أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - بعد رحيل العدو، يكون الميلاد














المزيد.....

بعد رحيل العدو، يكون الميلاد


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 20:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


ربما يمكن جعل الحقائق تحت مقصلة اللوي والتزييف، لكن أظن من الإستحالة بمكان القدرة على تزييف بريق العين في نظرة أحدهم، وهو يمارس طقوس الكذب ظانّاً أنه يستطيع إخفاء الحق، فأنه على الأقل لا يجاور الحقيقة، فعندما يحاول أحدهم إخفاء حقيقة ما وراء ثبات القلب المزعوم، تستشيط الشِفاه وحدقات العين لتروي لنا رؤية بسيطة على طريق الكشف المُستتر عن كذبٍ حتمي.

فماذا عن خبايا كواليس الذكريات لانطلاقات حركات التحرر ؟؟، وماذا عن الحزن الزائف ؟؟، بعدما قرر البعض تأجيل الاحتفالات بذكرى الميلاد ( حدادا على حلب )، تساءلت المقاومة الحق، وهل ماتت حلب لنُقيم عليها طقوس الحداد ؟!، رؤية لم تكن مقاومة ولا فلسطينية ولا حتى عربية، بل كانت سعودية تركية قطرية تحت سياط المال الكريه.

هي ذي حلب بجيشها ومقاوميها ودُعاة الحق وأهل شِعابها تنفض غبار القهر، تودي بالقتلة الى وادي الهلاك السعودي والى هاوية السلطنة التركية والى قذارة العباءات القطرية والى رداءة العقل الاستحماري الأمريكي، تلبس حلب اليوم فستان زفافها وتعلن بدء مراسم الإحتفالات، كاشفة عن تناقضات الوُجهة في رؤية الرصاص المقاوم !!، لن يقبل الوطن بعد اليوم طقوس التباكي ممن أقام العزاء على حلب، فهي أدامها الله في وصف الميت بين صفحات الرؤى الخاصة بمعتقداتهم، وحدهم من أطاعوا الحق يستطيعون اليوم ذرف الدموع فرحاً وانتصاراً، بعد صمت الأفواه لا البنادق، بعد ضبط الزيف والتباكي على شهباء لم تمت بعد، إن الإنتظار في طريق الحق لا يُتقنه من اقتات على ملايين القتل، لن يُتقن الإنتصار من كرر بالتكبير خلف طفولة متفجرة، خلف معتقدات كريهة لا تفوح منها إلا رائحة الإستسلام والقتل القذر.

عبر صفحات الحق والوطن في تاريخ الشعوب، لطالما انحنى الحق تحت أمنيات الأطفال والأجيال القادمة، فهي الرؤية السليمة للوطن الآتِ من خلف ضباب استعماء الأخوة، تطيب التضحية بالنفس كُرمى لابتسامات الأطفال، يطيب الموت في سبيل الدفاع عن طفولة الوطن الجريح، فأين سلامة الرؤى من الصفحات الضالة في تاريخ الشعوب ممن يستبدلون نبضات القلوب بصلابة الصخر، ويقتلون الوطن بأدمغة طفولية بيضاء وأحزمة نفطية، لن يكون من المقبول أن يتحدث أحد ممن يتبعون شرائع القتل بعد اليوم عن فلذات الأكباد، فلعله عندما يُداعِب طفله لا يرى إلا أسلاكاً تنمو، أو ربما أينعت وحان قِطافها فوراً.

لكن إحقاقاً للحق، ربما يحق الآن لكل من أعلنوا الموت، البدء في مراسم الحداد حقاً، لكن ليس على حلب ولا على سوريا، بل على رؤية زائفة في وجه حقٍ مقاوم، على معتقدات ممولة نفطاً وعباءات وطرابيش، اذرفوا ما تبقى من دمعات الزيف علكم تتخلصون من رائحة الدمع الكريه مدفوع الأجر، فالإنتصارات ستتوالى، ولن يحق لكم وقتها إلا إقامة المآتم على نُصبٍ وأزلام وأوثان جسدتموها أنتم ورعاتكم القتلة، فتلك الأموال الدامية لن تدوم، لأن ثمة أرض تنتفض في وجه الغريب القاتل، ثمة أرضٌ ما انفكت تقول لا في وجه سلطان متعجرف، ثمة أرض وشعب يتعاهدان على أن الزيت الحق للوطن الجريح هو دماء الشهداء، هنيئاً لسوريا الطيبة هنيئاً لحلب العصية، وسحقاً للقتلة والمراهنين على موت الأوطان.



#علاء_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والقراءة تأتي وإن كثر الكسر والتأتآت سليمة
- بين الولايات الثائرة وفانتازيا جمع التكسير
- الأمريكيون يُخفقون، ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة !!
- الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية
- عاصفة الأمم والميناء المفقود
- ميلاد في خلود السماء
- لا اعتراف


المزيد.....




- رغم تحذير الجيش الإسرائيلي.. لبنانيون يبدأون بالعودة لمناطقه ...
- مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق: وقف إطلاق النار اختبار للبنا ...
- الداخلية الكويتية تعلن ضبط مواطن ووافد سوري ضمن تشكيل عصابي ...
- مصر: اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان يجب أن يكون توطئة لوقف إ ...
- ما هي أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟
- بسبب تكلفة اختيار المقعد.. شركات طيران تحقق أرباحا بالمليارا ...
- خبير ألماني: -الإسلامويّون- يفضلون استخدام السكاكين في اعتدا ...
- تحديد علامة رئيسية للاضطراب النفسي
- الرقابة الروسية تحذر من خطورة تفشي فيروس -نورو-
- مسؤول كبير في -حماس-: الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق بعد -وق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - بعد رحيل العدو، يكون الميلاد