أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة














المزيد.....


خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بلا شك نريد أن توضع نهاية للمحاصصة سيئة الصيت، وكارثية النتائج، وبلا شك إن المحاصصة هي من أسوأ ما أفرزته العملية السياسية بعد سقوط الديكتاتورية. إذن أين يكمن الخطأ الذي أراه في الدعوة إلى إنهاء المحاصصة.
استغربت في الآونة الأخيرة في تكرر سماعي وقراءتي من شخصيات علمانية وقيادات أحزاب وطنية عريقة عرفت بنضالها السياسي عبر كل مراحل الدولة العراقية الحديثة، تركيزهم على الدعوة إلى وضع نهاية للمحاصصة.
المحاصصة نتيجة، والمحاصصة رغم كل سيئاتها ضرورة لا يمكن أبدا الاستغناء عنها، إلا بمعالجة السبب. فبدون المحاصصة، أي لو اتبعنا آلية تشكيل الحكومة على أساس الأغلبية السياسية، كما كان وما زال يدعو إليها المالكي في حال تحقق له حلم العودة للسلطة، ومعه لوبي المالكي، وشخصيات وقوى أخرى شيعسلاموية، ونقر أنها دعوة حق، لكن يراد منها شرٌّ للعراق، إذ ستكون الحكومة بالضرورة، وببقاء هذه الخارطة السياسية الراهنة والقائمة منذ 2003 على حالها؛ ستكون عندها الحكومة شيعية إسلامية حصرا. وسيقول الكثير من الشيعة، حاشا للعقلاء والوطنيين والعلمانيين، وأين المشكلة أن تكون الحكومة شيعية، أو ليس الشيعة يمثلون الأكثرية في المجتمع العراقي؟ ولا أقول إلا أن هؤلاء لم يأخذوا الدرس بعد تجربة الثلاث عشرة سنة الماضية، ولا لوم على البسطاء وغير المتعلمين، ولا أستبعد أن بعض ممن يجيب بهذا الجواب، هو طائفي بالضرورة ولو بمقدار، فالطائفية درجات، من حيث يشعر صاحبها أو لا يشعر.
المطلوب ليس الدعوة إلى إنهاء المحاصصة كنتيجة بديهية وضرورية وضارّة في آن واحد، بل الدعوة إلى معالجة سببها، أي إنهاء الطائفية السياسية، وعندئذ يكون الكلام عن إنهاء المحاصصة، بل عندئذ لن تكون حاجة للكلام عن ذلك، بل ستنتهي المحاصصة تلقائيا بزوال سببها ومبررها.
ولكن، وهنا سؤال محق، ألا هو كيف يجري يا ترى إنهاء الطائفية السياسية، ونحن لا نملك أحزابا تختلف فيما بينها وفق مبدأ التعددية في برامجها وأولوياتها واتجاهاتها السياسية، وتتنافس على أساس ذلك ديمقراطيا، بل نملك أحزابا شيعية، وأحزابا أخرى سنية.
إذن لا المحاصصة ستنتهي، ولا مسببها، أي الطائفية السياسية، إلا بحل الأحزاب الشيعية والأحزاب السنية، وذلك عندما يُفعَّل قانون الأحزاب بوجوب أن تكون الأحزاب مؤسَّسة على أساس مبدأ المواطَنة. سيقال إني أطلب المستحيل. هنا لا أملك جوابا إلا أن أقول، إذن لنكفّ عن المطالبة بإنهاء المحاصصة. ثم ما كان اليوم مستحيلا، سيكون غدا ممكنا. وهنا أذكر حكمة ألمانية مفادها على نحو التقريب، وحسبما أتذكرها: «ابدأ أولا بالممكن، ثم أنجز الضروري المقدور عليه، وبعدها ستجد نفسك تحقق المستحيل». إذا لم يكن اليوم ممكنا أن ننهي ظاهرة الأحزاب الطائفية، أي الشيعية والسنية، فيجب أن أن نُصِرّ على طرح هذه الفكرة ونكررها، ونواصل الترويج لهذه الثقافة، حتى تتحول إلى ثقافة جماهيرية واسعة، كما يجب التثقيف الجماهيري على أهمية اعتماد الدولة العلمانية. والبداية تكون رفض الناخب الشيعي انتخاب أحزاب وقوائم شيعية، ورفض الناخب السني انتخاب أحزاب وقوائم سنية، ورفض الاثنين وسائر المواطنين انتخاب أحزاب الفساد المالي.
ليست القوى السياسية التي يجب إجراء تغيير عليها، بل يجب أن تتغير الثقافة العامة للمجتمع، أو لنسبة منه مؤثرة وقادرة على إحداث التغيير.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو عاد المالكي لقتل آخر أمل للعراق
- 19 الإشكال الأخير على أدلة وجود الخالق والخلاصة
- 18 الإشكالات على أدلة وجود الخالق
- 17 الإيمان والإلحاد واللاأدرية بتجرد
- 16 من المذهب الظني إلى التفكيك بين الإيمان والدين
- 15 صلاة المسلمين الظنيين وإشكالية الشهادة الثانية
- 14 الحلقة الخامسة للمذهب الظني
- 13 الحلقة الرابعة للمذهب الظني
- 12 الحلقة الثالثة للمذهب الظني
- 11 الحلقة الثانية من المذهب الظني
- 10 المذهب الظني كحل بين احتمالي إلهية وبشرية الدين
- 9 الدين واجب أم ممكن أم ممتنع عقلي
- 8 لا تلازم بين الإيمان بخالق والإيمان بدين
- 7 العقائد الدينية والمعقولات ومستوياتها
- 6 مصادر المعرفة والمعقولات الثلاث والدين
- 5 المرجعية للعقل في مبحث الإيمان وليس للدين
- ملاحظات على ما سمي بالتسوية الوطنية التاريخية
- 4 الإيمان بالدين ليس من لوازم الإيمان بالله
- 3 ملفات كتبتها في عقد تأصيل مرجعية العقل
- 2- تمهيد إلى كتاب «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»


المزيد.....




- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - خطأ الدعوة لإلغاء المحاصصة