أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن نهاية قوم نوح فى القرآن الكريم















المزيد.....

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن نهاية قوم نوح فى القرآن الكريم


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 08:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال المذيع : كيف انتهى الجدل الذى استمر قرونا بين نوح وقومه ؟
قال النبى محمد عليه السلام كانت له علامات :
قال المذيع : الأولى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : أرسل الله جل وعلا نوحا يهدد قومه بعذاب أليم إن لم يهتدوا : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) نوح )، فكان نوح يخوفهم من عذاب الله جل وعلا (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) الاعراف ) فى النهاية تحدوه بأن يأتيهم بهذا العذاب : ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (32) هود ).
قال المذيع : والثانية ؟
قال النبى محمد عليه السلام : تهديدهم نوحا بالرجم : ( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِي مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (118) الشعراء )
قال المذيع : والثالثة ؟
قال النبى محمد عليه السلام : يأس نوح من هدايتهم ، وهذا واضح فى قوله : (( قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً (21) نوح) ( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) نوح ). وتلك حقيقة عبّر عنها رب العزة فى قوله لنوح : ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) هود)
قال المذيع : ثم بعدها كانت نهايهم غرقا بالطوفان . كيف تعرض القرآن لأحداث الطوفان ؟
قال النبى محمد عليه السلام : بإيجاز وبتفصيل .
قال المذيع : كيف ؟
قال النبى محمد عليه السلام : جاءت أحداث الطوفان موجزة فى القصة الموجزة عن قوم نوح مثل : ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) القمر )
قال المذيع : تعرضنا لهذا من قبل
قال النبى محمد عليه السلام : ومثل : ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29) المؤمنون ). وجاءت التفصيلات فى سورة (هود 37 : 49 ) .
قال المذيع :كيف ؟
قال النبى محمد عليه السلام : قوله جل وعلا فى سورة ( المؤمنون ) : ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)) جاء تفصيلها فى سورة (هود ) : وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40)). وما بعدها حتى آية 49 )
قال المذيع : يلاحظ فى سورة (المؤمنون ) العطف بالفاء الذى يفيد الترتيب السريع : (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا .. ). ولكن لا يوجد هذا فى سياق الأحداث فى سورة (هود ) بل يفيد التراخى مثل (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) . كيف هذا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : هنا الفارق بين الأوامر وبين تنفيذها . تقول إفعل كذا فكذا فكذا ، ولكن التنفيذ يأخذ وقتا .
قال المذيع : لا أفهم موضوع الوحى هنا . هناك وحى بالرسالة والكتاب فى آية ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) (163)) النساء ) ثم هذا الوحى بكيفية صناعة السفينة : ( وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) 37 ) هود ) و( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) (27) المؤمنون ) هل معنى هذا أن هناك نوعين من الوحى لنوح ؟
قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، ولغيره من الأنبياء . وقد يأتى صريحا فى القرآن الكريم ، وقد يكون مفهوما من السياق .
قال المذيع : مثلا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : أوحى الله جل وعلا لموسى بالكتاب فى جبل الطور ، وقبله وبعده كان موسى يتلقى الوحى ويكلمه رب العزة جل وعلا ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء ). ومنه مثلا : ( إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) طه ) وهذا مذكور صراحة . ومثله الوحى التوجيهى لنوح .
قال المذيع : وهل حدث هذا الوحى التوجيهى معك ؟
قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وهو مفهوم ضمنيا من السياق ، ومنه البشرى بالقافلة أو بالنصر فى بدر كان بوحى ، ثم كان الإخبار عنه فيما بعد : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) الانفال )، وكذا فى موضوع زيد وتطليقه زوجه : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) الاحزاب ) ، وفى موضوع التحريم والمشاكل مع الزوجات : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) التحريم ) ، ورضى الله جل وعلا عن الثلاثة الين تخلفوا عن الغزو : ( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة )
قال المذيع : وهل يجب الايمان بهذا الوحى التوجيهى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : الايمان بما أخبر عنه رب العزة فى القرآن الكريم فقط . القرآن هو الحكم عليه . ولا إيمان بحديث خارج القرآن الكريم .
قال المذيع : هذا الانتقال من صيغة الفعل الماضى الى صيغة الفعل المضارع تخالف قواعد النحو العربى الذى يقسم الأفعال وأزمنتها الى ماض ومضارع ومستقبل (أمر ) . نجد البدء بالمضارع فى موضوع حدث مضى فى آية :( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ) وبعدها عودة الى الماضى فى : ( وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ) هود ) ، وايضا الماضى فى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) (40) هود ) ثم المضارع فى حديث عن وقائع ماضية فى : ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ) ثم الماضى : ( وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) (42) هود ) . كيف تفسر هذا التناقض بين الأزمنة فى القرآن والأزمنة فى النحو العربى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : اللسان القرآنى هو أسمى وأعلا وفوق ما قرره فيما بعد من تسميهم علماء النحو . وتقسيماتهم للأزمنة فى الأفعال ساذجة . موضوع الزمن معقد ، وهم لم يستطيعوا فهمه .
قال المذيع : طالما هو موضوع معقد فلنؤجل تفصيلاته . أريد إجابة موجزة .
قال النبى محمد عليه السلام : هناك فعل مضارع يأتى متداخلا فى الزمن الماضى كقوله جل وعلا : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) الانعام ) ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (42) فاطر ). القسم كان بالماضى والمقسوم عليه فى المستقبل . وكله حدث فى الماضى . وهو قريب من ذلك التداخل المشار اليه فى قصة نوح .
قال المذيع : واضح أن يكون هذا فى القصص حيث يتداخل فى الحوار الماضى بالحاضر بالمستقبل .
قال النبى محمد عليه السلام : الموضوع أعقد من هذا ، بسبب إختلاف الأزمنة فى العوالم المختلفة ، فالأمر الالهى يصدر فى زمن بالماضى ولكن تحقيقه فى الزمن الأرضى يكون بالمستقبل حين يأتى موعده .
قال المذيع : لا أفهم .
قال النبى محمد عليه السلام : يقول جل وعلا :( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) النحل ) ، أى صدر الأمر بقيام الساعة من رب العزة ، وتنفيذه حتمى وآت لا ريب فيه فلا تستعجلوه .
قال المذيع : أعتقد أن منه ايضا الحديث عن يوم أحداث يوم القيامة بالفعل الماضى مع أنها لم تحدث
قال النبى محمد عليه السلام : صدقت . ومثلا يقول جل وعلا : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ) الزمر )، كل الأفعال هنا بالمضى المجهول
قال المذيع :ماذا عن الزمن الالهى لله الخالق جل وعلا .؟
قال النبى محمد عليه السلام : هو جل وعلا فوق الزمن ولكن التعبير عنه يأتى بالماضى ، وفى سورة ( الفتح ) مثلا تقرأ : (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4)) (وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7) ) ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (14) (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (21) ) ( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) )
قال المذيع : فعلا . لو فهمنا ( كان ) هنا على أنه فعل ماضى انتهى العمل به سنقع فى مشكلة .!!
قال النبى محمد عليه السلام : الفعل ( كان ) فى حد ذاته تختلف معانيه . ولكن دعنا فى قصة نوح عليه السلام .
قال المذيع : أريد موجزا للأحداث
قال النبى محمد عليه السلام : الأمر الالهى لنوح بصنع السفينة . نوح يصنع السفينة وهم يسخرون منه وهو يتوعدهم بعذاب سيرونه فى البرزخ . ومفهوم أن نوح أعد المؤمنين لدخول السفينة كما أعد زوجين من كل الأحياء ، والجميع ينتظرون إشارة البدء بركوب السفينة . التنور يفور دلالة على تفجر ينابيع الأرض ، وهى علامة البدء بشحن المؤمنين والدواب ، ثم ركوب نوح والمؤمنين السفينة وكل زوجين من الأحياء . والوحى يتابع نوحا بالتوجيهات حتى فيما يقوله من دعاء الركوب ثم دعاء الهبوط من السفينة . الكرة الأرضية تتفجر مياهها الجوفية وتهطل أمطارها ويغطيها الطوفان بأمواج كالجبال والسفينة تجرى بين الأمواج ، ويرى نوح ابنه الكافر فتأخذه به الشفقة فيدعوه للنجاة وركوب السفينة فيرفض الابن ، يأمل أن ينجو بالصعود الى قمة جبل ، ويهلك ، وبعد إهلاك الكافرين من قوم نوح فى كل أنحاء الأرض التى وصلوا اليها تصدر الأوامر الالهية للأرض بأن تبتلع ماءها وللغلاف الجوى أن تتوقف أمطاره ، ويأخذ الماء فى هبوط مستواه الى أن يتبين البحر من البر ، وترسو السفينة على جبل الجودى .. ويتذكر نوح ابنه الهالك فيدعو أن يغفر الله جل وعلا له ، وينسى نوح نهى رب العزة له أن يخاطبه فى القوم الظالمين لذا يتعرض نوه الى التأنيب ، فيعلن توبته ، ويقبلها رب العزة الغفور الرحيم ، ويهبطون من السفينة .
قال المذيع : كان التأنيب الالهى لنوح قاسيا : ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) هود )
قال النبى محمد عليه السلام : تعرضت أنا لمثله تقريبا حين كنتّ أريد معجزة آية حسية وممنوع أن تكون مع القرآن الكرم آية آخرى فهو يكفى . حزنت بسبب إعراض المشركين وحرصا على هدايتهم فقال لى ربى جل وعلا : ( وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ (35) الانعام )
قال المذيع : ما معنى قول الله لنوح عن ابن نوح : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (46)هود )
قال النبى محمد عليه السلام : هو ابن حقيقى لنوح من صُلبه بدليل قول رب العزة جل وعلا عنه : (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) (42) هود ) . كان إبنا له ولكنه لم يعد من (اهل نوح ) فأهل نوح هم المؤمنون فقط الناجون ، وقد مات هذا الابن كافرا. وبعد موته تحول الى كتاب عمل شأن أى فرد يموت ، ولأنه مات كافرا فقد وصفه رب العزة جل وعلا بأنه ( عمل غير صالح ) .
قال المذيع : قصة نوح مذكورة فى العهد القديم ، ولا ريب أن قومك كانوا يعلمونها ، فلماذا قال الله لك : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود )
قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا أورد تفاصيل حقيقية كانت غيبا ولم تكن معروفة من قبل. والمعروف من قصة نوح خرافات وأساطير تختلط بقليل من الحقائق .
قال المذيع : ما هو المقصود بقول الله لك : (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود )
قال النبى محمد عليه السلام : العظة . أى أن أصبر كما صبر نوح . وهى عظة لكل مؤمن يدعو للحق .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) أين عاش قوم نوح ؟
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن نوح رسول الاسلام
- فى هذا العصر الردىء ينحصر الخيار بين السىء والأسوأ ..وفقط .! ...
- الأزهر الشريف ( جدا جدا ) .. فى اسرائيل . معقول ؟.!!!
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن الجدال فى قصة نوح فى ...
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن دعوة نوح فى القرآن ا ...
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن قصة نوح فى القرآن ال ...
- التشريع الاسلامى لا يؤخذ من القصص القرآنى
- العبرة والعظة فى إغتيال السفير الروسى فى تركيا
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن قصة نوح فى العهد الق ...
- خدعوك فقالوا : (إن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن )
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن عصر ما قبل ( نوح ).
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن : إبنى آدم ( قابيل و ...
- النبى محمد فى حوار مع السى ان ان حول وجود الشيطان
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن )عن العظة من قصة آدم وحوا ...
- لا يكرهون الحق ولكنهم من أصحاب الجحيم .!!
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن )عن قصة آدم وحواء ( 4 ):
- النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن )عن قصة آدم وحواء ( 3 ) :
- حين يقهر العسكر شعبا مصريا أعزل، قل : يا خسارة يا مصر ..!!.
- القاموس القرآنى : ( علىّ العلى الأعلى تعالى . تعالوا )


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن نهاية قوم نوح فى القرآن الكريم