|
نقد تحليلي لمسار كلاً من فرويد ويونج في الطب النفسي و علوم النفس وعلوم الإجتماع!!!
توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 02:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
براديم Paradigm فرويد في علوم النفس والإجتماع بالإضافة الى الطب النفسي... ساهم بصورة مُنفرة في إفساد المناخ الأخلاقي في أغلب دول العالم... خاصة في المجتمعات الغربية... لأنه يساعد في إستدخال عامل الخوف في الشخصية الإنسانية مما يحث الإنسان إما الإتجاه نحو النفاق المجتمعي أو المرض النفسي!!!
فنظريات التحليل النفسي لعالم النفس فرويد تتلخص في ثلاثية (الأيد ID أو الهو و Ego الأنا و Superego الأنا العليا!) والهو طبقاً لفرويد يشير الى كل الغرائز والسمات والقدرات والمعارف الداخلية والوراثية جينياً من أجيال مغولة في القدم!!
أما الأنا العليا Superego فتشير الى الضمير المُصنع بواسطة المجتمع منذ وجود الفرد في المجتمع ويتم صياغته بواسطة الوالدين ومؤسسات المجتمع المختلفة من مدارس ودور عبادة... وهو في الحقيقة ضمير مزيف لا ينبع من الذات الحقيقية للإنسان لتنم عن سمات داخلية بل قناع صنعه المجتمع لطفلهم الوليد ليتكيف مع المجتمع الذي وجد فيه!!!
وتجد الأنا Ego نفسها بين شقي رحى... قوى الفطرة والوراثة من جانب، والقوى المجتمعية المفروضة على نفس وعقل Psyche الإنسان من جانب أخر!!! ولتتوازن النفس وهي تُتطحن تحت هذين الشقين يجب أن تتهادن مع كلا من الغرائز والضمير المجتمعي المفروض الذي غالباً ما يكون أخلاقياً في أعين أصحابه فقط! أو تنهار النفس وتغوص في ظلمات الإنهيار والمرض النفسي!!! أمراض نفسية تنتج من المشاعر السلبية المتمثلة في الصراع والقلق والخوف والحيرة والإحباط الناتجة من كبح الغرائز أو رد عدوان أو مواجهة ما يفرضه المجتمع من قوانين وأعراف يعجز المرء في الإنصياع لها لأنها قواعد تعجيزية... مما يدفع الذات (أو النفس) الحقيقية الأمينة مع نفسها أن تنهار... أو تحاول التلاعب بالمجتمع لتغطية تلبية الغرائز بصورة مشينة في أعين هذا المجتمع ملتحفة بالنفاق الفردي والمجتمعي والجمعي!!!
فوحدهم المنافقون ومن يتقن فنون النفاق منهم هم من يستطيعون الإزدهار والنجاح في المجتمعات الفرويدية!!!
وإذا كان المجتمع فاسداً مزيفاً، سيعيق أي تطور أو تحسن مستقبلي يمكن أن يبزغ من عوالم اللاشعور الروحي الفردي أو المجتمعي أو الجمعي على مستوى الجنس البشري بمجمله!!!
أما مسار Paradigm كارل جوستاف يونج Carl Gustaf Jung في علم النفس التحليلي وتطبيقاته في كل ما يتعلق بالنفس البشرية في علوم الإنسانيات؛ فيقف على النقيض مُشاهدا صامتاً على مجتمع بشري ترك لقوى الغرائز العنان أن تمارس بصورة مقننة قننها المجتمع المنافق لتساهم في تدمير المجتمعات تحت راية الفرويدية!!!
فطبقاً ليونج تكتسب النفس أو الذات البشرية سماتها وشخصيتها الحقيقية فقط حينما تغوص في عالم اللاشعور بواسطة الإنسان نفسه ( أي أن يكون واعياً حينما يفعل ذلك!!! أو بواسطة مساعدة شخص أخر)... ففقط حينما يكتسب الفرد الإستنارة المعرفية عن سماته وصفاته وقدراته وقواه الداخلية ( قوى الوعي والعقل الداخلية)؛ سيكون قادراً على تخطي أعتاب عالم السمائيات الماورائية أو (اللاوعي الجمعي) ليكتشف أسرار غير عادية وغير محدودة مُخزنة داخل عقله، وداخل الطبيعة، وداخل الهواء، بل داخل كل شئ وإنسان ومخلوق حول الذات البشرية!!!
فثلاثية يونج في التحليل النفسي تؤكد على وجود عالم الإنسان الداخلي كالذات الواعية يحيط بها اللاشعور الشخصي الخاص بهذه الذات أو الإنسان متمثل في غرائزه وسماته الموروثة داخل جيناته منذ الأزمنة السحيقة! ويحاوط الأثنان اللاوعي الجمعي لكل ما هو خارج الفرد وهو عالم يتسم بالغموض والسحر والماورائية!!!
ولذلك طبقاً لأعين التحليل النقدي؛ فتعتبر نظريات فرويد بخصوص النفس البشرية ضد أي دين أخلاقي فهي تُنبع النفاق في النجاح والإضطرابات النفسية في الفشل!!! وعلى الجانب الأخر نجح كارل جوستاف يونج في الوصول الى الإستنارة الروحية بواسطة نظريته في الوعي البشري الثلاثية المستويات!!!
فقد صدح جدران التاريخ بصدى صيحة مدوية في كل الأديان والفلسفات والأطر الأيدولوجية المختلفة والمتخالفة بأن تعرف نفسك!!! فكيف نساهم في كبح هذه النفس بل نكبح معرفتها في ضوء أطر وعقالات مجتمعية تُفرض على الذهن البشري؟!!
فحينما يعرف الفرد ذاته جيداً ويقبل مثالبها ومميزاتها؛ بل يقبل محاولاته هو نفسه ومحاولات الغير للعلاج... سيساعد ذلك الإنسان في الخلاص! نعم الخلاص من أي إضطراب نفسي، أو علاقة مُحطمة، أوأسرة مُحطمة، أو مُجتمع مُحطم، أو إقتصاد مُحطم، أو سياسة مُحطمة...الخ!!!
فأي دين أو عقيدة أو طائفة، أو إطار فكري أيدولوجي، أو فلسفة تنجح في قيادة تابعيها لمعرفة ذواتهم وقبول المعونة من (الذات) ومن (الأخر) فهي بالتأكيد صحيحة وليست زائفة لأنها ستقود الى فيض الإستنارة وحب الله بأن يتدفق منهم نحو الأخرين!
وأي منظومة فكرية تقود تابعيها لكراهية وقمع وكبح الذات بقواها الثلاثة ( المشاعر Feeling ، والجسم Body ، والذهن Psyche )...في محاولات إنتحارية أو كراهية الأخر خلال حروب مختلفة على كافة المستويات فردياً ومجتمعياً وجمعياً... يجب إعتبارها تحت تأثير قوى شريرة للضرر بالبشر حتى إذا نفاقياً أرتدوا أردية البر والتقوى لخداع الأخرين!!!
فبئساً للمنظور الفرويدي للمجتمع... أنظر للمجتمعات المنغمسة في الجنس المُحرم داخل وخارج نطاق الزواج وكيفية التلاعب بالأعراف المجتمعية وما ينتج عنها من هدم الروابط الأسرية والعلاقات المجتمعية حتى بين أفراد الأسرة الواحدة... أنظر للأسر أحادية العائل لتحكم على مثل هذا منظور!!! أنظر للمجتمعات والدول التي تريد إلتهام الأخرين إقصاديا وسياسياً وربما دينياً لا لشئ سوى إثبات الهيمنة والشيفونية!
فالفلسفة الفرويدية في التعامل مع البشر ثنائية القوى فهي تنبع إما من الجنس Sex أو العدوان Aggression!!! وخلاص (الذات) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من خلال الجنس والعدوان كما تُنظر الفرويدية!!!
فقد علم فرويد المجتمعات الغربية بعدم محبة الذات ولا الأخر... وهذا ظاهر في الإنغماس في الحياة الجنسية المُحرمة والعدوان تجاه الأخر على حساب أي شئ؛ حتى (صحة) الذات سواء الجسمية أو النفسية أو الذهنية!!!
الفرويدية أسلوب حياة نابع من منظور فلسفي مبني على قوتان مدمرتان تدمر حتى تابعيها وليس غيريها فقط!!! فهي تظهر في التعاطي المبالغ فيه للمخدرات والكحوليات لممارسة جنس أكثر... معدلات جريمة وقتل وإغتصاب متزايدة... معدلات متزايدة لمحاولات الإنتحار حتى بين أكثر الناس تديناً!!! كل هذا لأن أغلبية الأديان والأطر الأيدولوجية تم إعادة تفسيرها وعوقلنتها الى مبادئ وقيم زائفة في ضوء نظريات فرويد الفاسق وزبانيته ومن مثله ومن في مستواه من تابعي قوى الشر!!!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شذرات وجودية!!!
-
سر الشباب الدائم!!!
-
حينما يكون السالب موجباً!!!
-
رب الوجود والموجود
-
مراحل الإلحاد الإثنى عشر!!!
-
الكتب الدينية وتشويه العقل!!!
-
ذكرى واجبة في يوم النصر... السادس من أكتوبر!!!
-
فلسفة موت الآخر الكامنة في المسيحية!
-
قضية أخلاقية أخرى خطيرة مطروحة للنقاش !!!
-
قضية أخلاقية إفتراضية صعبة مطروحة للقراء ... الرجاء القراءة
...
-
طرح إلحادي لماهية الروح الحقيقية!!!
-
روابط الدم أم أواصر الوطن؟!!
-
الأعضاء البشرية الثلاث الذين في توقفهم عن العمل... موات بل م
...
-
ما لا يعرفه الرجل عن حاسة الشم عند المرأة!!!
-
الوقواقية... أو النازية الجديدة... أو حروب ما بعد الجيل الخا
...
-
فيرومونات الرجل كرولمانة الميزان لتوازن الأسرة النفسي!
-
العقاب الحديث المجتمعي للملحد !!!
-
الفراعنة: ما بين التمجيد والتدجين في القرن الحادي والعشرين!!
...
-
عن المرأة أتحدث...
-
رسالة أسف واجبة للحزب الوطني الديمقراطي المصري من توماس برنا
...
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|