أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - في الحوار ترتسم صورة الوطن














المزيد.....

في الحوار ترتسم صورة الوطن


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 10:10
المحور: حقوق الانسان
    


بين فترة وأخرى أطالع هنا وهناك ما لا يمت للمعرفة بصلة، وفي شكل مقالة تنسكب عبارات سوقية تخلو من أية فكرة مفيدة ، إلا إذا اعتبرنا الشتائم أفكاراً،فينتابني ألم وتطغى علي موجات من يأس ، تتناسب طرداً مع ادعاء "المقالة" الدنو من القضايا الكبرى،وطنية كانت أو إنسانية.

هناك من أجد نفسي مختلفاً معه بشكل شبه كلي في مستقبل سوريا وراهنها وسبيلها إلى الحرية ، لكن هذا يحدوني إلى التأكيد على حقه في إيصال رأيه ، و أرى أن من يساهم في ذلك يكون يقدم خدمة للقارئ عموما وللسوري خصوصاً، تساعد هذا الأخير على معرفة مجمل الأفكار والآراء التي تتعلق بوطنه ومستقبله، ومن أصحابها على حقيقتهم وبألسنتهم ، وإذا كان على أي منا أن يختار تأييدهم أو إدانتهم ، فليكن هذا أو ذاك من فمهم ، وقد جربنا سياسة التعتيم وإخفاء الرأي الآخر ،ولم نحصد سوى الخيبات المتلاحقة.

يتجاوز الأمر في نظري مسألة الخصوم إلى الأعداء، فمعرفة العدو ضرورية كمعرفة الذات، في الفكر كما في الميدان، ونحن مدينون لمن كتبوا عن أعدائنا ، بالقدر عينه لمن كتبوا عن أصدقائنا، فكيف حين يتعلق الأمر بوجهات نظر، أصحابها مواطنون سوريون ،شئنا أو أبينا؟.
ليس من حق أحد احتكار الوطن ، أو طرد سواه منه ،لمجرد انه ارتأى ذلك تحت هذه التهمة أو تلك، لأن من واجب وحق كل مواطن ،وهذا ما يقره كل دستور ، أن يكون له وجهة نظر في راهن ومستقبل وطنه.

الاتهامات والشتائم والسخرية من الأسماء والأشخاص ، منطق هش المضمون ،إن لم يكن فاقد الجوهر كلياً ، وأسلوب بالغ الرداءة والانحطاط معرفيا وأخلاقياً وسلوكياً، والارتقاء بالخطاب حتى يبلغ الحوار ، يقتضي التوجه إلى الأفكار ومناقشتها ، وطرح أفكار بديلة ، مدعومة بالوقائع والبراهين، وإلا فما أسهل تناول الأسماء واللعب عليها طويلاً في ميدان الاتهام والسخرية، ومن المفارقات أن الغارقين في هذا المستنقع وهم قلة لحسن الحظ ، ينسون أنهم أُلبسوا كغيرهم أسماء لم يسألوا عنها ، وربما هي أكثر قابلية لنهجهم الرديء،وربما لا يعرفون أن أصحاب الذوق الرفيع لا يردون بالمثل ترفعاً وليس عجزاً كما يتوهمون.

ليست أجهزة القمع المعروفة وحدها تنتهك حقوق الإنسان، فهناك صورتها الأخرى ، المتجسدة في الإرهاب الفكري،حيث هذه لا تقل انتهاكا للإنسان وحقوقه مواطنا كان أو أجنبيا، ولهذا شرف للكاتبة أو الكاتب أن يبحث عن الأفكار والوقائع على اختلافها وتنوعها ،وأن يعمل بمطلق الأمانة على تقديمها للقارئ ليمحصها ويفرزها ويحدد موقفه منها ومن أصحابها.
أما الاتهام و الشتيمة والطرد تحت وابل من أحكام القيمة وبدون برهان ولا كتاب منير ،بدون قرائن وإثباتات، فأمر بمنتهى السهولة والسخافة، وليس أصعب من الحوار إلا الارتقاء به شكلا ومضمونا ،أي فكرة وأسلوبا.

المطلوب رفع مستوى الخطاب في الشكل والمضمون حتى يبلغ مستوى الحوار، وحتى يعطي القارئ بعض الفائدة ، وكي يمنح جميع الأطراف ما يليق بالإنسان من الاحترام.
إن سوريا التي نريدها حقاً ، وعينا ذلك أو لم نعه ، ترتسم ملامحها شيئاً فشيئا في حواراتنا ، فلتكن هذه بخطوط زاهية وحازمة في الوقت نفسه ، وبريشة تحدوها مشاعر السمو والصدق والمحبة.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً
- خله يطلع -علشان نشوفه-
- آن لسوريا العظيمة
- من ذاكرة الراهن (5)
- عبد الحليم خدام في بلاد الحرية
- من ذكريات الراهن 3
- من ذاكرة الراهن 2
- من ذكريات الراهن 1
- فرسان الحرف وملوك القتل
- قوس القزح
- غاب القمر
- شهب عابرة
- هوى خلته مات
- الخريف الأوسع صفاقةً
- أنا القتيل أم قاتلي؟
- الجريمة سياسية والتقرير والحل والنتائج أيضاً
- أوباش وحثالة أم مضطهدون؟
- ماذا يشعر السوري وهو يقرأ بثينة شعبان؟
- لا وطن بلا حرية


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - في الحوار ترتسم صورة الوطن