أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري














المزيد.....

داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 15:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


داود أمين
الوردة المعطرة باليسار السومري


تقع مدينة الناصرية جنوب العراق ، قريبا من أمكنة الضوء الأزلية وتلك الهالات المؤلهة بالأساطير ودمى الطين حيث مدينة أور واحة الحلم السرمدي لمن تخيلوا الخبز قبل الجنة والنواح قبل الموسيقى ، فكان للناصرية التي جاءت من أطياف مدحت باشا وإمضاء ناصر باشا السعدون أن تقف على قدميها لتكون حاضرة عولمية للأشياء الخمس الرائعة الشعر والفقراء والخبز والشهداء والغناء .
هذه المدينة تشرفت لتكون حاضنة اليسار الأول في ميزوبوتاميا عندما جاءها يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ليشتغل عاملا قي ماكنة ثلج طوبيا ومن ثم يؤسس أقدم الأحزاب العراقية ( الحزب الشيوعي العراقي ) . ومن يومها أنتمى حلم هذه المدينة لتلك المشاعر الهائمة في تخيل رؤيا العدالة والسلام والحرية والاشتراكية مثلما يتخيل الأمير السومري أور ــ نمو صعود زقورته الى العلا لتحقق أحلام سومر في بلوغ مجد فقراءها في منافسة الالهة من اجل صناعة الحياة الرائعة بين سكان مدن الطين والصرائف وسوابيط القصب.
تلك مقدمة مقال قديم في استذكار المونليزا الماركسية ــ السومرية ( أنسام أمين ) اخت صديقي داود امين ( 1948 ــ التنومة البصرة ) الذي عاش في تفاصيل حلم المدينة بطموح يساري صلب كلفه ان يطارد ويعتقل ثم يختار المنفى كمهنة شاقة كما وصفها الشاعر الشيوعي التركي ناظم حكمت والتي اظن ان ابي نهران كان ولم يزل يحفظ الكثير من قصائده كما كان يحفظ قصائد البياتي وعبد كوران ومايكوفسكي وتوفيق زياد .
لم ار ابو نهران من سنين طوال بعد ان كنا نلتقي مرارا في مقهى الروضة في دمشق ، وسوية نستعيد ذكريات المدينة وليل منطقته الاسكان ورفاقه في الامس البعيد الذي تفرقت بهم المنافي حيث صار منفاه الدنمارك وهناك استقر حالما بالعودة الى بلاد سومر ولها كان ينتج قصائد دافئة وقصصا طفولية تحمل المعنى الاوسع لجمال الحياة وهو ما صار يعلمه للاطفال الدنماركيين والمهاجرين .
في ذكريات مقهى الروضة يسكنك في عاطفة ابي نهران شجن الحديث عن الجنوب والذكريات ويفيض منه خيال توقعات ما سيحدث بشرقنا العربي ، حتى انه اراد ان يبيع بيته الذي يملكه في جرمانا لانه كان يرى ان المشهد الشامي سيعيش ازمة حربه مع داعش والمعارضة المسلحة .
هو بوجهه المحمر طيبة وازمنة شاقة من دروب طويلة بين جبل ووادي ومقاهي مدينته الاليفة في محبة انتماءه اليها يعيش تألق روحه في الاستذكار ويمتلك الذاكرة الخصبة والندية والمتسامحة وهو ما يميز داود امين في ان نبض قلبه يتوافق تماما مع ملامحه وابتسامه وحضوره الجميل بين جلاسه واهله واصدقائه.
داود أمين الذي تصنعه رقة العاطفة وجمالية الروح واناقة المظهر ، هو واحد من الوجوه المضيئة في مرايا اليسار السومري .
نبتعد ونلتقي دوما ، فحين ذهبت ايام الشام وذكريات مقهى الروضة التقينا ثانية في الملتقى الاول لمهرجان المدى الادبي في اربيل وهناك احتفى المدعويين من ابناء الناصرية بداود امين لنسجل مع طلته المشرقة حضورا ثانيا لذكريات حلم وجمالية ازمنة تؤشر في مدى استعادة الوجوه تلك الروح الطرية والطيبة الذي عاش لينسج ثوب مودته مع قناعته وما انتمى اليه.
هذا الانتماء وتلك الشخصية الجنوبية التي تدعى ( داود أمين ) تمثل في حضورها وخصوصيتها بعضا من التأريخ العريق لمدينتنا ، اختلفنا معه أو اتفقنا ، هو ذاكرة وقامة مثلت حضورا وصلابة وطيبة عبر ازمنة عاشها بحلوها ومرها متكئأ على ايمان غريب يسكن قلبه منذ صباه وطفولنه :اخترت نافذة الضوء تلك وسأبقى أتأمل منها دوما .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء
- قصة الناصرية مع فيدل كاسترو
- منقبة في حفلِ لأم كلثوم ( أروح لمين )
- الموصل ثلاثية الخوف من المجهول
- شيءٌ عن المندائية العراقية
- داعش ( ماما زمنها جاية )
- صَبةُ النبيُّ يحيى وصبةُ الكونكريتْ
- بعشيقة ترنح بكأسكَ وانتصر...
- بيت فالح 4 شهداء ولم يتهدم
- فندق نينوى اوبروي ..ذكريات بطعم الموصل
- أزياء وغناء في فندق شط العرب
- البصرة حضارة الغناء وعروض الازياء
- شهرزاد ، لاكر ، فريدة ( أحلام أميرات البيرة )


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري