نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)
الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 18:44
المحور:
المجتمع المدني
كل عام عندما يجتمع السيسى برجال الازهر يطلب منهم تجديد الخطاب الدينى ليتماشى مع العصر , وهنا يجب ان نقول ان هذه الدعوة خاطئة تماما لعدة أسباب .
من المعروف تاريخيا ان الكنيسة الكاثوليكية كانت تحكم اوربا في العصور الوسطى وجعلت اوربا تعيش في عصور مظلمة وكانت تعصف باى فكر يخالف فكرها... ويكون مصيرة السجن والتعذيب واحيانا القتل والاتهام الجاهز بالسحر والشعوذة لآى رأى تحس انه مخالف لما جاء لتفسيرهم للكتاب المقدس ..
الى ان جاء فلاسفة عظام أمثال روبسبير وفولتير وجان جاك روسو ونجحوا بافكارهم في تنوير الشعوب الاروبية وقيام الثورة الفرنسية التي نجحت في بداية عصر التنوير في اوربا وقامت الثورة الفرنسية باقصاء كل ما هو قديم , وحصرت سلطان الكنيسة الكاثوليكية داخل اسوار الكنيسة حتى الان وتم اعتبار ذلك تجديدا للخطاب الدينى للكنيسة الكاثوليكية .
انه من المستحيل ان يتنازل رجل الدين عن مكتسباته والمزايا الممنوحه له ما لم يكن مرغم على ذلك .. كما ان معظم رجال الدين يعيشون على ثوابت غير قادرة على التغير ... ولذلك فان التغيير المطلوب يجب ان ياتى دائما من خارج المؤسسة الدينية وليس من داخلها مثلما حدث مع الكنيسة الكاثوليكية . لان طلب تجديد الخطاب الدينى من شيوخ الازهر ماهو الا تكريس للدولة الدينية كما يقول استاذنا كمال غبريال .
ان السلطات التي تعطيها الدوله المصرية للازهر وللكنيسة جعلتهم دولة داخل دولة واطاحت بحقوق المواطنة والتمييز بين المواطنين على أساس الدين ... وأصبحت الديانه سببا في طرح حقوق الانسان جانبا في مصر .
والى ان تتحول مصر الى نظام علمانى ستظل مصر دوله دينية مهما تم الادعاء بغير ذلك .. وسيزداد الخطاب الدينى توحشا مع الوقت وهذا هو الملاحظ في السنوات الأخيرة .
#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)
Nashat_Nasr_Salama#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟