أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي















المزيد.....


22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 23:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي
ضياء الشكرجي
[email protected]o
هذه هي الحلقة الثانية والعشرون من مختارات من مقالات كتبي الخمسة في نقد الدين، حيث سنكون مع مقالات الكتاب الثاني «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة». وستكون هذه الحلقة استثناءً قصيرة نسبيا، وهي عبارى عن مشروع مقالة أريد لها أن تنشر باسمي المستعار تنزيه العقيلي.
العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي
المؤمن اللاديني بحسب فهمي هو من يجمع بين عقلانية اللاديني المادي، ذي النزعة الدنيوية، وروحانية المؤمن الديني، ذي النزعة الأخروية. لكن روحانية المؤمن اللاديني، الذي يعتمد الإيمان العقلي/الفطري، ليست روحانية غارقة في الغيبيات، بل هي روحانية عقلانية، أو لنقل هي عقلية/فلسفية في الفكر والنظرية، وعقلانية/واقعية في الممارسة والتطبيق. كما إن الحديث عن النزعة الدنيوية للمادي لا يجب أن تكون بالضرورة بمعناها السلبي الديني، بل وحتى بالمعنى السلبي من وجهة نظر الأخلاق، بحيث تنتزع النزعة المادية من صاحبها القدرة على التحليق الروحي في الجماليات، سواء المحسوسة أو المعنوية، والتحلي بالنزعة الإنسانية، بل المقصود بالدنيوية واقعية التعاطي مع الواقع، وليس بمعنى الاستغراق في الأنانية. فالإنسان في محتواه الداخلي ذو بُعدين؛ بُعد العقل والفكر والذهن والمنطق والرياضيات والفلسفة من جهة، ومن جهة أخرى بُعد الروح والنفس والعاطفة والخيال والأخلاق. ولنسمهما العقل والروح، أو العقلانية (rationality)، والروحانية (sprituality). ولكل منهما معنى مفهومي مطلق، ومعنى مصداقي نسبي. فالمعنى المطلق (المفهوم) إنما هو حصرا في عالم التجريد، والمنعكسة كصورة في الذهن، أما في عالم الواقع الإنساني، عالم ما خارج التصور الذهني، فمن غير شك لا نجد إلا المعنى النسبي (المصداق)، ولذا فالمفهوم المطلق واحد، والمصاديق النسبية متعددة. وهنا أستعير من القرآن نصين، تألق فيهما المؤلف؛ النص الأول هو: «قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌم مِّثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ»، مهملا ذيل الآية «قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌم مِّثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وِاستَغفِروهُ وَوَيلٌ لِّلمُشرِكينَ» والنص الثاني «يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحاً فَمُلاقيهِ». بالنسبة للنص الأول لا يهمنا ذيل الآية التي خدشت من جمالية ما قبلها، ألا هو قول المؤلف: «وَوَيلٌ لِّلمُشرِكينَ»، لأن لاهوت التنزيه يأبى أن تكون عقيدة الإنسان مبررا لعذاب الله، كما لا يهمنا مطلعها بقوله: «قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِّثلُكُم يوحى إِلَيَّ»، إلا إذا فُهم من الوحي غير معنى دعوى النبوة وتلقي الوحي من الله، بل بمعنى إيحاءات وتأملات العقل وتألقات الروح، بل الذي يهمنا من النص عبارة «أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ». ففي كلا النصين؛ في نص «إِنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ»، وفي نص «يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحاً فَمُلاقيهِ»، نستوحي أكثر من معنى جميل، أوردها كالآتي:
الله وحده المطلق، ويبقى الإنسان يمثل وجودا نسبيا، لكنه يمتلك القابيلة على السير التكاملي باتجاه المطلق دون بلوغه، لاستحالة تحول النسبي إلى مطلق، فهو أي الإنسان «يستقيم [في سيره] إلى الله»، و«يكدح إليه» في مسيرة تكاملية في خط الاستقامة؛ هذه الاستقامة النسبية التي ليس من ضمانات ألا يعتريها شيء من الاعوجاج والانحراف عن الخط المستقيم، بسبب عناصر الضعف المتأتية من حدوث حالات من ارتفاع منحنى النزعة الأنانية للإنسان المستقيم، وحالات هبوط لذلك المنحنى، مما يستوجب مواصلة التصحيح في كل مرة؛ هذا التصحيح المعبر عنه بعبارة «وَاستَغفِروهُ»، وذلك عبر إبقاء الضمير حيا ومتوقدا ليمارس الإنسان بواسطته الرقابة الذاتية، التي تصطلح عليها الأدبيات الدينية بالتقوى والورع والنفس اللوّامة. فالإنسان كما يعبر القرآن أيضا مخلوق من جهة من (طين) الأرض، ومنفوخ فيه من جهة أخرى من (روح) الله، وذلك حسب النص القرآني: «... وَبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طينٍ، ... ثُمَّ سَوّاهُ وَنَفَخَ فيهِ مِن رّوحِهِ ...». فكون الله «بَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ مِن طينٍ»، [دون اعتماد قصة خلق آدم وحواء، إلا على مستوى الرمزية] أي من مادة الأرض، تعبير عن البعد المادي في الإنسان، وكون الله قد «نَفَخَ فيهِ مِن رّوحِهِ» تعبير عن البعد الروحي فيه. من هنا أقول عسى أن يكون الإلهي اللاديني هو القادر أكثر من غيره على أن يعيش الروحانية، دون الغلو بها إلى حد الوقوع في الهلوسة الغيباوية، وأن يعيش العقلانية، دون أن تحوله عقلانيته إلى حالة من الجفاف والتصحر الروحي. [استشهادي بنصوص قرآنية هنا، ليس من قبيل اتخاذي للقرآن مرجعية لي، بل للإشارة بكل تجرد وموضوعية إلى مواطن التألق فيه، رغم الإيمان العميق بوجوب تنزيه الله من نسبة أي من الأديان وكتبها (المقدسة) إليه، تألقت آيات جماله، وتقدست صفات كماله، وتنزهت محامد ذاته.]
إضافة لم ترد في الكتاب:
وقد أشرت في مواقع أخرى من كتبي إلى موضوع آخر ذي علاقة، أذكره هنا بإيجاز، وهو إن المعنى المستوحى من «يا أيها الإنسانُ إنك كادحٌ كدحاً إلى ربِّك»، ومن «فاستقيموا إليه واستغفروه»، يسري حتى على اللاإلهي الشائعة تسميته بـ(الملحد)، ذلك من خلال استيحاء معنى نسبية صفات الكمال الإنسانية فيه، وسعيه للتحرك نحو المُثل العليا المطلقة، وهو مدرك استحالة بلوغ المطلق، ولكنه مدرك أيضا مسؤوليته أن يتدرج كادحا نحو تلك المُثل، ويجعل حركته باتجاهها، وإن كان مدركا أنه لن يبلغها، فهي قبلته التي يستقبلها في مسيرته التكاملية، عبر مزاولة المراجعة ونقد الذات والتصحيح المتواصل لما يعتري مسيرته من إخفاقات، أو حالات بعض اللاانسجام من جهة بين ما يؤمن به من قيم ويحاول تجسيده، ومن جهة أخرى بين ما يبتعد فيه عن تلك المثل قليلا أو كثيرا، بسبب عناصر الضعف التي تعتريه، حيث يمارس التصحيح والتدارك عبر وازع الضمير، أو ما يصطلح عليه قرآن محمد بالنفس اللوامة. فالإلهي يتخذ الله قبلة له يكدح تكامليا باتجاهها، والإنساني اللاإلهي يتخذ من المثل الأعلى، كقيمة في عالم المثال، كأن يكون ذلك المثل ما يسمى بالـHumanism، فيتخذه هو الآخر قبلة يكدح تكامليا باتجاهها.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 21 كم أفلحت وكم أخفقت الأديان في تنزيه الله؟
- 20 خاتمة ومقدمة وبطاقتي كإلهي لاديني
- لا حل إلا بالعلمانية
- خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة
- لو عاد المالكي لقتل آخر أمل للعراق
- 19 الإشكال الأخير على أدلة وجود الخالق والخلاصة
- 18 الإشكالات على أدلة وجود الخالق
- 17 الإيمان والإلحاد واللاأدرية بتجرد
- 16 من المذهب الظني إلى التفكيك بين الإيمان والدين
- 15 صلاة المسلمين الظنيين وإشكالية الشهادة الثانية
- 14 الحلقة الخامسة للمذهب الظني
- 13 الحلقة الرابعة للمذهب الظني
- 12 الحلقة الثالثة للمذهب الظني
- 11 الحلقة الثانية من المذهب الظني
- 10 المذهب الظني كحل بين احتمالي إلهية وبشرية الدين
- 9 الدين واجب أم ممكن أم ممتنع عقلي
- 8 لا تلازم بين الإيمان بخالق والإيمان بدين
- 7 العقائد الدينية والمعقولات ومستوياتها
- 6 مصادر المعرفة والمعقولات الثلاث والدين
- 5 المرجعية للعقل في مبحث الإيمان وليس للدين


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - 22 العقلانية والروحانية لدى كل من الديني واللاديني والمادي