مناع النبواني
الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشروع الوثيقة الوطنية (( الوطن في خطر))
نقد وتعليق
شكراً لكل المهتمين بالشأن العام , بسوريا وطناً – أرضاً وشعباً .
لقد تُرجم هذا الاهتمام , أولاً بإعلان دمشق – وثانياً بــ - الوثيقة الوطنية – وأرجو أن تتالى ثالثاً ورابعاً وخامساً و ... و.... إلخ . علّنا في انبثاقاتنا هذه نصل إلى نقطة لقاء ووفاق ٍ, لا التقاء وتوافق . فنحن العرب بصورة عامة , وسوريا بصورة خاصة , بأمسّ الحاجة للتوحد والتعاضد أكثر من أي وقت مضى . لأنّ نُذر التفرقة والانقسام إلى طوائف ومقاطعات ، ورياح / سايكس بيكو جديدة / أكثر تفريقاً وأمعن تقسيماً من / سايكس بيكو القديمة/ تلوح في الأفق القريب وليس البعيد .
وحيث أنّه من المستحيل لفرد أو جماعة أو حزب مهما بلغ من درجات المعرفة والسياسة أن يملك الحقيقة كاملة . لذلك سوف تجد خللاً هنا وخطأً هناك . وهذا لا يعني فشل العمل أو سقوط الفكر ، وإنّما بتلاقح الأفكار وتوحيد الرؤى والاستفادة من التجارب , نصل إلى الأقرب للحقيقة , إن لم نصل إليها كاملة .
سبق أن قدمت ملاحظاتي حول – إعلان دمشق – وأرجو أن يتسع صدركم السياسي لملاحظاتي حول مبادرتكم – الوثيقة الوطنية - .
فاليوم وقت قول الحقيقة والعمل من اجلها , فلم تعد النصائح ولا المواعظ تغني أو تسمن من جوع .
ا – في المقدمة – الصفحة الأولى – (( لا بد من قيام جبهة شعبية وطنية ديمقراطية للمواجهة )) .
كلمة جبهة بالمعنى السياسي تعني وجود عدوين متقابلين , وشعبية تعني أنها منفصلة عن النظام / الحكم/, وديمقراطية , ما هو مصير غير الديمقراطيين من أفراد الشعب ؟. أما كلمة المواجهة وهنا بيت القصيد هل هي مواجهة الخارج أم مواجهة الداخل يا ترى ؟ أرى أنه لا بد من تصحيح هذه الفقرة أو توضيحها أكثر , أو استبدالها بكلمة – تيار وطني – فكلمة الوطن أو المواطن تغني عن كل تلك الصفات لأنه من ليس وطنياً – بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى – فهو من الجاليات الأجنبية التي تسكن في هذا الوطن ليس إلاّ . أما إذا كانت المواجهة مع الخارج والعدو الخارجي , فأعتقد أن الشعب بكامله ليس بحاجة لمن ينخوه إلى الرجولة والمواطنة , فتاريخ الشعب السوري معروف قديماً وحديثاً .
الشعب السوري بحاجة إلى تحصين حتى يحافظ على أصالته وفطرته في مقاومة الأجنبي , يجب أن نحصنه ضد الفقر وضد القلق وضد الخوف من المستقبل .
- ورد في السطر ما قبل الأخير : (( وصولاً لعقد مؤتمر حوار وطني جامع على أساس حماية الوطن من كل تهديد أو عدوان والتصدي لكافة المؤامرات الساعية لتفتيت سوريا , وتقويض الوحدة الوطنية فيها )) . لماذا دائماً نضع نظرية المؤامرة قبل كل شيء وأمام كل شيء ؟ هل الخطر دائماً يأتي من الخارج ؟ هل نحن نهدد العالم حتى يهتم العالم بنا ,ويجعل شغله الشاغل هو التآمر علينا ؟ حبذا لو أضاف المشروع للعبارات المذكورة أنفاً عبارة ( ضرورة القطع مع الاستبداد والأنظمة الشمولية, و التأكيد على ضرورة التغيير الديمقراطي, فالأوطان تحميها الديمقراطية, وتذلها الديكتاتورية.
2 – ورد في السطر الأول من الورقة الثانية - الوطن في خطر- : (( يا من ترون في الحفاظ ................في وجه الإمبريالية والصهيونية ............. مبرراً لوجودكم . ))
حبذا لو أضاف المشروع بعد كلمة الصهيونية عبارة : ( و الديكتاتورية والأنظمة الشمولية والفكر الأصولي والإقصائي , والعنف السياسي و الديني –مبرراً لوجودكم ).
3- ورد في الوثيقة : (( .....إلى ما يسمى بالمعارضة السورية المقيمة في حضن البنتاغون )) . إني أرى وألمس بكل حواسي – سياسة التخوين – ما تزال مسيطرة على فكرنا السياسي , تعمي أبصارنا عن رؤية الآخر إلا أنه عدو لدود لنا , ومتآمر علينا . أليست الإدارة الأمريكية هي التي تقول :- من ليس معنا فهو ضدنا - . لا توجد معارضة سورية مقيمة في حضن البنتاغون . من يقيم في حضن البنتاغون ليس سوريا , ولا تهمه سوريا , بل ليس معارضا . فالمعارضة لها مفاهيمها ومعانيها السياسية السامية الوطنية . وليست التي تستقوي بالعسكرية الأجنبية .
4- ورد في نهاية الفقرة نفسها : (( .....ولم يستبعده إلا الواهمون بإمكانية تحييد الموقف الأمريكي و عقلنته )) .
الأنظمة العربية الحاكمة جميعها , و النظام الحاكم في سوريا نفسه يقول : نريد أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية , و نعمل من أجل الحوار مع الإدارة الأمريكية . و هذا من أجل تغيير الموقف الأمريكي و عقلنته . أم أن ما يحلّ للأنظمة الحاكمة يحرّم على غيرها ؟.
5- ورد في نفس الفقرة : (( ....إن القرار -1595- وتقرير ميليس وصولا إلى القرار العدواني الجديد- 1636- ضد سوريا ....)) . لماذا نعتبر ونجزم بأن هذه القرارات ضد سوريا وإلغاء لسيادتها الوطنية ؟ هل البحث والتشديد على كشف المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الحريري وغيره , يعتبر ضد سوريا ؟ لست أدري كيف يرى المشروع ذلك ؟؟!! . أليس السيد رئيس الجمهورية هو القائل – من تثبت إدانته في جريمة اغتيال الحريري هو خائن وتجب محاكمته ومعاقبته على هذا الأساس ؟؟؟!!!!
6- تحدث المشروع في الصفحة الثالثة عن عدم الاستقواء بالخارج . حبذا لو تحدث عن ضرورة الاستقواء بالداخل
7- ورد في الصفحة الثالثة : (( الجولان جزء محتل .....)) حبذا لو أضاف المشروع :-ولن يتم تحرير الجولان إلا بوجود جيش وطني قوي يحمي الوطن ولا يحمي الأنظمة .
8- وردفي الفقرة الأولى من // على المستوى الديمقراطي // ما يلي : (( ومنع تدخل الأجهزة الأمنية قي شؤون الأحزاب السياسية )) . حبذا لو أضاف – والنقابات وجميع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والدينية و...و....
9- ورد في الفقرة التاسعة : (( استقلالية النقابات و..... )) حبذا لو استبدلها المشروع أو أضاف إليها – منظمات المجتمع المدني . لكان ذلك أكثر ديمقراطية وعلمانية .
10-ورد في الفقرة العاشرة : (( تأمين استقلال القضاء ....)) – أتمنى لو أن المشروع أوضح هذه الفقرة فقال : عدم ربط القضاء بالسياسة وبالأحزاب .
11- ورد في الصفحة الرابعة فقرة -2- على المستوى الوطني – ما يلي : (( .....دون الوقوع في مطب الليبرالية الجديدة .......)) حبذا لو تبنى المشروع نظرية الليبرالية الوطنية أو السوق الاجتماعي .
12- ورد في الفقرة -3- من نفس الموضوع : (( .......التي ستوفرها مكافحة الفساد والنهب الكبير ....)) أتمنى لو أضاف المشروع عبارة –واستعادة الأموال المنهوبة المودعة في البنوك الأجنبية , يستفيد منها العدو أكثر مما يستفيد الوطن أو الصديق .
13- ورد في الفقرة -4- : (( ...... عن طريق إلغاء جميع العوائق من أمامه )) . حبذا لو أن المشروع لم يترك العبارة غائمة ,بل أوضحها – السياسية والوصائية والقانونية .
14- في الفقرة الأخيرة , ورد ما يلي : (( .... حماية البيئة .....)) كان يجب على المشروع أن يقول : (( والبحث عن النفايات النووية المدفونة في الأرض السورية أو التي دفنت وإلزام دافنيها بإزالتها ونقلها إلى مصادرها , ومن ثم معاقبتهم على هذه الجريمة النكراء .
15- ورد في الخاتمة : (( إن كل ما تقدّم ليس برنامجا للحكم وليس هو الهدف )) . وهنا أتساءل وربما يتساءل معي الوطن – إن لم يكن هذا المشروع برنامجا للحكم , وليس هو الهدف , فماذا يكون يا ترى ؟؟؟!!! هل هو قصيدة شعرية للحفظ فقط ؟ حتى دون شرح معاني الكلمات ؟؟؟!!!
هذه ملاحظاتي أقدمها من موقع المواطن الملا حظ لجميع ما يجري على الساحة العربية عامة والسورية خاصة .
لست مع هذا ,ولا ضد ذاك . لي رؤيتي ولي رأيي , عبّرت عنهما على الإنترنت , وفي عدة مواقف ولقاءات , شفاهة وكتابة . كل ما يهمني – الوطن – على قاعدة : - لا وطن بدون الديمقراطية . - لا وطن مع وجود مفهوم الأكثرية والأقلية , دينية كانت أو سياسية أو قومية , أو اجتماعية أو اقتصادية أو غير ذلك .
لا وطن إلا مع الصفة الوحيدة الواحدة . ننتمي لها جميعا ونعتز بالانتماء لها , ألا وهي : - صفة المواطن , والمواطن فقط .
#مناع_النبواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟