عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 13:41
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
المخدرات عدو للإنسان وصفاتها الشيطانية تُغريه فيزرعها بنفسه ويصنعها بيديه. وما هذا إلا ليهيء في النهاية الضرر الجسيم لنفسه ولغيره.
ويتعاطي البعض المخدرات متوهمًا أنها قد تساعده علي الهروب من الواقع الأليم أو تقويته جنسيا أو قد تساعده في التغلب علي الهموم والكآبة والضغوط. وهي في الحقيقة لا تساعده علي الهروب من الواقع ، بل تزيد مرارة وذلك لتدهور قدرة الشخص علي المواجهة ، وأيضًا لتدمير علاقته بالآخرين ، مما يقلل من احتمالات التعاطف معه وتصديقه، وتزيده كآبة وهمًا وحزنًا.
والبانجو ما هو إلا نوع من أنواع الحشيش، وهو أشد أنواع المخدرات خطورة .إذ يعمل علي تدمير خلايا المخ وإضعاف الجهاز الدوري وجهاز المناعة والتأثيرعلي الجهاز التنفسي وافتقاد القدرة علي التركيز مما يسبب حوادث متعددة للمتعاطين من السائقين أو العاملين علي الآلات. كما تعمل علي التورط في جرائم السرقة والاحتيال والعنف وحوادث الطرق وكذلك علي الوضع الاقتصادي للأسرة.
انتشر البانجو بصورة رهيبة في مصر، وذلك لسهولة زراعته ونقله وتداوله بين الشباب ، ورخص أسعاره ويستطيع الشباب أن يشربه في أي مكان .. فيعمل علي تدمير الشباب الذي هو قوام نهضة الوطن. ولم يقف انتشاره عند الشباب فقط، بل انتقل بين طلاب المدارس ؛ ليجعلنا نصدر صرخة تحذير للسادة المسئولين والجهات الأمنية التصدي لهذا الوباء الخطير الذي استشري كالعدوي.
ونتساءل ..أين الأسرة التي تتابع أبنائها وتحاسبهم علي أفعالهم ؛ ليتركوا أولادهم فريسة للتدخين والذي بدوره يدفعهم إلي البانجو والمخدرات، وما هو أبعد من ذلك...؟ الأب مشغول عن أبنائه وكذلك الأم ؛ حتي الخلافات الأسرية قد تصل إلي انفصال الأب عن الأم ؛ فيتشرد الأبناء ويفتقدون للتوجيه والرعاية؛ فيقعون فريسة للمخدرات.
ونجد للبيئة التي يعيش فيها متعاطي البانجو دور كبير في انتشار هذا الوباء الخطير، فقد تجد الأب نفسه من المتعاطين للبانجو، وقد يتعاطاه في المنزل وأمام أبنائه، أو في بؤرة من البؤر التي تنتشر بكثرة في العشوائيات؛ فيعمل ذلك علي تشويه صورة الأب لدي الأبناء مما يؤثر علي نموذج القدووة لديهم ومن ثم فقد يقلده أبناؤه في التخين وإدمان المخدرات.
ونتيجة لكل ذلك ، لم يجد الشباب من يوجهه ويأخذ بيديه ،فابتعد عن الدين وضعف لديهم الوازع الديني؛ فأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام وتهاونوا في حق دينهم واندفعوا وراء شهواتهم متأثرين بالأفكار المنحرفة .
وللقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة، لابد من التوعية بأضرار هذا الوباء عن طريق التوعية الإعلامية بأخطاره في وسائل الإعلام وفي المدارس ، وتعريف الشباب بأضراره وأخطاره ؛ فقد تجد الشباب نفسه يجهل هذه الأضرار منساقين وراء أوهام كاذبة يصورها لهم رفقاء السوء في أن البانجو يجلب الراحة والسعادة للهروب من الواقع الأليم أو المشكلات التي يقعون فيها.
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟