أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا














المزيد.....

الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلأ وماء وأرض وعرض وفيما بعد دين .إنه الوطن [ العملي ] عند العرب عموما والسوريين ليس استثناء . والدين / الثقافة : أضافة غلفت كل المفاهيم القديمة تلك . وبات الدفاع عن الدين / الثقافة هو الأساس والمؤسس لكل نزعات الدفاع عن ـ الوطن ـ .. لهذا لم يعتبر المسلمون الاحتلال العثماني للأراضي العربية استعمارا .باتت خلافة . نقطة لازيادة و نقصان . حتى جاء مشروع النهضة العربية محمولا على ثقافة غربية دخلت مع : البعثات التبشيرية وفيما بعد مع الاستعمار الغربي نفسه . وأدخلت مفاهيم القومية العربية والمشروع النهضوي العربي ..الخ
وتاليا مفهوم الوطنية الذي ارتبط بنشوء الدول الحديثة على يد الاستعمار الغربي كمشروع كوني كان ولازال ..وتم ترحيل المفهوم ليرتبط بحدود الدولة هذه التي صاغها الاستعمار نفسه ..
سوريا نموذجا / الدولة قبل الإنسان :
سوريا الحالية كادت أن تتحول إلى أربع دول / أوطان وفقا للمشروع الفرنسي عندما قسمها طائفيا في العام 1921 إلى أربع دول حتى استوى الأمر بحدودها النهائية والحالية 1936 .. وبدأ مفهوم الوطن يتقدم على أرضية هذه الخارطة الجديدة لسوريا الحديثة كدولة ناشئة . تكثفت الوطنية بالنضال ضد المستعمر الفرنسي !! ثم بدأت تتلون لاحقا تبعا لأولويات تتجدد في خضم الصراع الجاري في المنطقة عموما وفي سوريا ـ على السلطة ـ خصوصا , قبل أن تحتل إسرائيل الجولان ارتبط المفهوم بتحرير فلسطين وبتحقيق الوحدة العربية المنشودة : تبعا لتداخل في مسألتين:
الأولى ـ ثقافة الخلافة الإسلامية بوجه عربي . والثانية ـ ثقافة قومية من لدن المشروع الغربي وتأثيراته الثقافية ووجود أقلياتي ناهض يريد إزاحة ثقافة الأكثرية الأسلامية في عقد تبدلت بتبدل رؤى ومصالح أصحابها .. بين ميشيل عفلق وإسلامه ..وبين مثقفي النهضة العربية من مسيحيي سوريا ولبنان بالدرجة الأولى .. وبات خلط الحابل بالنابل وضاعت الحدود والمفاهيم في زحمة الصراع الدائر في المنطقة حيث إسرائيل وفلسطين وثقافة تقليدية تهدد سطوتها يوميا من اختراقات الحداثة الغربية كمشروع كوني على كافة الصعد والمستويات .. وهذا الأمر يقودنا فورا
إلى أن الوطنية السورية هي مفهوما غربيا بامتياز لتحقيق مشروع الدولة الحديثة الناشئة . وتداخلت الثقافات والمفاهيم والمصالح واحتلال الجولان ..الخ حتى وصلنا الآن إلى سلطة لا هوية لها : سوى استمرارها فقط . وهويتها هذه مجبولة بخصوصيتها التي لم تدرس بعد من قبل الثقافة السورية أو الأحزاب السياسية في سوريا . وعدم الدرس هذا والاقتراب منه هو جزء عضوي من هذه اللاهوية .كي تبقى متلونة عصية على التعريف ..فهي ضيقة حتى العائلة مرورا بالطائفة واسعة حتى الوحدة الإسلامية مرورا بالوحدة العربية . ولازال الجولان يحي الثقافة الوطنية بمعناها التقليدي : تحرير الوطن أو الجزء المستلب منه . وغاب الإنسان منذ حضور الهم الأكبر الوطن المحتل في جزء من أرضه / الدولة في جزء من حدودها . وبقيت السلطة متلونة في التعامل مع هذه الأجندة يساعدها في ذلك الكثير من العوامل المتحركة والمتجددة في هذه المنطقة / اللعنة من العالم . غاب الإنسان/ الكائن / الفرد ليحل تصورا سلطويا للوطن مكانه , قطيعيا
سلطويا وفي جوهره دينيا كتلويا . وما التركيز الآن على هذه القضية وفتح أجندة للحوار ـ حول الوطنية ـ سوى مخاتلة من مخاتلات التاريخ المشوه لهذه المنطقة .
تحرير الجولان يمر عبر الاستبداد ـ الأجندة القومجية المتلونة :
نحن لن نكون أكثر من السلطة وطنية !! فهي اختارت السلام العادل والشامل أسلوبا لتحرير الجولان !! فلماذا إذن مطلوب من المعارضة السورية أن توافق على تحرير الجولان وفق أجندة السلطة نفسها !! وهل طريق السلام المطروح سلطويا طريقا وحيدا في السلام نفسه ؟
الوطنية السلطوية ومن معها يريد تحرير الجولان وبعدها بقية التفاصيل . وقسم مهم من المعارضة يريد الإنسان / المواطن أولا كي يحرر الجولان بشتى الطرق التي يراها مناسبة .
والجولان هنا أجندة ليست للتحرير وإنما للتحريك وفق التلون غير الهووي ـ غير الواضح الهوية سوى ما يخدم السلطة الحالية في تلونها حسب مصالحها ـ ومصالحها تكمن في تغييب الإنسان تماما لمصلحة حضور / الجماهير كمفهوم قطيعي وكلي تماما كمفهوم الوطنية , يلبي احتياجات هذا الفهم الخاص والسلطوي للوطنية .. فإذا كانت الوطنية والتي ارتبطت بنشوء الدولة الحديثة في سوريا لازلت مثار تساؤل بالنسبة لبعضهم فإنها بالنسبة للكثيرين هي البحث عن طريقة حياة حرة وكريمة , وكي نحدد أفقا للوطنية نسأل سؤالا بسيطا هل هنالك في سوريا : سوريا واحدا لايريد استعادة الجولان ؟ أين الخلاف إذن ولماذا حملات التشكيك هذه التي استدعت فتح مثل هذا الملف في كل مرة تجد السلطة نفسها محشورة في زاوية ضيقة . إن طرحه الآن هو لإعادة أنتاج مشروعية ما لهذه السلطة . لا أظن أن في سوريا مشكلة وطنية من العيار السلطوي أي أن ليس لدى السلطة شعبا أو قسما من هذا الشعب ليس وطنيا, بل المشكلة في رفض السلطة لتكريس الوطنية والوطن عبر إيجاد المواطن ولا أظن أن استمرار احتلال إسرائيل للجولان سنة أخرى يمنع هذا الطموح من أجل عقد وطني اجتماعي جديد في سوريا يكون الجولان في رأس أولوياته وعودته إلى وطنه الأم/ سوريا الدولة الحديثة . وأظن أن المجتمع الدولي يقر كله بدون استثناء بسورية الجولان وهذا سيكون طريقنا لتحريره .
فإن الإنسان/ المواطن هو مابات مطلوبا الآن قبل أي شيء آخر ..وهو وحده قادرا بحريته على بناء مفهوما للوطنية منطلقا من تواجده الحر في عقد اجتماعي ديمقراطي لم ينجزه بعد ويعيد صياغةعلاقته بنفسه وبمواطنه وبالمجتمع الدولي .
غسان المفلح ـ كاتب سوري



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رستم غزالة من قرفة إلى عنجر !!سلاسل من ذهب ووسائد من ريش نعا ...
- مقابلة خدام على المعارضة السورية التريث والحذر..الفصل بين ال ...
- إلى أعضاء مجلس الشعب السوري ..نقطة نظام
- الانتخابات العراقية والمأزق الشرق أوسطي ..قراءة تحليلية في خ ...
- القضية الكردية قضية تقنية وتأجيل الإصلاح الداخلي قضية وطنية ...
- الطائفية اللبنانية دعم للاستبداد السوري
- صفقة سورية مع أمريكا رهان القوميين العرب !!
- إستعادة الجولان أم هروبا من ميليس ..عادة ليست جديدة.
- ماذا يريد السيد الرئيس مبارك من سوريا ..؟ نفوذ عربي أم توريث ...
- الديمقراطية الدولية ..من الرابح؟
- حصان طروادة بين الأيديولوجيا والسياسة ..
- جند الشام حقيقة أم تضليل؟ النظام السوري لازال يرتجل..
- مرة أخرى القضية الكردية في سوريا ..الغاية الحوار .. اسمحوا ل ...
- يحيا العراق ..تحيا الأمة العربية ..صدام نموذجا
- إنه حوار متمدن... وهذا يكفي..
- القضية الكردية في سوريا وفخ اللحظة السياسية
- غفلة السنة العرب والجهادية بين إرهاب الأنظمة وتواطؤ الثقافة ...
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس..؟2 أحاديث على السجية في خطا ...
- غسان الإمام صحفي بلا وقائع في مقاله عن المعارضة السورية ضباط ...
- الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الوطنية مفهوما غربيا والوطنية السورية نموذجا