ارد على مقال,فى كذب محمد عليه السلام

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم:
كتبت الكاتبة منال شوقي مقال بعنوان(فى كذب محمد عليه السلام) وهذا رابطه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=542177
طبعا متأثرة بحالة الكراهية والتعصب الذي يمنع صاحبة او صاحبته من النظر الى عمق اي رواية واي حديث نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم وانا لاالومها ولا الوم غيرها فهي معذورة وهم معذورون وكما يقال لاتثريب عليها او عليهم فهم في حالة عدم اتزان فكري بسبب حالة الكراهية والتعصب الذي يعمي البصيرة في كثير من الاحيان.
مقالها ذكرني بقصة حقيقية وواقعية- يتبين من خلالها كم يعمي الغضب والتعصب البصيرة- وتجعل من يعاني من الكراهية والتعصب لايرى الامور ابعد من ارنبة انفه- وتدفعه من يعاني من الكراهية والتعصب الى اتخاذ مواقف لاتحمد عقباها ويصبح بعدها على ما فعل من النادمين لذا الشريعة الاسلامية انتبهت لهذا الامر واعتبرت حالات طلاق الزوج لزوجته لحظة عصبيته او ان كان الزوج تحت تأثير الغضب او تحت تأثير السكر الشديد او تحت تأثير تعاطي المخدرات لايقع- وكذا القانون الوضعي لايصدر حكما على المتهم في حال ارتكاب جريمته في حالة فقدان اتزانه العقلي - موما يسمى بالدوافع لأرتكاب الجريمة وقد تخفف عنه العقوبة- وايضا اذا كان فاقد الاهلية (مختل عقليا) يودع في مصح طلي ولايعاقب لما ارتكب من جرم- واول من ارسى هذا النهج في القضاء( الدوافع) الخليفة الثاني عمر بن الخطاب- فأوقف جميع الحدود(قطع يد السارق والسارقة, ورجم الزاني والزانية) في عام الرمادة عملا بالاية القرآنية(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) سورة البقرة
اكيد الاستاذة منال شوقي تعلم جيدا ان هناك لكل حديث ولكل رواية معنيان معنى ظاهري ومعنى باطني- فلايكفي من جنابها الاخذ بالمعني الظاهرى لأي حديث نبوي وتكتفي بأصدار حكمها على راوية مالم تأخذ بعين الاعتبار كونها باحثة المعنى الباطني للحديث طبعا ان كانت باحثة حيادية وغير منحازة وغير متأثرة بمشاعر الكراهية والتعصب- فهذا هو المنهج البحثي البعيد عن الانحياز والتعصب- لااريد ان ابين المعنى الباطني للحديث النبوي الشريف (حديث الذبابة) فلا اعتقد ان الاستاذة تجهل المعنى الباطني للحديث محل البحث- فقد وضحت ذالك في مداخلات على مقال الكاتبة منال شوقي في ذات مقالها اعلاه- ولكن اريد ان ابين من خلال القصة التي سأرويها مدى انغلاق مسالك العقل عندما يتأثر صاحبة بمشاعر الكراهية والتعصب- وتجعل من يتأثر بهما لايرى كما اسلفت ابعد من ارنبة أنفه.
القصة بأختصار شديد
كان في مدينة ما رجل دين يدعي انه لدية القدرة على كشف اغوار الناس ومعرفة بواطنهم او بمعنى ادق يعلم ماتخفيه صدورهم يعني بالعراقي(يعرف المخبأ) وبالمصري (يعرف المستخبي) فكان له لهذه المواهب مكانة مجتمعية في مدينته وهيبة ووقار يحمله له كل افراد المدينة ذكورا واناث وكل ينحنى امامه ويقبل بده اجلالا وحتى تقديسا وتعتبر آراه أوامر ويلتزم بها غالبية اهل المدينة عدا شخص واحد- يعرف حق المعرفة ان هذا الشيخ لايعلم الغيب فلا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى- وانه مجرد مدعي لاأكثر وقرر ان يكشف هذا الدعي امام وجهاء وعامة اهل المدينة- فاعد مائدبة طعام ودعا لها جمهرة من اهل المدينة ودعا اليها رجل الدين - وقدم امام كل مدعو طبق من الارز وفوقه دجاجة مشوية_ماعدا رجل الدين فوضع امامه طبق من الارز فقط-عندها تمالك الغضب والعصبية من رجل الدين لأنه شعر بانتهاك لمكانته المجتمعية وشعر بالاهانة موجهة له من صاحب الدعوة لانه ميزه عن الحضور وتجاهل مكانته المجتمعية- فثار وارعد وازبد وهاجم صاحب الدعوة - فما كان من صاحب الدعوة الا ان يقول مولانا الست تدعي انك تعلم الغيب وتعلم ماتخفيه الصدور- فقام صاحب الدعوة وازاح ما على اعلى الطبق من ارز فظهرت الدجاجة المشوية- فقال له صاحب الدعوة لو كنت فعلا كما تدعي انك تعلم المخفي لعرفت ما كان مطمورا تحت الارز- فالعصبية اعمت على رجل الدين بصيرته لانه فقط لايعرف الا السطحي والظاهر من الامور بسبب تأثير الحالة من الغضب ةالعصبية التي اعترته ولو انه تروى واعتلر الامر مجرد نسيان من صاحب الدعوة وان مافعله غير متعمد ولايقصد من الاسائة الى جنابه ونكش القليل من الرز الذي علا الطبق لظهرت له الدجاجة وزاد فعله وترويه هذا من مكانته المجتمعية ولععل عدم غضبه مما فعله صاحب الدعوة لعلمه ما اخفاه طبق الارز.
الخلاصة اتمنى من الاستاذة منال شوقي ان تتروى وتتسم بالحيادبة وعدم الانحياز في بحوثها حول الاسلام وحول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم- عندها ستفهم احاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم كما يفهمها غالبية المسلمين انها احاديث غايتها تعليمية لبناء جيل قوي متماسك يعرف كيف يتعامل مع الظروف التي تحيط به بكل متغيراتها وكيف يتجاوز الضراء وكيف لايطغى ويفجر في السراء- فالايام التي تمر على الانسان ليست سواء
لكم التحية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات