خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:10
المحور:
القضية الفلسطينية
لن نحزن لموت من كان يفرح لموتنا جميعا
لسنا شعب بدون مشاعر وعواطف... ولسنا ممن يفرحون ويبتهجون لمصائب الآخرين... بل نحن أكثر شعوب الأرض قاطبة قدرة على الإحساس بالآم ومآسي الآخرين ... لأننا أكثر الشعوب تعرضا للمآسي والآلام... وجنود شارون الذي يحتضر الآن-- ما زالوا حتى اللحظة يواصلون جرائمهم ضد نساءنا وأطفالنا وشيوخنا-- وبأمر من شارون نفسه كرئيس لحكومة الاحتلال...
نعم نحن أكثر الشعوب قدرة على الإحساس بحزن الآخرين... فالحزن يملئ قلوبنا منذ أكثر من نصف قرن... وتتوالى المصائب التي تتسبب بها إسرائيل علينا، حتى جف الدمع في عيون الثكالى والأرامل الفلسطينيات اللواتي فقدن أعزائهن في حرب همجية قذرة... شنها ويشنها شارون وحكومته على شعبنا للخلاص منا جميعا... وكان هو نفسه- شارون- من يخرج بعد كل جريمة ترتكبها قواته ووحداته الخاصة، ليفاخر علانية بأنه هو من أصدر الأوامر، وقرر تنفيذ العملية وسهر على نجاحها.
إننا نقول بصدق: لن نحزن لموت شارون... وهو الذي كان يفرح لموتنا جميعا... بل كان يتمنى لو يفنى شعبنا جميعه... ليتحقق حلمه والحلم الأزلي لغلاه الصهاينة المحتلين، بان تخلو أرضنا فلسطين-- من كل عربي فلسطيني... ليبني هو دولته اليهودية النقية، من كل جنس آخر غير جنسه.
أن شارون وهو صاحب التاريخ الدموي الأكبر ضد شعبنا، هو رأس الحربة الموجهة إلى صدورنا، والعدو الأكبر لأمالنا في التحرر والاستقلال... انه هو الفاقد الأول للمشاعر الإنسانية... والذي رآه العالم أكثر من مره كيف كان يضحك ويحتفل، بعد أن تكون قواته قد أنجزت هدفا كان قد قرره، وراح ضحيته العشرات من أبناء شعبنا... فلا عواطف لدى شعبنا تجاه جلاديه... وبموتهم يكون شعبنا قد استراح منهم...
علّ شعب إسرائيل يلد من جديد، جيلا يؤمن بالسلام وبالعيش السويّ مع جيرانه، دون تحكم وسيطرة، ودون احتلال واغتصاب لحقوق الآخرين.
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟