أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي














المزيد.....

المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:09
المحور: المجتمع المدني
    


ربما يكون المسرح الروماني هو الحل لمشكلة الإرهابيـين التونسيـين المزمع إعادتهم.. سيكون مصيرهم شبيها بمصير المصارعين في المسارح الرومانية.. تقاتل حتى الموت.. قرع للرؤوس بالفئوس و بقر للبطون بالسيوف و أمعاؤه تتدلى أمامه في لحظات رعب قصوى في حمئة و فوران شديد و عيناه زائغتان في مشهد جحيمي يغطي الأرض و السماء و كل الوجوه المجهولة.. دماء تنفر كالنوافير من الأنوف و الحناجر و الصدور و رقصات القتل و بعض فنون الإخراج الدموي التي تجعل من القتل رقصة فرعونية صاخبة و مهولة و تحيل إلى سكينة في النفس مخدرة..
جمهور الإرهابيين المتبقي من حلبات الصراع الدموية.. سيكتشف بالواقع و الملموس عبثية القتل بعدما يتشبعون بمنظر الدماء. لكن ليس لأحد بقادر على ضمان الموت الكلي لرغبة سفك الدماء..
يتلمسون أمامهم بكل وضوح أن المسالة في جوهرها إرادة قتل و توحش و ليست إرادة احتكام إلى الله و شريعته و محاربة الطاغوت و غيرها من الكليشيهات الوهابية التي استخدمت بكثافة عبر الشيوخ الزائرين لتونس في فترة حكم حركة النهضة الاخوانية الإسلامية، أو خطباء المساجد النهضاويين ساعتها، اللذين أوثقوا الرباط بين الإسلام الحق و بين سفك الدماء في سوريا و محاربة الطاغوت. فما علاقة العائلات السورية التي تم طردها من منازلها و افتكاك أملاكها أو إرهابها لتهرب من بيوتها بمحاربة الطاغوت؟ و الطاغوت أساسا بالنسبة لمن؟ لعوائل الخليج و إسرائيل و أمريكا و أوربا الحقيرة المنافقة و الرجعيات الإسلامية المنضوية في مشاريعها الاستعمارية أم الاستبداد و الدكتاتورية و التفقير و الطبقية الاقتصادية الاجتماعية المجحفة؟؟
لأحدهم ( يعتـقد أن الرب يحارب المفسدين في الأرض المتاجرين بدينه)، أن يتمنى سقوط الطائرات التي ستطير بالإرهابيـين من تركيا في البحر.. أوه.. هل لا تصيب مصائب الطيران إلا الفنانين الروسيـين المفعـمين بالحياة؟
المسرح الروماني له دلالة تاريخية و رمزية كبرى. تاريخيا انه انبثـق في عمق الشخصية التونسية المسرحية التي تعتـقد في الحياة مجرد لعب ادوار في عـمقها. الدلالة الرمزية الهامة هو تراوح المسرح الروماني بين الإخراج و العرض و ابتهاج الجمهور و بين العروض الحقيقية في ذاتها. صراع و تـقاتـل حقيقي و دماء و موت حقيقي و انبعاث بهجة و سكينة حقيقية في السيكولوجية الجماهيرية العامة. فالعرض لا ينتهي بحكم امتداده بالكلمات الواصفة له بعده..
هذا المسرح الواقعي هو الشارع. القـتل الرمزي بما أن البشرية ارتـقـت إلى عصر الرمز و الوجود الافتراضي و التوجه نحو تـقـاتـل الإرادات و الأفكار و الرموز بدل التـقاتـل الدموي الجسداني..
تونس أثبتـت منذ اللحظة الانفجارية للثورة أنها توغلت مباشرة في ما بعد الحداثة بحيث تجاوزت أوربا نفـسها التي لا تـزال متراوحة بين الحداثة و ما بعد الحداثة.
المسرح الروماني الرمزي هو احتلال الشوارع و ضجيجها و شعاراتها القاتلة للإرهاب الإسلامي و الواضعة حجم المسئوليات التاريخية و المعلنة للتاريخ بهجة التـقـدمية العظمى التي تجر حتما جل الإرهابيـين الإسلاميـين الذين لم يـبرحوا تونس كذلك و اللذين أبهجتهم أخبار سقوط الطائرة الروسية.
إنها الحرب بين المستـقبل بما هو حياة و الماضي الجثة المتعفنة الذي أرادوه أن يغطي على الماضي النبيل الذي لا يزال حيا..
يجب أن تـقـرع الحناجر حتى يعلو صداها إلى القمر. يجب أن يعلم الإرهابيون أنهم ملعونين إلى يوم الدين. يجب أن تكتسح الجداريات الفنية الجميلة الحرة الشوارع. يجب أن تـتـأنـق الأنـثى التونسية أكثر فأكثر فهي رمز الحياة الحي في وجه الموت.. الحياة بما هي حرية و كرامة إنسانية.. الموت بما هو إرهاب و تغيـيب للإنسان بحريته و كرامته و وجوده بما هو حي واقعي و رمزي..
نحاربهم بالرمز كمجتمع مدني عقلاني متوازن. نطردهم من بلادنا و أرضنا.. نطردهم أساسا كوجود رمزي و واقعي..
المهم أن جزءا هاما من التونسيـين يرفضون عودة الإرهابيـين و يرفضون الإرهاب الإسلامي الذي لا يزال يعـشش في كثير من العـقول التي تعيش بينـنا..المسرح التونسي في الشارع هو الذي سيعلن الهوية الحقيقية لتونس في العالم. تونس ليست إرهابية بل ثورية حرة تعشق الحياة و قافـزة إلى ما بعد الحداثة. الساحات و الشوارع و الأغاني و المواقف المسرحية و الخطب الثورية و الحوارات الجماعية و الشعارات المزلزلة التي من شانها قـتل الإرهاب و سفك دمائه في الساحات رمزيا..اخرجوا جميع ما لديكم من ألوان لتكتسح الجداريات الجدران.. جداريات الشعب الفنان الواهب للحياة و ليس الموت.. ساعتها ربما لن يعود الإرهابيون و إن عادوا..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس
- بوح معذبي الدكتاتورية في تونس
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة
- أمريكا الداعشية
- -بورقيبة- و الثورة
- -يلزمنا ناقفو لتونس- رئيس الحكومة الجديد يستحضر شعار -شكري ب ...
- في الالحاد الاسلامي
- الفردوس المفقود المأمول


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي