أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال















المزيد.....

ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في مطلع الستينيات بدأت الثورة العلمية التكنيكية، في جميع المجالات، الحوسبة، الاعلام، الاتصال وأجهزة التحكم، واستخدام أنواع الطاقة، على نطاق واسع، وإيجاد تكنولوجيات جديدة مثل تكنولوجيا الليزر وغيرها وغيرها. كل هذه الاكتشافات والامكانيات الجديدة وسعت كثيراً امكانيات العمل، واعدة بتوفير هائل في المجهودات الذهنيه والنفسيه والبدنية.
لقد أدت الثورة العلمية التكنيكية الى تطوير قدرات العمل وزياده دوره في تطوير الانسان بوصفة القوه المنتجه الاساسية، وفي تحسين الاشكال الاجتماعية لتنظيم العمل وتقوية تخصصه وزيادة انتاجية العمل الاجتماعي.
وأدت الثورة العلمية التكنيكية والمعلوماتية الى تغيرات عميقة في طابع العمل، بالاضافة الى انعطاف نوعي في التقسيم الاجتماعي للعمل، إذ أدت هذه الثورة العلمية الى ازدياد دور التخصص التكنولوجي والتفصيلي.
مثلا ً في صناعة السيارات في الولايات المتحدة الامريكية، حيث توجد الشركات الأم الكبيرة، شبكة واسعة من المصانع المشتركة المختصة بصنع قطع معينة. وهذه العلاقات المتبادلة بين الاحتكارات الكبرى والمصانع المشتركة أدت الى هيمنه الاولى على الثانية هيمنة شاملة عن طريق فرض أسعار المنتج بالإكراه وتحديد أحجام الانتاج وسائر جوانب نشاطها الانتاجي. وهذا التخصص في الانتاج يجري ليس فقط بين الاحتكارات والمؤسسات بل أيضاً بين بعض البلدان الرأسمالية. وهكذا في هذه المرحلة يجرى تقسيم دولي للعمل الذي هو درجة عليا في تطوير التقسيم الاجتماعي الاقليمي للعمل.
وهذا يؤدي الى استغلال البلدان النامية من قبل الدول الرأسمالية المتطورة والشركات المتعددة الجنسيات. ولذلك يتوقف إقتصاد البلدان النامية على استيراد أحدث المنجزات التكنيكية والتكنولوجية والمعارف العلمية والمعلوماتية، التي يتوسع استخدامها أكثر فأكثر في هذه البلدان، إلا أن إعدادها وإنتاجها يجريان في البلدان الصناعية المتطورة.
إن الدول النامية عندما تستخدم مستحدثات الغرب التكنيكية تنخرط في التقسيم الرأسمالي العالمي للعمل ليس كشركاء متكافئين، بل على الأكثر كتوابع اقتصادية تكنيكية.
إن الثورة العلمية التكنيكية إذ توسع إمكانيات النمو الإقتصادي، في البلدان النامية تعمق في الوقت ذاته الهوة بينها وبين الدول المتطورة.
ويتأثر في تقسيم العمل بين البلدان المتطورة والنامية بحالات الركود والانتعاش في الاقتصاد الرأسمالي العالمي. بالاضافة الى ذلك تواجه الرأسمالية تناقضا بين العمل كوسيلة للمعيشة وبين العمل كوسيلة لتلبية الحاجات الاجتماعية. ويتجلى هذا التناقض في أن القدرات الهائلة للتكنيك والتكنولوجيا تستخدم مباشرة ليس لصالح الانسان بل من أجل استعبادة. ويعترض طريق حل هذا التناقض جدار قاهر هو الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والرأسمال الاحتكاري وابتزاز الأرباح الاحتكارية الفاحشة .
الاحتكارات العالمية تسعى الى جذب العمال ذوي التأهيل الرفيع، وهم في البلدان الرأسمالية المتطورة صناعيا ينتجون حصة الأسد من القيمة الزائدة (ما بين أربعة أخماس وخمسة أسداس)، ولذلك أيضا تسعى الاحتكارات الى جذب وإغراء العمال في ميدان العمل الذهني والعلم والنشاط الهندسي الفني والحوسبة، ذوي التأهيل الرفيع في البلدان النامية الى النزوح والانتقال الى الدول الصناعية المتطورة وهذا يؤدي أيضا الى تعميق الهوة بين الدول المتطورة والدول النامية، ونتيجة "لتسرب العقول" من البلدان النامية، تفقد هذه الدول تقريبا ما يساوي المساعدات التي تتسلمها هذه الدول بشكل مساعدات.
الخسائر المرتبطة بهجرة الاخصائيين الى ثلاثة بلدان فقط – الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا تشكل أكثر من 4 مليار دولار سنويا ، تخسرها الدول النامية.
وفي نفس الوقت وجود الأيدي العاملة الأجنبية يهيئ لأرباب العمل إمكانية الضغط على العمال المحليين، كما يدّعي ساسة وإيديولوجيو الطبقات الحاكمة إمكانية تسعير النزعات .... لدى بعض أوساط السكان. وهذا ما يجري في أوروبا الغربية، وأمريكا.
إن الإعلام الغربي الرأسمالي الذي يخدم بأمانة مطلقة برجوازية البلدان الرأسمالية المتطورة يؤجج الحزازات القومية، والنزاعات العنصرية ويؤلب العمال المحليين على الأجانب وتتهم هؤلاء الآخرين بأنهم يستأثرون بأماكن العمل وبسببهم تتقلص أجور الشغيلة المحليين. وهكذا تحاول الاحتكارات الرأسمالية، بكل الوسائل بما في ذلك الاعلام الرسمي وغير الرسمي، إن تتستر على الاسباب الحقيقية للبطالة وللتدهور الشديد في مستوى حياة الشغيلة وهي الاسباب الكامنة في تناقضات الرأسمالية المتعمقة دوماً بين الطابع الاجتماعي للانتاج والاسلوب الرأسمالي الخاص للتملك وبين العمل ورأس المال.
من هنا في ظروف الثورة العلمية التكنيكية المعاصرة، يصل الرأسمال الاحتكاري بتعميم العمل والانتاج الى أحجام هائلة، وتستند سيطرة مجموعة غير كبيرة من الاوليچارخية المالية على الثروات الاجتماعية والعمل. بالاضافة الى ذلك يجري عسكرة الاقتصاد بشكل متطور وأمر ملازم لعصر الأزمة العامة للرأسمالية، وأكبر مثل على ذلك عسكرة الاقتصاد الامريكي، ويحدث هذه نتيجة لسيطرة الاحتكارات على جهاز الدولة، من أجل إعادة توزيع الدخل القومي لصالح الاحتكارات وعلى حساب الخدمات الاجتماعية والتعليمية والطبية التي تقدم للطبقات الفقيرة في الدول الرأسمالية (ومثل على ذلك فشل الادارة الأمريكية في منع الكارثة الطبيعية التي حلت على منطقة نيوأورليانز. فدولة رأسمال مكسيماليت في خدمة الطبقة البرجوازيه في الداخل والخارج، ومينيماليت في خدمة الفقراء في الداخل والخارج). وفي هذه الظروف يستند ويتعمق التناقض بين العمل والرأسمال وهذا التناقص يعمق الصراع الطبقي الذي يشمل جميع الميادين الرئيسية في المجتمع – الميدان الاقتصادي والسياسي والايديولوجي، وكل وسائل النضال هذه، التي نشاهد بوادرها في مظاهرات الطبقة العاملة في أوروبا، وحتى هونع كونع في الفترة الاخيرة، الى نجاحات قوى اليسار في عدة دول في أمريكا اللاتينية فهي أكبر دليل على هذا التناقض الجدلي الموضوعي الذي سيؤدي في النهاية الى تحولات سياسية جذرية كبرى على مستوى عالمي.

المراجع:
1) مبادئ المعارف الاجتماعية السياسية ما هو العمل سافقشكو .
2) تفاقم الأزمة العامة للرأسمالية تريبيلكوف .



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الطائفية والعودة إلى السلفية
- علمنة التراث ودمقرطة العالم العربي
- إمبراطورية الشر - من وجهة نظر ماركسية
- بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال