أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - أدب المحنة/ اختبار حقيقي لثقافة الشعوب














المزيد.....

أدب المحنة/ اختبار حقيقي لثقافة الشعوب


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


يميز لنا التأريخ بين نوعين من الشعوب الأول شعوب متأصلة وهي الشعوب لتي تمتد جذورها إلى بداية نشأة الحضارات الأولى , وشعوب منقطعة وهي شعوب حديثة التكوين في الغالب تكون منفصلة عن شعوب أخرى أو متمردة على أصولها وما يعنينا هنا هو النوع الأول من الشعوب , أي المتأصلة وما يميزها عن من جانب الثقافة والأدب عن غيرها اذما تعرضت لمحنة ما كاحتلال أو غزو , فتلك الشعوب وحدها من تحول لمحنة إلى رافد تنهل منه وتملأ العالم شعراً ونثرا وقصة ورواية ليس من اجل إمتاع العالم وانما أسماعه صرخة الرفض لما تتعرض له !!!
في خلاف ذلك لاتحسب على الأمم المتأصلة , ونحن حين نتحدث عن المحنة بصورة مموهة عامة فأننا نظلم أنفسنا وشعبنا قبل أن نظلم الشعوب والأمم الأخرى , فمحنة الاحتلال التي نعيشها ربما تكون من اكبر نكسات امتنا في العصر الحديث , وما نعيشه من وضع متدهور مع الأخذ بالحسبان أننا أحفاد أشور بانيبال وورثة الحضارة السومرية وابناء دجلة والفرات واصحاب ملحمة كلكامش فأننا أن لم ندرك الصحوة الأدبية ألان فأننا بلا شك سنجلب لأجيالنا العار والثبور !!!
أنا هنا لا أبالغ حين أقول علينا أن نبدأ فصلاً جديداً من تأريخنا الممتد إلى قرابة سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ..... والفصل قد بدأ فعلاً لكن بنقاط تسجل علينا ولا بد من العمل على تحقيق التعادل بتسجيل نقاط لنا .
لسنا أول من شعب تحكمه دكتاتورية مغلفة ولسنا أول من تدوسه سرف المجنزرات اللعينة .... لذلك علينا أن ننظر إلى تأريخ الشعوب والأمم التي عانت المحنة قبلنا كي لا نكون أول شعب يكمم فمه بيديه خانقاً صوته أن قال شعراً أو قصة يؤرخ فيها محنة بلده بحجة أو بأخرى .
لست بعيدة عن نبض الشارع العراقي واعلم أن كلمة حق قد تؤدي إلى دفع ثمن باهض يساوي الحياة كلها لكن للصمت أيضا ثمن باهض قد يساوي يوماً ما وان كان بعيداً تأريخ جيل كامل يشوهه الصعاليك .
لننظر معاً إلى فرنسا التي عاشت نكبة الاحتلال قبل الحرب العالمية الثانية فأنتجت لنا اتجاهات الرواية الجديدة المتمثلة في العديد من الأسماء وربما أبرزهم ( الن روب غرييه ) الذي قاد دوراً فاعلاً في تنشيط الحركة الأدبية والوطنية حينها إضافة إلى ساتر وكامو وسيمون دي بوفوار الذين شكلوا الحركة الوجودية .
وما حدث في فرنسا لا يمكن عده بالزوبعة أو الظاهرة لأنها تكررت مع الشعب الألماني في صراعه مع النازية التي كبحت الشعب واذاقته الأمرين فكان العديد من الأدباء ولعل أبرزهم ( غونتر غرس) صاحب الإبداعين الأدبيين العظيمين ( قط وفأر , و , طبل من الصفيح ) .
واذما وصلنا إلى الولايات المتحدة التي شهدت حرباً أهلية مأساوية , نجد أدباء تصدوا للتمييز العنصري بجرأة أمثال ( جون شتانيك في عناقيد الغضب )و(وليم فوكر في الصمت والعنف ) و ( رسكين كالدويل في طريق التبغ )
تلك مجرد أمثلة بسيطة سريعة لأمم تريد البقاء ومع أننا اعرق من تلك الأمم والأجدر بالبقاء والاستمرار في صنع الحياة , لا بد لنا من أن نحول مسار المحنة السلبي إلى الإيجاب ونؤرخ لها شعراً وقصة ونأخذ على عاتقنا حماية من يكتب ونعمل على نشر ما يكتب لان ما يظهر في الصحافة من نتاج أدبي عن المحنة لا يتعدى عشر ما أنتجته تلك الأمم في نصف الفترة التي مرت علينا ثم أن ليس كل ما يكتب عندنا يرى النور لاسباب أمنية أولا واجتماعية ثانيا فمن يكتب مهادناًَ للوضع لا بد أن يكون في نظر الأغلبية خائناً لقلمه قبل أن يخون وطنه واهله ومن يكتب ضد الوضع السائد ويفضح الواقع المستور فهو في حساب الكثيرين أما من أبواق النظام السابق أو المؤيدين للدكتاتورية واعداء الديمقراطية والحرية , لذلك نجد الشعراء واهل القصة والرواية يعومون مع التيار السائد أما إذا لم يسد أي تيار كما هو الحال ألان فأما الامتناع عن الكتابة أو الكتابة سراً بانتظار تغيير محتمل في فترة أخرى .
وفي محنتنا هذه لا يشذ عن هذا الكلام إلا القلائل , ويشكل غياب الأسماء الكبيرة اللامعة عن هؤلاء القلائل علامة خطرة إذا لم يتداركها هؤلاء ولا بد من الإشارة هنا إلى من كتب ضد التيار ليواسي شعبه في المحنة كقصيدة ملعب الفلوجة لشاعر العراق جواد الحطاب وقصة سقوط كومة للقاص الشاب سعد سلوم , على سبيل المثال لا الحصر .
أن الأمر يتطلب جدية في وقفة حازمة موحدة تستمد قوتها من العراق الشعب الواحد والأرض الواحدة والمصير الواحد وان فرقته الأديان والمذاهب واللغات واللهجات يوحده الأدب شعراً وقصة وغيرها , أن الأمر يتطلب وقفة مسؤولة من اتحاد الأدباء العرب والعراقيين ودعما ماديا ومعنوياً شخصياً ورسمياً .... أليس من حق الأجيال القادمة أن تجد ما تنافس به الأمم الأخرى التي صنعت من الأزمات والمحن أدبا مازال يدرس ويتناول بالبحث والتمحيص بعد عقود من إنجازه ؟
ما لذي سنتركه لأجيالنا !!!؟ كيف سنؤكد لهم أن الشعر الذي كان ديوان العرب ليس مجرد كلام مصفوف , والقصة التي تروى ليست أحداث من نسج الخيال أن كان هنالك من يرى ويكتب من اجل الآخرين .
أن ما ينزف من الأقلام ألان هو تأريخ شعب كامل لحقبة مهمة وهي عملية لا تقل أهمية عن زراعة الرغبة في الاستمرار في الحياة في النفوس المتعبة , أنها آمل جيل يحاول المخربون تشويهه , أمل جيل آخر يحلم بالبقاء بمستوى الأمم المنتجة للحياة ... أنها أيها الاخوة مسؤولية .... وكلنا أهل لحملها من اجل دجلة الذي عاصر العديد من المحن لكنه ما غير مجراه يوماً ولا هادن المعتدين في الأقل .



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراسي احجام
- قصة قصيرة / قدح ومطر اخر الليل
- قصة قصيرة


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - أدب المحنة/ اختبار حقيقي لثقافة الشعوب