|
آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...آيَة سَدُ الثَغَرات
بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 22:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دائما ما كان محمد(ص) كعادته في كتابه يلجاء الى ترك باب خلفى يستطيع ان يهرب به من اى انتقاص لكتابه او تناقض فيه، ولان معظم ايات القران مائعه ليس لها معنى واضح والدليل على ذلك اختلاف المؤمنين و تضارب التفاسير، ولا يمكننا تفسير تلك الميوعه والتخبط فى المعنى، الا على انها اتت نتيجة لجهل محمد و عدم المامه بعديد من الاشياء لذلك ترك معظم الايات في كتابه بدون نهايه منطقيه، وخير مثال على ذلك على سبيل المثال لا الحصر هي ايه اصحاب الكهف، حيث انه اخذ يقول اربعه وخمسه وستة مع ان كل هذا هو خطاء، وبالرغم من هذا التخبط فانه لم يقل قول فصل في المسالة، وقرانه يحتوي الكثير والكثير من امثال تلك الايه!! ولا يخفانا ان كل ذي عقل بامكانه ان يعرف جيدا ان القران لاهو كتاب محكم ولا بالكامل ولا يصلح اصلا حتى ليكون قصة من قصص افلام الكرتون مثل توم وجيري التي تكون مترابطة في احداثها ويستطيع المشاهد ان يفهم النهاية في نفس الحلقة على شكل متسلسل، والتي استطيع ان اعتبر ان فائدة مشاهدتها اكبر واعظم من قراءة كتاب القران، والذي غالبية اياته كتبت لتبرير افعال محمد وافعال عصابته، فعندما اراد ان يتزوج زينب زوجة ابنه بالتبني ادعى ان الهه انزل اية تبيح له ذلك، وعندما كان يحتسي الخمر كتب فيه اية مادحا له مبينا فوائده، وبعدما سأم منه او بسبب حادث جرى له لم يسردها لنا الرواة متعمدين ذلك ، كتب اية اخرى تذم الخمر و,يدعو الى تجنبه وليس تحريمه كما يدعون ، وغيرهذه وتلك العشرات من الامثلة الساذجة!! لقد قرأت القرأن في السنوات الاخيرة كثيرا وتتبعت اسباب النزول من خلال بعض الادبيات الاسلامية، من باب الطمع والمعرفة للتعرف على هذا الفكر البائس الذي لا يجود به الا انسان بائس، وكعادتى فى ايام العطل الربيعية او الصيفية للمدارس او المناسبات او في عطل نهاية الاسبوع وهي يومان، اعتكف على قراءة القران والتفاسير، وهذا طبعا ليس طمعا فى الثواب بالطبع لانني اصلا من الكفار، وقد اقتنعت منذ كنت في المرحلة الاعدادية، بان من آلف القرآن قد مات وصار ترابا منذ حقب طويلة ولم يعد يملك لنفسه ثوابا ولا عقابا الا ان يتغمده الهه برحمته الواسعة، فكيف يكون بامكانه ذلك لغيره، لذلك استغل فترة قراءتي للبحث فى اسباب تأثير هذا الكتاب وصاحبه على هذا الكم الهائل والذي تجاوز المليار نسمة من الأجيال المتعاقبة ومنذ 1438 عام، وفي آخر اطلاعي على القران توقفت عند الأية رقم 7 فى سورة آل عمران والتي جاء فيها: "هو الذى انزل عليك الكتاب منه آيات محمكات هن ام الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تاويله الا الله ،والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولو الألباب" تقول هذه الآية وبوضوح مخيف بأن الكتاب الذي أنزل على محمد ينقسم إلى قسمين .. قسم يحتوي على الآيات المحكمات ، وهو يتمثّل بالسور الكاملة و بالسبع المثاني والقرآن العظيم .. وهي التي سمّاها القرآن بـ "أم الكتاب" .. والقسم الآخر هو "أخر متشابهات" .. الغريب هنا أن القرآن يصرّح وبوضوح بأن من يتّبع المتشابهات من القرآن فهو في قلبه زيغ !! رغم أن المتشابهات هي ايضا من القرآن نفسه !!!! العجيب بأنه لا خلاف على معنى متشابهات .. فسواء كان معنى متشابهات: الشبهة أو التشابه .. فهذا لن يغير من معنى القرآن في تجنّب اتّباع هذه المتشابهات من القرآن ..وبالطبع فإن الأقرب لمعنى المتشابهات هو من الشبهة أو الشك أو التناقض .. وجميعها تصب في معنى واحد .. وعلى الاغلب وباعتقادي فان الآيات المتشابهة والتي بها شك وتناقض هي الآيات الناسخة من السور المدنية ومن المستبعد ان تكون ضمن الايات المكية... وهذه الايات المدنية هي فعلاً جزء من القرآن الموصوفة بإسم "المتشابهات" .. وقد وضعها مؤلف القرآن ربما لحكمة بسيطة هو من أجل معرفة من سيتّبع الحقيقي من القرآن اي "أم الكتاب" والذي يتفق مع الأديان الإبراهيمية الأخرى ، ومن سيتّبع المتشابه من القرآن فيزيغ قلبه .. وهذا هو المنطق السليم .. فإذا كان القرآن يصف نفسه بأنه كتاب كامل نزل على محمد كما يدعي.. فكيف إذاً تمّت الإضافة على القرآن بآيات أخرى في العهد المدني؟!! ومع ذلك في حالة خطا الاستنتاج الاول فبامكاننا ان نعتبرهذه الآية أقوى خط دفاع وضعه مؤلف القران لصد أي حالة تمرد إيماني أو حالة شك وعودة إلى التفكير بمنطقية، وأعتقد بأن الذي وضعها لم يكن عبقريا باستحداثها بقدر كونها ضرورة حتمية للتخفيف من حالات تمرد وتساؤل وإطراق وتفكير... والتي يستطيع اي قارئ لبيب من خلالها ان يصل الى نتيجة مفادها ان محمد كان يدرك حدود قدراته ، وكان متيقنا من وجود ثغرات وتناقضات فى ما يروجه في كتابه وخاصة في الفترة المدنية، لذلك كان حريصا دائما على سد الثغرات والمطبات التي يقع بها ولا مجال للتراجع عنها لانه كان يتورط ويقولها قبل ان ينقحها بسبب آفة النسيان الذي كان يعاني منها و ينسبها لالهه، والاية اعلاه هي احدى الآيات التى استعملها محمد لسد ثغرات هفواته في قرآنه، ودعونا نلقى نظرة مفصلة وبالشرح على الآية: "هو الذى انزل عليك الكتاب منه آيات محمكات هن ام الكتاب" حتى الآن هذا الكلام منطقى ولا غبار عليه ولا تشوبه شائبة!! "واخر متشابهات" كيف يكون ذلك ممكنا في نفس الكتاب حتى لو كان كتابا ادبيا فما بالنا والادعاء بانه كتابا سماويا وكلام اله؟ أليس وجود آيات متشابهات دليل الى كونها غير محكمة؟ اليس هذا انتقاص من قدرة الاله؟؟ اليس هذا تضارب وتكذيب للذين يدعون ان القرآن كتاب كامل لا لبس فيه؟؟ كيف يكون كاملا وها هو اعتراف صريح وموثق من كاتب القرآن نفسه بانه توجد في كتابه آيات محكمة وأخرى تفتقر الى الإحكام، كيف يمكن ذلك من ان بعض الآيات تفتقر الى الإحكام فى كتاب من المفترض انه آخر رسالة من خالق الكون وذو القدرة اللامحدودة لهداية الناس حتى آخر الزمن!!! ولحل هذه المعضلة التي تواجه اله القران ليس علينا الا النظر للأمر من وجهة نظر محايدة، وعند ذلك بإمكاننا الاستيعاب فورا بان هذا ليس الا مناورة من قبل محمد لسد الطريق بوجه أي شخص قد يتجاسر ويتمرد مستخدما عقله رغم التحذيرات من استخدامه ويرغب في مراجعة محمد فيما يقوله في قرآنه!!! وعودة الى (فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)، فمن الواضح والجلي فيها ان محمد يحاول ان يسد الثغرات التى احدثتها التناقضات السابقة فى الكتاب الذي الفه، لانه بكل بساطة وبلا وازع ادبي او اخلاقي، يحكم على كل من استخدم عقله واستطاع العثورعلى تناقض ما في قرآنه ويناقض العقل فانه يتهم بأنه"فى قلبه زيغ"، والتي هي بمثابة اللبنة الأولى والاساسية لسياسة التكفير التي اتبعها واسس لها محمد أيام سطوته، ويتبعها كل اساطين وشيوخ الجهل والتخلف والظلام الآن والذين يحذون حذوه، لذلك فان كل من يجرؤ على المجادلة في تناقضات القرآن في الوقت الحاضر والقادم سوف يتهم من قبل اساطين وشيوخ التكفير بأنه ممن في قلوبهم زيغ، ولهم في رسولهم اسوة حسنه!!! ولنعود الى جملة (ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) من الواضح جدا ان معنى الكلام هنا هو ان من يجرؤ على التأويل ليس الا ممن في قلوبهم زيغ ، وهذه إشارة واضحة لا جدال فيها على ان القرآن غير قابل للتأويل بعيدا عن معناه الحقيقي، ولو اخذنا مثلا (الشمس تغرب في عين حمئة) فان كل من يحاول تأويل موضوع غروب الشمس في عين حمئة، على انه تفسير لما رآه او اعتقده ذو القرنين وليس حقيقة الآمر(وهذا ما يحصل في أيامنا هذه بالرغم من الوصايا المحمدية بعدم التأويل)، وعليه فان هذا الشخص وعلى راسهم زغلولهم سيدخل مباشرة في قائمة المؤولين ممن في قلوبهم زيغ وفقا لهذه الآية ، وعليه فعلى الاخوة المؤمنين عدم الاستنباط في تأويل آية غروب الشمس وعليهم الاعتراف بملء اشداقهم ولا حاجة لتدليسا تهم بأن الشمس تغرب فعليا في بحيرة من الطين!!! "ثم بعد ذلك تأتي لنا الجملة الكارثية والتي تفضح المناورة المحمدية لسد الثغرات في كتاب المتناقضات هذا حيث يقول (وما يعلم تأويله إلا الله) فهل هناك عاقل على وجه الأرض يقدر العقل يستطيع ان يقبل هضم وابتلاع هذه الجملة دون ان يتساءل.... يا رسول الله طالما ان كتابك هذا والآيات والسور التي فيه لا يعلم تأويلها الا الله، فلماذا اذن انزله لنا ربك هذا وما فائدته لنا ، ولعل تفاصيل المناورة المحمدية لسد ثغراته قد وضحت مع هذه العبارة الاخيرة بأبهى صورها!! وتختتم الآية بعبارة (والراسخون في العلم يقولون امنا به) وهذه العبارة بحد ذاتها دلاله على الانتقاص والتغييب للعقل وغير مسموح باستخدامه مهما كانت الحجج في ذلك، وممنوع المناقشة في أي مسالة عن صحتها من عدمها، وعلى المسلم وخاصة العلماء الايمان المطلق بما جاء في القران، بغض النظر عن تضاربها مع العقل، وهذا المنطق القرآني غريب جدا للرسوخ في العلم القرآني، فهو يأمر الراسخون في العلم بأن عليهم التسليم بما امامهم من لبس وغموض وايهام بإيمان تام وبدون بحث وتفنيد طالما انهم في حالة تغييب لعقولهم ويؤمنون ان القران كتاب من الله حتى وان كان بدون سند او دليل، فأي علم واي ايمان هذا؟ وختاما ومن خلال هذه الآية بإمكاننا ان نستنتج ان محمد بن عبد الله كان يدرك قبل غيرة الكم الهائل من الثغرات التي يمتاز بها كتابه جيدا، لذلك ولتفادي هذه المعضلة كان دائما ومنذ اليوم الأول لادعائه النبوة، يعتمد اعتمادا كليا على الحرب النفسية والتخويف في محاولة منه لسد هذه الثغرات التي ربما يناقشه فيها مناقش لا سامح هبل، وخاصة بعدما لمس مدى الاستعداد لدى اتباعه الجهلة من العبيد والصعاليك للخنوع والتصديق بهراءاته دون مناقشة، وهذه السنة الحميدة هي نفس السنة التي استنها لاحقا كل اتباعه من اساطين الجهل والخرافة والظلمة أعداء العقل والنور لإبقاء القطيع على عماه!! تحياتي. كل عام والجميع بألف خير وصحة وسلامة
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبحث في... الرسالة وبدء الوحي
-
لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَي
...
-
حِكاية طِفلة وشَيخُ القَبيلة
-
الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟
-
مِحنَةُ أُمَةٍ وإِلهُها...ووهمَ الإِعجازِ في كِتابِها
-
الغيب لم يتطرق اليه الحِوار بَيّنَ محمد والكُفار- على ال بي
...
-
حِوار.... عَبرَ ال BBC..... بَيّنَ محمد والكُفار
-
حقيقة زائر الغار ووحيه لخير الابرار
-
القَمَرُ خُسُوفاً والشَمسُ كُسُوفاً...وَمَا نُرْسِلُ بِالْآي
...
-
عندما يغضب اله القران وهو الذي كتب السيناريو؟؟؟
-
كَشْفُ سِرُّالأسْرَار فِي عَدَمِ ألإجًابَةِ عَلى دُعاءِ ألأب
...
-
قال الله : إِنْ شَاءَ اللَّهُ...ذَلِكُمْ اللّهُ رَبُّكُمْ
-
آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام
-
إنهم لا يريدونكم أن تستيقظوا !
-
حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
-
أُمُ ألبَنِين... تُغَيِّرأقوالَها
-
المُصطَفى العَدنان...مِنَ السِيرَة والقُرآن
-
تَحَداهُمْ القُرآن... فَقَالُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِير
...
-
سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 3
-
اعادة نشر...اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واج
...
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|