أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - العلمانية و الدين














المزيد.....

العلمانية و الدين


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان فصل الدين عن السياسة و امور الحكم يحقق صالح السياسة و الدين في وقت واحد, فحشر التعاليم الدينية في الامور السياسية يفقد الدين قداسته, كما يصبح الدين عامل تفرقة بين الناس عوض ان يكون عاملا في توحيدهم لان الناس لا يمكن ان تتفق على دين واحد.
ان ظاهرة الخلط بينما هو سياسي و ديني اصبحت ماركة مسجلة في العالم الاسلامي بلا منازع .. فبعدما تخلصت اروبا من هذا الفكر منذ نهاية حرب الثلاثين عاما ( 1618-1648) ظهرت العدوى في العالم الاسلامي بعد سقوط الخلافة العثمانية فانفجر العالم الاسلامي بافكار سيد قطب و المودودي و غيرهم .. يكفي فقط القاء نظرة على ما حدث للسودان بسبب اسلمة الدولة. و الصالح الذي يتحقق للسياسة من فصلها عن الدين هو عدم ظهور انظمة قمعية ديكتاتورية متسربلة بالدين التي هي اخطر من الانظمة العسكرية.
لقد تسبب الخلط الارعن بين الاسلام و السياسة ظهور حكام مجرمين و سفاحين على شاكلة المنصور الذي عذب الامام ابي حنيفة النعمان لان هذا الاخير رفض منصب القضاء فتم جلده حتى ورم راسه و هو في السبعين من عمره من طرف اعوان المنصور الذي قال يوما (انا الاسلام و الاسلام انا ) فكل انسان لا يفهم الاسلام على شاكلة هذا الشخص يعتبر كافرا مستوجب القتل.
هذا قليل من كثير فلو نتصفح تاريخ الامبراطوريات التي قامت في التاريخ الاسلامي و تغطت برداء الاسلام من اجل الحكم و السلطة فلن نجد اي انتقال ديمقراطي للسلطة بين الحكام المسلمين .. فالانتقال و تسليم السلطة يتم بالسيف و قطع الرقاب و ضرب كل محاولة سلمية في عرض الحائط .. فبسبب حب السلطة و الحكم اغتيل ثلاث خلفاء راشدين ( عمر بن الخطاب, عثمان بن عفان , علي بن ابي طالب ) دون ادنى مراعاة لمكانتهم الدينية و قربهم من رسول الاسلام .. لقد حصد السيف الكثير من رؤوس المسلمين اكثر مما حصد في الغزوات.
ان كل اجتهاد تم بادلة شرعية بينت ان الاسلام ترك السياسة للناس ليتدبروا فيها حسب حاجتهم قوبلت بالتكفير و التقتيل .. فالقاضي و الامام علي عبد الرازق ( الذي ايده الامام الجزائري عبد الحميد ابن باديس) نادى بفصل الدين عن السياسة في كتاب الاسلام و اصول الحكم و اثبت بطلان وجوب الخلافة بادلة شرعية واضحة من القران و احاديث رسول الاسلام تم تكفيره و تكفير كل من ايده... محمد عبده و مادراك تم تكفيره بسبب ارائه التنويرية.
ان الدين يعتنقه البشرعن اختيار و قناعة و لا تعتنقه مؤسسات الدولة التي يجب ان تبقى حيادية لانها وجدت لقضاء مصالح الناس و ليس لحمل الناس على التدين و التمذهب ولكن المرفوض هو تجاهل الدين كعامل مهم في بناء ضمير الناس و اخلاقهم و لكن الفرق عظيم فالدين و غايته لا تتغير و لكن السياسة تتغير بتغير الزمان.
ان العالم الاسلامي الذي يعاني في كل المجالات بطريقة غير مسبوقة و خاصة الاحترابات الطائفية بين مختلف الطوائف الدينية تساندها القوى الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة التي تغذي هذا الصراع و الداعمة للاسلام السياسي من اجل السيطرة على موارد الشرق الاوسط بدعم من الدول الوهابية الخليجية بالمال و البترودلار و بالفكر الوهابي الذي يشجع التكفير و القتل ضد الطوائف الاخرى لا حل له الا باقامة انظمة سياسية علمانية تترك الدين للناس ليختاروا ماذا يعتنقوا وليس بالدول الدينية فكيف نريد اذا ان يتعايش السني مع الشيعي و البهائي مع الدرزي في سلام؟ كيف ستتوحد الجبهة العربية ضد الامبريالية الامريكية و حلفائها و العدو الصهيوني الذي لا يتورع في تقتيل الفلسطنيين؟ ان هذا الحلم لن يتحقق الا تحت يافطة الدولة العلمانية المدنية التي تقيم العلاقات بين افراد الشعب على اساس المواطنة.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام و الحداثة
- اقتلعوا التكفير من جذوره !
- الاستبداد الاخواني
- الاسلاميون و الديمقراطية
- الفكر الاصولي و الانسداد التاريخي
- محاولة الاخوان سرقة الثورة المصرية
- اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي
- التعصب الديني سيعصف بنا
- اسطورة الخلافة
- فولتير .. الكاميكاز الفكري


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - العلمانية و الدين