طنيين ، واعون ومثقفون و ملتزمون بكل قوانين وقيم العصر المدنية و العسكرية الحضارية ، و ليس جيشا يقوده حثالات عنصرية وطائفية من ذوي العاهات العقائدية و النفسية من شذاذ الآفاق وحثالات السياسة و المارقين المنافقين و صبيان العصابات الاجرامية .. نريده جيشا يكون سورا منيعا أيام المحن و أداة بناء و انتاج ايام السلم و ليس عنصر خراب و افلاس للبلد .. و أخيرا لا آخرا ، نريده جيشا يحترم الحقوق و الخصوصيات التأريخية و الجغرافية لأثنيات و قوميات المجتمع العراقي و أن يؤسس على هذا الأساس و يكون نصيرا حاميا و مدافعا عن تلك الحقوق و الخصوصيات القومية و يتصدى بحزم لكل ارادة أو قوى تنزع للأستبداد وتنكر تلك الحقوق ولا تعترف بها ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأرهاب وقوى العالم العظمى .. ملاحظات
-
خليفة داعش .. الخيبة والمصير
-
عيون ..
-
هذه الحياة ..
-
حكايات ..
-
أغان صامتة ..
-
في ساعة أرق ..
-
ثورة أيلول قالت ..
-
لا فلاح الا بالأصلاح
-
حكايتان
-
أغنية
-
ألحّرية .. ملاحظات يوميّة
-
ألواحات الكاذبة ..
-
دندنات ..
-
تساؤلات ..
-
بين اليأس و الأمل ..
-
مرة أخرى ، شيء عن الدكتاتورية ..
-
ملاحظات عابرة
-
مَلَلْ
-
البدايات و ... النهاية
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|