أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 29














المزيد.....

حوار صامت 29


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 15:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ وأكرر سؤالي السابق هل هي دعوة لهجر الدين نحو العقل؟
أنا _ لا بل هو دعوة بعودة العقل للدين ولكن ليس أي دين، دين يحترم العقل أولا ويستهدفه ولا يخرج عن مساره نحو الهدف الوحيد، ثانيا الدين الذي يقدم الحق على الواجب ويسعى للخير الكامل بدل التركيز على ما بعد الوجود، الدين الذي يقول لماذا خلق الله الإنسان وسخر له كل شيء وأودعه العقل هذا المعجز الذي لا نظير له في كل خلقه، لماذا أرادنا أن نعقل ونتوكل ونتدبر ونسأل ونفهم قبل أن نؤمن وأثناء ما نؤمن وبعد ما نؤمن، هذا الدين لا بد للعقل أن يتقلده ويفهم تماما معنى الخطاب ويترجمه نظاما تكوينيا له.
سؤال _ أليس الإفراط في العقلنة تحرم الإنسان من لذة التجربة والخروج عن مألوفية النمط العقلي وقوانينها المقيدة لحرية الإنسان؟
أنا _ العقلنة مساوية للطبيعية وليس تقيدا لها، عندما تكون عاقلا وتسعى لأن تكون كائن طبيعي متوافق مع وجودك ومتماهي معها ستكون حرا بالشكل الذي لا يجعل من وجودك تزاحم مع وجود الأخر ولا يشعرك بأنك منعرض لنمط من هذه المزاحمة، نعم أحيانا الخروج عن العقلانية فيها لذة أكتشاف ما هو غير طبيعي، وتبقى القضية نسبية في الحكم على فائدة ودور وضرورة هذه اللذة.
سؤال _ في علم النفس هناك فرع دراسي منهجي يسمى أساليب تعديل السلوك هدفها معالجة حالات الأختناق والأهتزاز والأنحراف في بعض السلوكيات الإنسانية من خلال إثارة الحوافز الذاتية التي تشعر الإنسان بأنه مخطئ، هل هذه المنهجية نافعة في إعادة وعي الإنسان بطبيعيته الأصلية؟
أنا _ كل الدراسات والمناهج والمدارس التي تساهم في تنبيه الإنسان وإعادة قيادته نحو المعقول المقبول الطبيعي ستشكل خطوة إضافية لمرحلة إعادة نمذجة السلوك وإعادة الوعي بالفعل، هنا أركز على مسألة مهمة في هذا الجانب وحتى تكون العملية مقومة وقادرة فعلا على إنجاز الهدف النهائي منها، ألا وهي أختيار النموذج الصحيح ضروري في عملية الإعادة، لا بد لنا من تحديد معيار أولي مثالي لنقل أو كلي لا يمثل وجهة نظر الممارس أو المسئول عن تنفيذ البرنامج كي يكون هدفا، عندما يفرض المعالج النفسي ما يعتبره صحيحا ومثاليا له وبناء على خياراته الخاصة تتحول عملية إعادة التقويم إلى ما يسمى بعملية (غسيل للعقل) ومصادرة ما يمكن أن يكون هدفا إنسانيا عقلانيا إلى حساب المعالج النفسي والدوافع التي تقف خلفه.
سؤال _ ونعود في كل مرة وفي أي فرع من إنشغالات الإنسان المعرفية أو الفكرية إلى دائرة أستحقاقات الأنا وشروطها الذاتية، هل من نظرية عامة تجمع ما يسمى بأنسنة الأفكار والرؤى شموليا وكليا لتكون دليل إرشاد عام؟
أنا _ ليس من الصعب أن نصل إلى وضع خطوط عامة أساسية لهذه الفكرة أجمالا ولا نخرج أيضا عن هدفية مشابهة وهي، أن كل إنشغالات البشر وأفكاره ونظرياته ورؤاه لا تتعدى عاملي الحق بأعتبار الدلالة أن لا خيار يمكن أن يصلح لمعالجة مشكلة إلا الخيار الأوحد الذي يجعل من قاعدة التطابق التام بين الفعل وموضعه، هذه نقطة والنقطة الثانية أن يكون ضروريا لهذا الحق أن ينتج خيرا عاما وكليا ومجردا للإنسان، بلا هذين العنوانين لا يمكن أن تنجح أي فكرة أو نظرية أن تتجاوز مأزق الفشل النهائي ولو أنها قد تحقق نجاحا نسبيا أو ظرفيا.
سؤال _ إذن هنا عودة أخرى لديننة الأفكار والرؤى والنظريات، هل الحل إذن بالعودة للدين؟
أنا _ ليس عودة للدين ولكن حينما نقول أن أركان الدين هما الحق والخير ونقول أن الدين مجرد أفكار معرفية إرشادية شمولية ومجردة، إنما بالنتيجة نقول علينا بأن نعيد الدين إلى حضيرة المعرفة الإنسانية ودمجه بها دون أن نرجع بالأصل إلى الفرع، هذا هو تفسير أننا في المعرفة والعلم والثقافة والفلسفة والعلم لا بد أن نتحرى ركني الحق والخير.
سؤال _ جواب غير هو الذي نسمعه من فكرة إعادة الدين لــ حضيرة المعرفة الإنسانية وهو ما عبرت عنه بعودة الفرع (الدين) إلى الأصل (المعرفة)، قد يفتح عليك هذا الموقف نار متعددة المصادر؟
أنا _ العاقل المتدين بدين الحق لا يمكنه أن يعارض هذه الفكرة لأنها حقيقة واقع وواقع الحقيقية بأبعادها الجوهرية، أما الجاهل والمتطرف والمغتر بالقوة فلا يمكن أن يقبل بأكثر من هذه الفكرة واقعية لأنه عدو نفسه قبل أن يكون عدو عقله.
سؤال _ أليس من الأحرى أن نتسلسل بطرح الأفكار وبالتدريج لتجد قبولها الطبيعي بين الناس بدل التصادم معهم؟
أنا _ عندما تكون الحقيقة واحدة لا يمكن تقسيطها ولا يمكن تجزئتها أو تعليقها على قبول أو عدم قبول الناس، عندما يكتشف عقلك قضية قد تكون مغيبة عنك أنت أولا وتبدأ بمناقشتها وتحاول أن تخضعها للميزان النقدي العقلي وتنجح في كسب عقلك اليقيني لها، لا يمكن أن تخدع عقلك لتسوق الفكرة أجزاء أو مراحل، إنه خداع ماكر للحقيقة وللعقل وطالما أننا نتكلم عن الحق والخير فلا موجب أن نسوق أفكارنا خلافا لهما ليرضى من لا يؤمن بالحق والخير.
سؤال _ ما هو معيار الخير بعد أن عرفنا معيار الحق سابقا؟
أنا _ معيار الحق دليل لمعيار الخير ومرشد له فعندما تعمل عملا أو تطرح فكرة مطابقة للحق كما تؤمن وتتيقن فلا بد أن يستتبع ذلك نتيجة، هذه النتيجة لها أثر على الواقع وعلى الإنسان ولا بد لها أن تكون كذلك، إذا كانت النتيجة تزيد من رصيد الإنسان الإيجابي وتساهم في دفعه خطوة للأمام أو تقلص من مساحة ما لا يدرك أو ما لا يعرف أو ما لا يعلم فهي نتيجة خير، عندما تساهم هذه الأعمال والأفكار بتقليص مساحة ما فسد من علاقات المجتمع وعلائقه ومن أرتباطات الإنسان بوجوده تكون نتيجة خير، عندما تنتج الأفكار والأعمال فرصة لزيادة مساحة ما هو صحيح وتجذره في الواقع فهي نتيجة خير، إذن مفهوم الخير له جانبين الأول تقليص مساحة الفاسد وزيادة مساحة الصح.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت
- حوار صامت22
- حوار صامت21
- حوار صامت 20
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 29