|
روايتان مختلفتان عن معركة جبل هندرين وحيثيات بيان 29 حزيران 1966(2/2)
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 12:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثانياً-حيثيات بيان 29 حزيران لعام 1966 1- حسب رواية بهاءالدين نوري: (وكانت لمعركة هندرين نتائجها السياسية الهامة أيضاً. قبل المعركة كانت الكلمة الحاسمة لكبار الضباط، الذين كانوا يتشبثون بالحل العسكري للمشكلة. وعبثاً حاول رئيس الوزراء آنئذ عبدالرحمن البزاز تحقيق هدنة والدخول في مفاوضات مع الملا مصطفى البارزاني. وبعد هزيمة الجيش الشنيعة وتحت تأثيرها عادت الكلمة الحاسمة إلى رجال السياسة المدنيين فقبل البزاز باتفاق 29حزيران 1966 وأصدرت السلطة بياناً تضمن مطالب للأكراد أقل من الحكم الذاتي. لكن البارزاني قبل بها لأنه كان يرغب في إيقاف القتال مع الحكومة والتفرغ لضرب الجناح المتمرد عليه والمتعاون مع السلطة منذ أوائل صيف 1966، وأعني جناح إبراهيم أحمد - جلال الطالباني ومن كان معهم من أعضاء المكتب السياسي السابق للبارتي، الذين كانوا قد عادوا من همدان في 1965 على أثر المصالحة مع البارزاني. ورغم أن الهدنة المذكورة خففت من المشاكل والمآسي بعض الشيء إلا أنها لم تضع حداً للحرب الأهلية، بل تحولت الحرب إلى مقاتلة الأكراد بالأكراد. لم يستشرنا أحد، ولم أسمع أن يستشار غيرنا في إبرام هدنة 29 حزيران. وقد كتبت مقالاً نشر في جريدتنا الاقليمية(ريگاي كردستان) وكرس لمناقشة الاتفاق. انتقدت نقاط الضعف في الاتفاق وتنبأت بأن الهدنة لن تقود إلى وطيد للمشكلة الكردية ولن تدوم طويلاً، بل سيتجدد القتال، خاصة في ظروف غياب الديمقراطية في البلاد واستمرار. الحكم العسكري والأوضاع الاستثنائية. وهكذا سارت الأمور عملياً. طيلة بيان 29 حزيران انتقلنا من الكهف إلى قرية درگلة واتخذنا من مدرسة القرية مقراً لنا. وربطت بيني وبين آغا القرية المسن سليمان بگ، الذي لم يكن ثرياً، علاقة ودية. وكان هذا الآغا من مرافقي البارزاني في تمرده على السلطة وذهابه إلى مهاباد، أثناء قيام جمهوريتها، ثم إلى الاتحاد السوفيتي كلاجئين. وهو كان شيخا طيب القلب وسخياً ومنكتاً. وعندما كان يجري النقاش حول ما يمكن أن يسفر اتفاق 29حزيران، روى سليمان بگ لنا النكتة التالية: عاد صبي إلى بيته شديد التألم حزيناً فاستفسرت منه أمه عن السبب. قال: - إن أحد الأطفال شتمني شتماً غريباً. - وما هو هذا الشتم الغريب؟ - حول الشاتم قضيبه إلى ما بين فرج أمي و دبرها، وهذا سبب لي الحزن العميق. -لا تحزن ولا تهتم بالأمر يا ولدي! فالقضيب لن يستقر بين الاثنين ولا بد أن ينزلق إلى أحدهما. والوضع بعد هذا البيان - علق سليمان بگ- لن يظل معلقاً حتى زمن طويل، بل لابد من أن يستقر في إحدى الحالتين.) مذكرات بهاءالدين نوري، الطبعةالاولى-الناشر دار الحكمة لندن ص 339-341 يستخلص بهاءالدين نوري: بأن المقدمات التي ألت إلى رضوخ الحكومة العراقية لإصدار بيانها وهي "الهزيمة الشنيعة" للجيش العراقي في معركة جبل هندرين مما سببت في خلق الظروف لتعود الكلمة العليا في بغداد إلى رجال السياسة المدنيين، وأن تصدر بياناً تضمن مطالب للأكراد أقل من الحكم الذاتي. أما فيما يتعلق بالبارزاني كان هدف قبوله للبيان هو التفرغ لضرب الجناح المتمرد عليه والمتعاون مع السلطة منذ أوائل صيف 1966، جناح إبراهيم أحمد- جلال الطالباني ومن المألات السلبية لهذه الهدنة هو تحول الحرب إلى مقاتلة الأكراد بالأكراد. الغرابة، في نظري كإنسان إعتيادي وغير مؤدلج، كيفية فهم قيادي شيوعي لمقتل أكثر من ألفي إنسان خلال ساعة واحدة فقط من العراقيين، ما يُقابل ضحايا الجيش الأمريكي في بيرل هاربر-الحرب العالمية الثانية، بإعتباره نصراً كبيراً وبارزاً يستحق التباهي به، معظمهم كانوا شباباً في الخدمة الإجبارية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا يتقاضون أكثر من دنانير معدودة في الشهر، ربما كانوا هم أو أباءهم وأمهاتهم وأبناء وبنات عمومتهم من بين المتظاهرين في شوارع البصرة وبغداد ومدن أخرى إحتفاءً بعودة ملا مصطفى البارزاني وجماعته من الإتحاد السوفيتي، قبل عدة سنوات فقط من هذا الموت الزؤام، وكانوا، بدون شك، ضمن المسيرات المليونية التي كانت تطالب:ب"الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي". زجتهم الحكومة لمعركة طاحنة لم تقم بواجبها حتى لتسليم جثثهم إلى ذويهم وإنما دُفِنوا، بحدود ألفي جثة، في معسكر باپشتيان القريب من ديانا وأشيع في حينه: لكثرة القبور لم يجدوا العدد الكافي من الأحجار في المنطقة القريبة لجعلها شواخص للقبور وإستعملوا قناني المشروبات الغازية لهذا الغرض. قبل أن نقفز من هذا التحليل الغاية في التبسيط حد السذاجة لحيثيات بيان 29 حزيران إلى ما في جعبة شلومو نكديمون وبعض تلميحات عيسى پژمان الضابط الرفيع في جهاز مخابرات الأيراني-السافاك في زمن الشاه أود أن أستمر في نقل ما كتبة بهاءالدين في نفس الصفحة التي يمكن إعتبارها الوجه الكوميدي للتراجيديا العراقية الدامية لو تأمل المرء جيداً في رمزيتها : (كانت هناك حفلة في القرية. واحتشد القرويون والفدائيون في دبكات وأغان بساحة المدرسة. وكما هي العادة في الريف جرني سليمان بگك معه للمشاركة في الدبكة. وتحمس عضو مكتب الاقليم أحمد بانيخلاني فأخرج مسدسه وبدأ يضرب الرصاص في الهواء. ولم يلبث أن ارتفع الصراخ في الجانب الأعلى من القرية وانقلب العرس إلى بكاء. كانت زوجة زرار سليمان بگك، وهي شابة سوفيتية تزوجها أثناء وجوده مع والده هناك، قد أصيبت في عضدها بطلق ناري من مسدس بانيخلاني. وحين عرف سليمان بگك بذلك علق على الحادث فقال: -شكراً لله على أن المصابة كانت من عائلتنا، ورغم أن ابني زرار لن يرضى بأربع نساء منكم كبديلة عن زوجته هذه فيما لو توفت.)ص 341
2- الحيثيات حسب رواية شلومو نكديمون المفصلة بعض الشئ: [(علم الأكراد أن هناك اتصالات عراقية ايرانية على مستوى رفيع تجري في بغداد منذ تموز 1965. وافادت التقديرات، في أب 1965 ان من المتوقع ان تبذل هاتان الدولتان جهوداً مضنية من اجل العثور على تسوية بشأن القضايا المؤلمة لهما. وتفيد التقديرات ان الايرانيين يتعاملون مع كردستان كوسيلة ضغط يمكن استخدامها كما يحلو لهم ، بل وتقديمها قربانا على مذبح تسوية النزاع الطويل والصعب الناشب مع العراق. كانت المشكلة الرئيسية التي تحتل لب النزاع، هي مشكلة السيطرة على شط العرب)ص128
(وكانت الاتصالات العراقية الايرانية بشأن هذه المشكلة تجرى سراً، وقد ادركت جميع الجهات ان اي اتفاق سيتم التوصل اليها سيأتي على حساب الأكراد. وهذا ما حدث فعلا، عندما تم الاتفاق بين الطرفين على حل المشكلة في أذار1975. انهى(ب) فترة استشارته في كردستان في الخامس عشر من تشرين الأول 1965. وأعتقد (م) الذي كان يدير الوضع في كردستان. وكتب رسالة بذلك الى المسؤولين الاسرائيليين، قال فيها: يجب ان ينضم هذا الوفد مستشاراً عسكريا رفيع المستوى، على ان يتحلى بفهم تكتيكي واستراتيجي معا، اضافة الى القدرة الفنية. لاقى هذا الاقتراح معارضة من جانبين، الاول على الصعيد الكردي، حيث اعتقد الاكراد ان كفاءة البرزاني التكتيكية والاستراتيجية، كافية تماماً لهم. ومن الناحية الاخرى على الصعيد الايراني الذي خشوا من ان يؤدي بقاء وفد عسكري اسرائيلي دائم لدى الاكراد واكتساب الاكراد تجربة من نوع جديد، الى اخراج التمرد الكردي من امكانية السيطرة عليه، وافلات الزمام من أيديهم. بيد آن الطرفين وافقا في نهاية المطاف على ما اقترحته اسرائيل. قبل الموساد ورئيس الحكومة الفكرة فورا، وتم اتخاذ قرار بارسال الوفد اول الربيع وليس من بداية الشتاء، الذي يبدأ عادة أول تشرين الاول، وينتهي خلال شهر نيسان. وصلت انباء وجود الوفد الاستشاري الاسرائيلي في كردستان، في نهاية المطاف وهوالامر الذي كان الموساد يأخذه بعين الاعتبار، فقد كان يدرك انه، ومهما كان عدد الوفد صغيرا فان منطقة كردستان تعيش على الخيانات. ومن الجدير بالذكر، ان عدد الوفد الإسرائيلي كان في أغلب الاحيان يتراوح بين ثلاثة الى اربعة اشخاص، وفي حالات معدودة، تمت مضاعفته مرتين او ثلاثة لاغراض الدورات التي تعقد هناك للاكراد.)ص129
(اسميت التدريبات التي خصصت للقوات الكردية بالاسم الشيفري" مربية جيدة" وتوافقت مع الاتفاقية الايرانية الاسرائيلية، وايضا مع الاتفاقية المعقودة بين البرزاني ورئيس الحكومية الايراني امير عباس حوبيدة في كانون الاول 1966والتي تنص على ان يقوم الجيش الايراني بتزويد الاكراد بالاسلحة والمستشارين. وفي نفس الشهر قدم العراق احتجاجا الى ايران لارسالها اسلحة الى الاكراد لقد اصبحت حقيقة كون ايرات معبرا لنقل الاسلحة الاسرائيلية الى الاكراد بمثابة حقيقة شائعة) ص135 ( وفي اذار 1966، عاد المتدربون الاكراد الى بلادهم من اسرائيل، وتوجهوا مباشرة الى ساحات القتال.)ص138 ( توجه اربعة اسرائيليين في أذار 1966 نحو كردستان،...وقد نقلهم السائقان الايرانية (رجبي وكاسري) اللذين كانت المخابرات الايرانية قد اختارتهما بعناية بالغة لنقل المسؤوليين الاسرائيليين من ايران الى كردستان. كان من المفروض ان يستقبل البرزاني الوفد الاسرائيلي، لكون الوفد علم لدى وصوله ان البرزاني موجود في جبهة بنجوين في القاطع الجنوبي من كردستان لادارة معارك خاطفة ومقلقة للايرانيين، وسوف يعود بعد اسبوع. وقد شعر الاسرائيليون بالدهشة لخروج البرزاني من المنطقة في هذا الوقت الحاسم الذي يعد فيه العراق العدة لهجوم الربيع، لكنهم لم يتلقوا اية تفسيرات لذلك.)ص139 (لكن تفكير البرزاني كان في تلك الاونة منصبا على الهجوم الذي يخطط له العراقيون تحت اسم "نعتمد على الله" وكان يعلم ان رئيس الحكومة الجديد عبدالرحمن البزاز يعرض العملية. وكان البزاز، قد حل في أيلول 1965 محل طاهر يحيى، واعتقد باستحالة انهاء المشكلة الكردية بضربة واحدة، وحاول التوصل الى تفاهم، بيد ان قوة الجيش في ذلك الحين كانت كبيرة، واعتقدت هيئة الاركان العراقية ان بمقدورها اهارة التمرد عن طريق استخدام قوات وكثافة نيرانية كبيرة تجعل بالامكان التغلب على ساحة القتال الجبلية الصعبة. وفي أذار 1966 بدأت الوية المدرعات والمدفعية بالتحرك باتجاه خطوط الجبهة بهدف الاستيلاء على نقاط استراتيجية حيوية، وقطع خطوط امداد للأكراد.)ص146 (بدأت المعارك في الثامن من نيسان 1966، وفي محاولة لابعاد القوات الكردية عن المناطق الاختراق الرئيسية للخطة... في الثالث عشر من نيسان - اي بعد خمسة ايام من بدء القتال ـ قُتِل الرئيس العراقي عبدالسلام عارف في حادثة طائرة هيلوكبتر، مما ادى الى وقف المبادرة الهجومية حتى اعادة الاوضاع في العراق الى الاستقرار. وبدلا من الرئيس القتيل تولى شقيقه الاكبر، نائب رئيس الاركان عبدالرحمن عارف، والذي كان يعتبر شخصية وسطية تفتقر الى الذكاء والدهاء، الذي يمتاز به شقيقه القتيل)ص147. ( ملاحظة:كان من حق رئيس الوزراء ان يقوم بمهام رئيس الجمهورية عندما يشغر المنصب بموجب الدستور الموقت الذي كان نافذاً إلا أن العسكريين المتنفذين وضعوا العلم العراقي على سيارة عبدالرحمن عارف عنوة باعتباره رئيس الجمهورية الجديد لمنع عبدالرحمن البزاز من إشغال هذا المركز بعيداً عن جميع الاعتبارات، حسبما سمعته في حينه-خسرو) (الثاني من أيار: تمكنت نيران المدافعين من وقف تقدم المهاجمين في جميع القطاعات. وفي جبل زوزك التي يبلغ ارتفاعه الفا وثمانمائة متر، قامت قوة كردية بهجوم معاكس ليلي، وطوقت المهاجم والتفت حوله، ونجحت في الوصول الى مؤخرته، وفتح النار عليه، وفي البداية اعتقد العراقيون ان الذي يطلق النار هي قوة عراقية قادمة خلفهم، فأخذوا يصرخون باتجاهها لوقف اطلاق النار، بيد أن صراخهم نجح فقط في كشف مواقعهم، وتمكين الاكراد من قتل جميع اعضاء القوة العراقية الامامية تقريبا. ويقول القائد الكردي للمعركة: لقد احصينا خمسا وسبعين جثة. وعادت القوة وهي تحمل خمسا واربعين بندقية وثلاثة رشاشات، حيث لم تتمكن من حمل المزيد بسبب نيران العدو)ص 148
(ملاحظة: يبدو أن الأرقام إختلطت في رواية بهاءالدين نوري بين هذه المعركة في جبل زورزك يوم 2أيار وبين معركة جبل هندرين يوم 12منه التي وردت في الحلقة السابقة- خسرو)
(*الثالث من أيار: قامت القوات العراقية بهجمات على جميع القطاعات، بيد أنها لم تنجح في تغيير اي شيء من نتيجة اليوم الأول. وتمكنت احدى سرايا العراقيين، في جبل هندرين من التسلل بين القوات المدافعة والوصول الى رأس الجبل ، وفي الصباح اكتشف الاكراد القوة المذكورة، وهاجموها مما ارغموها على الانسحاب مجددا الى اسفل الجبل. وكما يبدو فان الملا مصطفى البرزاني شعر بالاهانة جراء الاصرار الذي يبديه العراقيون، مما حدا به لالقاء التبعية والتهم على المدافعين، ووصفهم بالاهمال، وبعدم القدرة على مواجهة القوة المهاجمة. *الرابع من ايار: اعطيت اوامر الى جميع القوات للقيام بحملة هجوم مضادة على جميع الجبهات، حتى لو تم ذلك بقوات صغيرة. *الخامس من أيار: القوة الكردية التي اخلت منطقة (جرو عمر آره) تزودت بالذخائر التي جمعتها من هنا وهناك، من الجبهات المختلفة، وشنت هجوما على القوات العراقية لاستعادة موقعها. وقد قتل قائد الكردية المهاجمة، مما اثر على الجبهة بكاملها، بما فيها القيادة الكردية. فيما اصبح وضع الذخائر بائسا للغاية، مما أثار اراء انهزامية بدأت تتحدث عن استحالة الصمود. كانت اللعبة انذاك، تشبه لعبة العض على الاصابع. ومن هي الجهة التي ستعرب عن المها اولا. وقد حاول تسوري و بالاستعانة بزملائه، بث روح الصمود في نفوس الاكراد، وجعلهم يقومون بعملية تحليل لمسلكية العدو، وتحركاته...... وفي الخامس من ايار1966 بدا الاكراد وكأنهم قد سلموا بالوضع الامر الذي شعر تسوري بالاحباط الشديد. قال الاكراد للاسرائيليين: لقد حاربنا بأفضل الصور التي استطعناها. ولا نرى اهمية كبيرة لسقوط جبل زوزك... الايرانيون يعرقلون وصول الذخائر الينا، وانتم الاسرائيليون تفعلون كل ما بوسعكم. بيد اننا لا نستطيع فعل اى شيء في ظل الشروط الحالية. ولو اننا كنا ندرك مسبقا ان شروط الحرب ستكون على هذا النحو، لما خضناها بهذه المعايير الواسعة. *في الثامن من ايار كتب تسورى في يومياته: قدرنا ان شن هجوم ضد اللواء الرابع هو وحده الكفيل بافقاد العدو توازنه وبالتالي وقف هجماته لفترة ما. *وفي التاسع من أيار، ارسلت قوة فارس قائد منطقة اربيل والتي يبلغ قوامها مائتين مقاتل لمهاجمة المنشآت النفطية، والقطار وجسور الطريق القائم فوق الزاب الاصغر، وذلك بدفع العراقيين الى سحب قوات من الجبهة...... *وفي الحادي عشر من أيار تمكن الجيش العراقي من احتلال منطقة (جرو عمر) وجميع المواقع القائمة على منحدرات جبل زوزك..... *في الثاني عشر من ايار: معركة هندرين (التي وردت في الحلقة الأولى وكانت حصيلتها محو اللواء الرابع للجبش العراقي عن بكرة أبيها خلال ساعة واحدة فقط-خسرو) *وفي الثالث عشر من أيار كتب تسوري في يومياته: لقد تمكن العدو من الوصول الى قمة جبل زوزك وواصل الهجوم. وفي الهندرين ركز جميع الاسناد المدفعي الذي استطاع تشغيله وقام بمحاولات لتخليص فلول اللواء الرابع بدون نتيجة تذكر. قام الجيش العراقي بعمليات انتقامية واسعة النطاق بالطائرات، التي شنت هجماتها بجنون ، وحلقت على ارتفاعات منخفضة، واطلقت النار على كل شيء يتحرك. كما قامت القوات الكردية باستخدام وحدات صغيرة لتنفيذ عمليات تخريب فدمرت جسر الزاب الصغير، وجسر (تكتك) وجسر التون كوبري، ومحطة الطاقة الكهربائية في (دبس)... *وفي الرابع عشر من ايار، توجه البرزاني الى جبل زوزك، الذي يسيطر عليه اللواء الخامس، واعلمنا (أزاد) ان البرزاني، يرغب في مهاجمة هذا اللواء، بنفس الاسلوب الذي تم اتباعه مع اللواء الرابع، مؤمنا بأن بالامكان تدمير هذا اللواء باستخدام اجهزة الاتصال و مدافع (المج) الرشاشة. *وفي الخامس عشر من أيار، بدأت تنتظم قوة مؤلفة من مائتين وخمسين مقاتلا لمهاجمة اللواءالخامس، وجرى شق طريق خاص نقلت خلالها المدافع الى منطقة (كومن) لاسناد الهجوم. وتم اعداد قوة المدفعية بقيادة العقيد محمد محمود عبدالرحمن -الملقب سامي -والتي تضمنت ستة مدافع من عيار 75ملم و ثماني راجمات من عيار 120 ملم *وفي الثامن عشر من ايار، اجتمعنا مع البرزاني في احدى المغائر بالقرب من قرية جلالة، وعرضت عليه خطة احتلال جبل (الكورك)، لكنه اعرب عن اعتقاده بأن هذه الخطة اكبر من حجم التمرد. لقد كان البرزاني حتى تلك اللحظات يعمل وفقا للمبدأ القائل: دون العراقيين لن نستطيع فعل شيء، لذا، لم يرغب في قطع جميع الخيوط المؤدية الي التفاوض. واعتقد ان العراق، لن يغفر له هذه المرة اذا ماحقق انتصارا جديدا على قواته.) ص149-155 ( ويقول تسوري: في الوقت الذي كانت فيه القوات الكردية تتخذ الاستعدادات اللازمة لشن هجوم على ( الكورك). كانت هناك اتصالات تجري من وراء الكواليس بين الاكراد والعراقيين على ارضية الهزيمة التي مني بها العراقيون في (هندرين))ص 161] شلومو نكديمون، الموساد في العراق ودول الجوار- انهيار الأمال الاسرائيلية، ترجمة بدرعقيلي الصادر من دار الجليل للنشر- عمان عام 1997
في ظلال هذه المعمعة الدامية التي كانت حصيلة معارك الكر والفر والهجمات اليومية المتقابلة إجتمع ملا مصطفى البارزاني سرا، وبعيدا عن الأعين والاذان، مع حميد عثمان، وإتفقا على أن يذهب حميد إلى بغداد لأداء مهمة تتطلب إنجازها حنكة ودهاء سياسين. (التكملة في المقال القادم)
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روايتان مختلفتان عن معركة جبل هندرين و حيثيات بيان 29 حزيران
...
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (7/19)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(6/19)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (5/19)
-
أرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4/19)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (3/19)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ ( 19/ 2)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (19)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (2/18)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (18)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (17)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (16)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (15)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (14)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (13)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (12)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (10)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (9)
-
آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (8)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|