|
دعوى بشأن تطبيق نظام السندات الضريبية لتمويل فرق سعر الصرف بشأن أزمة الأدوية والترخيص الجبرى لها أمام مجلس الدولة المصرى
مؤمن رميح
محام ومستشار قانونى وسياسي مصري
(Moamen Romaih)
الحوار المتمدن-العدد: 5379 - 2016 / 12 / 22 - 21:57
المحور:
الادارة و الاقتصاد
أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصرى بموجب القرارات المتخذة من محافظ البنك المركزى إلى التأثير على معظم القطاعات والأنشطة الاستثمارية والتجارية بجمهورية مصر العربية .. الأمر الذي ألقى بظلاله على تكدس أزمات طالت الأخضر واليابس من العناصر الأساسية لمقومات الحياة لدى المصريين … فقد يتحمل المصريون أزمات نقص السكر والأرز وغيرها من المنتجات الغذائية اعتمادا منهم على سياسات تقشفية تحد من النزعة الاستهلاكية لهذه المنتجات - وإن كانت غير متناسبة مع المعايير الدولية للاستهلاك الآدمى - لكنهم لا يمكنهم بأي حال من الأحوال الاستغناء على الدواء باعتباره ركنهم في البقاء وتحمل شقاء المرض .
ومع ذلك لم يكن لذلك الأمر أي صدى لدى صانعي السياسات الدوائية و أحجموا عن اتخاذ القرارات المناسبة من أجل تفادي حدوث أزمة لجوء كافة الشركات إلى الحد من التصنيع نتيجة لارتفاع أسعار المواد الخام لاعتمادهم الكلي على استيرادها من الخارج ، وتعديل السياسات التسعيرية للأدوية المصنعة محليا أو المستوردة من الخارج بما يتناسب مع حجم التكلفة الفعلية لها أو وفقا لسعر شرائها من الخارج فى ضوء قرارات تحرير سعر صرف الجنيه باعتباره السياسة المنتهجة من البنك المركزى فى السنوات المقبلة .
وكان من رصيد الحجج الذى اتبعته وزارة الصحة للحيلولة دون اتخاذ قرار تفادي به الأزمة أن سعر صرف الجنيه المصري بالدولار سوف يصل إلى معدل مستقر خلال شهور عديدة بحيث يصل إلى سعره الأساسى الذى كان مقررا قبل قرار التحرير وذلك بعد استقرار سوق العرض والطلب للعملة المصرية فى مقابل العملات الأجنبية . وبالتالي فليس هناك نية حكومية من أجل اتخاذ قرار إيجابي سواء بتحريك أسعار الأدوية بما يتناسب مع الزيادة في سعر الصرف أو تبني سياسات تحرير سعر الدواء وفقا لمنظومة العمل بالقوانين الإستثمارية .
لكن ذلك لم يجد له متكأ عند شركات تصنيع واستيراد الادوية التى تواجه حقيقة الأزمة فهى تعانى من زيادة أسعار المواد الخام الداخلة فى التصنيع الدوائى بنسبة 100% مما يجعلهم غير قادرين على استيراد هذه المواد الأساسية في ظل ثبات نظام التسعير القديم ، وبالتالي توقف عملية التصنيع الدوائى برمته فضلا على أن المخزون من المواد الخام لن يستمر أكثر من شهرين وفقا لبيانات رسمية معلنة من الشركات المصنعة وغرفة صناعة الأدوية . ولقد أعلنت العديد من الصحف المصرية عن رفض شركات الأدوية قرار وزارة الصحة بزيادة أسعار الأدوية بنسبة 10% للأدوية المحلية لكل شركة، و155% للأدوية المستوردة لحل أزمة نواقص الأصناف فى الصيدليات.وطالبت الشركات بضرورة زيادة الأسعار بنسبة 50% من سعر البيع للجمهور، على نسبة 15% من الأدوية المحلية التي تنتجها الشركات، و20% من حصيلة الأدوية التى تستوردها وبحد أدنى 10 مستحضرات ، وأن تتكرر الزيادة كل 6 شهور ، وأن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق بداية 2017 .ومع التصعيد للمواقف اليمينية المتشددة من جانب الشركات فى مواجهة مواقف جامدة من قبل الحكومة ووزارة الصحة يقف المواطن المصري على أعتاب حافة الهاوية منتظرا حلا جذريا لهذه المشكلة المتأججة من جانب الطرفين خاصة مع بلوغ أزمة النواقص فى سوق الدواء المصرى إلى منعطف خطير لا يمكن السكوت عنه أو التهاون فيه . فلقد سجلت العديد من التقارير الصحفية اختفاء نحو ٥٥ صنف ليس لهما مثائل أو بدائل للمريض المصري، وهي لأصناف حيوية خطيرة وتوصف بأنها منقذة للحياة، حيث يوجد نقص تام لعدد من أصناف أدوية الطوارئ التي ينص دستور الأدوية العالمي على ضرورة وجودها في المستشفيات داخل أكثر من ٦٦٠ مستشفى عام ومركزى، وشملت النواقص كل أدوية التخدير الكلي والنصفي وأدوية الإفاقة، وهذه الأصناف أصبحت لا تغطي بالكامل جميع الوحدات الصحية ، وأن الاحتياطي الاستراتيجي للإمداد والتموين بالوزارة لا يكفي أكثر من ٥٠ يوما حسب معدلات الاستهلاك على ضوء وجود مئات آلاف الذين يترددون على هذه المستشفيات يوميا . شملت قائمة النواقص أنواع خاصة بالجلطات المخ وهي ٤ أصناف مثل صنف السيبرولسين وهي أدوية لابد أن يتم تناولها خلال ساعات قليلة للحفاظ على الحياة وعدم وجودها يدفع المريض حياته ثمنا لها، واختفت أصناف خاصة بمرضى الروماتويد المزمن الذي يستخدمه الآلاف الذى بدون ذلك تؤذيهم الآلام المبرحة وهجمات المرض على قدرتهم على الحركة، وما زالت أدوية الأورام مثل اندوكسان بمختلف التركيزات ٥٠ و١٠٠ و٢٠٠، تشكل هاجسا مزعجا على أرواح المئات بالمعاهد القومية والمستشفيات التابعة الأمانة المركزية لوزارة الصحة، وينتظر الآلاف من المرضى إنقاذهم بوصول عدد من هذه الأصناف التي أمرت رئاسة الجمهورية بسرعة استيرادها. وهناك اختفاء لعدد من الأدوية الخاصة بأمراض الدم، خاصة التلاسيميا والهيموفليا ومحى البحر المتوسط، كما اختفت أصناف خاصة بمرضى المذبحه الصدرية مثل صنف ادنكور وصنف الفوكس، وهى أصناف منقذة للحياة ولا توجد بالأسواق، مما يشكل آثارا وخيمة على المرضى المحتاجين، في وقت تشهد أمراض خاصة بالهرمونات نقصا هائلا سواء الهرمونات الذكورة أو الإناث، مشيرا إلى نقص عدد من أدوية الأمراض النفسية والعصبية والمراهم والقطرات الخاصة بعلاج فيروسات العيون، واختفى عدد من أصناف أدوية الفشل الكلوي، الأمر الذى اضطر لتوقف عدد كبير من المرضى مثل صنف كيتواستريل. وإزاء كل ذلك فإن للقانون والقضاء كلمته التى يجب أن تكون القول الفصل فى هذه المسألة وذلك باستحداث نظام جديد لما يملكه مجلس الدولة من سلطة انشاء القاعدة القانونية باعتباره قضاء إبداعى ، وهو العمل على إنشاء نظام السندات الضريبية والتى بموجبها يحق لوزير الصحة استمرار العمل بنظام التسعير الحالى مع اصدار سندات خزانة تكون بمثابة آلية التمويل لتغطية فرق سعر الصرف مع اصدار سندات ضريبية على الشركات بقيمة المبالغ المالية المدعومة لصالح منتجاتها الدوائية على ان يتم تحصيل هذه السندات الضريبية من قبل مصلحة الضرائب المصرية على عدة سنوات من حصيلة أرباح هذه الشركات ، ويتم تحديد السعر الفعلى للمستحضر فى ضوء قرار وزير الصحة رقم (499) لسنة 2012 بشأن تسعير المستحضرات الصيدلية البشرية.
ولما كانت المادة 23 من قانون الملكية الفكرية تنص على " يمنح مكتب براءات الإختراع - وبعد موافقة لجنة وزارية تشكل بقرار من رئيس مجلس الوزراء - تراخيص إجبارية بإستغلال الإختراع ، وتحدد اللجنة الحقوق المالية لصاحب البراءة عند إصدار هذه التراخيص وذلك فى الحالات التالية : …………………………...ثانيا : إذا طلب وزير الصحة فى أية حالة من حالات عجز كمية الأدوية المحمية بالبراءة عن سد احتياجات البلاد ، أو انخفاض جودتها ، أو الإرتفاع غير العادى فى أسعارها ، أو تعلق الإختراع بأدوية الحالات الحرجة أو الأمراض المزمنة أو المستعصية أو المتوطنة أو بالمنتجات التى تستخدم فى الوقاية من هذه الأمراض ، وسواء تعلق الاختراع بالأدوية أو بطريقة إنتاجها أو بالمواد الخام الأساسية التى تدخل التى تدخل فى إنتاجها أو بطريقة تحضير المواد الخام اللازمة لإنتاجها ويجب فى جميع الحالات إخطار صاحب البراءة بقرار الترخيص الإجباري بصورة فورية ………"
بناء عليه نلتمس من عدالتكم الآتى : 1- قبول الطعن شكلا 2- إلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء السلبى بالامتناع عن إنشاء نظام السندات الضريبية والتي بموجبها يحق لوزير الصحة استمرار العمل بنظام التسعير الحالي مع اصدار سندات خزانة تكون بمثابة آلية التمويل لتغطية فرق سعر الصرف مع إصدار سندات ضريبية على الشركات بقيمة المبالغ المالية المدعومة لصالح منتجاتها الدوائية على أن يتم تحصيل هذه السندات الضريبية من قبل مصلحة الضرائب المصرية على عدة سنوات من حصيلة أرباح هذه الشركات . 3-إلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء السلبى بالامتناع عن الترخيص الجبرى للأدوية المتمتعة ببراءات اختراع لصالح الشركة القابضة للأدوية وشركات الادوية الاخرى العاملة فى مصر المحلية والأجنبية نظرا لوجود حالة من حالات عجز كمية الأدوية المحمية بالبراءة عن سد احتياجات البلاد ،و تعلق الإختراعات بأدوية الحالات الحرجة أو الأمراض المزمنة أو المستعصية أو المتوطنة أو بالمنتجات التي تستخدم في الوقاية من هذه الأمراض.
مؤمن رميح محام ومستشار قانونى مصرى مركز هاشم ومؤمن للمحاماة والمحاسبة والاستشارات الاقتصادية 002/01288273093
#مؤمن_رميح (هاشتاغ)
Moamen_Romaih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحل القانونى لمشكلة الإيجار القديم بمصر فى ظل قانون التأجير
...
-
الهروب من .......
-
تلاميس اللقاء الأول
-
فارس الأحلام
-
اعتذار
-
عودة الروح
-
وحلمنا مسيرنا نطوله
-
جميلة تاج الزهور
-
اعتراف
-
مأساة عشيق
-
الاصلاح الاستخباراتى فى المواجهات الارهابية
-
الشرطة المجتمعية : حق يراد به باطل
-
السلطة الكهنوتية للاوقاف المصرية
-
لعبة الانتقام داخل القضاء
-
دمى ودموعى وابتسامتى
-
زوار فى فجر يوم الزفاف
-
التماس اعادة النظر فى قضية التجسس النووى بمصر
-
المسؤولية عن الحماية فى القانون الدولى
-
مشروع قانون العفو عن ضحايا السياسة بجمهورية مصر العربية
-
مشروع قانون ديمقراطية الاحزاب السياسية بجمهورية مصر العربية
المزيد.....
-
البنك المركزي: سنطلق آلية جديدة لتحويلات السفر أو العلاج
-
بيانات تظهر أكبر شريك تجاري لروسيا في الاتحاد الأوروبي
-
وزير الاقتصاد الايراني يغادر طهران متوجها إلى الرياض
-
مصر تطلب دعما بربع مليار دولار
-
بالأرقام.. السياحة الإسرائيلية تحتضر
-
-بلومبرغ-: أوروبا على حافة أزمة طاقة جديدة
-
رب ضارة نافعة.. صادرات الصين تتجه نحو رقم قياسي بسبب ترامب
-
السفير الروسي يقود شاحنة -أورال- الجبّارة في ليبيا معلنا دخو
...
-
توقعات بتباطؤ وتيرة خفض الفائدة في آسيا بعد فوز ترامب
-
أكبر 10 دول تنتج الجزر بالعالم.. الجزائر والمغرب يتصدران الع
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|