قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 15:05
المحور:
المجتمع المدني
الثقافة الداعشية ..
ليتك تُحرقين ، ماذا كنتِ تفعلين هناك ؟ هكذا كتب بما معناه ، أحد "ابطال" موقع التواصل الإجتماعي ، للشابة التي قتلها الداعشي في هجومه على ملهى ليلي في اسطنبول .
وللتذكير، فقد قُتلت فتاة من مدينة الطيرة( مدينة فلسطينية في اسرائيل ) ،في منطقة المثلث الجنوبي ،وأُصيبت صديقتاها بجروح، بينما نجت فتاة رابعة دون اصابات جسدية تُذكر، من المذبحة في الملهى الليلي ، ليلة رأس السنة الميلادية . ولا حاجة للحديث عن الصدمات النفسية ،فهي جروح لا تندمل .
الفتيات الأربع في العشرين من أعمارهن ، شابات يافعات في مقتبل العمر ،قررن أن يسافرن الى اسطنبول لقضاء بضعة أيام . وأحسبُ بأنهن قد أنهين الدراسة الثانوية لتوهن وأرَدْن الاستمتاع ببضعة أيام ،بعيدا عن ضغوطات الدراسة وربما استعدادا لقابلات الأيام، من دراسة جامعية أو البحث عن عمل .
والحق الطبيعي لكل إنسان على وجه الأرض، أن يأخذ قسطا من الراحة للترويح عن النفس ..لكن ، أن تخرج أُنثى في سياحة وتحتفل كباقي خلق الله ، فهذا لا يجوز في الثقافة الداعشية . وبناءً عليه فهي وفي حال تعرضت للقتل بأيدي مجرمين ، فهي المذنبة وتستحق كل اللعنات التي يصبها الداعشيون على رأسها .
والمقصود بالثقافة الداعشية في هذه العُجالة ،هي تلك الثقافة التي تُحرّم على الأنثى كل مباهج الحياة ، لأنها أنثى يجب أن تحبس نفسها بين أربعة جدران مملكتها ، المطبخ طبعا، لكي تقوم على شؤون بطن زوجها ، وتحضير كل ما يشتهيه من طعام ، كما أنها مطالبة بإشباع رغبته الجنسية، كلما أراد ذلك ..وإلا فهي "فلتانة" إن لم تكن عاهرة !!
ماذا كنتِ تفعلين هناك ؟!
مقولة تُعبر عن تذنيب الأنثى في كل ما يحصل لها .. وضحية التحرش هي المجرمة ، وضحية الاغتصاب هي المذنبة ، وضحية العنف الأسري هي المذنبة ... حقاً ماذا كنتِ تفعلين خارج جدران زنزانتك ؟!
هل ترغبين بالمرح ؟ ممنوع طبعا ..إياك أن تفكري مجرد التفكير في ذلك ..!!
هل ترغبين بالاستمتاع برفقة صديقاتك ؟ ماذا جرى لعقلك ؟ هل جُننتِ؟
وهل ؟ وهل؟ وهل؟
تذكري دائما ..!! ما أنتِ سوى فَرْجِ يسير على قدمين !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟