أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة















المزيد.....

الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا انتهت الانتخابات في العراق وكانت في نتائجها المعلنة لحد الان صدمة للكثيرين من المحللين والمراقبين والناخبين في الوقت الذي كانت ربما طبيعية لطباخيها الرئيسيين. لقد كان الكثير يتوخى من هذه الانتخابات ان تؤدي في نتائجها الى ايجاد نوع من الموازنة التي تتيح للعراق شكلا من الهدنة السياسية تكون عاملا في الانتباه قليلا الى مشاكل المواطن وهمومه ومعاناته والانطلاق في بناء البنية التحتية لدولة عصرية ديموقراطية حيث يكفًُ الجميع عن التناحر السياسي على الاقل لسنوات معدودة حتى يحين موعد انطلاق الحملة الانتخابية القادمة.

لقد درج العديد من العراقيين على وصف يوم الانتخابات على انه عرس عراقي وانه لجميل ومفرح حقا ان يشارك الانسان في العرس او يكون جزءا منه غير ان الاهم من ذلك ان يكون ذلك العرس هو حجر الزاوية والبداية الطيبة لبناء عائلة مستقرة وبيت مزدهر سعيد , لا ان يكون بضع ساعات من الاحتفال الذي يتخلله كلًُ ما لذًَ وطابْ ما يلبث ان ينتهي بعد وقت قصير بالدعوات الى الطلاق والانفصال. لقد سئمنا من وصف كل الفعاليات السياسية على انها عرس وطني طالما ان تلك الاعراس لم تؤدي الى نتائج ملموسة في بناء وطن مزدهر يتمتع ابنائه حالهم حال الكثيرين في هذا العالم بالرفاهية والسعادة والاستقرار بل الانكى من ذلك ان تلك الاعراس كانت سببا رئيسيا في تدمير الوطن وضياع سيادته.

مرة اخرى تؤكد العملية السياسية في العراق ومن خلال نتائج الانتخابات على انها متناقضة مع احكام المنطق والحساب والتحليل, وان العادات والتقاليد المتجذرة واستخدام الرموز الدينية والقومية يمكن ان يجعل من الديموقراطية الوليدة مجرد إستفتاء رسمي يكتسب صفة الشرعية كونه نتيجة لها. وإلا كيف يستطيع المرء أن يُفسر حصول الائتلاف العراقي الموحد على عدد من المقاعد مساو تقريبا لما حصل عليه في الانتخابات السابقة في وقت شهدت فيه الفترة الواقعة بين الاقتراعين حيث تولت حكومة هذا الائتلاف ( مقاليد الامور) في البلاد فشلا ذريعا لهذه الحكومة في تقديم اية منجزات تدفع الناخب للتصويت لها يُضاف اليه خروج اطراف عديدة من هذا الائتلاف كانت في الانتخابات الاولى جزءا منه حيث دخلت الانتخابات الاخيرة بقوائم مستقلة.

ان النتائج التي أُعلن ان الائتلاف العراقي الموحد قد حصل عليها تُشير الى احد امرين لاثالث لهما . الاول يتلخص في إحتمال حدوث تزوير منظم او إكراه في عملية التصويت لانتخاب جهة ما والثاني يؤكد ان التعصب المذهبي والقومي سيكون عاملا يؤثر سلبا بشكل فعال والى أمد غير قريب في العملية الديموقراطية في العراق ويقف عائقا امام ان تكون هذه العملية فرصة ذهبية لاختيار الافضل بغض النظر عن الجنس واللون والدين والمذهب والانحدارالقومي.

وفي الوقت الذي يضع الكثيرون علامة استفهام كبيرة امام الارقام المعلنة لبعض الكتل الكبيرة فان نتائج الانتخابات في جانب اخر قد مثًل انتكاسة كبيرة لاطراف سياسية اخرى جاهدت في ان تطرح نفسها كلاعب اساسي في العملية السياسية من خلال طرقها لابواب رخيصة , لم يكن خافيا على الكثيرين ان محاولة تلك الاطراف لطرق تلك الابواب هو لعبة انتخابية مكشوفة ومحاولة للاصطياد في المياة العكرة , تمثًل في اطلاق الوعود للمواطن البسيط باعطاء حصة نقدية له من عائدات النفط تُدفع له بشكل مباشراو بادعاء امتلاك صلة وثيقة بالمقاومة , وعلى هذا الاساس جاءت النتائج مثلا صفعة قوية للمؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الدكتور احمد الجلبي حيث لم تستطع قائمته ان تحصد عددا من الاصوات كافيا لضمان مقعد واحد في البرلمان. ان المرء ليصاب بالعجب والحيرة من رجل يحمل اعلى الدرجات الاكاديمية في الاقتصاد وقد اكتشف حلا شافيا لمشاكل الوطن وهمومه في بناء دولة الحاضر والمستقبل يتمثل في توزيع عائداته على المواطنين على شكل منح نقدية.
ان المرء يحمد الله سبحانه وتعالى كثيرا لان شيخ السياسة العراقية الدكتور عدنان الباجةجي قد انتبه لنفسه في اللحظة الحاسمة وقرر الاحتماء بخيمة القائمة العراقية وبذلك جنًبَ نفسه ومحبيه عناء معرفة عدد الاصوات التي نالها شخصيا كما ان الرفيق سكرتيرالحزب الشيوعي قد لعبها بذكاء حين قرر الانضواء تحت لواء نفس القائمة ونأى بنفسه عن الوقوف في طابور المنتظرين لنتائج توزيع المقاعد التعويضية. بل ان النتائج المتواضعة التي حصلت عليها- وفقا للنتائج المعلنة لحد الان - القائمة العراقية رغم الحملة الدعائية الضخمة التي تم تسخيرها لهذه القائمة ورئيسها تشير بوضوح الى ان الكثير من العراقيين لازالوا لايغفرون لبعض السياسيين من المعارضة العراقية السابقة خطيئتهم الكبرى عندما قرروا ان يكونوا جزءا من مخطط الترويج والتنفيذ لمشروع احتلال بلدهم على الرغم من ان البعض قد يتفق في ان قسما من هؤلاء السياسيين ربما يكونوا بشكل من الاشكال ( رجال المرحلة ورجال المستقبل ).

ان النتائج بوضعها الحالي التي حصلت عليها كتل التوافق والحوار الوطني والمصالحة والتحرير وفي ظل هذا الكم الهائل من الشكاوى حول سير العملية الانتخابية تمثل في كل الاحوال نجاحا كبيرا لمشروع تحرير الوطن وتحقيق الصالحة الوطنية ونبذ دعاوى الاقصاء والتهميش. اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان كتلة القائمة العراقية تتفق في كثير من الخطوط العامة مع ما تذهب اليه كتل التوافق والحوار والتحرير والمصالحة فان هذا يعني ان ثقلا كبيرا ومهما سيكون حاضرا في البرلمان المقبل يمثل شريحة واسعة من العراقيين الذين يؤمنون بهذا النهج وان استمرار اية اطراف اخرى في الطرق والدعوى الى سياسة الاقصاء والانتقام والاجتثاث انما يعني نية مسبقة لتقسيم الوطن خاصة وان كل التجارب المريرة السابقة تشير بوضوح الى ان إقصاء الملايين هي معركة خاسرة لمن يروم الدخول في اتونها.

اللهم ساعد المتزوجين في هذا العرس لكي يتجنب الشعب سماع اصوات اختلافاتهم الخطيرة ومشاجراتهم الكارثية.
اللهم اجعل زواجهم زواجا كاثوليكيا قائما على الحب والوئام لايهدد كل طرف من اطرافه بعد كل ليلة برفع رايات الطلاق والانفصال.
اللهم بارك هذا العرس وكحٍلْ عيون عبادك الضعفاء برؤية ثماره جيشا من الصبيان والبنات.
اللهم إمنح المزوٍرين - اياً كان انتمائهم المذهبي او الديني او القومي - أية تُريهم ان حبْل الكذب قصير.
اللهم لاشماتة ولكن كان لابُدًَ للحقيقة ان تظهر فجاءت نتائج الانتخابات ( على عيوبها ) لتقول للبعض الذي حَسِب نفسه امواجا عاتية في عرض المحيطات والبحار انه فقاعة صغيرة في قدح من اقداح الشاي ليس إلا.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟
- حظ يانصيب
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...
- وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول
- لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة