ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 00:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم يعد خافيا على أحد السعي التآمري الحثيث لنوري المالكي، وجناح حزب الدعوة الموالي له، والذي يقوم منذ إبعاد المالكي عن رئاسة مجلس الوزراء بدور اللوبي الذي يتحرك على أكثر من صعيد، ومنها على صعيد الحشد الشعبي، وعلى صعيد جبهة الإصلاح النيابية، وغيرها، بل حتى على صعيد عرقلة عمل رئيس الوزراء، الذي يرى هذا اللوبي أنه يمثل الابن العاقّ للدعوة.
لست بصدد التنبؤ بنجاح مؤامرة المالكي أو فشلها، لكن يجب على جميع القوى الديمقراطية، والوطنية، أن تعي الخطورة القصوى التي تكمن في حال نجاح المؤامرة المالكية، وعلينا ألا نقول إن ذلك مستحيل، صحيح هو مستبعد، ولعله مستبعد جدا، لكن كم من مرة فوجئنا بأن يتحقق ما كنا نراه ليس مجرد مستبعد بل مستحيلا، فيتحول إلى أمر واقع.
إذا عاد المالكي رئيسا للسلطة التنفيذية، فيعني ذلك قتل آخر أمل لتحقيق حلم الدولة الديمقراطية، وآخر أمل للإصلاح، وآخر أمل لمحاربة واستئصال الفساد المالي ومقاضاة الفاسدين وسراق المال العام. نعم سيتحقق مكسب واحد، وهو إنهاء المحاصصة، ولكن لن يكون ذلك مكسبا للأهداف الوطنية الديمقراطية، بل لصالح تكريس سلطة المالكي، لأنه سيحقق ما دعا إليه دائما، وهي دعوة حق يراد بها ديكتاتورية باطلة ومدمرة، ألا هو تشكيل ما يسمى بحكومة أغلبية سياسية. ولكن قد لا يستطيع المالكي هذه المرة تحقيق نفس النجاح الذي حققه في الانتخابات السابقة، إلا إذا جرى تشكيل كتلة من الدعوة/دولة القانون/جناح المالكي، العصائب، بدر، وجميع فصائل الحشد الموالية للولي الفقيه، لغرض التزويق، والإيهام بعبور الطائفية. ولأن العامري لن يكون منافسا للمالكي على رئاسة السلطة التنفيذية، بسبب قانون الحشد، الذي لا يسمح بموجبه لقياديي الحشد من الترشح للانتخابات، من هنا فسيكون هو وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس الداعمين للمالكي بجماهيرهم وميليشياتهم، ولعله بعض جحوش السنة أو سنة المالكي.
إذا كان المالكي الآن يريد إطلاق صولة فرسان مالكية، فكيف سيكون الأمر معه، إذا أمسك بالسلطة، والتي سيبذل هذه المرة قصارى جهده لتحقيق مقولته «ما ننطيها»؟ عندذاك سَيَتَأَرْدْغَن، فيكون مالكي الولاية الثالثة نسخة عراقية لأردوغان ما بعد محاولة الانقلاب، بل أسوأ.
أرجع وأقول بأني أرى والحمد لله كما يرى الكثيرون إن هذه العودة اللامحمودة واللامتمناة مستبعدة جدا، لكن يجب أن ندرك مدى خطورتها إذا تحققت رغم ضعف احتمالها، ونتخذ كل الاحتياطات لذلك، بحيث لا نستثني التفكير بفعل جماهيري هادر وغاضب يقترب من حالة الثورة، وإن كنا سنصر أن نبقى سلميين، وتبقى وسائلنا ديمقراطية.
25/12/2016
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟