|
إدانة الهجوم الدموي لجمهورية مصر العربية على لاجئين من السودان
المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:10
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
الأساليب الدموية الفرعونية والإقطاعية والإستعمارية لتعامل السلطات المصرية مع المطالب الديمقراطية للسودانيين والمصريين تستوجب مسآءلة الناس لها. كما إن الطبيعة العنصرية للوجود المصري الملتبس بما تعكسه تركيبته الإجتماعية والثقافية من إزدراء وتنكيت وتبكيت عدو للفلاحين واليهود والعرب الصعايدة والبدو والقبط والنوبيين والإغريق والشراكسة والأفارقة واللاجئين، لصالح بعض المجموعات الطبقية المنوفية ومنولوجاتها وأرزقياتها من القرداتية والقرون تتطلب تغييراً شاملاً في العقليةالطاغيةعلى مصر وفي نظام الحكم المعبر عنها ليمكن من بعد ذلك التغيير الحديث عن إحترام حقيقي لكرامة البشر في أرض مصر.
إن ذيلية سياسات سادات مصر الإستعمارية في المنطقة للهكسوس والرومان والعرب والأتراك والإنكليز والأمريكان تستوجب من المصريين النضال لتغييرها تحريراً لأنفسهم من غوائل إفقارها وسلبها لهم وتوريطها مجتمعاتهم في مزالق الخيانة الإقليمية والشرك بالقيم النبيلة والكفر بها، وكفاً لشرورها على السودان، وعلى الناظرين إلى إستقرار السياسات المصرية كعامل موجب في المنطقة إدراك إن سياسات الدولة المصرية لم تعد منذ زمان طويل محوراً للتحرر الوطني، بل أضحت أداة إستعمارية تساعد في نهب الشعوب وتخذيلها وإخضاع المصريين والسودانيين لمتطلبات العولمة وفنادقها ونظمها الأقليمية الحامية للإستثمارات الفاسدة.
التبريرات الزور والوقحة لقرداتية "الإعلام" الحكومي المصري وبعض الإخوان المسلمين لقتل عشرات اللاجئين السودانيين تأتي مخالفة للحقائق ولما سجلته الأقلام الصادقة النبيلة في مصر بكتابات عدداً للأستاذة أميرة الطحاوي، والأستاذة فريدة النقاش والأستاذ نبيل شرف الدين من إدانة لبلادة العدوان على اللاجئين.
ولكن هذه التبريرات الزور لقتل دولة مجموعة لاجئين، تعكس سيادة سياسات الكذب والخداع على مصر بما يرتبط في ظل تاريخ طويل جداً من الحكومات الفاسدة والباطشة بإنتشار الخوف فيها والنفور من صدق الأخرين وأمانتهم وتمسكهم بحقوقهم. ولأن الكذب سياسة مكر تتطلب من العالم كله مواقف حازمة ضدها. فهي ترتبط بزيادة القمع الدموي في ولاية مصر الأمريكية المهمشة إرتباطاً وثيقاً بتكبر سادتها وأبواقهم عن الإعتراف بأزماتها الرئيسة التي تتنوع بين إقتصاد مختنق بالخضوع للعولمة ومرهون بمجريات المفاوضات الفلسطينية-الإسرائلية، ومجتمع فككته سياسات الإنفتاح ووزعته بين ذل سكن المزابل والمقابر وذل الإغتراب أو مسكنة القعود في المقاهي وشجاعة التهريج لمباريات الكرة والأغاني الفاسدة والنكات السمجة، وتحويل الايمان إلى عجل ذهبي رأسماله في الباهاما، إضافة إلى سياسة الحكم المتقيحة بالإستبداد والفساد والتزوير وتعهير القوى والمبادئي السياسية والدينية والثقافية، وتمريغ المتصل لما تبقى من كرامة الشرطة والجيش المصري بتحويل بعض القادة والجنود فيهما خفراً لعاهرات إسرائيل في المارينات والقرى السياحيةذات الحكم الذاتي الكامل.
إن النظم المستلبة في القاهرة والخرطوم والمصالح الإمبريالية الكامنة وراءها هي المحرك الأساسي للطغيان فيما يقارب ثلث القارة الأفريقية، وهي المسؤول الأول عن الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في مصر والسودان. وهي نظم تتطلب التغيير الجذري لأسسها وأشكالها الكامنة في الطبيعة الإستعمارية لكلا الدولتين، وعيشهما على الإقصاء... كما يتطلب تحقيق المصالح الشعبية المصرية والسودانية إضافة إلى إيجاد أنظمة ديقراطية في البلدين إجراء جراحة خاصة لمنولوجيا الثقافة والإعلام في مصر، ليتمكن أهل مصر بعد زمان طويل من القهر من الخروج من حالة القطيع المسوم بكرابيج الشرطة والإعلام والسوق إلى حال إحترام لذاتهم وطبيعة وجودهم كبشر ذوي إمكانات ضخمة مستلبة، وليخرج الذين يعيشون منهم تحت خطوط الفقر والإذلال من حالة إحتقارهم للإنسان لمجرد إنه فقير أو ضعيف القوى أو (مش ولابد) ونفورهم منه! وهي الحالة التي تعبر في جانب منها عن إحتقار أولئك المحرومين من خيرات كدهم وشقاءهم لأنفسهم ونفورهم من حقيقة ذاتهم.
إن مصداقية صيانة كرامة الإنسان وحقوقه تتطلب مع ضرورة إستقالة الرئيسان عمر البشير وحسني مبارك تقديم المسؤولين المصريين والمدافعين الصحافيين عن أعمالهم المنتهكة لجميع القيم النبيلة ولحقوق البشر إلى العدالة، بسبب تحطيمهم آمان إعتصام اللاجئين السودانيين بل وقتلهم شيوخاً ونساءاًً وأطفال بشكل بشع لسبب تحضير ميدان الباشوات لصلاة العيد والمحافظة على الزهور فيه.
#المنصور_جعفر (هاشتاغ)
Al-mansour_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أناشيد إسماعيلية لخزريات بابل المعاصرة
-
قيـامـة النبي في كـوش
-
الوقت العصيب العراق
-
من الجهود المبذولة لحل الحـزب الشيـوعي وتصفيه وجوده العلني ا
...
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|