أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو














المزيد.....


بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 11:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


استمعتُ إلى خطاب نتنياهو بمناسبة، عيد الحانوكاه اليهودي، هذا العيد، رمزٌ من رموز انتصار اليهود في القرن الثاني قبل الميلاد على الاحتلال اليوناني للقدس، وتدمير الهيكل الثاني، وإلغاء الدين اليهودي.
خطب نتنياهو في مجموعةٍ من الجنود المصابين في حروب إسرائيل، عقب ساعات من قرار مجلس الأمن، اعتبار المستوطنات الإسرائيلية خرقا للشرعية الدولية، يوم 23/12/2016، هذا القرار أفزع حكومةَ نتنياهو، ليس بسبب مضمون القرار فقط، بل كان مصدرُ الفزعِ يعودُ إلى تمرد أمريكا على إملاءات إسرائيل وغطرستها. قال:
"إن روح، يهودا المكابي، بطل عيد الحانوكاه، الثائر على اليونانيين تُحلِّق فوقنا هذا اليوم، تحولت المنظومة الدولية كلها إلى مطاردة إسرائيل، بدلا من مطاردة المجازر في سوريا، سنستدعي سفراء كل الدول التي ساندتْ القرار لتوبيخهم على ما فعلوه" أضاف، وهو يضيء الشمعة الثانية للحانوكاه في حائط البراق:" إن الدول التي هنَّأتنا بعيدنا، صوَّتَتْ بنعم لقرار إدانة الاستيطان في جبل الهيكل، ما هذا التناقض؟! لقد وقعت الحرب هنا في زمن يهودا المكابي، فقد كان الهيكل لنا في تلك الفترة!"
لم يكتفِ نتنياهو كعادته، بتهديد الفلسطينيين، بل انتقل إلى تقريع أمريكا وزعمائها الديموقراطيين، وهو أيضا انتقل إلى تهديد كل الدول التي صوتت لصالح القرار الدولي، فألغى زيارة رئيس أوكرانيا، وأوقف الدعم عن السينغال، ولم يتوقف عند ذلك، بل إنه قرَّر أن يُهدد الأمم المتحدة كلها، فطلب من وزارة خارجيته إعادة تقييم علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة! حتى أن الكاتب، ديفيد هروفتش كتب مقالا بعنوان: "نتنياهو يشنُّ حربا على العالم!"
لم يبق على نتنياهو إلا بعض الخطوات ليُشابه بطل مسرحية الفيلسوف الفرنسي، إميل زولا، مسرحية، كاليجولا، إمبراطور روما في القرن الأول الميلادي، الذي ظنَّ أنَّه إلهٌ، فشرع في تدمير الآثار في القدس، ونصب له تمثالا كبيرا فيها! وعيَّنَ حصانَه عضوا في برلمان روما، بعد أن طرد أحد معارضيه!
برعَ سياسيو إسرائيل في توظيف الأساطير الدينية لتخدم أهدافهم، وأجروا عليها تغييراتٍ تلائم طبيعة المرحلة التي يعيشون فيها.
ما أزال أذكر كيف وظَّف (الإمبراطور)نتنياهو، بمعونة الحاخام السفاردي الراحل، عوفاديا يوسيف، عيد البوريم، أو أستير، أو عيد المساخر، للتحذير من إيران النووية، لأنَّ أحداث الأسطورة الدينية جرت في بلاد فارس، وها هو يوظف قصة عيد الحانوكاه، عيد النصر على الأعداء، بقيادة يهودا المكابي(الضارب بالمطرقة) فيما يجري من أحداث، ويستبدل الظالم بالمظلوم.
فالأعياد اليهودية في معظمها إما أنها انتصارات على الأعداء وتشفِّي بهزائمهم، وإما أنها فرصة لاضطهاد الواقعين تحت الاحتلال، فبمناسبة عيد الحانوكاه (السعيد على اليهود فقط)! أصدر وزير الدفاع قرارا بوقف كل أشكال التنسيق مع الفلسطينيين، أي بسجنهم في وطنهم وأرضهم، وهذا الأمر من السجَّان يدخل في إطار أبشع الجرائم التي يرتكبها المحتلون في حق خمسة ملايين فلسطيني مُحتل، والتي لو وثَّقها المظلومون كاتهامات لكان لها الأثرُ الأكبر في الرأي العام العالمي، وفي مؤسسات الحقوق في العالم، مع العلم أن كل الأعياد اليهودية، بشارتُها الأولى للأسف تبدأ دائما بما يلي:
إغلاق المعابر في وجهنا، ووقف إمدادات الوقود والطعام، ومنعُ التجول والسفر، لتكتمل فرحة المحتلين بعيدهم السعيد! وفي الوقت نفسِه، يستقبل متطرفو الحكومة في إسرائيل تهاني العالم لهم بهذا العيد، باعتباره عيدا سعيدا مُباركا عليهم فقط، وكئيبا على أصحاب الأرض!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين
- زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل
- الحل الاستيطاني النهائي
- مجازر نيس، والكراده، وباريس!
- القواقع القبلية في فلسطين


المزيد.....




- أمينة خليل والسعدني وشاهين بمسلسل -لام شمسية- في رمضان
- أحمد الشرع يكشف ما بحثه مع محمد بن سلمان في الرياض: -لمسنا ر ...
- نعيم قاسم: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد 23 ف ...
- إيران تسدل الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- ترامب يقر بتداعيات حرب الجمارك وشولتس ينتقد تقسيم العالم بحو ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعودي في الري ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة تحت الأر ...
- إسرائيل تفجر عددا من المنازل في مخيم جنين (فيديو)
- إعلام: نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب ع ...
- وزارة النقل الأمريكية تصف نظامها لمراقبة الحركة الجوية بأنه ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو