أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - هرمجدون وفاق أم عداء؟ ج 1















المزيد.....


هرمجدون وفاق أم عداء؟ ج 1


خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمهيدية :_

ما بين تديين السياسية وتسييس الدين دارت تحركات معظم الكيانات المجتمعية.... !جماعات كانت أم دولا أم إمبراطوريات... !؟ومن حيث حلا للبعض إضفاء الصبغة الدينية على كل توجه يقوم به الحاكم ....!وإن خالف معلوما من دين المحكومين بالضرورة....! في المقابل رأينا دولا تسخر كافة طاقاتها لتأييد فكرة دينية تعتقدها!

وهذا الأمر ليس مقصورا على ملة معينيه أو زمن محدد... فلقد وجد منه الكثير في القديم والحديث باختلاف الدول والديانات والثقافات...

فقد شاع في السنوات الأخيرة ظاهرة محدثة... وهي الخوض في علامات آخر.... الزمان وأشراط الساعة بأسلوب حافل بالتجاوزات والمآخذ ... ومن أبرز مظاهر ذلك:_ الكلام عن ما يسمى معركة " هرمجدون" القادمة بين المسلمين والغربيين..

ويدعي أصحابها أنها مردافة " للملحمة " التي أخبر النبي بوقوعها..! دون أن يفطنوا للأبعاد الخطيرة وراء تقبل - بل أسلمة - هذا المصطلح العبري الدخيل... ودون أن يلتفتوا إلى "الفروق الجذرية بين " الملحمة " وبين " هرمجدون..؟!

إن اليهود لايوافقون النصارى بالطبع في مفهومهم عن الألفية .... فالمعركة العظمى عندهم هي " يوم غضب الرب "..

وليس (هرمجدون).. كما أن الذي سيظهر – طبقاً لعقيدتهم – هو " المسيح المنتظر " الآتي للمرة... وليس المسيح عيسى بن مريم .... وبالرغم من ذلك فإن اليهود يروجون لعقيدة ( هرمجدون )... في الفكر النصراني الغربي...

بل ينفقون الأموال الطائلة لترسيخها في عقل الغرب الخاوي دينيا" ... لأنها تخدِم أهدافهم السياسية ... في تكوين وطن قومي لهم في ( فلسطين ) من جانب .. ؟

وكذلك توسيع الأمبراطورية الصهيونية حتي يكون أمتدادها من النيل إلي الفرات ..؟ و كما تساعدهم على تحقيق حلمهم في السيطرة على العالم من جانب آخر ...وهو ما يعني تسييس الدين في خدمة الأهداف القومية اليهودية ...

يقول مارت لوثر عن اليهود:وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يتساقط من فتات أسيادهم اليهود..!


ماذا تعنـــي كلمـــة هـرمجـــدون .!

هرمجدون هي كلمة جاءت من عبرية "هار-مجدون" أو جبل مجدو... بحسب المفهوم التوراتي هي المعركة الفاصلة بين الخير والشر..!

أو بين الله والشيطان في أرض فلسطين وتكون على إثرها نهاية العالم ..؟ هي عقيدة مسيحية ويهودية مشتركة.. التي كانت وسيلة اليهود بمساعدة النصارى لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ! ومن ثم جعل القدس عاصمة له ومن بعده إعادة بناء الهيكل كما يحدث الآن!

وهى تشير للمعركة المتوقعة والتي سينتصر فيها الله على جنود المسيح الدجال كما هو مدون في النبؤة الكتابية (رؤيا 16:16 و 1:20-3 و 7-10)....وستشمل المعركة الملايين من الناس حيث ستتحد الأمم لمحاربة الله....

وموقع المعركة غير واضح حيث أنه لا يوجد جبل يدعي مجيدو، ولكن الكلمة قد تعني هضبة وهناك هضبة حوالى 60 ميلاً شمال أورشليم....

وحتى الآن تم حدوث حوالي 200 معركة في هذه الموقعة. والسهل المحيط بالهضبة سيكون قلب الموقعة والتي ستنتشر في جميع أنحاء اسرائيل (أشعياء 1:63)...

ولقد أشتهر سهل هرمجدون بسبب موقعتين شهيرتين في العهد القديم (1) إنتصار باراك على الكنعانيين (قضاة 15:4)، و (2) انتصار جدعون على أهل مديان (قضاة الأصحاح 7)....

كما كان أيضاً موقع حزن عظيم حيث كان موقع : (1) موت شاول وولديه (صموئيل الأولى 8:31)، و (2) موت الملك هوشع (ملوك الثاني 29:23-30 وأخبار الأيام 22:35)....

وفي هرمجدون "صارت المينة العظيمة ثلاثة أقسام، ومدن الأمم سقطت... وبابل العظيمة ذكرت أمام الله ليعطيها كأس خمر سخط غضبه" (رؤيا 19:16)... حيث سيهزم المسيح الدجال وأتباعه. ..ويستخدم اليوم تعبير هرمجدون للإشارة الى نهاية العالم ... وليس فقط للمعركة نفسها.

وهذه النظرة قد تصدق على الملل الوضعية والديانات المحرفة...لا على الوحي السماوي... غير أن أنصار النظرة الهرمجدونية لا يفرقون بين وحي ووضع... فالكل عندهم سواء... والكل عندهم منزه عن نقص أو عجز أو ضعف...

في المقابل من النظرة السابقة يرى آخرون أن النص الديني سابق ومؤسس للوجهة السياسية... وأن الدين لم يكن في يوم من الأيام بمعزل عن سياسيات أتباعه.. لذلك يعيد إلى العديد من الذكريات في بداية الألفية اعتقد في 2003 1991 _ إبان حرب الخليج إلي هذة الفترة ..قرأت عدد من الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع خصوصا كتب أمين محمد جمال الدين الأشهر في هذه الفترة.... فقررت قراءته خصوصا أن كتابنا هذا كتيب وليس كتاب ولأحد دعاة الطريقة السلفية الأشهر محمد إسماعيل المقدم...

ما قد فاتنى أن أذكره انه بعد أن تاب الله علي من هذه التنشئة واتخذت مجالي بحريتي وقرأت الاتجاه الأخر بعيدا عن التخاريف المعتادة في كتابتنا الصوفية أولا في السلفية ثانيا ...

كنت ندمت على الوقت الذي أضعته في الاهتمام بهذه الكتب وهذه التافهات الملحوظ أن كتابنا هذا المفترض انه رد على مثل هذه الكتب لكن الصراحة أنه لا يقل عنهم تفاهة وغباء.... جميعهم وليس كلهم (بسخر من خرفان الدين ) يستدلوا بأحاديث ضعيفة جدا"... وروايات اقل ما توصف بيه الكذب والحماقة (وصل التفاهة انه يستدل بمقالة لمصطفى بكري).

اعجبتني بعض النقول التي تؤكد البعد الديني في الصراع الاسرائيلي العربي في زمن انتشرت فيه دعاوى العلمانية !! من المقتطفات: "قال وايزمان:اتظنون ان بلفور كان يحابينا عندما منحنا الوعد ؟ كلا ان الرجل كان يستجيب لعاطفة دينية يتجاوب بها مع تعاليم العهد الجديد..

ذكر المؤلف رأي أحمد حجازي السقا في أن هرمجدون وقعت بالفعل زمن الخليفة (عمر) .. وأنها هي معركة اليرموك معتمداً بذلك حرفياً على ما جاء في نبوءة دانيال وموافقة إنجيل متى لذلك..

وفي ذلك اعتراف صريح بصحة ما جاء في أسفارهم بل ودقتها .. وأن فكرة هرمجدون أساساً ليست الملحمة المقصودة بحديث النبي ... ولا يجوز الترويج لها لأن في ذلك ترويجاً لفكر يهودي ومسيحي ثبت تحريفه...


المسيح الدجال عند اليهود والنصاري ..وفاق أم عداء ؟

يعتقد اليهود أن مسيحهم من نسل داود عليه السلام... وهو عندهم غير منتظر النصارى... ومن غريب اعتقاداتهم أن الناس عند مجيء "ملكهم المنتظر" سيدخلون كلهم في دين اليهود أفواجاً ويُقبلون كلهم ما عدا المسيحيين.. فإنهم يهلكون لأنهم من نسل الشيطان(1)...

يقول (بيلي جراهام) عام 1977: كنت أتمنى أن أستطيع القول: أننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن (هرمجدون) مقبلة... إن (هرمجدون) قادمة.. وسيخاض غمارها في وادي (مجيدو) إنها قادمة... إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، إن ذلك لن يحقق شيئاً، هناك أيام سوداء قادمة...

وبهذا المعنى قال رئيس القساوسة الانجليكانيين: (سيدمر الملك المسيح تماماً القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني).

ويقول غيره: إننا نؤمن كمسيحين أن تاريخ الإنسانية ينتهي بمعركة تدعى (هرمجدون) وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء والأموات على حد سواء...

وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ.. إلى قوله: فيفتتحون قسطنطينية" الحديث...

وفي محاولة بائسة من كينج لاستمالة اليهود قال: المسيح سيعود مرة اخرى ليحار بـ اعداء الله والنصر للنصارى واليهود .. و ربما ينجح فى جعلهم نصارى... ولكن انقلب السحر على الساحر فبدلا من ذلك... استغل اليهود هذا القول اسوأ استغلال وحاولوا استمالة النصارى الى اليهودية ..

ولم يكتفوا بل حشدوا الاعلام للترويج لتلك الفكرة الرائعة ... وبدأالطرح لكيفية الرجوع الى ارض الميعاد واعادة بناء هيكل سليمان ... وذلك كى يظهر المسيح للمرة الثانية بالنسب للنصارى والاولى لليهود لانهم ببساطة مش بيعتقدوا ان عيسى ؟! هو الذي سوف يظهر .. لكن شخص اخر يهودى ... !

وهكذا اصبح الدفاع عن اليهود فى حقهم فى ارض الميعاد مهمة دينية ! وسيعود من خلالها المسيح للارض ليدافع عن الاخيار ويقتل المسيخ الدجال او الشيطان كما يروجون .. فعيسى في المعتقد اليهودي ليس إلا رجل من دهماء الناس كفر بدين اليهود فقتلوه..

ولأنه- عيسي - نكرة.. بحسب زعمهم لا وجود لقصته في أي من كتبهم.. كما كانوا حريصين كل الحرص على محو قصة مقتله من تلمودهم... حتى لا يدانوا... (2)...

أما أوصاف الدجال أو "ملك اليهود" أو "المسيا" المنتظر في كتب اليهود فيتمثل في كونه رجل من نسل داود ..يعود في آخر الزمان ليخلص اليهود من ويلاتهم ويعيد إليهم ملكهم من جديد... مع إبادة كل من لا يؤمن بدين اليهود..!

وعليه فـ"المسيا" ليس هو المسيح كما يتوهم البعض- فـ"اليهود ينظرون إليه كرسول من الله، وليس أنه هو الله أو ابن الله.. وهم ينتظرون ملك أرضي يجعلهم فوق جميع الشعوب، لكونهم مازالوا شعب الله المُختار في نظرهم"(3).

الاستراتيجية الصهيومسيحية ..

تعتمد على أساس دينى يهدف لإعادة وفرض سيطرة المعتقد التوراتي المسيحي على العالم أجمع .. وليس بمطنقة بعينها .. ولذلك نجد السياسة الأمريكية المتبعة حيال القضايا الخارجية التي ترتبط بإسرائيل هي ضد العرب والمسلمون عموما" ..

فقد استطاعت الصهيونية بمنظماتها العديدة أن توجه الكنائس الأمريكية بثقافتها التوراتية والتلمودية...! أن تحول المسيحية بشكل جذري إلى اليهودية الصهيونية المتطرفة البغيضة .. بل تهدد بإشعال حرب عالمية ثالثة وتتقارب مع الأيديولوجية الإسرائيلية فى ضرورة قيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلي الفرات ..

حتى أصبح العهد القديم هو المرجع الروحي للمسيحيين بشكل عام... لذلك نرى أن بعض المحافظين في الإدارة الأمريكية الحالية وغيرهم ممن سبقوهم... وقد غسلت أدمغتهم وتمسكوا بالتوراة ونبوءاتها... يحاولون جاهدين تحقيقها..وإكسابها صفة القدسية الروحانية(4).

وبهذا الصدد تقول الكاتبة الأمريكية (جريس هالسل) في كتابها (النبوءة والسياسة)... (ان النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم ....ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة هرمجدون، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار ان ذلك سيقرب مجيء المسيح)...

ومن أهم الكتاب الذين تطرقوا لذكر هذه المعركة، وقاموا بسرد وقائع تاريخية لها: وليام غاي كار صاحب كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج)، جريس هالسل صاحبة كتاب (النبوءات والسياسة)، ريتشارد نيكسون صاحب كتاب (1999 نصر بلا حرب)...

أن مخططات الصهيومسيحة في البلدان العربية إنما هي نابعة من عقيدة اعتقدوها.. وهي حقيقة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والمفردات والطلاسم الذي يجب علينا أن نقوم بتحليلها بدقة متناهية .. فالمسألة الدينية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مسألة محورية ..من خلالها تتشكل غالب السياسات والرؤى لكلا الجانبين ..!

فهي أشد تطرفا تجاه العرب وأشد قربا من اليهود.! ويبدو أن حب اليهود والتودد إليهم هو الطريق المثلى للاستحواذ على صكوك الجنة والغفران تجاه الإديان المحضة على القتل بإسم الله ..؟!

فى تقرير صحفى ذكرت «صنداى إكسبريس» البريطانية أن «زوال العالم بات وشيكاً وأن معركة هرمجدون، حرب نهاية العالم، مقبلة لا محالة»...

وما يحدث فى سوريا يعتبره الكثيرون بداية حرب عالمية ثالثة... بثلاث استراتيجيات دينية مختلفة، جهادية سنية... وشيعية اثنى عشرية... ومسيحية بروتستانتية... وصفتها الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالحرب المقدسة...

إلا أنها رغم اختلافها تتفق فى نقاط... أن مكان هذه الحرب هو سوريا أو الشام... وأنها ستكون الحرب الأخيرة... التى ستُخضع الأعداء المخالفين.. أو تكون نهاية العالم...؟!(5) ..

المسلمون وتخاريف هرمجدون

قبل غزوة منهاتن (إبراج التجارة العالمية ) بمدينة نيويورك الأمريكية .. كانت الجماعات الراديكالية الأصولية تعتبر إن معركة هرمجدون قد أوشكت على الإبواب .. ويدلل تنامي ظاهرة اعتناق الإسلام السياسي الراديكالي على فقدان الثقة في الأنظمة ... يبقى الحديث عن اللجوء الفعلي إلى العنف من قبل الجماعات الإسلامية واجب شرعي واجب النفاذ ..

لقد تطرقو لموضوع معركة هرمجدون الكثير من هؤلاء فقاموا بسرد وقائع وأحداث لمعركة مرتقبة فألفوا الكتب ونشروا المقالات التي تروج لهذه المعركة...حتى أن الكثيرين من أبناء المسلمين أصبحوا مؤمنين بوقوع هذه المعركة ...ورغم ذلك تظل جميع الأطروحات التي طرحت حول معركة هرمجدون مثار جدل واهتمام كبيرين...

فمنذ فترة غزو العراق من قبيل الأمريكان والأنجليز .. بدأت فكرة معركة نهاية الزمن تقترب .. وظل الإسلاميون يظهرون الكثير من الإيات من القرآن .. والأحاديث التى تتحدث عن هذة الامور .. ..

ونورد هنا بعض الاحاديث التي أشارة إلى هذه المعركة:

جاء في عقد الدرر للشافعي: عن معاذ بن جبل عن الرسول صلى الله عليه وآله : الملحمة العظمى وفتح قسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر)...

عن أبي الدرداء انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ)...

روى مسلم وغيره عن الرسول صلى الله وآله : لا تقوم الساعة حتّى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتّى يختبأ اليهود من وراء الحجر والشجر)...

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة فيغدرون بكم في حمل امرأة يأتون في ثمانين غاية (راية) في البحر والبر وكل غاية اثنا عشر الفاً فينزلون بين يافا وعكا فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم ويقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيومئذ يطعن فيهم الرحمن برمحة ويضرب فيهم بسيفه ويرمي بهم بنبله ويكون فيهم الذبح العظيم)...

كما أُثر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأبنائه أقوال تشير إلى مكان الملحمة في مرج ابن عامر من عكا ويافا على الساحل حتّى القدس في السهل الفلسطيني ويشيرون إلى زمانها أنها بعد ظهور المهدي المنتظر وتحريره القدس من قبضة اليهود ونقض الروم الهدنة معه التي توسط فيها عيسى عليه السلام بعد نزوله وكلها حوادث لم تحدث بعد ولا حدثت في التاريخ البعيد حيث سيظهر الله دينه وينصر عباده ويسود الإسلام في أمم الأرض.

ومن هذه الاقوال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: ثم يأمر المهدي بإنشاء المراكب، فينشئ أربعمائة سفينة في ساحل عكا، وتخرج الروم في مئة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرطوس ويفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي فيقتل من الروم حتى يتغبر ماء الفرات بالدم، وتستنتن حافتاه بالجيف، وينهزم الروم فيلتحقون بانطاكية وهل هناك ملحمة أقوى من هذه وهذا إخبار عن قوته - أي المهدي - وفتوحاته بعد أن يتم له فتح بيت المقدس ودحر اليهود والصليب في المعركة الكبرى.

في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله!" ، وفي لفظ مسلم : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد" .

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): وفي رواية لأحمد من طريق أخرى عن سالم عن أبيه:"ينزل الدجال هذه السبخة -أي خارج المدينة- ثم يسلط الله عليه المسلمين فيقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر للمسلم: هذا يهودي فاقتله .

وعلى هذا، فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى، وكما وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام، وفيه: (وراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لدّ فيقتله وينهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، فقال: يا عبد الله -للمسلم- هذا يهودي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود ، ونحوه في حديث سمرة عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من حديث حذيفة بإسناد صحيح.

فهذه الأحاديث تدل على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان، وليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية، وإذا كانت كذلك، فلا يلزم أن تكون هي الحرب العالمية الثالثة، بل يمكن أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها، وقد لا تقع.

كلمة أخيرة ..

“حذر الرئيس الأمريكي " بنيامين فرانكلين " من الخطر اليهودي على الولايات المتحدة في مؤتمر إعلان الدستور سنة ( ١٧٨٩ )، وكان مما قال: " إنني أحذركم أيها السادة، إذا لم تمنعوا اليهود من الهجرة إلى أمريكا إلى الأبد؛ فسوف يلعنكم أبناؤكم ... وأحفادكم في قبوركم ..


الهوامش .

1 - الكنز المرصود في قواعد التلمود: (ص:44).روهلنج, شارل لوران, يوسف حنا نصر الله

2- المسيح اليهودي ونهاية العالم- رضا هلال: (ص:53).

3- المسيح في رأي اليهود- موقع الأنبا تكلا.

4- الإدارة الأمريكية المحافظة وتسييس نبوءات التوراة لآخر الزمان-مروان الماضي: (ص:17)- دار النشر: دار الفكر – دمشق.

5- صحيفة صنداى إكسبريس البريطانية



#خالد_كروم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة إبو هريرة المقدس ؟!
- سدوم وعمورة وامراة لوط عمود ملح
- سدوم والضيوف السماويون ..!
- المراءة الملاك والكتاب المقدس ..! ج2
- من هذة المراءة الملاك ؟ حور العين!
- هيردوس وفيليبس ونبي الله يحي المعمداني .. وعيسي أبن مريم ..( ...
- الزائر الغريب..! والفضاء السحيق...
- قصة الخلق فى الإساطير القديمة ....!
- خرافية الحبكة الدرامية في قتل هبيل لقبيل !
- اساليب الغزو الفكري والحرب النفسية لقطعان الشعوب ..!
- ماذا تعرف عن نبي الله سبحانة وتعالي .....-إدريس- عليه السلام ...
- ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ....
- التاريخ البشري _ وخرافات الحضارات الوهاية ؟ ج1
- “أساطير الأولين” _ بين الحقيقة والخيال ... ج1
- خرافة سرقة قبر الرسول الأعظم محمدا- صلى الله عليه وآله وسلم ...
- أكذوبة القصة الوهاية بأمية الرسول الأعظم محمدا- صلى الله علي ...
- توازن القوى بين الدولة المصرية والشعب المصري .. السيسي أنمزج ...
- الاستبداد السياسي والجهل هذا مقتلنا الديني ..
- .البلطجة السياسية الدينية .. بين وفتان الهواء _ أم ذوبان الم ...
- بالإدلة القرآنية وجود حيوات غير الإنسان فى الكون ..!!!


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - هرمجدون وفاق أم عداء؟ ج 1