أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما بين المأساة والحقيقة أشواط حضارية كبيرة من التجسير العملي.














المزيد.....

ما بين المأساة والحقيقة أشواط حضارية كبيرة من التجسير العملي.


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 15:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو اننا حقا ندرك الحقيقة التي نحن عليها، والاسباب الحقيقية لشقائنا في هذا العالم العربي، او اننا ندرك الطريق الحقيقية نحو خلاصنا من مآسينا وأوجاعنا نحو طريق نهضتنا وحريتنا وكرامتنا، لو اننا ادركنا كل ذلك، لما كان ويكون هذا الوجع والمرض العربي المزمن الذي نعانيه، ليس من اليوم، وانما من وقت طويل طال عمره حتى هدّ كل اركاننا ومقومات عيشنا الكريم.
في الحقيقة نحن لا ندرك شيئا معتبرا من حقيقة الصورة الجامعة لهذا الوجع والاسى العربي من كل الجوانب جميعها تقريبا. ان ادراك الوجع او المرض او ادراك طريق الخلاص منه، يجعل الطريق للخروج قصيرا او ليس على كل هذا الطول والتطاول في الزمن الذي امتد علينا ردحا كبيرا من الزمن، وعشنا فيه ايضا ردحا طويلا من اجيالنا واعمارنا.
انا هنا كمفكر اخلاقي او اجتماعي لا استطيع ان اضع نظرية كاملة ومتكاملة للخروج من مأزق الحقيقة المرة الى رحابة الحقيقة المانحة لخيرنا وسلامنا، ومن الاساس لشفائنا من كل الامراض الاخلاقية والاجتماعية المعششة فينا منذ قرون عديدة. وانما صارت قناعتي ان الطريق التي كوّنت هذه المأساة العربية القرونية المتطاولة الوقت والاجيال، جاءت عبر تراكمات ممتدة ولا زالت مستمرة من قبول المرض الاخلاقي والاجتماعي، وبالتالي التحرك والعمل تحت وصايتهما وظلالهما؛ انها اجرائية يومية وشهرية وسنوية وحتى مئوية سنوية تصب في هذا التشكيل اللا اخلاقي واللاحضاري، حتى صرنا في حقيقة المرض والامراض والتشوهات والتراجعات التي نعيش دون ادراك حقيقي لها او قدرة على ابتكار العلاج الانساني والحضاري لها. ومن المؤلم جدا اننا كلنا ندعي ادراك الحقيقة وامتلاك الحلول والمعالجات، ولكن الحال كما هو دون تغيير او حتى تقدم منظور في الخروج من واقع التخلف والمرض والفقر والتراجع المستمر الذي نحياه لحظة بلحظة دون امل حقيقي او ثقة حقيقة بايقافه او توقفه يوما ما.
وبظني ان طريق التقدم نحو ادراك الحقيقة التي نعيش على ما عليها من سوء وتراجع لا يتوقف نحو ما هو أسوأ، يحتاج على الجهة المقابلة لما ذكرناه اعلاه، الى اجرائية مختلفة او تسير نحو عكس مراكمة الجهل واللاوعي والتخلف الانساني على اكثر من صعيد، وهذه الاجرائية المعاكسة عمادها هو المراكمة الايجابية الانسانية على شتى الصعد خصوصا ذات الاهمية الكبرى وذات الاولوية في الاجتماع الانساني سواء على صعيد بناء الانسان الصحي والاجتماعي او بناء ادراكه الاخلاقي والثقافي والمعرفي وتطوير قدراته التفاعلية الفاعلية ضمن دوائر عيشه وتواجده الانساني سواء في السياسة او الاقتصاد وعموم الاجتماع. انها اجرائية تراكمية وايجابية تدرّجية ولو اخذت مدى زمنيا وجيليا طويلا ليتشكل فيما بعد ذلك التطور الحاصل شيئا فشيئا على صعيد القدرة على ادراك حقيقة المأساة العربية الشاملة من المحيط الى الخليج، ومعرفة مكامن اسبابها الانسانية والحضارية، ليتمكن فيما بعد الفعل الانساني العربي والمتجه بشكل حضاري الى الامام من وضع تصوره ويده على تلك الحقيقة ومكامنها السببية، وبالتالي لتتشكل القدرة الحقيقية على تصور ومعرفة الطريق نحو الحضارة العربية والانسانية التي يتمتع في ظلالها الانسان العربي بحريته كإنسان وبقدرته على الانبثاق وصنع نفسه ومجتمعه على تنوعه بطريقة كريمة ومتفاعلة لا ظلم فيها ضمن المرجعيات الاخلاقية والانسانية الحاكمة والضابطة وضمن ادوات المراقبة والمتابعة العدلية في القانون والسياسة والاجتماع لتحقيق ذلك العدل النسبي الذي يرنو اليه العرب اجمعون في خلدهم وضمائرهم، ولكنهم عاجزن عن ترجمته واقعا معاشا بسبب عمق التشوهات الحاصلة في جوانب حياتهم المختلفة وفي انفسهم على وجه الحقيقة ليس من اليوم او من حقب زمنية او جيلية قريبة، وانما من حقب زمنية وجولات قرونية طال امد عمرها علينا في الادواء الانسانية المشتركة التي تتكرر حيثما وجد التخلف والتراجع وهي هنا المرض والفقر والجهل.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرن من الزمن على تعثر نخب فلسطين السياسية
- فتح : أوضاعنا الداخلية أهم من مساعينا الدبلوماسية!
- الخوف المستقبلي: أمراء حرب في المناطق الفلسطينية!!
- النموذج السوسيولوجي في معالجة النخب السياسية الفلسطينية
- النخب السياسية الفلسطينية كجزء من مشكلة مجتمع متفاقمة
- هل ستفوز حماس في الانتخابات المحلية؟
- لماذا ترفض إسرائيل في البداية إجراء تبادل للأسرى ؟
- النخب السياسية الفلسطينية بعد النكبة والنكسة حتى عام 1988.
- جاهلية وفساد النخب السياسية الفلسطينية قبل عام 1948
- تعثّر رؤية النخب السياسية الفلسطينية بمرجعية أوسلو
- خلل البنية الإنسانية في فلسطين وسلوك النخب السياسية الفلسطين ...
- علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية
- فلسطين: تعالوا بنا نبدأ من البلديات والمجالس المحلية
- تركيا... شكرا للمدرسة الغنوشية
- عسر النهضة وتطرف الحالة!!
- سوسيولوجيا الانقسام والشجار في فلسطين المحتلة
- تشوّه فلسطيني عام بعد أوسلو
- ضياع هيبة السلطة والثقة بها !
- في عاجلية ضرورة إيقاف زوال قضية فلسطين؟
- أعيدوا الاعتبار لوحدة القضية الفلسطينية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما بين المأساة والحقيقة أشواط حضارية كبيرة من التجسير العملي.