أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مَلِكٌ .. وشُرطي














المزيد.....


مَلِكٌ .. وشُرطي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إشترتْ العائلة المالكة العراقية ، في سنة 1938 ، أرضاً في " سرسنك " مساحتها أربعة دونمات ، من مواطنٍ إسمه " عوديشو " . وإبتدأ بناء " القصر الملكي " في 1953 وإستغرق حوالي السنتَين ، وسكنهُ الملك فيصل الثاني في 1955 ، وأصبح مصيفاً للعائلة المالكة حتى نهاية العهد الملكي .
وأدناهُ هذهِ الوقائع كما حدثتْ ، رواها المرحوم " إبراهيم فتاح " الذي كان شُرطياً في الخمسينيات :
( ... إستدعى الملك فيصل الثاني ، مأمور مركز شرطة سرسنك ، وطلبَ منهُ أن يرسل شُرطياً من أهل المنطقة ، للقصر ، لكي يقوم بتوفير الإحتياجات المحلية اليومية . فكّلفَ المأمور ، الشُرطي " محّمد " ، وبالفعل قامَ الشرطي ، بواجباته التي كُلَفَ بها ، خَير قيام ، طيلة أشهُر . فإستدعاهُ الملك وقالَ لهُ : أنتَ تستحق تكريماً لتفانيك .. ولقد وهبتُكَ خيطاً . ففرح صاحبنا ، وشَد الخيط في نفس اليوم . وفي الصباح ذهب الى المركز ، مُتبختراً بخيطهِ الملكي . فإستدعاه المأمور وسألهُ : ما هذا الذي فعلته ؟ أجاب : ان الملك أعطاه الخيط . فطلبَ منه المأمور ، نزعه على الفور ، لأن الملك لايمتلك تلك الصلاحية ، ويجب أن يصدر أمرٌ من وزارة الداخلية ، فإمتثل الشرطي محمد . وفي اليوم التالي رآه الملك ، ولا حظ بأنهُ لم يشد الخيط على ذراعه ، فسألهُ عن السبب . فأجاب : بأن المأمور أخبره بأن ذلك ليس من صلاحيات الملك . فقال الملك : أن المأمور على حَق . ووعده بأن يأخذ موافقة وزير الداخلية ، فور وصوله إلى بغداد .. وبالفعل حصل ذلك بعد أيام ) .
....................
المرحوم " إبراهيم فتاح " من أهالي العمادية ، كان موجوداً وكان شاهد عَيان ، ورُبما هنالك العديد من الآخرين الذين عاصروا تلك الفترة في سرسنك ومحيطها ، يتذكرون الحادثة بحذافيرها .. ولا أعتقد بأن مأمور المركز أو صاحبنا الشرطي أول محمد ، ما زالا على قيد الحياة .
المُهم في الأمر ، ان [ المَلِك ] بكُل جلالة قدرهِ ، عجز عن منح الشُرطي محّمد خيطاً واحداً ، مُباشرةً ، لأن ذلك كانَ مُخالِفاً للقانون . وأن الملك ، لم يتنرفز ولم يُعاقِب مأمور المركز . بل لجأ إلى الطُرق الأصولية والمخارج القانونية من خلال وزير الداخلية .
...................
سادتي : طيبي الذكر المرحومين : جلالة الملك فيصل الثاني / مأمور مركز شرطة سرسنك في 1955 / الشرطي الأول محّمد / إبراهيم فتاح :
هل تعرفون كيف تُمنَح الرُتب سواء في الجيش أو الشُرطة ، هذهِ الأيام ؟ طبعاً أنكم لن تُصّدِقوا ! . عندنا في بغداد وأربيل ، كّماً من الضُباط من ذوي الرُتب العالية ، أكثر من الجيش الأحمر الصيني . لدينا آلاف الضباط في الجيش والشرطة لم يحصلوا حتى على شهادة الدراسة المتوسطة ... بل عندنا ضباطٌ اُميون بالفعل ! .
يكفي ان يأمر مسؤولٌ في حزبٍ حاكم او شخصية متنفذة ، حتى يحصل أي شخص ، ليسَ على رُتبة نائب عريف أو رئيس عرفاء ، بل على عدة نجومٍ على كتفهِ ... وتُحتسَب لهُ سنوات بعثيته او جحوشيته السابقة ، خدمة جهادية لأغراض الترفيع والتقاعُد ! .
طوبى لمأمور مركز شرطة سرسنك ، الذي لم يُنّفِذ أمر الملك ، لأنهُ كان مُخالِفاً للقانون ..
طوبى للملك ، الذي قبل ذلك بتواضُع ، بل إعتذر لأنهُ لم يكُن يعرف بأن ذلك مُنافٍ للضوابُط .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حَمه - الذي لن يدخل الجّنة !
- في العَجَلة .. النَدامة
- هزيمةٌ شنيعة للمالكي وحزب الدعوة
- 29% من نفوس الأقليم ، مُستلمو رواتِب
- أسئِلةٌ وأجوبة
- هل سيشعل الكُرد شرارة حربٍ جديدة بالوكالة ، في الشرق الأوسَط ...
- حّجي حّسان
- بَرْدٌ وإنجماد
- هل مِنْ نهايةٍ لمُسلسَل - مجهولون - ؟
- مُرّشَحين لخلافة البارزاني
- حول الموصل . الوضع الحالي والآفاق
- الميراث
- نحنُ وترامب
- بعدَ ستينَ سنة
- حنفية المطبخ المكسورة
- تحرير الموصل ... وما بعده
- بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة
- لَمْ تَعُدْ نكاتكُم تضحِكَني
- أللهُمَ ... كَما قُلْتُ لكَ البارِحة
- كَمْ نحنُ محظوظون


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - مَلِكٌ .. وشُرطي