أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شيوعيو مَنْ كنّا؟(5)














المزيد.....

شيوعيو مَنْ كنّا؟(5)


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اواخر عام 2002 طلب الحزب ممن يستطيع من الرفاق، التوجه الى مقره في شقلاوة، أِستعدادا لمواجهة اي تطورات محتملة. كنت من اوائل من وصل. لكن تعقد وضعي العائلي هيّج لدي الكآبة. قرّرت العودة لبذل مسعى اخير لانقاذ ما يمكن انقاذه. اعتذرت من الرفاق بأني لا اريد ان اكون عبئا عليهم في هذه اللحظات الحاسمة.
عندما توجهت الى بغداد اواسط تموز 2003. كانت قد حدثت تطورات خطيرة: الغزو الذي قادته اميركا بدعوى البحث عن اسلحة الدمار الشامل (لم يتم العثور عليها ابدا). اطاح الغزو، الذي تطور فيما بعد الى احتلال "مشرعن"، بصدام حسين و نظامه الدموي، وشرعت ادارة الإحتلال في خلق نظام على صورتها ومثالها. عندما وصلت لندن في الطريق الى بغداد - كانت المنظمة الحزبية هناك تقيم احتفالا بذكرى ثورة تموز - اُخبرت ان الحزب قرر المشاركة في محلس الحكم. لم اتقبل ذلك. خضت نقاشا حاميا مع رفيقين قياديين حول هذا الأمر. قلت لهما اني سأعود من حيث أتيت. لكن احدهما قال: لماذا لا تكمل سفرتك، ترى الامور على ارض الواقع، بامكانك العودة اذا لم تقتنع. وهذا ما حدث.
لم استطع إلا ان الاحظ مناظر الدمار والخرا ب المروعة التي خلفها الغزو، لم تكن النار خبت في المركبات والأبنية المحترقة، مع انه كان مضى اكثر من اربعة اشهر على الغزو (كتبت عن ذلك في صحيفة "طريق الشعب" حال التحاقي بها). لكني، في الوقت نفسه، لم استطع إلا ان الاحظ فرحة الناس بالخلاص من صدام ونظامه الوحشي. كانت الناس تعيش سكرة التخلص من الارهاب الذي كان يجثم على صدورها، يبهظها و يخنقها.
لا انكر اني اُصبت، انا ايضا، بعدوى هذه "السكرة". اثرت، لماما، مع هذا الرفيق القيادي او ذاك، مسألة مشاركة الحزب في مجلس الحكم. فكان الجواب يأتي دائما: كل الأطراف الأخرى شاركت، ولم يكن بوسعنا الإنعزال، ثم انه لم يكن امامنا الا خيارين: اما المشاركة والانخراط في العملية السياسية، او حمل السلاح ضد الإحتلال. لم نكن في وضع يسمح لنا بذلك. ولم تكن اي من القوى السياسية العراقية، ولا حتى اكثر الناس، سيؤيدنا في ذلك. كانت الناس متعبة من سنوات حكم ارهابي قمعي متوحش، وتراهن ان العملية السياسيىة التي بدأت، يمكن ان تفتح الطريق على عراق جديد، آخر.
لكن... بعد السكرة تأتي الفكرة كما يقال!
الآن وبعد هذه السنوات الطويلة، توصلت، و لو متأخرا، اي منذ بضعة سنوات، انه كان هناك طريق ثالث، أخر، وهو عدم المشاركة في مجلس الحكم وتبني النضال السلمي، اكرر: السلمي ضد الإحتلال وطرح برنامح شامل للتغيير الوطني الديمقراطي، نشارك تحت رايته في الإنتخابات. لعل هذا كان سيفتح السبيل امام بعض الوطنيين الصادقين، بينهم شيوعيون، بينهم من تعاون مع الفصائل المسلحة المعادية للاحتلال، بدوافع مختلفة، كان سيفتح الطريق امام هؤلاء، لمقاومة الأِحتلال وفق برنامج للتغيير الوطني الديمقراطي.
عرف ان ثارة هذا الأمر، الآن، لن يغير شيئا، فما حدث قد حدث و"اللي فاته الفوت" يقول المثل الكويتي "ما يفيده الصوت"، فالتاريخ اتخذ مجرى آخر، لا يمكن ارجاعه الى الوراء، حتى لو تبنينا هذا الموقف.
فهل لا يسمح الأِنتماء للحزب للمرء ان يعيد النظر في تجربته وفي تجربة الحزب؟
وهل اذا تكونت لدي قناعة جديدة، اكف عن كوني شيوعيا؟
قد حدث اكثر من مرة ان اعاد الحزب النظر في هذا الموقف او ذاك. والتقييمات العديدة التي اجراها الحزب مرات عديدة، تحفل بانتقاد هذا الموقف او ذاك، او هذه السياسة اوتلك، وبين من ساهم في صياغة هذا التقييم او ذاك، بعض من ساهم في صياغة الخط الذي يجري تقييمه.
ذلك ان الماركسية هي نظرة وموقف نقديان من الآخر... ومن الذات ايضا!
بغداد: 16-12-2016



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيو مَنْ كُنّا؟ (4 )*
- شيوعيو من كنا؟(3)
- شيوعيو مَنْ كُنّا؟ (2)
- شيوعيو مَنْ كنّا؟
- دفاعا عن الديمقرادية و حقوق الأنسان-نحو تحالف عريض ضد الأرها ...
- خواطر عابرة (5) - الولايات المتحدة: خطوة للوراء... خطوتان لل ...
- خواطر عابرة (4): الإرهاب و الإسلامفوبيا: دواعش الداخل... دوا ...
- خواطر عابرة حول ظاهرة ترامب والإهتمام بالإنتخابات الأميركية ...
- ظاهرة ترامب
- -طريق الشعب- في عيد -اللومانتيه-
- ليلة القبض على نوري السعيد
- صبيحة 14 تموز 1958
- ليلة 14تموز 1958 - ذلك الرجل ... تلك الليلة *
- عشية 14 تموز 1958 (2)
- عشية 14 تموز 1958 (1)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته (3)
- عبدالرزاق عبدالواحد كما عرفته
- -التحالف الرباعي -ما له و ما عليه(8)التغيير؟ام التحرير؟
- -التحالف الراعي-:ما له و ما عليه-مصالح المتحالفين(7)
- -التحالف الرباعي-:ما له و ما عليه(6)


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - شيوعيو مَنْ كنّا؟(5)