أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح














المزيد.....


ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شهر محرم، يصوم كثير من المسلمين يومي تاسوعة وعاشورة ، أي التاسع والعاشر من محرم، وهذه السنة نبوية مؤكدة، وكما جاء عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما وما ذكره البخاري ومسلم في صحيحيهما : (قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه)
إذن فصيام عاشوراء سنة نبوية اقتدى بها المسلمون منذ العهد النبوبة إلى اليوم، ذلك انه يدل على إيمان المسلمين بالأنبياء والرسل الأقدمين، والذين لهم فضل الهداية وإبلاغ رسالة الله، والإيمان بالرسل وتقديسهم هي أحدى أركان الإيمان، ( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله )، وفي حديث آخر (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) ولكن المحدث الأكبر كان وهب بن منبه.
إذن بما انه لا فرق بين أحد من رسله فإنه اعتمادا على القياس، فما الذي يمنع من أن نحتفل بميلاد المسيح؟ كما نحتفل بميلاد سيدنا محمد؟ ونحتفل بنجاة سيدنا موسى؟ انه تساؤل برسم المناقشة.
ومن وجهة نظري الشخصية أن هذا العمل سيحقق إذا تم تبنيه والعمل به ما يلي:
1- إن الاحتفال بمولد سيدنا المسيح عليه السلام ما هي إلا رسالة قوية إلى المسيحيين ، أقوى من كل الكلمات التي تقال بهذه المناسبة والتبريكات البروتوكولية التي تبث في الفضائيات والإذاعات والجرائد، ولطالما اجتمع علماء الدين المسلمين ورجال دين مسيحيين للبحث عن سبل التقارب بين الأديان ونزع فتيل التوترات والمنازعات التي نستنكرها على الدوام، ومن هنا واعتقد أن هذا الفعل سيكون لكمة قوية للجماعات المتطرفة من المتدينين المسلمين والمسيحيين وحشرهم في الزاوية وجعلهم في منطقة النبذ والازدراء.
2- لا استبعد أن يذهب المسيحيون بعدها إلى أن يحتفلوا بعيد المولد النبوي، من باب رد الجميل، وهذا يجعل التقارب أكثر قوة وحميمية، وأدعى إلى نبذ ما علق بالذهن وما فعل السفهاء منا ومنهم.
3- وكما اعتقد أن الاحتفال يعيد ميلاد المسيح بالصوم إلى الله مثلا، أو بقراءة ما ورد في القرآن عن سيدنا عيسى وأمه مريم، في جو احتفالي تعبدي، يقربنا إلى الله الذي سيثيبنا عليه أيضا، كما يثيبنا على صومنا في يوم عاشوراء بان يمحو ذنوبنا الصغيرة.
4- إن التقارب بين المسلمين واليهود والمسيحيين كان وما زال على مدى العصور، تقاربا ودودا ، فما هو معروف في ديننا بالإسرائيليات المبثوثة في الفقه والأحاديث والتفسير وقصص الأنبياء والترهيب والترغيب، ليست إلا واحدا من هذا التلاقح، إنه الواقع الذي لا نستطيع إنكاره بغض النظر عن رأينا به، أما المسيحية فقد أخذنا عنها تقديس الخبز فالمسيحيون يعتقدون أن دم المسيح تحول إلى خمر ولحمه إلى خبز، ومن هنا جاء تقديس الخبز من دون سائر الأطعمة، علما انه لم يرد ذلك التقديس للخبز في حديث شريف أو مذهب إسلامي أو رأي فقهي، إننا نتوارث تقديس الخبز فلا نرميه إنما نقسم عليه كأنه القرآن، ونقبله ونضعه على رؤوسنا، فكيف جعلنا هذا المفهوم المسيحي للخبز اسلاميا، أي مفهوم تقديس نعمة الله علينا، وكيف أخذنا الاحتفال بعيد الفصح إلى يوم الأموات أو خميس البيض كما هو في فلسطين، إذ كنا نوزع صدقة عن أرواح أمواتنا؛ بيضا ملونا بقشر البصل، وحلويات وفطائر وقطين وزبيب وراحة وملبس وغيرها، وتشميت العاطس، كما نسمي كومة القمح على البيدر (صليبة) جريا على تسمية المسيحيين، إذ يضعون الصليب على هذه الكومة تبريكا لها وتعظيما.
5- وهناك أمثلة كثيرة من هذا التلاقح، الذي حدث بسبب الفطرة السليمة السمحة، وإنه لم يحدث إلا على بساط من فهم التدين فهما صحيا، بأنه وسيلة تقارب وليس تمزيق المجتمع البشري.
ان الذين يعترضون على هذا الرأي المقترح، يشككون في صدقية مولد المسيح، ويدللون على الفرق بين التقويمين الشرقي والغربي، وإن كان هذا التساؤل وجيها، فنتساءل؛ هل يوم عاشوراء هو يوم إنقاذ اليهود من فرعون هو فعلا ذاك اليوم انقذهم منبطش فرعون؟ وهل ذهب احد الباحثيين في التاريخ اليهودي ليعلمنا اي فرعون كان من الفراعنة وأي يوم كان ذلك؟ وهل يوم الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم مولد الرسول محمد (ص)، وهل كان من عادة العرب أن يسجلوا ميلاد أولادهم، وهل كان عند العرب تقويم؟ إن الاحتفال في هذه الحالة ليس مرتبطا بيوم محدد، انه يوم اصطلاحي، لتعظيم المحتفى بهم.
أما الذين يقولون إن الإسلام لم يفرض غير عيدين هما الفطر والأضحى، فدلوني على آية في القرآن الكريم تقول احتفلوا بعيد الفطر أو الأضحى، إن الاحتفال هو سنة، فما ذكره القرآن هو (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله...) ولم يقل اعملوه عيدا، والنحر لغير الحجاج سنة وليست عبادة، وصلاة العيد هي أيضا سنة: وكذلك عيد الفطر، فلماذا التضييق فيما أباحه الله، فلنا الحق أن نحتفل بأية مناسبة نريدها.
والذين يأتون بحديث رسول الله «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟ » ويرون في مقالي هذا مخالفة لقول رسول الله هذا، فهل حينما صام رسول الله يوم عاشوراء كان اتباعا لليهود، وصيام المسلمين يوم عاشوراء اتباعا لليهود، إن ما ارمي إليه هو تعظيم لسيدنا المسيح وليس اتباعا للديانة المسيحية
إذاً فلماذا لا نحتفل بميلاد المسيح بالطريقة التي تناسبنا؟ ويحتفل المسيحيون بالمولد النبوي بالأسلوب الذي يرونه أيضا؟ وننصهر في بعضنا كما انصهر أسلافنا من عصور مضت ؟



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاك الشعر
- هل المعجزة ضرورية للإيمان؟
- من أين نبعت فكرة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم؟
- أين الإعجاز في القرآن الكريم
- رحلة
- الحافلة/ قصة أدب غرائبي
- هل كان مع الإسراء معراجا؟
- ترشيد الدعاء
- وصية
- من قسم البشر إلى كفار ومسلمين؟
- نجومية رجال الدعوة
- هل نحن بحاجة إلى دعاة؟
- إلى الذين يستنكرون المولد النبوي
- في رثاء الشهيد زياد أبوعين
- مصداقية التوثيق الشفاهي
- فقه إدارة البؤس
- ليس كابوساً / ادب غرائبي
- تديين العادات
- حد الرجم في الإسلام
- مصدرا الخير والشر


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح