أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد العروبي - حاجتنا للقومية العربية















المزيد.....

حاجتنا للقومية العربية


أحمد العروبي

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 16:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بغض النظر عن هراء القومية العربية بسبب المشاكل التي تعاني منها الفكرة نفسها و التي بالمناسبة لا تقل عن المشاكل التي تعاني منها الوطنيات المحلية و منها الوطنية المصرية فالتخلي عن ما يسمي بالعروبة لأجل بعض المشاكل مع الجيران العرب علي طريقة المراهق المأموص هو قمة الغباء و لنا في سوريا مثال رغم إنها عانت من العرب بداية من البعث العراقي مرورا بعرب البدو حتي عرب المغرب إلا إنها لازالت لم تتخلي عنها و ذلك لان التخلي عنها أخطر من اعتمادها.
من وضعوا الأساس لفكرة القومية العربية لم يكونوا بدو بل معظمهم كانوا مسيحيون مشرقيون من بلاد هي من بدأت الحضارة الإنسانية كإنسناتس الكرملي و فرح أنطون و أمثالهم و السبب أنها كانت الحل الوحيد (العملي) المطروح للانتقال من العصور الوسطي الدينية التي كان يعيش فيها الشرق الأوسط للعصر الحديث حيث الدولة القومية , بينما البدو كانوا العدو الأول للقومية العربية حيث تقوم شرعيتهم علي الوهابية السنية الإسلامية و هي أكثر تيار ديني معادي للقومية بل كل أفكار الحداثة في تاريخ الأديان.

حينما نتحدث عن الامن القومي المصري فسنجد أنه موجود خارج مصر و هكذا طوال تاريخ مصر و حينما لا تكون مصر فاعلة في محيطها الحيوي تتحول مباشرة لمفعول بها من قبل هذا المحيط أو من قبل من يسيطر عليه.
تحقيق الامن القومي المصري سابقا وقت الإمبراطورية القديمة كان من خلال القوة العسكرية لكن منذ فترة لم نعد قادرين علي تحقيقه عسكريا حتي في أكثر فترات تفوقنا العسكري و الاقتصادي في العصر الحديث و التي كانت تقابل أكثر فترات الانحطاط العسكري الاقتصادي لمحيطنا لم نقدر و هي فترة محمد علي حيث تم نزع كل الأراضي التي سيطر عليها عسكريا و تم تحجيم دولته اقتصاديا و سياسيا في النهاية.
الحل الوحيد المطروح هو من خلال القوة الناعمة و ليس قوة البطش العسكرية و هنا نجد ما يسمي بالقومية العربية فمصر تحتاج لحماية أمنها القومي من خلال فعلها في محيطها الحيوي الذي تعتبر من أكبر 4 دول فيه و الدول الأخرى تحتاج حماية أمنها القومي من خلال ظهير إقليمي قوي مثل مصر و التقاطع بينهم هو ما يسمي بالقومية العربية فهي كما هو واضح مفيدة للطرفين الدول الصغيرة و الدولة الكبرى مصر.

لك أن تتخيل أن العلاقة بين إسرائيل و الولايات المتحدة شديدة القوة , ما سببها غير المشتركات الثقافية الهائلة بين البلدين ؟ رغم إنهما لا يتكلمان نفس اللغة لكن التغريب الذي أنتج الحركة الصهيونية و جذب اليهود الغربين لها جعلها أقرب للولايات المتحدة قبل أن تكون دولة وظيفيه ناجحة للأمن القومي الغربي في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة نفسها و التي يفصلها عن العالم أكبر محيطين و تقع في وسط الامريكيتين حيث لا يوجد أي قوة تهددها لا ثقافيا و لا عسكريا بل علي العكس حولها دول تمثل أسواق استهلاكية ممتازة لبضائع شركاتها إلا إنها في كل مره كانت تنعزل فيها عن المشترك الغربي أو ما يمكن وصفقه بالحضارة الغربية و الامن القومي الغربي كانت ترجع مجبره للعمل مع بقية الغربين للحفاظ علي أمنها القومي و هذا حصل في الحربين العالميتين ثم استمر في الحرب الباردة , الأوروبيون طوال هذه الفترة كانوا في حاجة لحماية الظهير العالمي الولايات المتحدة و هي كانت في حاجة لهم كي تكون فاعله في محيطها الحيوي و هذا رغم إنها تشترك في اللغة مع دولة واحده أوروبية فقط هي بريطانيا و التي أصلا كانت محتل للولايات المتحدة قبل الثورة الامريكية عليها.

كل الدول تبحث عن أي مشترك بينها كي تتخطي القدرة العسكرية التي لا تملكها و لك أن تسأل نفسك يا عبقري زمانك هل كان هناك قومية أفريقية تجعل عبد الناصر قريب من الافارقة و تجعل مصر شبه مسيطر علي أفريقيا و يجرها في أي أزمة سياسية لصالح مصر ؟؟ أم إن عبد الناصر بحث بقدر الإمكان عن مشترك بينهم وصفه بالاستعمار كي تكون هذه الدول خلفه و يحمي من خلالها أمن مصر القومي و في نفس الوقت يصنع مستقبل مصر من خلالها حيث يهيئها لتكون أسواق خاصة بالبضائع المصرية في المستقبل ؟

لك أن تتخيل أنه رغم معاداة عبد الناصر لكل الرجعيات الملكية إلا إنه لم يتلاعب بنظام إثيوبيا الرجعي و إثيوبيا نفسها لم تتبجح أبدا بما يغضب عبد الناصر بسبب تأثيره في أفريقيا و هذا رغم علاقاتها القوية مع المستعمرين أعداء عبد الناصر.
بينما لاحظ أن من قال مصر أولا و انعزل عن محيطه قام بأعمال وضيعه ضد إثيوبيا بعد الثورة علي النظام الرجعي فيها و كرر نفس الاعمال في كل أفريقيا فقط لان ماما أمريكا تطلب منه ذلك و هو بالمناسبة ما يضرب أسطورة مصر المسالمة في عهد الصداقة الحميمية مع ماما أمريكا حيث كانت مصر تعادي إيران بالجنود الكفاءات الفنية المصرية من خلال دعمها لسيد الحمقى صدام في الحرب الإيرانية العراقية التي كان البادئ فيها صدام بإيعاز من ماما أمريكا أيضا و كانت مشارك في دعم الإرهاب ضد السوفيتي و كانت مشارك حتي في عزو العراق في 2003 , بينما ملعون كإردوغان رفض هذه الحرب من خلال لعبته البرلمانية و التي لم تقدر الولايات المتحدة علي فعل شيء حيالها !!!!! الواقع أن مصر كانت فاعله خارج محيطها بالسلب و ليس بالإيجاب في فترة مصر أولا و هو ما ارتد عليها بكوارث الإرهاب الإسلامي الوهابي و مساخر الأفكار التدميرية للجيوش القادمة من الليبراليون المصريون الذين كانوا و لازالوا الجزء الأكثر تأثيرا في النخبة المصرية بعد الإسلاميون.

القومية العربية ليس شرطا أن تكون اتحاد بين دول و هي ليست معادية للوطنيات المحلية و ليس معني أن العرب ليسوا متحدين أن هذه هي النهاية فحينما لم تكن ألمانيا متحدة لم تكن هذه نهايتها كذلك الصين و بريطانيا و غيرها من الدول القومية و بمناسبة ألمانيا سأذكر كلمات تشيلر و هو شاعر ألماني سخر من ما يسمي بالقومية الألمانية حينما تسأل ألمانيا ؟ أين هي ؟ لا أقدر علي إيجاد المكان , لا توجد أي مدينة و لا قطعة أرض تمكننا من أن نشير لها و نقول هذه ألمانيا , لو سألنا في فينا فسيكون الجواب هنا النمسا و لو طرحناه في برلين فسنجد الإجابة هنا بروسيا فأين هي ألمانيا ؟ , إلا إنه فيما بعد توحدت ألمانيا و أصبحت الأقوى في قارتها و من الأقوى في العالم.
طبعا نحن لسنا الالمان فالعرب أحط من أن يقارنوا بالألمان لكن هذا لا يعني أن الاتحاد مستحيل و من الغباء طرحه !!!!!! المشكلة لو كانت ثقافية فعلا كما يضحك الحمقى علي أنفسهم لكان هناك اتحاد خليجي حقيقي فهم كلهم بدو و كلهم وهابيون و أيضا لكان الاتحاد المغاربي حقيقي لان كلهم أمازيغ و هناك وحدة تاريخ بينهم لكن هذا لم يحدث بل إننا نجد حرب ساحتها أفريقيا بين الجزائر و المغرب !!!!!!
جديا من الحمق التهوين من هراء القومية العربية بسبب أسباب تافهة كهذه و نحن أصلا كالغريق يحتاج لقشه مثلها.



#أحمد_العروبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية إيران
- عن أسطورة الملكية و السوق الحر
- في إنقضاء شهر العسل المصري السعودي
- 10 نقاط حتي لا يتم الخلط
- لماذا ألمانيا
- تفسير المراهق اللاديني للتقدم
- في نظرية المؤامرة
- تعليقات علي 6 نقاط تحدث عنها الاستاذ سامي كليب في لقائه في ق ...
- عن الجليد الذائب بين الدولة المصرية و الإسلام السياسي
- إيجابية و سلبية النقلات النوعية في تاريخنا
- في الإصلاح
- في كتالوج إبراهيم عيسي
- عن التقدم
- السوق الحر ليس الحل السحري
- أهمية الحجم في التأثير السياسي للدولة القومية
- إنعكاسات علي لقاء إبراهيم عيسي بأحمد جلال
- في ما يسمي بالإصلاح الزراعي
- التعليم ليس الحل السحري
- إحدي أهم المفارقات السنية
- في أزمة اللاجئين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد العروبي - حاجتنا للقومية العربية