حاجة بعض الاطفال الى ام بايولوجية ثانية

فاضل فرج خالد

الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 03:15
المحور: الطب , والعلوم
    

حاجة بعض الاطفال الى ام بايولوجية ثانية
__________________________
نشرت الصحافة البريطانية يوم امس خبرا طبيا مفاده ان هيئة التخصيب وعلوم الاجنة البريطانية وافقت على قرار تاريخي يجيز انجاب اطفال من ثلاثة اشخاص (اثنان من الامهات مع اب واحد)
ان الموافقة هذه جاءت نتيجة لاصابة اولئك البعض من الاطفال بامراض خطرة منشأها اعتلال DNA المايتوكوندريا بسبب الطفرات الوراثية المرضية في ذلك ال DNA اي العائد للمايتوكندريا ، وتقدر نسبة الاطفال الذين يولودن مصابين بامراض خطرة طبقا للسبب المذكور وهو اعتلال المايتوكوندريا هي 1: 4500 طفلا ._فالمعروف عن المايتوكندريا وتسمى ايضا بيوت الطاقةاو المتقدرات وهي عضيات توجد في سايتوبلازم خلايا الكائنات الحقيقية النواة ومن ضمنها الانسان و باعداد تتفاوت حسب وظيفة الخلية ( احيانا بضعة آلاف في تلك الخلايا ذات النشاط والفعالية الكبيرة).وان لهذه المايتوكوندرياوظيفة اساسية هي تحرير الطاقة من الغذاء اذ تحصل فيها سلسلة من التفاعلات الكيمياوية في التنفس الهوائي والطاقة الناتجة تخزن عادة في مركبات كيميائية تعرف بATP. وان وظيفتها التنفسيةهذه اي زيادة كفاءة الغذاء في تحرير الطاقة كان لها الاثر الكبير في في زيادةدرجة التعضي للكائنات الحية مما مكن نشواء كائنات حية كبيرة الحجم فانعكس ذلك على عملية التطور العضوي ونشوء انواع جديدة . والنظرية السائدة عن نشوء هذه العضيات انها كانت اساسا نوعا من البكتريا المتعايشة في اجسام كائنات وحيدة الخلية وبمرورالوقت وتحت ظروف خاصة اندمجت في سايتوبلازم الخلية المضيفة لتتحول الى عضية سايتوبلازمية لها وظيفة تنفسية محددة .
من الامور الثابتة علميا اان الجنين البشري ينشأ من الانقسامات الخلوية للبيضة المخصبة التي تنمو عادة بعد انغراسها في بطانة رحم المرأة وتنشأ البضة المخصبة من التقاء النطفة (الحيمن الذكري)(نواة النطفة فقط) مع بويضة الانثى الناضجة (نواتها مع السايتوبلزم العائد لها) . ومن هذا يتضح ان سايتوبلازم بويضة المراة هو الذي يصبح فقط سايتوبلازم البويضة المخصبة التي سوف ينشا منها الجنين ، وبما ان المايتوكوندريا هي نوع من العضيات المتواجدة في السايتوبلازم اذن الجنين سسيحصل على المايتوكوندريا من امه فقط. ولما كانت المايتوكوندريا تمتلك DNA دون العضيات الاخرى في سايتوبلازم البويضة ويكون هذا DNA بشكل حلقة دائرية مختلف عن شكل DNA النواة الذي هو عبارة عن شريطين طويلين من النيكليوتايدات ممتدان طوليا وملتفان حلزونيا حول بعضهما يحصر الجزيء الواحد منه بين شريطيه 3مليارات من ازواج القواعد النتروجينية بينما لايحتوي دي أن أي المايتوكوندريا الا على (16569) زوجا من القواعد النتروجينية والتي تكون مسؤولة عن 37 مورثة او جين يحملها دي.ان.أي االحلقي في المايتوكوندريا وان البعض من تلك الجينات مسؤولة عن عمليات التنفس الهوائي التي تحصل في المايتوكوندريا والبقية الباقية لها سيطرة بشكل او بآخر في التأثير على ظهور بعض الاعتلالات المرضية ان حصلت فيها طفرات مرضية اما لسبب وراثي ذاتي او بسبب تقدم العمر ( العلماء يرجعون سبب كثرة هذه الاعتلات المرضية الماتوكوندرية لعدم امتلاك دي أن أي المايتوكوندريا على آلية اصلاح الاخطاء الاستنساخية او لتحرركمية من الاوكسيجين الحر الذي هو عامل مؤكسد قوي يسبب تلك الطفرات المرضية.) ان ال24 جين الباقية من ال37 جينا الاصلية في المايتوكوندريا ، مؤهلة لحصول تلك الطفرات فتنتج بروتينات او انزيمات تؤديا ن الى ظهور تلك الامراض الوراثية خاصة عند التقدم في العمر (الزاهايمر .السكري وشلل عضلات العين ومتلازمة كيرنوساير(اضطرابات في شبكية العين وفقدان السمع واعتلال القلب ) وامراض اخرى بالاضافة الى الاجهاض واعتلالات مرضية اخرى .
وناء على ما تقدم فكر بعض الاختصاصين في التخصيب والاجنة من انهم لو ااتتزعوا سايتويلازم البويضة المعتل للام الاصلية وابقوا على النواة وجاءوا بسااتويلازم من بويضة لأمرأة سليمة وحقنوه مع نواة الام الاصلية وخصبا بحيمن الاب فان الطفل الناتج سيكون خاليا من الاعتلالات المرضية المسببة عن المايتوندريا المعتلة الDNA

#فاضل_فرج_خالد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات