ماري مارديني
الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 15:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من ليس علينا فهو معنا
هي عبارة تنبع من نفس نقية و تدل على العقل المتفتح و النفس الصافية و تهدف الى احترام الاخر بتسامح و بنفس الوقت تقبل للاختلاف فهي دليل رقي بالتعامل مع الغير و دليل حسن النوايا. و هي بحد ذاتها تتضمن مبدأ و فكر تربوي بالعلاقات بين الناس سواء بشكل فردي او بشكل اداري
تقابلها من الجهة الأخرى عبارة تعبر عن النوايا و الظنون السيئة و عن عدم تقبل الاخر و كذلك تعبر عن عدم الثقة بالنفس او العمل و هي مليئة بالعدوانية و الكره للاخر و هي عبارة يتكرر سماعها و قرائتها بجرائد ومحطات و جهات عربية و كذلك من قبل إدارات و افراد لا يملكون فكرا متفتحا و لا تحرر ثقافي و هي مبدئهم أيضا و تلك هي عبارة من ليس معنا فهو علينا
بمجرد المقارنة بين العبارتين يتضح الفرق بالثقافة و بأثر كل عبارة على العامل بها و المتلقي لها والناشئ عليها . فالنفس التي نتطلق منها كل من العبارتين تختلف تماما من حيث المبدأ و الأسلوب و الهدف و النمط التربوي الذي تلقته تلك النفس في بيئتها و مجتمعها .فكيف حكم الفرد على الاخر انه ان لم يكن معه فهو ضده و وضع النية السيئة مباشرة و وضع الاتهام لغيره بأنه ضده و تعامل معه وفق ذلك المبدأ دون المعرفة, أهو التعصب و الاحكام المسبقة او الأهداف السيئة نحو الاخر, بينما عبارة من ليس علينا فهو معنا لا تتهم الاخر و لا تشير لنية سيئة و لا الى عدم ثقة بالنفس و لا تهدف الى اساءة بالظن او اتهام الاخر طالما ان الاخر بحاله
فعبارة من ليس علينا فهو معنا تنطلق من بيئة نقية و من عقل غير متطرف و لا تحكم على الاخر و لا تسعى للفرض على الاخر و اجباره على ان يكون مع حتى لا يتم تفسيره انه ضد فهي دليل حرية و تحرر فكري و ثقافي و رقي اجتماعي
في كلا العبارتين المفردات هي ذاتها الا ان الترتيب المختلف بها يشير الى الفرق بين المدلول و المضمون و الأسلوب و الهدف و المبدأ و الأثر و البيئة مما يشير الى الفرق بطريقة التفكير و التعامل السائدة بالبيئة المنتجة لكلا العبارتين و المتأثرة بهما ,و يشير الى مستوى الفكر ,و كذلك يشير الى رقي الروح و سموها في عبارة من ليس علينا فهو معنا فهي عبارة غنية بالديمقراطية و التحرر و الحرية مما يفتح المجال للتعدد و التفتح الثقافي و التطور و التحرر الانساني و الاجتماعي و الفكري و التحضر و الرقي بالمجتمع
#ماري_مارديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟