أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - لا حل إلا بالعلمانية














المزيد.....

لا حل إلا بالعلمانية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 20:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا حل إلا بالعلمانية

[email protected]o
استمرار التردد في طرح شعارنا وهدفنا لتحقيق العلمانية للعراق، أصبح غير مبرر، وغير مقبول، وغير نافع.
حسنا فعل الحزب الجديد (التيار الاجتماعي الديمقراطي) إذ أكد على علمانية التوجه، ولو مرة متواضعة واحدة، وذلك في المادة الأولى من نظامه الداخلي التي تشتمل على التعريف بالنص الآتي: «ويتمثل [أي الحزب] ثقافياً بسيادة وأولوية النزعات المدنية الحرة الفردية والعقلانية والعلمانية التي تحترم حرية المعتقد الديني وتقوم على التمايز بين وظائف المؤسستين الدينية والسياسية [كتعبير آخر عن مبدأ الفصل بين الدين والسياسة].»
ولكن هذا لا یكفي، بل لا بد أن نؤكد على علمانيتنا ونثقف عليها ونروج لها ونزيل الشبهات المثارة حولها، كلما كانت هناك فرصة ومناسبة لذلك. فلا إفصاحنا عن هويتنا كعلمانيين سيقلل من مؤيدينا، ولا عدم إفصاحنا عنها سيزيد من مؤيدينا. الناس تعرفنا، أصدقاءنا وخصومنا يعرفوننا، ومن يؤيدنا يؤيدنا ومن يعارضنا يعارضنا، فلو كان مؤيدونا لا يمثلون إلا 10%، فإن عدم إفصاحنا عن هويتنا العلمانية لن يكون سببا لجعل نسبة المؤيدين 40%. فإذا كنا نتجنب استخدام العلمانية من أجل أن يمنحنا الإسلاميون شهادة حسن سيرة، أقول أهدفنا نيل هذه الشهادة من الإسلاميين والطائفيين والفاسدين؟ فلنذهب إذن إلى هذه الأحزاب، ونطلب الانتماء إليها، بعد أن نطلق لحانا، ونزيّن أيماننا بخواتم العقيق اليماني، ونكوي جباهنا بطمغة سيماء السجود. وإلا فإن الذين نرضيهم بعدم طرح هويتنا العلمانية بوضوح، هم بالأساس ليسوا جمهورنا ولن ينتخبونا، مهما أبعدنا عن أنفسنا صفة العلمانية، ثم هم عندما يتاولون الحديث عنا في دوائرهم الخاصة يسموننا بالعلمانيين.
تأخرنا ما يقارب العشر سنوات، والآن لا بد من نبدأ بإطلاق شعارنا بأن الدولة العلمانية هدفنا، وبأن الدولة العلمانية ليست دولة كفر وإلحاد، ولكنها أيضا ليست دولة تديّن وورع وتقوى، بل هي دولة المواطَنة، دولة المواطن المتدين، والمواطن غير المتدين، المواطن الشيعي، والمواطن السني، وهي دولة المواطن المسلم والمواطن المسيحي والمندائي والإيزيدي والبهائي واليهودي والزرادشتي، دولة المواطن المؤمن، سواء الديني أو اللاديني، والمواطن الملحد. دولة تدافع عن حقوق وحريات المتدينين، ليزاولوا التعبير بما شاءوا عن تدينهم ويمارسوا شعائرهم وطقوسهم في أماكن العبادة وفي دورهم، وتدافع عن حقوق وحريات الذين يريدون أن يكونوا في حل من الالتزامات الدينية، على ألا تكون هناك أي تحديدات للحريات، باستثناء وجوب وقوفها، أي الحريات، عند حدود حريات وحقوق وراحة الآخرين، وعند حدود حفظ النظام العام والصالح العام والذوق العام، والذي لا يجب أن يعني بالضرورة ذوق الأكثرية، بل ذوق القاسم المشترك الأعظم.
في الوقت التي تكون الدولة العلمانية دولة لكل المواطنين، وتكفل لهم حرياتهم وتصون حقوقهم، تقول للمؤمن، كما تقول للملحد، لا تقحما إيمانكما ولا إلحادكما في الشأن السياسي. وتقول للشيعي، كما تقول للسني، لا تقحما شيعيتكما وسنيتكما في الشأن السياسي. وتقول للمتدين، كما تقول لغير المتدين، لا تقحما تدينكما أو عدم تدينكما في الشأن السياسي. اعبدوا ربكم أو من شئتم وما شئتم في بيوتكم وفي بيوت عبادتكم. فالسياسة والدولة ليستا مسؤولتين عن إيمانكم وعدم إيمانكم، إلا بمقدار مسؤوليتها عن حفظ حريتكم في ذلك، كما وإنها ليست مسؤولة عن التزامكم الديني وعدم التزامكم، فإذا اعتقدتم إن هذه الالتزامات مطلوبة منكم من الله، فأنتم مسؤولون عن تدينكم والتزامكم أمام ربكم، فاجعلوا ذلك بينكم وبين ربكم، ولا شأن للدولة بتدينكم ولا بعدم تدينكم، مع وجوب مراعاتكم لمشاعر وذوق وعقائد الآخرين، كثروا أو قلوا، لأن هذه المراعاة هي من أهم واجبات مكارم الأخلاق، إذا التزمتم بأن الدين جاء بالمقام الأول ليتمم مكارم الأخلاق. فمجال الدولة أمن الناس، وخدمة الناس، وتوفير الرعاية الصحية للمجتمع، ورفع المستوى المعاشي للناس، لاسيما للفقراء، ومكافحة الفقر، ورفع مستوى التعليم، وتنظيم وسائل المواصلات الحديثة، وحفظ حريات الناس وحقوقهم، وقبل وبعد كل هذا استئصال الفساد ومقاضاة الفاسدين.
وليكن معلوما ألا تلازم بين علمانية التوجه وقضايا الإيمان وعدم الإيمان والالتزام الديني وعدم الالتزام، فهناك متدينون علمانيون، بل رجال دين علمانيون، وإن كانوا لا يسمون بذلك، من حيث أنهم يتطلعون إلى دولة مدنية وليسوا مع الدولة الدينية، ولا يرون، أي هؤلاء المتدينون أن تدينهم يمنع من إيمانهم بوجوب الفصل بين الدين والدولة، وبين الدين والسياسة، بل بين الدين والشأن العام عموما. وهنا أذكر ما كتبته في أول تحولي إلى العلمانية عام 2006، بأن «العلمانية هي الحاضنة الأفضل لقضايا الدين وقضايا الوطن».
29/12/2016



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة
- لو عاد المالكي لقتل آخر أمل للعراق
- 19 الإشكال الأخير على أدلة وجود الخالق والخلاصة
- 18 الإشكالات على أدلة وجود الخالق
- 17 الإيمان والإلحاد واللاأدرية بتجرد
- 16 من المذهب الظني إلى التفكيك بين الإيمان والدين
- 15 صلاة المسلمين الظنيين وإشكالية الشهادة الثانية
- 14 الحلقة الخامسة للمذهب الظني
- 13 الحلقة الرابعة للمذهب الظني
- 12 الحلقة الثالثة للمذهب الظني
- 11 الحلقة الثانية من المذهب الظني
- 10 المذهب الظني كحل بين احتمالي إلهية وبشرية الدين
- 9 الدين واجب أم ممكن أم ممتنع عقلي
- 8 لا تلازم بين الإيمان بخالق والإيمان بدين
- 7 العقائد الدينية والمعقولات ومستوياتها
- 6 مصادر المعرفة والمعقولات الثلاث والدين
- 5 المرجعية للعقل في مبحث الإيمان وليس للدين
- ملاحظات على ما سمي بالتسوية الوطنية التاريخية
- 4 الإيمان بالدين ليس من لوازم الإيمان بالله
- 3 ملفات كتبتها في عقد تأصيل مرجعية العقل


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - لا حل إلا بالعلمانية