وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 21:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يسوع لم يؤسس ديانة..!
(1)
يسوع ونحن، ضحايا الفكر الديني الذي أنتجه ثلة بشرية، لخدمة أغراضها الشريرة، والمخالفة للكلمة والمصلحة الانسانية عامة.
الكلمة.. وهو اسم يسوع الاغريقي [Logos]، تشتمل على خمسة أحرف صائتة، أو أربعة من غير تكرار. وعن تلك الاحرف المعدودة قال يسوع: السماء والأرض يزولان، وحرف واحد لا يزول من الكلمة!.
اللفظ العبري/ الارامي ليسوع، معناه (المخلص)، والخلاص معنى كان يتكرر في ثقافات شعوب وبلدان متعددة عبر الزمن. وربما اعتقدت بعض المجتمعات/ الثقافات بشخصيات أو رموز معينة باعتبارها (المخلص) القومي او العالمي، وعمل بعض الملوك والباطة على توظيف تلك الفكرة، لتوسيع ممالكهم وبسط نفوذهم وثقافاتهم في الارض. ومنهم سرجون الاكدي ونبوخذ ناصر اللذين منحا نفسيهما لقب (ملك الجهات الأربعة) والاسكندر المقدوني/ العظيم الذي جمع العالم تحت نفوذه في القرن الثالث قبل الميلاد، وسعى أباطرة روما وبيزنطة الى تقليده واستحياء مشروعه بلا طائل، وليس آخرا، كانت تلك الفكرة [الخلاصية/ التحريرية] الشعار الذي تبارت به القوى الرأسمالية الكولونيالية الامبريالية في العصر الحديث، ولما زال يداعب الانكلو اميركان على اعتاب القرن الواحد والعشرين.
فات اولئك جميعا، الفكر السياسي والديني، من قبل ومن بعد، ان يسوع الجليلي، لم يحمل سلاحا، ولم يؤسس حزبا أو دينا أو مملكة، ولا زعم نفسه ملكا أو نبيا أو كليريكا [رجل دين/ كاهن].
فأين هو مكان كل من المجمتع الديني والسياسي، المختلفين/ المتناحرين شكلا، والمتفقان المتحدان جوهرا وباطنا، بصفة التسلط الامبريالي الذي هو هدفهما ومشروعهما الواحد والاخير.
يسوع نفسه لم يأت ليتسلط، وقال بحرفه: ابن الانسان جاء ليخدم –فعل مضارع معلوم-، لا ليُخدَم –فعل مضارع مبني للمجهول-. وكل ساسة اليوم وكليركاته، جعلوا مراكزهم ووظائفهم –جاهة ووصاية- ليقوم –أولاد الخايبات- بخدمتهم والانفاق عليهم، وتمويل ميزانياتهم ومرتباتهم الملوكية.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟