خالد درويش
الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 11:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإله ميثرا، المسيح، والنيروز..
خالد درويش
قبل ميلاد سيد النّور، المسيح عيسى بن مريم بحوالي 700 عام، ولد إله النور الفارسي "ميثرا" (إله المجوس)، الذي اعتمدته الديانة الزردشتية كإله مساعد للإله الأكبر أهورا مزدا، ثم دخل إلى روما في القرن الأول الميلادي مع الجنود والتجار والعبيد كواحد من الآلهة الوثنية المعروفة
يجسّده أتباعه على الأرض بشعلة من نار.
ولد ميثرا من أم عذراء،
ولد ميثرا ليلة 25/ كانون اول، ديسمبر،
ولد ميثرا في كهف،
ومات ميثرا لثلاثة أيام كيّ يفتدي الكائنات ويحرّرها من خطاياها، ثم قام يوم الأحد (يوم الشمس)، 21/ آذار، مارس وهو يوم (عيد النيروز) الذي تحتفل به بعض شعوب الشرق كالايرانيين والكرد وبعض الهنود والأفغان والآذريين. والنار هي العنصر الجوهري في طقوس هذا العيد.
الشمس (والنار، رمزها على الأرض) بالنسبة لأتباع ميثرا تطهّر الناس من الخطايا، لذلك يحرقون جثمان الميّت حتى يتخلص من دنس خطاياه في طريقه إلى العالم الآخر، أو يُسجّى الميّت عارياً على محفّة مرفوعة على أبراج عالية، ووجهه نحو الشمس عند شروقها، في مقابر تسمى أبراج الصمت.
لماذا يحرص أتباع ديانات التوحيد على دفن موتاهم بوجوه تتطلع إلى الشمس في ساعة شروقها؟
ولماذا توقد شعلة النار الدائمة والشموع عند القبور ونصب قتلى الحروب والجنود المجهولين؟
لا أحد يعرف متى ولد المسيح، ولم تخبرنا الأناجيل الأربعة عن تاريخ مولده (باستثناء الحديث العام عن ظروف الميلاد في مغارة بيت لحم في انجيل متى)، إذا من اين جاء هذا التاريخ المحدد (25/ ديسمبر، كانون أول؟
عندما قرر الامبراطور قسطنطين بداية القرن الرابع، بتأثير والدته المؤمنة القديسة هيلانا، أن يفرض المسيحية كدين رسمي وعمومي في أرجاء الامبراطورية الرومانية استثمر (كعوامل معززة) الاحتفالات الصاخبة التي كان يقيمها الجنود والعبيد على حدّ سواء بمناسبة ميلاد معبودهم الاله ميثرا فـ "قّرر" وأشاع معلومة مفادها أن المسيح عيسى بن مريم ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون أول. فاستمرت الاحتفالات ولكن المحتفى بميلاده صار ملتبسا. ومع توالي السنين والقرون، وتأصل المسيحية كدين أول في العالم اختفى الاله ميثرا وتقلص عدد اتباعه واستأثر السيد المسيح بهذا اليوم الخالد.
#خالد_درويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟