شيماء الحسني
الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 12:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد غاب البعد الوطني عن أشياء كثيرة في العراق ، البعد الوطني الذي أصبحنا نفتقده ونبحث عنه ولا نجده في التعليم والثقافة وفي الفن والادب في الإعلام في دوائر الفكر وصناعة الرأي في الأحزاب في الجامعات في القيادات في المؤسسات في الرياضة في الكبار والصغار في كل مكان ، تلاشى البعد الوطني من وجداننا ومشاعرنا بل ومن حياتنا كلها بل وأصبح شيئا من الماضي البعيد نتذكره ونتحسر عليه ، كانت البداية مع الإختراق الثقافي والغزو الفكري الوافد إلينا من وراء الحدود والذي ضاعت معه هويتنا ومعالمنا كمجتمع حتى لم نعد نعرف من نحن ولا ماذا نريد ولا إلى أين يتجه بنا المسار نحو المستقبل ؟!
أصبحنا نعيش من يوم ليوم بلا هدف يجمعنا كعراقيين ، إذا كان هذا هو ما تفعله العولمة بالمجتمعات فإننا لم نكن في مواجهتها وحدنا ، ولكنها لم تفعل في غيرها مثل ما فعلت بنا ، لم نجعلهم يتنازلون عن لغتهم وثقافتهم وإنتمائهم وعن إرتباطهم بأوطانهم كما حدث لنا ، عندما يجد الشباب العراقي مستقبله في الهروب والهجرة من الوطن وليس البقاء فيه والمشاركة في صنع مستقبله بالعرق والدم ، التدويل بمفهومه السلبي لم يترك لنا مؤسسة تعليمية او ثقافية او علاجية اوخدمية واحدة في هذا البلد ، إلا وترك بصمة عليها وإنحرف بها عن مسارها الوطني الذي كانت فيه ، غابت الجهات المسؤولة عن إيجاد حد لهذه الفوضى وتركت الحبل على الغارب لم تقم بدورها ولم تؤدي رسالتها للشعب وتركته يغرق وكانت النتيجة في ما نحن فيه الآن من ضياع ، أما عن الحل والعلاج ، فلا اتصور إن ما ضاع في سنين سيعود في شهور او إن ما ضاع على يد الدولة سوف يعود على ايدي المثقفين وحدهم ، المهمة ثقيلة والطريق شاق وطويل والأسوأ من هذا كله هو إنه لا توجد نقطة بداية !! .
#شيماء_الحسني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟