أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المعابد اليهودية بالمغرب















المزيد.....

المعابد اليهودية بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


برعاية الملك محمد السادس رُمِم الكنيس ، المعبد اليهودي، الذي ظل مُقفلاً طوال السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستعمال، وأعيد الكنيس كما كان قبل هجرة اليهود من العاصمة الاقتصادية.
فقد أقيم يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 ، بحضور ملك محمد السادس، حفل تدشين كنيس "صلاة أتدغي" في الدار البيضاء. شارك في الاحتفال كبار موظفي الدولة وكبار أعيان الطائفة اليهودية الذين صلّوا من أجل سلام وأمان المملكة المغربية وحكومتها، وباركوا الملك، وولي العهد مولاي رشيد وأفراد العائلة المالكة.
ويقع كنيس "صلاة أتدغي"، وهو كنيس قديم، في المدينة القديمة. وقد ظل هذا الكنيس التابع للعائلة اليهودية أتدغي، مقفلاً طوال الخمسين عاما الماضية بسبب قلة المصلين فيه، وشيئًا فشيئًا تهالك المبنى وانهار. فقرر الملك، في إطار الترميمات التي شملت مدينة الدار البيضاء القديمة، ترميم الكنيس أيضًا.
أعيدت ألوان الكنيس إلى سابق عهدها، في إطار الترميمات، تمامًا كما كانت قبل مغادرة اليهود المدينة. وتم طلاء الكنيس من جديد وأُعيد الأثاث الأصلي فيه بعد ترميمه أيضًا. وتم تعليق صور، عند مدخل الكنيس، تحكي عن واقع حياة اليهود. كما أُعيد أيضًا ترميم حديقة الكنيس كما كانت في السابق. وتلقى الملك خلال زيارته شرحًا، من قبل رؤساء الطائفة، حول الصور وأدوات ولوازم الصلاة اليهودية وتوضيحا للعادات المُختلفة.
ويعيش في مدينة الدار البيضاء أغلب اليهود المغاربة الذين لم يغادروا وطنهم، وهناك العديد من المؤسسات اليهودية، الكُنس، المدارس اليهودية، السوبرماركت ومتجر لحوم الكاشير، ومتحف يهودي هو الوحيد في دول حوض المتوسط والذي يحافظ تاريخ يهود المغرب.
يعتبر التراث اليهودي رسميا جزء لا يتجزأ من التراث المغربي. ويحظى يهود المغرب بحرية دينية كاملة، وبحماية القصر وحتى أن بعض اليهود مقربين من الملك ذاته.وتعتبر هذه العلاقة الخاصة إرث عن الملك الراحل محمد الخامس الذي أنقذ الكثير من اليهود في فترة الهولوكوست.

المعابد اليهودية الخمسة الأجمل في المغرب

عندما نقف في الكنيس الكبير والفخم "بيت إيل" في وسط الدار البيضاء ، نرى الكراسي، وتابوت العهد - وهو المكان الذي فيه كتاب التوراة، والثريّات.
أصبح الكثير من المعابد اليهودية في المغرب فارغا. إذ ذهب معظم اليهود على مرّ السنين إلى إسرائيل أو إلى فرنسا. ويحاول اليهود القلائل الذين ما زالوا يذهبون إلى دور العبادة المتبقية في المغرب الحفاظ عليها ولكن بصعوبة كبيرة. ويزورها يهود إسرائيل المسافرين إلى المغرب بين حين وآخر وبشكل أساسي في فترات الأعياد ولاسيما فيما يسمى "الهيلولا".
فهناك ثلاث مدن رئيسية كانت في قلب المغرب وجميعها مرتبط باليهود. مكناس كمدينة الحاخامات، فاس كمدينة التوراة عاش فيها الرمبام (موسى بن ميمون)، ومراكش مدينة التعليم في الذاكرة اليهودية.

كنيس بيت إيل في الدار البيضاء

معبد بيت إيل في الدار البيضاء، هو أحد أكبر المجامع اليهودية في المملكة، وهو المركز الديني والاجتماعي لسكّان المدينة اليهود.

كنيس صلاة الفاسيين


أُعيد قبل عامين افتتاح هذا المجمع الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر في مدينة فاس، إحدى أقدم مدن العصور الوسطى في العالم. وجاءت إعادة الافتتاح بعد عامَين من مشروع ترميم وتجديد. إنه دليل على "غنى وتنوّع المكوّنات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية"، على حدّ تعبير الملك محمد السادس.

معبد أون هابنيم بصفرو


من غير الواضح متى بُني الكنيس البعيد عن مدينة فاس بـــ 23 كيلومترا فقط.

معبد اسحاق بن وليد بتطوان

يعتبر من بين أجمل المعابد اليهودية في مدينة تطوان، ويقع في حي "الملاح" بالمدنية القديمة، وشيد سنة ‏1889‏، ويحمل اسم أحد كبار أحبار اليهود بتطوان، الذي توفي ‏19‏ عاما بعد ذلك.

معبد صلاة الأزمة بمراكش

يقع كنيس "صلاة الأزمة" في منطقة ملاح القديمة في مراكش. وقد بُني بعد طرد اليهود من إسبانيا عام 1492. اسمه "الأزمة" - المنعزلين أو المعزولين لأنّ اليهود الذين جاؤوا من إسبانيا، أرادوا الصلاة ولم يتم قبولهم لأنّ أسلوبهم في الصلاة كان مختلفا. فأدى الأمر إلى جدال وخلافات كبيرة، وبما أنه لم يكن هناك مكان للصلاة فيه، فبنى اليهود لهم كنيسا وسموه "الأزمة" – أي "المنعزلين".
ويقع الكنيس في منزل فيه فناء وغرف جلوس وفي الطابق العلوي غرف للتعليم. وتعيش فيه اليوم أسرة مسلمة تحافظ على المكان.
الوصايا المتشابهة في اليهودية والإسلام
الصلاة، الصوم، الزكاة، التوحيد، الختان، والأكل "الحلال" - كلّها وصايا هامة في الإسلام واليهودية على حدّ سواء. فما المتشابه وما المختلف؟
يبدو أحيانًا أنّ الدينَين الإسلامي واليهودي يناصبان أحدهُما الآخر العداء، لكنّهما في الواقع متشابهان جدًّا، إن في المبادئ أو القيَم التي يروّجانها، سواء في التاريخ، أو في المعتقدات والوصايا. فيعترف الإسلام بكلّ الأنبياء اليهود، وكذلك بالتوراة، كتاب اليهود المقدّس. كما أنّ تاريخ الدينَين مرتبط ارتباطا وثيقا بمنطقة الشرق الأوسط، التي شهدت ولادتهما كليهما. لذلك، ليس مفاجئًا أن يكون الكثير من الوصايا والتحريمات في الديانتَين شديد التشابه .
التوحيد
الإسلام و اليهودية دينان موحِّدان مؤسسان على الإيمان بإله واحد ووحيد. في الديانتَين، يُحرَّم الإيمان بأيّ إله آخر، وتُحرَّم عبادة التماثيل والأصنام، وكذلك صنع تماثيل وصور للإله. في الإسلام، الشهادة أنّ "لا إله إلا الله" هي القسم الأول من الشهادتَين،"محمد رسول الله" القسم الثاني، الركن الأوّل من أركان الإسلام، وشرط إلزامي في الدين. أمّا في اليهودية، فالوصيتان الأوليان من "الوصايا العشر" التي أنزلها الله على بني إسرائيل، وتُعتبَر الوصايا الأساسية لليهودية، مخصّصتان لهذا الهدف. فالأولى توصي بالإيمان بالله الذي يُعلن: (أنا إلهُكم)، فيما تأمر الثانية: "لا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.‏ لا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالا مَنْحُوتًا وَلا صُورَةً".
الصلاة:
في الإسلام و اليهودية على حدّ سواء، الصلاة هي جزء مركزي من الحياة اليومية للمؤمن. ففي الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء) فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ من الأعذار، سواء كان ذكرا أو أنثى. أمّا في اليهودية فهناك ثلاث صلوات فقط في اليوم (شحريت/ الفجر، منحاه/ بعد الظهر، وعرفيت/ المغرب)، ويتوجب على ذكر بلغ الثالثة
عشرة أن يصلي. النساء مُلزمات بصلاة أقصر، مرّة واحدة في اليوم ‎‏‏ فقط. وفيما يصلي المسلمون ويستقبلون مكة، يسجد اليهود باتجاه القدس، "أولى القبلتَين"، أي القبلة الأولى التي صلّى نحوها نبي المُسلمين.
الصوم:
في الإسلام و اليهودية على السواء يُفرَض الصوم، الذي يشمل الامتناع الكلي عن الطعام، الشراب، وملذات الجسد.
الصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو يتمّ طيلة شهر رمضان. فضلا عن رمضان، هناك صيام اختياري في الإسلام، أكثرها أهمية صوم عاشوراء ويوم وقفة عرفات، وتدلّ على الورع والتقوى.
وفي اليهودية ستّة أيام صوم خلال السنة. أهمها على الإطلاق هو صوم يوم الكفارة، المعتبَر في اليهودية يوم إصدار الإحكام واليوم الأقدس في السنة. ويهدف الصيام إلى إذلال النفس من أجل السموّ وتطهير النفس والتكفير عن الذنوب. ويتمّ الصوم ليوم كامل، قبل ساعة من الغروب حتى غروب شمس اليوم التالي. أمّا أيام الصيام الخمسة الأخرى خلال السنة فهي تُحيي أيام حداد على أحداث في التاريخ اليهودي. وهدف الصوم هو التكفير عن الذنوب، ويمتدّ خلال النهار، فيما يحلّ الأكل خلال ساعات الظلمة.
الزكاة:
في الإسلام و اليهودية على السواء، ينبغي ويجب مساعَدة المحتاجين في المجتمع عبر الزكاة (الصدقة). الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وتُطلَق الزكاة على ما لازم إنفاقه من مال، وبجانب هناك الصدقة التطوعية. أما في اليهودية، فالتوراة توصي (بإعطاء الفقير وفق حاجته)، كما يجب تخصيص أجزاء من المحاصيل الزراعية للمحتاجين. في هذا السياق، يُذكَر أنّ الإسلام و اليهودية ، كلَيهما يحرّمان أخذ الربا على القروض.
الختان
مصدر ختان الذكور - إزالة الغُلفة من العضو التناسلي الذكري - هو العهد الذي قطعه الله مع سيدنا إبراهيم. لهذا السبب، يتمّ الختان في الإسلام و اليهودية كليهما. في اليهودية، الختان هو إحدى أهم الوصايا وأشهرها. وتنص الشريعة على ضرورة ختن الذكور في اليوم الثامن تحديدًا. بالمقابل، لا يُلزم الإسلام بختن الصبي في يوم محدّد، ويشيع اليوم فعل ذلك في الشهر الأول من حياة الرضيع. وفق تقاليد سابقة، يجب إجراء الختان في السنّ التي ختن فيها إبراهيم إسماعيل ابنه - في سنّ الثالثة عشرة.
الأكل "الحلال"
في الإسلام و اليهودية، يجب الامتناع عن أطعمة معيّنة، وتناول الطعام فقط المعرّف بالحلال في الإسلام و"كاشير" (في اليهودية. تحرّم الديانتان أكل لحم الخنزير، كما يتوجّب ذبح الحيوانات بطريقة خاصّة من قِبل رجل دين مؤهّل في اليهودية ومن طرف مسلم بالغ.
التحريم في اليهودية أشمل وأشدّ، إذ يشمل لائحة من الحيوانات التي لا تستوفي شروطًا محددة. (مثلا، يُتيح الإسلام أكل الجِمال والأحصنة، فيما تمنع اليهودية ذلك.) في الديانة اليهودية، يُمنَع أكل اللحوم مع منتجات الحليب، وهو ما ليس موجودًا في الإسلام، وكذلك يُمنَع أكل المأكولات البحرية غير السمك. ويحظر الإسلام كليّا تناول الخمر والمشروبات الكحولية، فيما تسمح اليهودية بشرب الكحول، لكنها تحظر شرب خمر العنب الذي لم يُصنّعه يهودي.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر الإرهابي؟
- لا نعيش اليوم إلا من أجل اللذة... هذا سبيل فقدان إنسانيتنا
- الصراع المستدم بين المغرب والجزائر في مختلف المجالات: المجال ...
- الاقتصاد المغربي بعيون أجنبية: غد وردي
- المغرب : كل جديد كل تغيير كل إصلاح يتم على يد الملك وبفضله
- هل الاقتصاد المغربي على المسار الصحيح؟
- حاضرون غائبون
- هل تم حرق الكساسبة بالفعل؟
- للمغرب نصيبه من فضيحة “سويسليكس” الخاصة بالحسابات السرية خار ...
- اقتصاد الريع المرض المزمن المحبط بالمغرب
- وأخيرا... مفاوضات مغربية إسبانية حول حرب الغازات السامة لكن. ...
- طفولة أمير يُعدُّ لمهنة ملك الملايين
- -تحرش- فرنسي جديد منتخبون فرنسيون يستفزون المغاربة أمام سجن ...
- حارس البلاد والعباد من المخاطر وأحد حماة الوطن في الخفاء
- أشهر خطابات الحسن الثاني
- إشكالية التمويل الخارجي للجمعيات المغربية تطفو على السطح من ...
- كيف خطط الدليمي لاغتيال الحسن الثاني؟
- التعاون الأمني والعسكري بين المغرب و الولايات المتحدة الأمري ...
- المغرب ليس عن منأى من مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب
- مدرسون صنعوا المغرب وحكموا المغاربة: رجال بصموا التاريخ السي ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المعابد اليهودية بالمغرب