ماليس من متغير : اعياد الميلاد

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ماليس من متغير: اعياد الميلاد

كان القديس فونتين foutin احد اكثر القديسين شعبية في فرنسا وكانت تماثيله منتشرة في فرنسا. كان يتلقى الهدايا والصلوات لانه يملك القدرة على اعادة الخصوبة للنساء وللرجال ومن اجل ولادة الاطفال ويعالج الامراض الغامضة.

يقول كليفورد هوارد في كتابه ( عبادة الجنس :شرح لاصل اديان عبادة القضيب)انه عثر على قضيب تمثال هذا القديس في بقايا كنيسة .وقد تلطخ القضيب بلون احمر داكن نتيجة لعادة صب الخمر فوقه .كان هذا الطقس شائعا ومرتبط بعبادة التقديس.الخمر المستعملة تجمع في جرة ويسمح لها ان تصل الى مرحلة الحموضة , اي تصبح خلا تحت اسم ( الخل المقدس ).وتشربه النساء كوسائل فعالة لانتاج الخصوبة.

تتشابه قصص المخلصين في ارجاء العالم . ويمكننا ان نجد في قصة كريشنا الهندي النسخة الاكثر اتقانا في فكرة المسيح المخلص والاكثر ارتباطا باسطورة الشمس . لقد حملت به عن طريق الروح القدس وولدته العذراء ديفاكي في كهف قبل حوالي ثلاثة الاف عام . وقد بشر بوصوله نجم واستقبلته الملائكة والارواح بالاناشيد حيث اعلنت الاخبار السارة.وعند اعلان ولادته جاء رعاة وانبياء عظماء وسجدوا للطفل المقدس , بينما كان في نفس الوقت الديكتاتور كانسا يطلب قتل الاطفال الذكور , بدافع الخوف من هذا المنقذ المسيح المخلص المولود,الا ان الرب هرب باعجوبة .عرف بين اتباعه باسم جزيوس واعلن سلاما وخلاصا عن طريق الحب والتواضع .شفى المرضى واعاد للمعوقين اطرافهم وللصم سمعهم وللعميان بصرهم واحيا الموتى . وخلال خيانة احد اتباعه اخلى حياته للتكفير عن ذنوب العالم . مات على الصليب واصبحت صورة المصلوب شعاره ورمزه المقدس .

اظلمت الشمس ساعة موته , وامطرت السماء نارا ورمادا وقام الموتى من القبور ومشوا على الارض . هبط الى العالم السفلي مسكن الارواح .وفي اليوم الثالث قام من بين الاموات وصعد بجسده الى السماء , وسياتي ايضا مرة اخرى بمجد عظيم عند نهاية الازمنة والتاريخ . وعند مجيئه ستظلم الشمس ويخبو نور القمر وسترتعد الارض وتسقط النجوم من السماء.

كانت ديانات الاسرار هذه شائعة في ارجاء الامبراطورية الرومانية. وكان اصحاب هذه الديانات ياكلون جسد الاله المصلوب ويشربون النبيذ المقدس كرمز واشاره الى دمه المسفوك على الصليب .كانت قيامة هذه الشخصيات تحدث في الربيع . ان كلمة الفصح مشتقة من من لغة التوتونيين والساكسونيين القديمة.وكانوا يسمون ملكة السماء عندهم ( ايستر Eastre) وكان يقام عيد فرح على شرفها .وكان من المالوف تقديم هدايا من البيض المسلوق ويقومون بتلوينه . وكانت البيضة رمزا للحياة استخدمت كهدايا وتقدمات الى الالهة . كان الالمان يقدمون نوعا خاصا من الكعك او الخبز وكان يؤكل كهدية مقدسة خاصة في عيد الفصح ( القيامة).البيض والكعك معروف ايضا في الطقوس الكلدانية التي ارتبطت بعبادة الهة الربيع . وكانت عبادة عشتار معروفة لدى الاغريق .استعمل الكعك كقرابين مقدمة الى الالهة على شكل قضيب ذكوري , حيث جاء في سفر ارميا ( 7- 18) :
(الابناء يلتقطون حطبا , والاباء يوقدون النار , والنساء يعجن العجين ليصنعن كعكا لملكة السماوات ).

لقد قام يسوع وكريشنا وبوذا وزرادشت واوزيريس ومثرا وحورس وباخوس واشير في اليوم الثالث من الموت بعد ان ضحوا بانفسهم من اجل العالم وصعدوا الى السماء.لقد كان موت وبعث الاله تموز وادونيس يحتفل به في بداية الربيع . كان تمثال المخلص يحمل بوقار الى قبره . ولمدة يومين كانت تجري مراسيم
حزينة في ذكرى محاكمته وتضحيته وموته . في اليوم الثالث تتحول الاحداث الى صيحات التهليل والتمجيد والفرح بالقيامة:
( الرب ينهض ويحيا ثانية حيوا الحمامة , معيدة النور ).

بمناسبة عيد الميلاد المجيد وراس السنة الميلادية الجديدة اتقدم الى ىجميع الذوات الكريمات والاكارم باصدق التهاني والتبريكات متمنيا لالشعوبنا السلام والاستقرار .

لنعمل من اجل السلام والمحبة ..

لنعيش لحظتنا الراهنة بفرح وبمحبة ولندعو لعودة المشردين والنازحين الى مدنهم .
لنحتفل بالولادة الجديد ..
لنعيش الفرح !

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات