أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية من الجزء الثاني من - عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية -















المزيد.....



إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية من الجزء الثاني من - عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 01:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية
من الجزء الثاني من " عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية "
----------------------------------------------------
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 25 / سبتمبر 2016
----------------------------------------------------

إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية
مقتطفات من كتاب :
" العلم و الثورة – حول أهمّية العلم و تطبيقه على المجتمع و الخلاصة الجديدة للشيوعية و قيادة بوب أفاكيان " لأرديا سكايبراك - 2015
http://revcom.us/a/378/Ardea-Skybreak-2015-Interview-en.pdf
( و الأكيد أنّ كامل محتويات الحوار الآتى ذكرها تستحقّ الدراسة العميقة :
مقاربة علمية للمجتمع و تغيير العالم
نظرة علميّة و فضول لا حدود له بشأن العالم
تقييم علمي : العالم اليوم فظيع بالنسبة لغالبيّة الإنسانيّة – و يمكن تغييره تغييرا راديكاليّا
التجربة والتوّر الخاصين : التدريب الفكري و متعة السؤال العلمي
التوصّل إلى رؤية الرأسمالية – الإمبريالية كمشكل و الإنجذاب إلى الشيوعية
مزيد الوضوح بخصوص الحاجة إلى الثورة – القطيعة مع الأفكار الخاطئة الأوهام
عن حضور الحوار بين بوب افاكيان وكورنال واست
بوب أفاكيان ذو رؤية علمية ثاقبة حقيقة
الخلاصة الجديدة و اللبّ الصلب و المرونة
رجل دولة شيوعي وتشكيل قيادة شيوعية
دحض حيوي للقوالب الجاهزة والأفكار الخاطئة
إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية
ما الجديد فى الخلاصة الجديدة ؟
الإختراقات النظريّة و التطبيق العملي للخلاصة الجديد
دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة – تطبيق ملموس لرؤية ثاقبة للخلاصة الجديدة
الخلاصة الجديدة : المضي صراحة صوب الحقيقة – و نبذ مفهوم " الحقيقة الطبقية "
بوب أفاكيان : زيج نادر جدّا من – النظريّة العالية التطوّر و المشاعر و الصلات العميقة مع الذين يحتاجون بأكبر يأس إلى هذه الثورة
تهمة " عبادة الفرد " – جاهلة وسخيفة و فوق كلّ شيء تتجاوز المعقول
القيادة : هل تخنق المبادرة أم تطلق لها العنان ؟
لماذا من المهمّ جدّا التوغّ فى مؤلّفات بوب أفاكيان و ما يعنيه ذلك
رؤية آملة – على أساس علمي
التفاعل الجدّى مع الخلاصة الجديدة – و الفرق الذى يمكن أن تحدثه
هبّات كبرى فى العالم و الحاجة الكبيرة للمقاربة العلمية للخلاصة الجديدة
لنتفزعنا مفردات مثل دكتاتوريّة البروليتاريا ... نحن نعيش الآن فى ظلّ دكتاتورية البرجوازيّة
ماذا يعنى أن يوجد حزب منظّم على أساس الخلاصة الجديدة و ما الفرق الذى يمكن أن يحدثه ذلك ؟
بعض الشكر الذى يجب أن يقال بصوت عالى
لماذا يوجد قدر كبير من السخرية و الهجمات الخبيثة وكيف يمكن تغيير ذلك ؟
فهم مادي – أساس مادي للماذا تعتّم الضبابيّة رؤية بعض الناس لأفق ثورة فعلية
خدمة الذات أم خدمة قضيّة تحرير الإنسانية ؟
هناك حاجة لنقاش إجتماعي كبير : إصلاح أم ثورة ؟
مواقع مختلفة فى المجتمع ، نظرات مختلفة للثورة و للقيادة الثوريّة
أوهام الحرّية و المساواة و واقع الدكتاتوريّة – و تجاوز الإنقسامات الإضطهاديّة
مشكل جوهريّ فى عالم اليوم : النقص المفجع فى المناهج العلمية و المادية العلمية
إلى جانب من تقفون ؟
تقدّموا ، هناك مكان و دور لكم
القيادة الشيوعية ليست منقذا مبعوثا من السماء
منهج و مقاربة علميين صراحة
مكتشفة و مفكّرة ناقدة و مناصرة لبوب أفاكيان : فهم العالم و تغييره إلى الأفضل ، فى مصلحة الإنسانية . )
سؤال: ... لكن كنوع من التوسّع فى الموضوع ، كنت أتساءل إن كان بوسعك الحديث بطريقة أشمل عن كيف ترين مضمون أعمال بوب أفاكيان و منهجه و قيادته و أهمّيتهم . ما هي أهمّية هذا عالميّا ؟ و كيف يرتبط هذا بالنقاط التى تحدّثنا عنها بمعنى المقاربة العلميّة لفهم العالم و تغييره عبر الثورة .
جواب : حسنا ، أعتقد أنّنا نتحدّث عن المنظّر الثوري الأكثر تقدّما على قيد الحياة فى عالم اليوم ، الشخص الذى مضى بالأشياء إلى أبعد حدّ بمعنى تطوير علم الثورة الذى إنطلق مع ماركس فى القرن التاسع عشر و الذى تطوّر أكثر خلال فترات مختلفة على يد لينين و ماو تسى تونغ بوجه خاص . و مع مرور الزمن ، و فى كلّ مرحلة ، وُجدت بعض الأشياء الجديدة المهمّة وقع تعلّمها وتطبيقها . لقد وُجدت بعض التطويرات النظريّة و كذلك العمليّة . لكن أعتقد حقّا أنّ أعمال بوب أفاكيان فى هذه الفترة تدشّن عمليّا مرحلة جديدة من الشيوعية . ويعود هذا برايى إلى أسباب موضوعيّة وذاتيّة معا . و دعونى أشرح ما أقصده بهذا . قبل كلّ شيء ، حدثت تطوّرات ماديّة جديدة هامّة فى العالم حتّى منذ زمن ماو ، والعمل النظري الذى أنجزه بوب أفاكيان قادر على تشخيص هذه التغيّرات الموضوعية و الإلمام بها و معالجتها . لا يتوقّف العالم عن الحركة و لسنا نحيا بالضبط فى نفس العالم الذى عاش فيه ماركس او الذى عاش فيه لينين أو حتّى الذى عاش فيه ماو ، لذا على علم الثورة أن يظلّ ديناميكيّا و يكون قادرا على التطوّر بإستمرار ، بما فى ذلك فى علاقة بهذه التغيّرات الجارية فى الوضع الموضوعي . لكن مردّ إعتقادى بأنّ عمل بوب افاكيان يدشّن مرحلة جديدة من الشيوعيّة ليس فقط بإلنظر إلى التغيّرات الموضوعيّة الجارية فى العالم فى الوضع الموضوعي بل بالنظر إلى الإختراقات الرائدة التى أنجزها بوب أفاكيان فى ما يمكن أن نسمّيه الجانب الذاتي من المعادلة – بكلمات أخرى ، كامل تطويره للخلاصة الجديدة للشيوعيّة و المنهج و المقاربة المختلفين راديكاليّا الذين يعتمدهما فى معالجة مشاكل تطوير الثورة ، فى كلّ من هذا البلد و عبر العالم ، هي التى أشعر أنّها تمثّل تقدّما هاما فى تطوير العلم ذاته و التى تقف فى تناقض حاد مع الأنواع المختلفة من المناهج و المقاربات المطبّقة الخاطئة و التى مثّلت آفة بالنسبة لأغلبيّة ما يسمّى بالحركة الشيوعيّة العالميّة لبعض الوقت الآن .
لقد حلّل عمل بوب أفاكيان النظري بعمق و غاص فى أعماق وأعاد صياغة تجربة الماضي على نحو يتقدّم عمليّا ببعض المكوّنات النظريّة الجديدة التى لم يسبق لها مثيل قبلا ، بما فيها فى علاقة بالسيرورة الملموسة لبناء حركات ثوريّة – تشخيص بعض المفاتيح و المناهج و المبادئ الأكثر إنسجاما و علميّة التى يجب تطبيقها لأجل القيام بهذا بطريقة صحيحة ( ليس فقط هنا ، بل فى ضروب أخرى من البلدان كذلك )، الأشياء المفاتيح التى يجب أن نتذكّرها على طول الطريق نحو الثورة ، وصولا إلى إفتكاك السلطة ؛ و كذلك التقدّم ، مرّة أخرى ببعض الطرق الجديدة الهامة ، ببعض المناهج و المبادئ التى ينبغى تطبيقها فى مقاربة الإفتكاك الفعلي للسلطة ، و المضي قدما من هناك إلى بناء مجتمع إشتراكي جديد على نحو لن يشكّل فقط حقيقة مجتمعا يرغب معظم الناس فى العيش فيه ، و إنّما أيضا مجتمعا ستكون له فرص أفضل من المجتمعات الماضية المماثلة فى تجنّب الإنحراف والعودة إلى الخلف ، إلى الرأسماليّة عوض التقدّم صوب الشيوعيّة .
لكن هنا يكمن جزء من المعضلة ، هنا يكمن ما هو محبط بالنسبة إليّ : لا يستوعب معظم الناس أي شيء من هذا !لا يستوعبون أهمّية ، تماما على النطاق العالمي ، ما تفتحه الخلاصة الجديد للشيوعية بمعنى الإمكانيّات الجديدة للإنسانيّة . لا يستوعب الناس هذا إلاّ إذا شرعوا فعليّا فى الحفر فى هذه المسائل أكثر بجدّية و فعليّا شرعوا فى الخوض بأكثر علميّة فى ما يحدث فى العالم و ما نحتاجه عمليّا .
سؤال: أيّة مسائل ؟
جواب : مرّة أخرى ، أهمّية ما تقدّم به بوب أفاكيان فى علاقة بالتطوّرات فى العالم و فى علاقة ببعض الرؤى و المشاكل المنهجيّة الخاطئة جدّا السائدة اليوم فى صفوف غالبيّة ما يسمّون بالشيوعيّين . و مجدّدا ، وجدت ما أطلق عليها " الموجة الأولى " من الثورات الإشتراكيّة التى إمتدّت إلى أواسط سبعينات القرن الماضي ، عندما أعيد تركيز الرأسماليّة فى الصين و صار العالم من جديد خاليا من المجتمعات الإشتراكية الحقيقية . لقد عبّد ماركس الطريق حقّا للمرحلة الأولى فى القرن التاسع عشر بعمله النظري المادي التاريخي حول التناقضات الطبقيّة عبر التاريخ وحول مظاهر خاصّة من المجتمعات الرأسماليّة و الحاجة إلى و أساس أن تتجاوز الثورات ذلك بإتجاه الإشتراكية و الشيوعيّة ، فى النهاية على الصعيد العالمي . و وُجدت فى 1871 تجربة كمونة باريس التى كانت ذات دلالة كنوع أوّلي من المحاولة إفتكّت خلالها القوى البروليتاريّة السلطة فى باريس و أمسكت بها لفترة قصيرة ، لكن هذا لم يستطع فعلا أن يتعزّز لأيّة مدّة زمنيّة طويلة- لم يوجد بعدُ مفهوم و إستراتيجيا و نظرة حقيقيّين لما يُحتاج إليه للمضيّ بها إلى الأمام . بداهة ، إستطاعت الثورة الروسيّة لسنة 1917 ليس فقط أن تفتكّ السلطة بل أيضا أن تعزّز هذه السلطة ثمّ أن تمضي إلى تركيز الإشتراكية و بناء الإتّحاد السوفياتي كدولة إشتراكيّة لعدّة عقود ، قبل أن يقع الإنقلاب عليها و يعاد تركيز الرأسماليّة هناك فى خمسينات القرن العشرين . و تمكّنت الثورة الصينيّة ، بعد إفتكاك السلطة على نطاق البلاد كافة هناك فى 1949 ، و إلى أواسط سبعينات القرن الماضي ، من المضي بالسيرورة حتّى إلى أبعد من ذلك ، قبل الإنقلاب عليها هي الأخرى . لذا من الهام أن نتعلّم كلّ هذا ، من كلّ من الخطوات إلى الأمام و من النقائص .
و كان لينين الذى قاد الثورة التى أنشأت الإتحاد السوفياتي منظّرا هاما للغاية و طوّر ضمن عديد الإختراقات الأخرى الهامة فهما حقيقيّا لكيف أنّ الرأسماليّة قد تطوّرت إلى الإمبريالية ، إلى نظام على الصعيد العالمي . و كانت تلك تغيّرات موضوعيّة هامة فى العالم زمنها ، و بعض تطويرات لينين للنظريّة قد شملت عمليّا تلك التغييرات و تحدّثت عنها ببعض الطرق الهامة التى لن أتوغّل فيها هنا . ثمّ ، زمن الثورة الصينيّة ، دفع ماو الأشياء حتّى أكثر إلى الأمام مجدّدا ، متقدّما بالكثير من الجديد فى فهم الأشياء ، على غرار كيف الإنطلاق على الطريق الثوري فى بلد من بلدان ما يسمّى بالعالم الثالث الذى تهيمن عليه الإمبريالية ، و ما الذى عناه الخوض الفعلي لحرب الشعب الطويلة الأمد فى ذلك النوع من البلدان لفترة من الزمن ، وصولا إلى إفتكاك السلطة عبر البلاد . و أنجزت بعض أعظم مساهمات ماو بعد إفتكاك السلطة ، طوال عدّة سنوات ، فى مسار تحليل التجارب الإيجابيّة و السلبيّة للإتحاد السوفياتي ، و فى علاقة بالتحدّيات التى واجهها وهو يعمل على تطوير مجتمع إشتراكي فى الصين . و تشمل الإختراقات النظريّة لماو خلال تلك السنوات تحليلا – هاما للغاية – لما هي البقايا الإجتماعية و الإيديولوجية ، مخلّفات ، المجتمع القديم التى لا تزال تمارس تأثيرا هاما فى المجتمع الإشتراكي الجديد ، و إقراره بالتالى بالحاجة إلى إيجاد السبل المناسبة ل " مواصلة الثورة " حتّى فى المجتمع الإشتراكي . فكان ذلك شيئا جديدا لم يقع فهمه أو توقّعه سابقا و قد مثّل تقدّما حيويّا فى تطوير علم الشيوعيّة – وهو درس مفتاح بالنسبة للشيوعيّين يتعلّمونه و يتعلّمونه جيّدا ، ليس فحسب فى الصين حينها بل فى كلّ مكان حول العالم ، و درس سيكون حيويّا تذكّره فى كافة المجتمعات الإشتراكيّة المستقبليّة . و كجزء من كلّ هذا ، طوّر ماو تطويرا حيويّا مفاهيما نظريّة هامة حول العلاقات الطبقيّة فى ظلّ الإشتراكيّة ، بما فى ذلك نشره شعبيّا لمقولة شهيرة بأنّه فى المجتمع الإشتراكي " لا تعرفون أين توجد البرجوازية – إنّها بالضبط داخل الحزب الشيوعي ! " . هذا شيء قام ماو بتحليله عند نقطة معيّنة من تطوّر المجتمع الإشتراكي و أطلق الشعب لخوض الثورة الثقافيّة ، حتىّ فى ظلّ الإشتراكيّة ، لمزيد التقدّم بالأشياء . و كان هذا فى منتهى الأهمّية و بعمق ثمّن بوب أفاكيان هذه القفزات و الإختراقات الهامة التى أنجزها ماو و حلّلها و أدمجها فى الخلاصة الجديدة التى أخذت تتطوّر مذّاك . وبالرغم من جميع الخطوات و المساهمات النظريّة و العمليّة المتقدّمة لماو و الإنجازات المذهلة التى تحقّقت فى مسار تطوير الإشتراكيّة فى الصين فى غضون بضعة عقود فقط ، كان واقع الإنقلاب على الثورة هناك فى أواسط سبعينات القرن العشرين و إعادة تركيز الرأسماليّة هناك بالتأكيد دافعا قويّا للإعتراف بالحاجة إلى القيام بتحاليل علميّة صارمة لما جدّ هناك و لتطوير الإطار النظري العلمي للشيوعيّة حتّى أكثر ، لأجل القدرة على معالجة الأمور حتّى أفضل فى المرّة القادمة . و هذا بالذات ما قام به بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التى تقدّم بها هي إلى حدّ كبير ثمرة العمل الذى أنجزه تلبية لهذه الحاجة .
و من ثمّة اليوم ، لا وجود لبلدان إشتراكيّة فى العالم . وهذا لا يعنى أنّه لا يوجد ثوريّون أو أناس يتحدّثون عن الشيوعيّة و الإشتراكيّة فى شتّى أنحاء العالم ، فى مختلف البلدان ، وحتىّ يخوضون حرب الشعب فى بعض الأماكن – أو أناس قد قاموا بذلك فى العقود الأحدث . لكن صراحة ، الوضع العالمي مشوّش . الحركة الشيوعيّة العالميّة تجد نفسها إلى حدّ كبير فى وضع مربك و ذلك بسبب بعض الخطوط الإشكاليّة جدّا جدّا و الإختلافات فى الخطّ صلب الحركة العالميّة – بعض الأخطاء الجوهريّة للغاية التى إرتكبت فى إتّجاه أو آخر و التى تحدّث عنها بوب أفاكيان . إنّه يساعد على معالجة ذلك . لكن لنكون واضحين ، لا يتمتّع بالتقدير من قبل معظم ما كان نوعا ما يشكّل المدرسة القديمة للحركة الشيوعية العالميّة . إنّه موضوع خلاف كبير فى هذه الأوساط . و يختلف معه الناس كثيرا لأنّ هناك إتّجاهات و نزعات خاطئة جدّا فى مختلف البلدان تبتعد عن الطريق الثوري وعن طريق الإشتراكيّة و الشيوعيّة الحقيقيّين . إنّه موضوع خلاف كبير فى هذه الأوساط. لكن بعض الأفراد و المنظّمات منكبّين على التمسّك بتلك الإتجاهات و النزعات ، على ما يبدو . و أقصد أنّ بعض الناس عمليّا يعتقدون أنّه ليس له حتّى حق الحديث عن هذه المواضيع لأنّه ليس من بلد من بلدان العالم الثالث ، وهو شخص أبيض البشرة من بلد إمبريالي . و هذه طريقة تفكير ضيّقة بائسة يرثى لها . إلاّ أنّها متجذّرة ليس فحسب فى القوميّة الضيّقة ( على أنّ ذلك بالتأكيد عامل من العوامل )، لكن كذلك فى ضرب من الإزدراء بالعلم و بالنظريّة عموما ، المستشري فى كلّ مكان هذه الأيّام .
و فى الجانب الأكثر إيجابيّة ، أودّ أن أشير على القرّاء بالجدالات التى صيغت من قبل الثوريّين فى المكسيك ، منظّمة الشيوعيّين الثوريّين ، التى يمكن الحصول عليها بفضل موقع
revcom.us
و أشياء أخرى كتبها آخرون ، مجادلين ضد بعض هذه التيّارات الخاطئة داخل الحركة الشيوعيّة العالميّة اليوم و مدافعين عن الخلاصة الجديدة للشيوعيّة لبوب أفاكيان فى تعارض مع ذلك . و مرّة أخرى ، على الناس التوجّه إلى المجلّة النظريّة على الأنترنت " تمايزات " التى يمكن كذلك الحصول عليها عبر الموقع المذكور أعلاه . و تشير هذه الجدالات إلى واقع أنّه من جهة توجد هذه النزعات الدغمائية ... و سأقول بإقتضاب فقط هذا : من جهة هناك صلب الحركة الشيوعية العالميّة هذه النزعات التى تمثّل النزعات الدغمائيّة والتى تحاجج أنّه عليكم فحسب أن تمضوا بصلابة فى " التمسّك بالأساسيّات " و التى تتصرّف كما لو أنّه ليس هناك فى الأساس أي شيء جديد تتعلّمونه ( ! ) ، بالرغم من الأدلّة الواضحة بأنّ العالم لا يكفّ عن التغيّر بعديد الطرق الهامة يجب أخذها بعين الإعتبار ، و بالرغم من وجود حاجة كبيرة بداهة للتعمّق فى التجربة الماضية المراكمة لأجل تعلّم أفضل كيفيّة تجنّب التراجعات الحيويّة و الحصول على المزيد من الثورات الناجحة وبناء مجتمعات إشتراكيّة أكثر نجاحا . يبدو هذا نوعا ما بديهيّا ، أليس كذلك ؟ لكن هناك أكثر من بعض الأصناف الدغمائيّة الميكانيكيّة حول العالم تقارب الثورة و الشيوعيّة أكثر كدين منها كعلم و بالتالى لن تعالج حتّى حقيقة هذه الألوان من الأسئلة و تتفاعل معها . ثمّ هناك صنف آخر من النزعات يقول فى الأساس " حسنا ، وُجدت مشاكل فى صفوف الحركة الشيوعية العالميّة وأخطاء فى الماضي ، لذا علينا أن نجعل الأمور أكثر مرونة و فقط نحصل على شيء عام من مزيد المرونة و سيكون كلّ شيء على ما يرام " – إلاّ أنّهم أساسا يدورون فى حلقات مفرغة و ضرب من إعادة إكتشاف الديمقراطيّة البرجوازيّة ! يمكن أن يسجّلوا أنفسهم و يوقّعوا ، يوقّعوا على خطّ منقّط لمجرّد محاولة الحصول على مزيد من بعض الحرّيات الديمقراطيّة البرجوازيّة بينما يبقون العالم كما هو جوهريّا! لهذه النزعة صلة صغيرة جدّا بالقطع الفعلي مع الإطار الرأسمالي بأيّة صفة جوهريّة – يبدو غالبا أنّها تسعى ببساطة إلى تشجيع التطوّر الإقتصادي لبلدان العالم الثالث ضمن ذلك الإطار الرأسمالي العالمي ، و ربّما فحسب مجرّد إستخراج المزيد من الحرّيات خاصة للطبقة الوسطى فى المدن . لكن لا شيء من هذا عمليّا يأخذ بصورة كافية بعين النظر النواة الحقيقيّة لتناقضات هذه البلدان ، و التغيّرات الموضوعيّة التى ما فتأت تحدث و ما تحتاجه الجماهير العريضة لهذه البلدان عمليّا من أجل القطيعة الحقيقيّة مع الإطار العام الإضطهادي و الإستغلالي التى تعيش فى ظلّه .
أنظروا ، أدرك أنّ فى هذا الحوار ليس بوسعنا حقّا التوغّل فى كلّ هذا فى جزئيّاته . فقط أردت أن أسجّل نقطة أنّ اليوم بخصوص الحركة الشيوعيّة العالميّة ، حسنا ، لا توجد حقّا حركة شيوعيّة عالميّة . هناك ثوريّون وشيوعيّون فى مختلف أنحاء العالم و منذ خسارة الإشتراكية فى الصين ، إلى درجة كبيرة جدّا ، وجدوا أنفسهم فى مأزق . فى الواقع ، بفضل بوب أفاكيان وُجد حتّى تحليل متّسق قُدّم زمن الإنقلاب فى الصين و إعادة تركيز الرأسماليّة هناك . لقد حلّل ما حدث فعلا هناك لإعادة وضع الأمور على الطريق الرأسمالي . و ساعد فى صياغة فهم أعمق لما هو السبيل الصحيح لفتح طريق الثورة و الإشتراكيّة فى العالم المعاصر . لكن ليس الأمر كما لو أنّ كلّ فرد قد قرّر الوقوف و التصفيق و الموافقة على ذلك – لقد وقع إمّا إنكاره أو الصراع حوله ، و لا يزال الأمر كذلك إلى اليوم . لذا صراحة ، إنّه لمشكل كبير فى العالم أن لا يوجد حتّى التفاعل الجدّي حول المضمون و الخوض فى التطويرات النظريّة لعلم الشيوعيّة الذى تمثّله الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان . وسيكون من الأفضل أن توجد المزيد من الوحدة على هذا الأساس وهذه القاعدة المتطوّرة .
سؤال: إذن جزء كبير ممّا تقولينه هو أنّ العمل الذى أنجزه بوب أفاكيان عمليّا رسم إطارا نظريّا جديدا لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعيّة و تقدّم عمليّا بعلم الثورة .
جواب : هذا بالضبط ما أقوله . و أفكّر فى مدى كون الحاجة فى كلّ من هذا البلد وعالميّا واضحة تماما نظرا لما حدث فعلا للعالم و لشعوب العالم ومدى التغيّر الثوري اللازم . لكن هناك الكثير من الإلتباس و الإضطراب . وهناك أناس ... أنظر وُجدت محاولات لتطوير الثورات فى العقود الأخيرة فى البيرو و النيبال حتّى نأخذ أبرز الأمثلة . و فى كلتا الحالتين وُجد بعض الناس الذين كرّسوا أنفسهم و قدّموا تضحيات جسام و قاتلوا لسنوات محاولين إنجاز ثورات فى تلك البلدان لكنّهم خرجوا تماما عن المسار . و المسألة هي أنّه ما كان يجب أن ينتهي الأمر كذلك ... و لست أقول أنّه كان يمكن أن توجد ضمانات أنّهم لن يخرجوا عن المسار فالثوريّون قد واجهوا بعض الظروف الشديدة الصعوبة فى البلدين كلاهما . وُجدت الكثير من المشاكل الباعثة على التحدّى كانت تحتاج المعالجة كي تتمكّن هذه الثورات من الحصول على فرصة النجاح . لكن المشكل هو أنّه وُجد الكثير من المقاومة غير الضروريّة للتعمّق فى البحث فى بعض الصراعات النظريّة الحيويّة التى يلزم الخوض فيها سعيا لتسليط الضوء عليها و تسليط الضوء على بعض المشاكل التى إعترضت الصراعات الثوريّة مع تغيّر الظروف فى العالم – ظروف مدن العالم الثالث و ظروف الريف فى العالم الثالث . مثلا ، كامل مسألة تطبيق اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة إعتمادا على اللبّ الصلب ، على تلك الأوضاع الخاصة ، فى ذلك الصنف من البلدان ، كان سيكون مفيدا منتهى الإفادة فى البحث . لكن ذلك الصنف من المبدأ الشامل لم يُفهم فهما جيّدا و لا وقعت معالجته حتّى أو عكسه من قبل الثوريّين فى مختلف أنحاء العالم هذه الأيّام . و عوض ذلك ، كما قلت سابقا ، ما تجدونه هو إمّا نزعات نحو المضيّ بإتّجاه الدغمائيّة الجافة أو الركود والتحكّم بشكل سيّء ؛ و إمّا نزعات بإتّجاه رمي كلّ شيء من النافذة بأن يكونوا جدّ مرنين بما فيها محاولة و شراء ذمّة الطبقة الوسطى لبعض تلك البلدان و مصالحها – أساسا الدفاع عن ما يبدو حزمة كاملة من الديمقراطيّة البرجوازيّة . و حتّى لو أطلقتم عليه إسم الإشتراكيّة أو الشيوعيّة ، ليس ذلك جوهره .
و لذلك ثمّة حاجة إلى تفاعل كامل عالمي مع بعض الأشياء . و أعتقد جازمة من منظور علمي أنّ ما قام به بوب أفاكيان ...هو فعلا تطوير ... ففى عدّة نقاط مفاتيح قد طوّر حقّا بعض التفكير الجديد جدّا : حول طريق الثورة وحول إفتكاك السلطة و حول طبيعة المجتمع الجديد الذى يجب بناؤه . فى كلّ هذه الأبعاد رسم بعض التفكير الجديد ، و شخّص بعض العلامات التحذيريّة و المشاكل التى ينبغى تجنّبها و قام خاصة بهذا بتسليط الضوء على الأخطاء الفلسفيّة و المنهجيّة النموذجيّة التى ينزع الناس إلى السقوط فيها ، و بإبراز تبعات أنّه إن لم تقاربوا الأشياء بالمناهج الصحيحة ، لا مجال لأن تقدروا على تحقيق بعض الخطوات المتقدّمة الإيجابيّة حقيقة . لقد بيّن هذا و قد جلب الكثير من الأدلّة الملموسة لهذا و شيّد على الكثير من الأمثلة التاريخيّة لكشف الأنماط و تبيان إلى أين يمكن لهذه الأخطاء فى المنهج أن تؤدّى .
فى كلّ مجال من المجالات العلميّة ، كلّما وُجد أناس يتقدّمون حقيقة بتفكير جديد و تحاليل و خلاصات ثاقبة النظر حقّا و ينقدون طرق التفكير القديمة و المناهج القديمة و الطرق القديمة فى مقاربة الأشياء ، لسوء الحظّ غالبا ما يكون الحال أنّ عملهم ، لفترة على الأقلّ ، لا يفهم و يجرى الإستهزاء به و يُشيطن أو ببساطة يجرى تجاهله . إنّ تاريخ العلم – كافة العلم – يزخر بأمثلة عن هذا القبيل . و من العار حقّا ... إنّه يمثّل خسارة للإنسانيّة . برايى ، كلّ لحظة تمضى و لا يتمّ فيها التفاعل الجدّي مع الخلاصة الجديدة للشيوعيّة لبوب أفاكيان هي لحظة خسرناها فى النضال فى سبيل تحرير الإنسانيّة من فظائع هذا العالم الرأسمالي – الإمبريالي .
ما الجديد فى هذه الخلاصة الجديدة ؟
سؤال: أعتقد أنّ ما قلته للتوّ هام حقّا ، نقطة حقيقة إستفزازيّة و قويّة . و أريد أن نواصل مع هذا الخيط . فى هذا الحوار إلى حدّ الآن ، قد تحدّثت عن الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التى تقدّم بها بوب أفاكيان و لمزيد التوغّل فى الموضوع : ماذا يعنى أنّ هناك خلاصة جديدة للشيوعية ؟ أو طريقة أخرى للتعبير عن هذا ، ما الجديد فى هذه الخلاصة الجديدة ؟
جواب : حسنا ، هذه مسألة كبيرة بداهة لن أوفيها حقّها فى حوار محدود كهذا . و قبل كلّ شيء أودّ أن أقترح على القرّاء مرّة أخرى التوّجه إلى موقع الأنترنت
www.revcom.us
حيث إذا ولجتم بوّابة بوب أفاكيان لن تجدوا هناك فحسب بعض الأعمال المفاتيح الحديثة لبوب أفاكيان و إنّما أيضا جرد كامل لأهمّ أعماله . وهو يجعل هذه الأعمال متوفّرة على نطاق واسع و ييسّر هذه السيرورة . وعلى موقع الأنترنت ذاته ، هناك بعض الشروح لما هي الخلاصة الجديدة ، هناك شرح قصير كما هناك بعض الشروحات الأطول . و أعتقد أنّ بوب أفاكيان و الحزب يبذلان جهودا كبيرة الناس ، تجاه كلّ من يهمّه الأمر ، جاعلين تلك الأعمال متوفّرة على نطاق واسع و مشجّعين الناس على دراستها . هناك أعمال مختلفة و أرى أنّه من المهمّ أن يقرأها حقّا الناس . ثمّة العديد من الكتب و المقالات و البحوث . و ثمّة عديد الخطابات و عديد الأفلام لخطاباته و بإمكانكم التوصّل إلى فهم أفضل ممّا قد يمكن لى أن أقدّمه هنا .
لكن سأقول إنّ بعض ما هو جديد حول الخلاصة الجديدة للشيوعيّة هو أوّلا و قبل كلّ شيء أنّها أكثر علميّة بكثير من أيّ شيء أتى قبلها . و يمكنكم رؤية هذا و قد تحدّثنا عن بعض هذا قبلا ، فى طرق مقاربته للحفر حقّا فى الواقع المادي كما هو عمليّا ، كاشفا الأنماط ومستعملا المناهج العلميّة للبحث و الإكتشاف الأعمق أكثر فأكثر ، مع إرادة المضيّ إلى بعض الأماكن غير المريحة ، و مشجّعا حقّا على التفكير النقدي ، مع إرادة النظر فى بعض أخطاء الماضي من أجل التعلّم منها و المضيّ قدما على أساس أفضل . و من الأشياء التى أنجزتها الخلاصة الجديدة هو أنّها لم تقلّص نفسها إلى التمييز بين الإيجابيّات وما كان صحيحا فى التجربة الماضية للثورات الإشتراكيّة و السلبيّات و الأخطاء المقترفة . لقد قامت بذلك غير أنّها قامت بأكثر من ذلك بكثير . ليست مجرّد نوع تجميع هذه الأشياء . ليست مجرّد تحليل أعمق و أكثر علميّة من الماضي ، إنّها خلاصة جديدة ، خلاصة تعتمد على تحليل أعمق لكيفيّة المضيّ بشكل أفضل نحو القيام بالثورة و بناء مجتمع إشتراكي جديد على أساس أفضل و بطرق أفضل من أي زمن مضى . إنّها عمليّا تفسح مجالا جديدا بمعنى التمييز و إعادة صياغة تجربة الموجة السابقة من الثورة الإشتراكيّة ، بالأساس من القرن التاسع عشر و تطويرات ماركس الأوّليّة وصولا إلى الإنقلاب على الثورة الصينيّة فى سبعينات القرن الماضي . و مجدّدا ، هذا ما نعنيه ب " الموجة الأولى " و قد وُجد الكثير من التحليل العميق لما كان صائبا فى كلّ هذه التجارب المختلفة ، ما يساعد و ما لا يساعد على التقدّم بالأشياء إلى الأمام بإتجاه الشيوعيّة ، ما هو عمليّا و موضوعيّا فى مصلحة الغالبيّة الغالبة للإنسانيّة . لقد عمّقت الخلاصة الجديدة فهمنا للأمميّة مع مفهوم أنّ العالم بأسره أوّلا وهو القاعدة الأساسية و المسرح التى تلعب عليه هذه التناقضات المختلفة . وقد عمّق تحليل طبيعة النظام الرأسمالي – الإمبريالي بما فى ذلك أنّه تطوّر أكثر إلى إمبراطوريّة و قد عزّز أكثر قبضته على كامل الكوكب .
و قد قامت الخلاصة الجديدة بتحليل أعمق و أصحّ لما تعنيه تلبية حاجيات المجتمع ، و تلبية حاجيات الإنسانيّة – ما تحدّثت عنه سابقا من تجاوز مجرّد التعاطي الحصري مع الحاجيات الإقتصاديّة الأكثر أساسيّة . بكلمات أخرى ، تستغلّ الرأسماليّة و الإمبرياليّة الشغّالين من أجل الربح إلخ و هناك صراع من أجل تلبية المتطلّبات الأساسيّة للحياة ؛ لكن مع الخلاصة الجديدة هناك فهم أكبر لكون العالم الذى نحتاجه لأجل تلبية حاجيات الإنسانيّة يجب أن يشمل أكثر بكثير من ذلك. إنّه يقتضى الحاجيات الإقتصاديّة الأساسيّة وكذلك تلبية الحاجيات الثقافيّة والحاجيات العلميّة والفنّية للشعب بشكل واسع و بكلّ تنوّعها. و بداهة يحتاج إلى فعل حتّى أكثر من ذلك . إنّه يحتاج أن يشمل بشكل واسع مساحات من الإنسانيّة بكلّ تنوّعاتها وتلويناتها. لذا وُجد قدر من التطوير بمعنى فهم أفضل لكلّ من طبيعة المشكل و طبيعة الحلول الضروريّة، إذا أردتم وضع الأمر على هذا النحو .
و من جديد ، من آثار الخلاصة الجديدة المميّزة هو أنّها ، مقارنة مع التطوير النظري السابق لعلم الشيوعيّة ، أكثر علميّة وتناسقا علميّا فى منهجها و مقاربتها لكلّ شيء . إنّها تضع الكثير من التشديد على التفكير النقدي و على المواجهة الجريئة للأخطاء و النقائص بينما لا تنكر أو تلقى بعيدا بنجاحات التجسيدات السابقة للثورة الإشتراكية و مكاسبها . و هذا غاية فى الأهمّية . إنّه يعيدنا إلى ما كنّا تحدّثنا عنه بمعنى الحقيقة و فهم ما هي الحقيقة . ما هو صحيح هو ما يتناسب مع الواقع المادي . هذه هي الحقيقة . ليست فكرة ، ليست مجرّد ما يمكن أن تفكّروا فيه أو ما يمكن أن أفكّر فيه . هل أنّ الشيء يتناسب مع كيفيّة وجود الأشياء عمليّا فى الواقع المادي أم لا تتناسب ؟ ما الذى تبيّنه الأدلّة ؟ غالبا ما يكون عليكم أن تريدوا الحفر و الإستكشاف بعمق أكبر ، لكشف الأدلّة و بلوغ الأنماط . عموما ليس بوسعكم مجرّد طرح سؤال مثل ذلك فى دقيقتين . يجب أن تنووا النظر فى الأنماط و الأدلّة الملموسة التى توجد فعليّا فى الواقع . و عليكم كذلك أن تبحثوا عن الأدلّة طوال فترة من الزمن : تحتاجون تفحّص الأمثلة المتكرّرة و ليس فقط مثالا واحدا . لا ينبغى مجرّد المضي إلى تجربة جزئيّة أو محدودة جدّا . لا ينبغى مجرّد قول حسنا هذا حصل ذلك اليوم لذا بداهة هذا حقيقة أو بداهة هذا شيء له دلالته . حسنا لا أعلم . هل هو جزء من النمط المتكرّر أم هو مجرّد شيء فى كلّ مرّة ؟ أقصد ما هي الدلالة الفعليّة ؟ عليكم التعمّق أكثر لبلوغ دروس الحياة الأكبر و الأنماط الأكبر من الواقع . و من الأشياء التى قام بها أفاكيان التشجيع على هذا النوع من المنهج. فى الأساس يقول للناس أنظروا لا يهمّ إلى أي حدّ ترغبون فى الثورة أو ترغبون فى الشيوعية ، ليس بوسعكم مجرّد محاولة ليّ عنق الأشياء لتتماشى و إنتظاراتكم أو تبدو على النحو الذى تريدونها أن تبدو عليه . عليكم عمليّا أن تبحثوا عن الحقيقة فى الأشياء معتمدين على الأدلّة الملموسة ، حتّى إن تبيّنت الحقيقة غير مريحة أو غير مناسبة أو حتّى إن إنتهى الأمر إلى كشف أخطائكم ونقائصكم الخاصة . لئن كنتم حقّا ترغبون فى المضيّ فى هذا الإتّجاه ، عليكم أن تتمكّنوا من مواجهة ذلك .
و من الأشياء التى تميّز حقيقة العالِم الجيّد – و أضمّ بوب أفاكيان إلى هذا الصنف – هو هذا الفهم الذى أشرت إليه قبلا ، بأنّكم تتعلّمون على الأقلّ ذات القدر الذى تتعلّمونه من التحليل للأخطاء و النقائص و ذلك الذى تتعلّمونه من النجاحات . ومجدّدا ، من الأشياء التى قام بها بوب أفاكيان هو الحفر عميقا فى تجربة الموجة الأولى من الثورة الإشتراكية لفهم إنحراف الناس ، حتّى أفضل الناس نوايا ، و إقترفوا أخطاءا و صاغوا مفاهيما خاطئة أو مناهجا و مقاربات خاطئة . و بالبحث العميق فى ما قد حصل فعلا – بما فى ذلك بعض أخطاء المنهج و المقاربة – يغدو من الممكن جدّا فهم ما كانت الأسباب الكامنة لإعادة تركيز الرأسماليّة ، لماذا وقعت الإطاحة بالإشتراكيّة و وقعت إعادة تركيز الرأسماليّة فى الإتّحاد السوفياتي و لاحقا فى الصين . يغدو الأمر أقلّ غموضا و إضطرابا . يقول الناس أحيانا ، حسنا ، إن كانت الإشتراكية بهذه العظمة ، لماذا وقعت الإطاحة بها ، لماذا لم يرد الناس الإحتفاظ بها ؟ الآن نعلم أنّه وجدت أخطاء و بوسعنا التعلّم من هذه الأخطاء . ولكن نفهم كذلك أفضل الآن أنّ أحد المشاكل الكبرى للثورة الإشتراكيّة هو أنّكم تقومون بتلك الثورة فى بلدان معيّنة وفى وقت معيّن لكن فى نفس الوقت لا تزال بقيّة العالم تخضع للرأسماليّة و الإمبرياليّة ؛ لذا لفترة على الأقلّ، ينطلق أي بلد إشتراكي صاعد وهو محاط بعالم إمبريالي و هذا يولّد الكثير من الضغط و يجعل من العسير موضوعيّا حتّى أكثر تطوير المجتمع الإشتراكي الجديد . هذا مشكل من المشاكل التى على الناس الخوض فيها .
و فى الواقع إرتكبت أخطاء فى الماضي عندما جرت محاولة الدفاع عن المجتمعات الإشتراكيّة بينما كذلك جرت محاولة المساهمة فى توسيع الثورة العالميّة و حينما جرت محاولة تطوير الحياة الإشتراكيّة الداخليّة للمجتمع بينما كان يجب الصراع مع كلّ تلك القوى الرأسمالية – الإمبرياليّة الضاغطة ، صراعا عدائيّا ، من الخارج . و هذه مشاكل كبرى ومعقّدة ينبغى الخوض فيها . و أجل ، وُجدت أخطاء فى المنهج متعلّقة بكيفيّة التعاطى مع بعض هذا فى الماضي . وعلى سبيل المثال ، وُجدت أخطاء فى إنشاء تحالفات أحيانا غير معقولة مع أنظمة أجنبيّة قمعيّة فى محاولة مشوّهة للدفاع عن المجتمعات الإشتراكية الجديدة و الهشّة بربط علاقات عالميّة أو الحثّ على جعل تناقضات عالميّة تشتدّ بين الإمبرياليّين المتنافسين . و أحيانا أيضا وُجدت بعض الأخطاء فى المنهج إقترفت عند التعاطى مع بعض الناس من الطبقة الوسطى الذين يمكن أن يضعوا رجلا فى المجتمع الجديد و أخرى نوعا ما فى المجتمع القديم : أحيانا فسح مجال كبير لهذه القوى لتمارس تأثيراتها الهدّامة و أحيانا لم يفسح لها إلاّ مجال صغير جدّا للتنفّس و وقعت محاصرتها بشكل قاسي .
لا أشعر أنّى أستطيع التبسّط فى كلّ هذا بعمق كبير الآن لكن النقطة هي أنّ قيادة الثورات الشيوعيّة و تطوير المجتمعات الإشتراكيّة على أساس صحيح تحدّى هائل ، مليئ بالتعقيد و بالتناقضات الشائكة العديدة الكبيرة وهي بمعنى شامل يجب أن تعالج ب" مجرّد لمسة صحيحة " و إلاّ فإنّ الأشياء يمكن أن تمضي بسهولة خارج المسار فى إتّجاهات سيّئة جدّا. برأيى، لو طُبّقت الخلاصة الجديدة بصفة منهجيّة على مثل هذه المشاكل ، ستوفّر مناهج و وسائل تطوير السيرورة الثوريّة – فى كلّ من قبل إفتكاك السلطة و بعدها – بشكل أفضل بكثير من أي زمن مضى . إنّها حقّا قد إخترقت أرضيّة جديدة بمعنى سيرورة المضي نحو إفتكاك السلطة و بمعنى تطوير إستراتيجيا الثورة فى بلد مثل الولايات المتّحدة و كذلك أنواع أخرى من البلدان . ما هي بعض المبادئ المفاتيح لبلوغ ذلك ؟ ماذا عن مسألة كيفيّة المضيّ عمليّا نحو إفتكاك السلطة عندما تنضج ظروف ذلك ؟ وإفتكاك السلطة فى ثورة فعليّة يعنى المضي ضد القوّة المسلّحة للدولة . كيف يمكن لنا عمليّا القيام بذلك دون التعرّض للسحق ؟ كيف نقوم بذلك بينما نشرك ملايين الناس و فى بلد مثل الولايات المتّحدة ؟ كيف نقوم بذلك بإمكانيّة واقعيّة للظفر ؟ لا يمكنكم فقط تمنّى أن يتمّ ذلك على الوجه الصحيح (!)... هذا أحد أكبر العراقيل ... عندما تبلغون تلك المرحلة من النضال ، و تنهضون ضد قوى عاتية للغاية ذات تقاليد راسخة و الكثير من الأسلحة . كيف تطوّرون العمل ، نظريّا و بمعنى التوجّه و المقاربة الإستراتيجيّين حتّى تكون للناس إمكانيّة الظفر عمليّا عندما يبلغون تلك المرحلة و ليس فقط التعرّض لخسائر كبرى ، و الإنتهاء إلى مجتمع أفضل يولد و يتطوّر .
ثمّ ، هناك مسألة كيف تغذّى هذا المجتمع الجديد بحيث يتحرّك عمليّا نحو تجاوز " الكلّ الأربعة " بشكل ملموس للغاية و بكلمات أخرى ، يمضى صوب الشيوعيّة . و فى نفس الوقت ، القيام بذلك على نحو تحدّثنا عنه قبلا – اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة إستنادا إلى اللبّ الصلب . إن كنتم مرنين أكثر من اللازم ، ستتمّ الإطاحة بكم . كلّ هذه القوى المختلفة أساسا من الحرس الرأسمالي القديم ، و كذلك بعض القوى الجديدة الصاعدة النازعة نحو الرأسماليّة فى صفوف المجتمع الإشتراكي ذاته ، ستظلّ تعثر على الكثير من القاعدة الماديّة لإعادة تركيز الأنماط الرأسماليّة للإنتاج و القيم الرأسماليّة ، إذا كنتم مرنين أكثر من اللازم و لا تمنعون ذلك من الحدوث . و من الجهة الأخرى ، إن حاولتم التحكّم فى كلّ شيء بشكل ضيّق ، سيشعر الناس بصفة واسعة كما لو أنّه ليس بوسعهم التنفّس وستعطّل الأشياء و تسحق . و ستخنق التجديدات و لن يرغب الناس فى القيام بالكثير من المبادرات . سيعمّ الخوف و لن يوجد ما يكفى من التفتّح الذهني و سيشعر الناس بأنّ الأمور قمعيّة حتّى حينما لا تكون كذلك و ببساطة لن يكون الناس متحمّسين جدّا للقتال من أجل هذا المجتمع الجديد . لذا عليكم إيجاد الخلاصة الصحيحة .
و أعتقد أنّ أفاكيان يدشّن أرضا جديدة راديكاليّا فى العلاقة بين المظهرين . هناك التشبيه الذى إستخدمته أعلاه حول قيادة حصان ، و نوعا الأخطاء الممكن إقترافهما : يمكن أن تدعوا لجام الحصان مرتخيا للغاية و سيهرب الحصان إلى حيث يشاء و على الأرجح ستسقطون من على ظهره على ذلك النحو ؛ أو يمكن أن تشدّ اللجام شدّا قويّا و عندئذ لن يستطيع الحصان حتّى الركض ، و لن يتطوّر أي شيء إيجابي ، إن إتبعتم هذا التشبيه .
لذا يجد هذا التقدّم و تجد هذه الإختراقات فى الخلاصة الجديدة جذورها فى مقاربة علميّة صارمة لمسائل الفلسفة والمنهج مطبّقة لتلبية الحاجيات المعقّدة للإنسانيّة على أفضل وجه ممكن . و مرّة أخرى ، فى علاقة بمسألة الحقيقة ، هل ستفكّرون فى الشروع فى الكذب على أنفسكم و إقناع أنفسكم بشيء ليس حقيقي فقط لأنّه قد يكون أكثر رفاهيّة أو مناسبة ؟ هل ستحاولون تبنّى مناهج علميّة لبلوغ صورة أدقّ لكيف هو الواقع حقّا ؟ هل ستبحثون عن الأهداف الإستراتيجيّة و كيفيّة التصرّف على أفضل وجه حتّى الآن و فى أيّة لحظة معطاة ، على نحو يتقدّم بكم بإتجاه تلك الأهداف العامة ؟
دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة – تطبيق ذو نظرة ثاقبة و ملموس للخلاصة الجديدة
و هناك أيضا الخطوات النظريّة المتقدّمة الهامة جدّا فى الخلاصة الجديدة فى ما يتّصل بكيفيّة الشروع فى بناء مجتمع جديد، على أساس صحيح و بالمناهج و المقاربات الصحيحة . هنا أيضا هناك عدّة طرق يمكن أن تخرجوا بها عن المسار خروجا فظيعا مع كلّ هذا ، لذا غاية فى الأهمّية الخوض حتّى الآن فى ما سيمثّل تلك المقاربات الصحيحة و ما يمثّل تلك المقاربات غير الصحيحة . هناك العديد و العديد من الأشياء ستتحرّكون بسرعة لإعادة هيكلتها و بعض ما سيستغرق المزيد من الوقت. و بطبيعة الحال ، ينبغى أن يكون لديكم إقتصاد مخطّط له و ينبغى أن تدفعوا طرقا لإعادة هيكلة الإقتصاد حتّى لا يوجّه من أجل الربح الفردي ( مثلما هو الحال فى ظلّ الرأسماليّة ) و بدلا من ذلك يوجّه إلى تلبية الحاجيات الماديّة للناس بشكل واسع فى المجتمع . لكن لا يمكن مقاربة هذا مقاربة ضيّقة أو مبسّطة أو بأهداف تقليصيّة ضيّقة . فهناك عديد التناقضات المعقّدة المعنيّة فى تحديدا كيفيّة القيام بذلك ، مثلما إكتشف الجميع فى الماضي . من تشرك و أين تضع الأولويّات و ماذا سيكون الخيط الناظم للحياة فى المجتمع و ما إلى ذلك . تسمح لكم مناهج الخلاصة الجديدة ليس بالتعرّف فقط على المظاهر الجوهريّة لما هو خاطئ فى الإقتصادات الرأسماليّة و مقارنتها بالمظاهر الجوهريّة للإقتصاد الإشتراكي المخطّط الذى يجب العمل على مأسسته تماما – و تبيّن الخلاصة الجديدة أيضا كيف القيام بذلك على نحو يجذب قطاعات أوسع فأوسع من الشعب ليشاركوا عن إرادة و وعي و يساهموا فى إعادة الهيكلة الإجتماعيّة تلك العظيمة .
و فقط لنضرب مثالا ، هناك بعض التفكير الراديكالي حقّا فى دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا حول كيفيّة تشكيل المجتمع المدني عقب إفتكاك السلطة . كيف تعيدون هيكلة ليس المؤسسات الإقتصاديّة و التخطيط و ما إلى ذلك فحسب بل أيضا كيف تركّزون حكم القانون و تطبّقونه ؟ و شيء راديكالي ، نسبة للتجربة الماضية ، هو أنّ إختراقات الخلاصة الجديدة أبستيمولوجيّا و فلسفيّا قادت بوب أفاكيان إلى المحاججة بأنّ مجتمعا إشتراكيّا جديدا لا يتعيّن أن تكون له إيديولوجيا رسميّة . و انّه على الحزب الشيوعي أن يبحث عن أن يقود أوّلا و قبل كلّ شيء سياسيّا و إيديولوجيّا ، بكلمات أخرى أوّلا و قبل كلّ شيء التوجّه و الإرشاد و الصراعالسياسي و الإيديولوجي – أكثر بهذه الطريقة من محاولة " التحكّم عن كثب " فى كلّ مؤسّسة معيّنة من مؤسسات المجتمع ، كما يبدو أنّه كان الأمر فى المجتمعات الإشتراكية الماضية . و هذا هام جدّا و هو مثال جيّد عن كيفيّة سعي الخلاصة الجديدة إلى إدماج بعض التجربة الإشتراكية الإيجابيّة الماضية بينما كذلك تحلّل وتقطع مع بعض التصلّب الماضي فى مقاربة قيادة المجتمع الجديد. و ستظلّ بعض المؤسّسات الحيويّة مثل القوى المسلّحة ، تحت قيادة الحزب لكن فى نفس الوقت ستخضع للدستور و سيكون تجاوزا لهذا الدستور و المبادئ الأساسيّة التى يجسّدها أن تتحرّك القوى المسلّحة ضد حقوق الشعب التى يعرضها الدستور . ستوجد مؤسّسات مدنيّة و سيبقى دور الحزب نوعا ما منفصلا عن ذلك . و تقدّم الخلاصة الجديدة الكثير من هذا القبيل الملموس جدّا و تفكير جديد جدّا بخصوص كيفيّة مقاربة بناء المجتمع الجديد و النظر إلى الأمام إلى كيفيّة هيكلة الأشياء : حكم القانون ودور الإنتخابات و مقارنة الإنتخابات فى المجتمع الراهن و فى المجتمع المستقبلي و الحديث عن دور الإنتخابات ينبغى أن يجري ضمن السيرورة الشاملة للمجتمع الجديد – هذه هي مسائل ملموسة للغاية يتمّ تفحّصها بعمق و يعاد تفحّصها ، على أساس الخلاصة الجديدة. كيف نحمى حقوق الناس بينما نحافظ على سير المجتمع فى الإتجاه العام الذى يحتاج أن يمضي فيه لتلبية الحاجيات الإنسانيّة، للتقدّم صوب الشيوعيّة . كيف تتعاطون مع مسألة المساهمات العالميّة للثورة وكيف يرتبط ذلك بالوضع الداخلي .
إذن هناك العديد و العديد من المسائل المعقّدة التى يساعدكم هذا الإطار النظري الجديد على الخوض فيها ، كنقطة إنطلاق جيّدة ، لمحاولة التعاطى الملموس جدّا مع تحدّيات بناء مجتمع جديد بطريقة تجعل معظم الناس يرغبون فى العيش فيه و تبقيه سائرا بإتجاه الهدف الشيوعي . إذن هنا عليّ أن أثير نقطة أخرى بصدد دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة لأنّى لا أعرف مدى إدراك الناس لما يمثّله هذا عمليّا ، و مدى راديكاليّته ! بكلمات أخرى ، إنّه نوع من تقديم مرشد للإنطلاق فى " اليوم الموالي " . و أحيانا أعتقد أنّه سيكون أمرا عظيما أن نبلغ إفتكاك السلطة و تكون لدينا عمليّا ثورة إشتراكيّة و نشرع عمليّا فى بناء مجتمع جديد . ثمّ غالبا ما أفكّر فى اليوم الموالي لإفتكاك السلطة – ما الذى سنفعله ؟ إنّ تسيير مجتمع بأسره لأمر معقّد للغاية ، أليس كذلك ؟ [ ضحك ] لكن هذا الدستور ، إذا ما نظر فيه الناس ، حتّى مجرّد النظر إلى العناوين الكبرى و المواضيع التى يغطّيها ، عمليّا يوفّر إطارا مفصّلا ملموسا ... إنّه تطبيق ملموس للخلاصة الجديدة على ما سيبدو عليه المجتمع الجديد . إنّه يوفّر حقّا معنى لمن أين يمكن الإنطلاق و ما الذى تنطلقون فى العمل لتغييره و لماذا . وأعتقد أنّ هذا الدستور للخلاصة الجديدة للشيوعية يمكن أن يكون شيئا ملهما جدّا الآن بالذات ، اليوم ، بما أنّه يوفّر للناس المزيد من معنى ما سيكون عليه المجتمع الجديد عمليّا . أعتقد أنّ معظم الناس سيجدون عمليّا مكانهم بشيء من إنفتاح الذهن الحقيقي ، فى هذا النوع من المجتمع . أعتقد أنّ أغلبية الناس ، إن نظروا فيه حقّا ، سيقولون " لا أعرف كلّ شيء هنا ، لكن أعتقد أنّى أستطيع أن أعيش فى هذا النوع من المجتمع . أعتقد أنّه سيعالج قسطا كبيرا من التجاوزات الفظيعة للمجتمع الراهن بسرعة ، و ستوجد مساحة كافية لبعض الإختلافات و للعمل على الأشياء التى لم يقع تصوّرها بعدُ و لتحريك الأشياء بإتّجاه سيفيد الغالبيّة العظمى من الناس " . و هكذا هذا الدستور للجمهورية الإشتراكية الجديدة وثيقة ملهمة جدّا وهي بصفة مباشرة ثمرة و تطبيق مباشر للخلاصة الجديدة للشيوعيّة لبوب أفاكيان .
الخلاصة الجديدة : التوجّه بصراحة نحو الحقيقة – و نبذ مفهوم " الحقيقة الطبقيّة "
سؤال : أجل ، أشاطرك الرأي نهائيّا بخصوص نقطة أهمّية هذا الدستور و أعتقد حقّا أنّ الناس يجب أن يتعمّقوا فيه . و كنت أفكّر أيضا و أنت تتحدّثين ، بالعودة للحظة إلى الحوار الأخير بين بوب أفاكيان و كورنال واست ، أنّ هناك عمليّا الكثير ممّا صاغه بوب أفاكيان هناك بشأن ما يعنيه تطبيق الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، على كلّ من سيرورة القيام بالثورة و كذلك نافذة على ما سيبدو عليه المجتمع المستقبلي القائم على الخلاصة الجديدة . هناك ما كنتم أشرتم إليه آنفا ، بخصوص الطريقة التى يشدّد فيها بوب أفاكيان بإستمرار على المضيّ إلى الحقيقة خلال ذلك ؛ و الأمميّة التى كانت موضوعا كبيرا فى الحوار ، و التى هي أيضا مكوّن مفتاح من الخلاصة الجديدة . ثمّ كنت أفكّر أكثر فى هذه النقطة المتّصلة باللبّ الصلب مع الكثير من المرونة – فى كلّ من سيرورة القيام بالثورة و أيضا مواصلة الثورة فى ظلّ الإشتراكية و الإنتقال إلى الشيوعيّة – توجّه إمتلاك ذلك اللبّ الصلب لعلم الشيوعيّة ، و قيادة كافة سيرورة القيام بالثورة و مواصلة الثورة لكن كما قلت سابقا ، إستنادا لذلك اللبّ الصلب و إطلاق و معانقة الكثير من المرونة و أناس و أفكار تمضي فى إتّجاهات مختلفة كثيرة ، آتية من آفاق متباينة . لقد شعرت بأنّك حقّا حصلت على معنى كيف أنّ الحوار مع كورنال واست كان تطبيقا للبّ الصلب مع الكثير من المرونة و كان نافذة على المجتمع المستقبلي حيث ستتوفّر هذه الأنواع من الحوارات ، سيتوفّر هذا النوع من تبادل الأفكار ، مع لبّ صلب من الشيوعيّة الثوريّة و لكن أيضا معانقة و إطلاق و إثراء الأفكار من قبل أناس يأتون من آفاق متباينة ، بما فى ذلك الأفق الذى يأتى منه كورنال واست .
جواب : أجل ، هذا هام لأن من معالم العمل العام لبوب أفاكيان ، الخلاصة الجديدة للشيوعية ، التى تقدّم بها ، هو كامل مسألة القطيعة مع بعض المفاهيم الخاطئة جدّا التى أصيب بها تاريخ الحركة الشيوعيّة فى الماضي و لا تزال إلى الآن مصابة به عالميّا . مفاهيم مثل المسمّاة " الحقيقة الطبقيّة " . إنّه لشيء سلبي ذو دلالة قطع معه بوب أفاكيان قطعا تاما و رماه تماما بعيدا . إنّها فكرة غير علميّة إلى أبعد الحدود أنّه لمجرّد أنّ البروليتاريّين هم الأكثر إضطهادا فى المجتمع فى ظلّ الإمبرياليّة ... إنّها فكرة أنّ غالبيّة الناس المضطهَدين فى المجتمع – الأقلّيات المضطهَدة أو البروليتاريين أو ما إلى ذلك – لديهم نوعا من البيع الخاص على الحقيقة . و أنّ هذا يجب أن يعني بشكل ما أنّهم آليّا سيفهمون بصورة أفضل إلى أين يجب أن تمضي الأمور و ما يجب القيام به . هذا أمر سخيف لكنّه باعث على الإضطراب الذى غالبا ما أصاب الحركات الثوريّة ، الحركات الشيوعية ، تاريخيّا . صحيح أنّ المضطهَدين ، الأكثر إضطهادا فى المجتمع ... وأنّ الطبقة البروليتاريّة، كطبقة عالميّة عامة ، الطبقة التى ليست فى تعارض مع إمتلاك وسائل الإنتاج فى ظلّ الإمبرياليّة ، هي بوضوح ذات المصالح الموضوعيّة ( سواء أدرك ذلك الناس كأفراد أم لم يدركوه ) هم الأكثر تناسبا مع توجّه الشيوعيّة . و هذا شيء هام ينبغى فهمه – أنّ الطبقة الإجتماعيّة عبر العالم التى " ليس لها ما تخسره سوى قيودها " موضوعيّا ستكون لبّ السيرورة الثوريّة . كلّ ما عليكم فعله هو التفكير فى الإختلافات فى بلد مثل الولايات المتّحدة بين بعض الناس من الطبقة الوسطى ... و حتى بعض التقدّميّين منهم ... الذين يمكن صراحة أن يرغبوا فى عالم أفضل ، بإعتداءات و فظائع و ظلم أقلّ لكنّهم فى نفس الوقت يرغبون نوعا ما فى إبقاء رِجل فى الوضع الراهن لأجل القدرة على مواصلة الإستفادة من بعض الفوائد و " الفتات " الذى لا يزال هذا النظام قادرا على توفيرها لهم ، فى حياتهم اليوميّة ... قارنوا ذلك بالناس فى قاع المجتمع ذاته الذين تعدّ الحياة اليوميّة بالنسبة إليهم فظائعا ، و الذين ، موضوعيّا ، لا يملكون حقّا شيئا جديرا بالحفاظ عليه فى الوضع الراهن القائم . لذا ، عفويّا هؤلاء الناس فى قاع المجتمع يمكن أن يكونوا أكثر إستعدادا للتحرّك بإتّجاه ثوريّ راديكالي نحو مجتمع جديد . لكن هذا لا يعنى أنّ لديهم آليّا سلطة أفضل على الحقيقة أو أنّهم يفهمون الأشياء بشكل أفضل لمجرّد موقعهم فى المجتمع ! و من الأشياء التى عادة ما يشدّد عليها بوب أفاكيان هو أنّ علينا أن نكون منفتحين و نرغب فى التعلّم من كلّ جوانب و كلّ مجالات الحياة وكلّ أصناف الناس المختلفين و المنحدرين من مواقع طبقيّة مختلفة و لهم نظرات عديدة مختلفة للأشياء . و كانت هذه المقاربة واضحة فى نوع التفاعل الذى حدث أثناء الحوار و هي علامة من علامات هذا المنهج و هذه المقاربة الشاملين .
و دعونى أضرب مثالا آخر ، مثالا سلبيّا للغاية قد يكون القليل من الناس معتادين عليه ، مثال ليزنكو ... من الإتحاد السوفياتي السابق حينما كان بلدا إشتراكيّا . إنّه من الصفحات الباعثة على الأسى من تاريخ الحركة الشيوعيّة . لا يمكن أن أتصوّر أنّ هذا يحدث مع الخلاصة الجديدة للشيوعيّة لبوب أفاكيان . كما تعلمون إن كنتم معتادين على هذه القصّة ، فى الأساس أيّام ستالين فى الإتحاد السوفياتي ، واجهوا مشكلا كبيرا جدّا ... واجهوا بعض التحدّيات المعقّدة و كانوا يحاولون تلبية حاجيات كبيرة جدّا ... وُجدت حاجة أكيدة لإنتاج المزيد من الغذاء و للترفيع السريع فى الإنتاج الفلاحي لأجل تغذية الشعب إذ وُجدت مجاعات و ما إلى ذلك . و وُجد هذا الشخص ليزنكو ، هذا العالِم – حسنا كان عالِم فى مجال الفلاحة – و على ما يبدو كان مواليا كثيرا للإشتراكية و الشيوعية . و بالتالى يمكنكم قول أنّه كان " داخلها " بمعنى رغبته الشخصيّة فى تواصل المجتمع الإشتراكي و تقدّمه . لكن علميّا ... كان هذا الشخص عالِما فظيعا لأنّه كان لديه فهم خاطئ تماما للتطوّر البيولوجي ، و كان يتبنّى عمليّا بعض المعتقدات ما قبل الداروينيّة فى الإرث المفترض للخصوصيّات المكتسبة – وهي نظرة قد إستُبعدت لخطئها منذ فترة حينها لقولها إنّه إن إكتسبت نبتة أو إكتسب حيوان بعض الخصوصيّات فى مجرى حياته ، يمكن لهذه الخصوصيّات نوعا ما أن تمرّ إلى نسله . و صار هذا المفهوم الخاطئ حينها فاقدا لأيّة ثقة فيه لعقود ، إلاّ أنّ ليزنكو ظلّ متشبّثا بمثل هذه المفاهيم الخاطئة . لكن لأنّ ليزنكو كان سياسيّا مواليا للإشتراكيّة ، فإنّ وجهات نظره الخاطئة لقيت أذانا صاغية . و عمليّا كان هناك بعض العلماء زمنها فى الإتحاد السوفياتي كان فهمهم أفضل و معالجتهم أصحّ بناءا على وقائع و مبادئ علميّة . لكن العديد منهم كانوا أكثر برجوازية أو برجوازيّة صغيرة ، بمعنى أصولهم الطبقيّة أو الأنماط الحديثة للحياة . ولم يكن البعض منهم موالين كثيرا للنظام الراديكالي الجديد ، هذا النظام الراديكالي الجديد المسمّى إشتراكية. ربّما كانوا يحبّون أنماط الحياة القديمة أكثر ، على الأقلّ بالنسبة لهم هم ، أو ربّما كانت رؤيتهم للأشياء مختلطة فى ظلّ المجتمع الجديد . على كلّ حال ، كانوا ينزعون إلى أن يكونوا أكثر نقدا بشأن النظام الجديد و بشأن قيادة ذلك النظام . لكن كانوا يملكون علما أفضل ! لذا قالوا لا ، هذه ليست طرق تنمية الإنتاج الفلاحي – ما يقوله ليزنكو خاطئ لأنّه ليس هكذا تسير البيولوجيا التطوّريّة عمليّا و لن تُنمّو الإنتاج الفلاحي بتطبيق مبادئ علميّة خاطئة ! حسنا ، هنا نصل إلى أحد هذه " الحقائق المزعجة " فى بداية تاريخ المشروع الإشتراكي : بالرغم من أنّ ليزنكو كان يحاجج من أجل هذا العلم الخاطئ تماما ، فإن قادة المجتمع الجديد إستمعوا إليه و سمحوا له بتطبيق بعض السياسات الخاطئة على طول الخطّ و الكارثيّة على الفلاحة ، فقط لأنّه كان شخصا يرغب فى تشجيع الإشتراكية و الشيوعية. عوض التعويل على المبادئ و المناهج العلميّة الصحيحة التى كانت حينها متركّزة جيّدا ، سقط ستالين و آخرون فى قيادة الحزب الشيوعي ، مثل ليزنكو نفسه ، فى ممارسة الأداتيّة ، محاولين " جعل الحقيقة تتماشى مع النتيجة المرغوب فيها " ، بدلا من الإنطلاق من الحقيقة الفعليّة ، من الواقع كما هو فعلا ، و العمل على لاتكافئه و تناقضه لأجل تغيير الأشياء فى الإتجاه المرغوب . رفضت القيادة ما كان علماء آخرون يحاججون من أجله ، على الأقلّ جزئيّا فقط لأنّ بعضهم لم يكونوا متحمّسين جدّا للإشتراكية. حسنا ، ربّما لم يكونوا متحمّسين جدّا للثورة لكنّهم كانوا على صواب بخصوص فهمهم العلمي . و كان على ستالين و القادة الآخرين أن يستمعوا إليهم . كان ليزنكو مناصرا للثورة لكنّه كان مخطئا تماما فى فهمه العلمي ، على نحو جدّ مدمّر و هدّام . و واقع أنّ القيادة أخفقت فى تقييم ذلك – لأنّها كانت تتمسّك بمنهج و مقاربة غير علميّين لتقييم الحقيقة الفعليّة لشيء ( بصرف النظر عن من أين يأتى ) – تسبّب فى تراجعات جدّية فى الفلاحة و بصفة أعمّ تراجع فى العلم فى الإتحاد السوفياتي بالمعنى العام . و إلى يومنا هذا قصّة ليزنكو ، بشأن خطإ مزعج فى المنهج من قبل الشيوعيّين وتبعاته السلبيّة جدّا فى العالم الحقيقي، تحوّل بعض الناس إلى معاداة الشيوعيّة برمّتها لأنّه بداهة لا أحد يرغب فى الحياة فى مجتمع حيث يحدث هذا النوع من الأشياء كقاعدة .
لكن أنظروا ، ستكون الخلاصة الأفضل : لنتعلّم من هذه الأخطاء . لنتعلّم من هذه الدروس بعمق و تعلّما جيّدا . كان قادة المجتمع الجديد فى الإتّحاد السوفياتي يحاولون تصوّر كيفيّة تغذية الناس فى زمن جوع و مجاعات . كانت تلك نيّتهم ، و لم يكن هذا مشكل من السهل حلّه ، حتّى بمناهج جيّدة . لكن تبنّيهم لفلسفة و منهج جدّ سيّئين فى هذه المسألة العلميّة جعل الأمور أسوأ . أبدا لن تذهب الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان إلى ذلك . أتفهمون مقصدى ؟ لا أعلم إن كنت أشرح المسألة شرحا جيّدا حقيقة لكنّى أعتقد أنّ هذا مثال حاد لأنّ الخلاصة الجديدة تعترف بأنّه ليس لديك بيع خاص على الحقيقة لأنّك ولدت فقيرا أو لأنّك ولدت كجزء من الأقلّية المضطَهَدة أولأنّك ولدت فى بلد من بلدان العالم الثالث أو لأنّك ولدت أنثى مضطهَدَة أو لأنّك مناصر للإشتراكية و الشيوعية . لا شيء من هذا يعطيك بيع خاص على الحقيقة . الحقيقة هي الحقيقة . إنها ما يتناسب مع الواقع الموضوعي . و بإمكان كلّ شخص العمل على إكتشاف الحقيقة ، لا يهمّ أين ولدت أو الخلفيّة التى تأتى منها .
و حينئذ يمسى السؤال ، هل تمضى حقّا من أجل الحقيقة ؟ هل تعتمد على الحقيقة القائمة على الأدلّة الفعليّة المحدّدة علميّا عندما تطوّر مخطّطات و سياسات ؟ إن كان الأمركذلك ، يمكن و يجب أن نتعلّم منك ، لا يهمّ من تكون . لقد شدّد بوب أفاكيان على الدوام على هذا ، على أنّه يمكننا تعلّم الحقائق الهامة من كافة أنواع الناس . أحيانا حتّى من أناس فى خندق الأعداء ، وهم فارضو النظام و المدافعين عنه . حتّى هؤلاء أحيانا ينتجون رؤى ثاقبة أو معرفة جديدة منها نتعلّم . عليكم فقط التأكّد من الأدلّة ... و أن تعالجوا نقديّا الدليل و البرهان و الأنماط الفعلية للواقع . و إن كان شيئا صحيحا ، عندئذ ، هذا جيّد ، يمكن أن تستعملوه ، يمكن أن تستعملوه كجزء من السيرورة الثوريّة . من الأكيد أنّكم لا تريدون أن تؤسّس الأشياء على فهم خاطئ ، فقط لأنّكم تأملون أنّ ذلك سيوفّر لك نوعا من الطريق المختصر أو يتناسب مع أفكارك المسبّقة عن كيف يفترض أن تكون الأشياء .
[....]
تهمة " عبادة الفرد " – جاهلة و سخيفة و فوق كلّ شيء غير معقولة
و تسترسل أرديا سكايبراك قائلة : هناك الكثير ممّا لم يقع فهمه ، خاصة إن لم تكن لديك مقاربة علميّة منهجيّة تماما للواقع عامة ، حول العلاقة بين القيادة و المقادين فى حزب ثوري و حركة ثوريّة . أنا آسفة ، لكن أضطرّ دائما إلى الضحك – حتّى و أنا أعلم أنّ الأمر جدّي و لا يمكن الإستخفاف به – لكن كلّما سمعت شخصا يتّهم بوب أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري بنوع من " عبادة الفرد " أو شيء مشابه ، أضطرّ إلى الضحك لأن هذا شيء من أكثر الأشياء سخفا ! هناك " قيادة عليا إستراتيجيّة " يقدّمها بوب أفاكيان لمجمل سيرورة تطوير حركة ثوريّة اليوم ، لتطوير المناهج و المقاربة للتمكّن من الإقتراب أكثر من نقطة حيث تصبح ثورة فعليّة ممكنة ، للشروع فى العمل على المظاهر المميّزة للمجتمع الإشتراكي الجديد – كلّ الأشياء التى تحدّثنا عنها آنفا ، بشأن الإختراقات فى هذا الإطار الجديد للثورة ، الذى يقع بطريقة ملموسة جدّا تطبيقه . وفى حزب شيوعي ثوري ، هناك سيرورة جماعيّة ، و هذا فى حدّ ذاته سيرورة معقّدة تتطلّب من أناس آخرين أن ينهضوا بدور هام ، على مستويات مختلفة . هناك بعض الناس الذين يضطلعون بأدوار قياديّة هامة للغاية فى حدّ ذاتها . تجربتى مع الناس القياديّين فى الحزب الشيوعي الثوري هي أنّ هناك حزمة كاملة من الشخصيّات القويّة جدّا المختلفة جدّا الذين هم أبعد ما يكونوا عن الأتباع العبيد لعبادة فرد ! [ ضحك ] هذا ليس ما يحدث . هناك خطّ و هناك توجّه يقع التركيز عليه بطريقة مستمرّة بما فى ذلك عبر السيرورة الجماعيّة . و الواقع هو أنّه واضح تمام الوضوح أنّ بوب أفاكيان يتقدّم بأميال على كلّ شخص آخر ، فى كلّ من تطوير النظريّة و تطبيق العلم فى الممارسة العمليّة لأجل تطوير ملموس للحركة الثوريّة. لكن هناك أيضا بعض الأشخاصالآخرين الذين يلعبون أدوارا نقديّة و يساهمون بصورة دالة فى مجمل السيرورة و يقومون بمبادرات و هم جزء من سيرورة التحليل و التلخيص . هناك أخذ و ردّ بين القيادة و المقادين و فى جوّ صحّي يحدث هذا على عدّة مستويات ، وصولا إلى الناس الجدد القادمين إلى الحزب و إلى الناس خارج الحزب لكن الذين يمكن أن يقوموا مع ذلك ببعض المساهمات النقديّة وهو أمر يجب الإقرار به و التشجيع عليه و التقدّم به ، لا خنقه ، و الذى بدوره يمكن أن يغذّى سيرورة مزيد تطوير أساس التقدّم بالإستراتيجيا العامة للثورة .
لست أدرى إن كنت أشرح نفسي جيّدا هنا لكنّها مسألة مقاربة إستراتيجية كاملة مقابل مجرّد تكتيك ، للثورة . ليست المسألة معالجة على نحو موضة وجبة غذاء . ليست مسألة القيام بالقليل هنا و بالقليل هناك ، مقاومة هذا الظلم أو ذاك الظلم ، و ربّما تبنّى هذا و نقد بعض هذا أو بعض ذاك أو مهما كان . ينبغى أن يكون الكلّ مجتمعا فى إتّجاه واحد ، حتّى و إن كان متشكّلا من الكثير من الأجزاء المختلفة المتفاعلة المعقّدة . يجب أن تكون هناك مقاربة شاملة ... يجب أن توجد قيادة يمكن أن توفّر نظرة و توجّه واسعين ، قيادة و توجّه و إرشاد منهجيّين عامين لكلّ هذه الفترة التاريخيّة ، و التى يمكن كذلك أن توفّر قيادة لكيفيّة إنجاز كلّ المكوّنات المختلفة المعنيّة على أفضل وجه فى بناء حركة من أجل الثورة بالطريقة الصحيحة . و أشعر بقوّة بأنّ الخلاصة الجديدة للشيوعية التى طوّرها بوب أفاكيان قادرة على القيام تحديدا بهذا - بكلا الجزئين من هذا.
لكن تطبيق الخلاصة الجديدة لمعالجة مشاكل الثورة اليوم لا يعنى أنّ الناس يجب أن يحاولوا أن يكرّسوا بسلبيّة الإرشاد و القيادة التى يأملون ببساطة أن يقدّما لهم على طبق من قبل القيادات العليا و ذات التجربة الأكبر . فى الواقع ، إنّه لمشكل كبير عندما يتبنّى الثوريّون المفترضون هذا النوع من الموقف السلبي ! من الجيّد جدّا أن نكون منضبطين ، لكن ليس من الجيّد أبدا أن نكون سلبيّين . ليست السلبيّة بالتأكيد شيئا سيشجّع عليه أبدا بوب أفاكيان فى صفوف أنصار خلاصته الجديدة، كما يجب أن يكون واضحا تمام الوضوح لأيّ فرد كان يلقى نظرة على أعماله . فى الواقع ، كلّ من منهج و مقاربة الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان يشدّدان على أنّ الناس فى كلّ مستويات الحزب الشيوعي كما الناس فى كلّ المستويات ، المشاركين فى الحركة الواسعة من أجل الثورة ، ينبغى أن ينهضوا بأدوار نشيطة جدّا و يخرجوا إلى المجتمع ، مثل فرق العلماء ، متفاعلين بنشاط مع الواقع كما هو فعلا ، مبقين فى أذهانهم و منطلقين من الأهداف الإستراتيجية البعيدة المدى ، بينما يجدون شتّى الطرق المختلفة و المبدعة ( المنسجمة مع الأهداف الإستراتيجيّة ) للتقدّم الملموس بالحركة من أجل الثورة اليوم – مراكمين القوى و منظّمين الناس لقتال السلطة و العمل على تغيير تفكير قطاعات من الناس ، كلّ هذا بينما يجلبون للناس على نطاق واسع : لماذا هناك حاجة ماسة لثورة فعليّة لتخطّى الفظائع الناجمة عن النظام الراهن ؛ ولماذا هناك فعلا أساس مادي وإمكانيّات واقعيّة حقيقيّة للثورة فى بلد مثل الولايات المتحدة ؛ كيف يمكن بناء مجتمع أفضل بكثير على أساس إشتراكي مختلف تماما حينما يقع التخلّص من النظام الرأسمالي الراهن . الفكرة هي جلب المزيد و المزيد من الناس من جميع مجالات الحياة ليتفاعلوا جدّيا مع كلّ هذا . و عليه إيجاد ظروف و إحداث تغييرات جديدة فى الأرضيّة و تغيير الناس و إحداث تغييرات فى الظروف الموضوعيّة يمكن بدورها أن توفّر للناس بعض الأسس الجديدة لمزيد التقدّم بما فى ذلك نظريّا . لا شكّ لديّ فى أنّ مثل هذه السيرورة المعقّدة تتطلّب قيادة ، بما فى ذلك من المستويات الأعلى و الأكثر تجربة و تطوّرا ؛ إلاّ أنّها تتطلّب أيضا و يجب أن تتغذّى بإستمرار و تثرى بقدر كبير من الإبداع و المبادرة الواعية من جانب كلّ فرد ، فى كلّ مستوى من مستويات الحزب و الحركة الأوسع من أجل الثورة . و بوب أفاكيان نفسه يشدّد بإستمرار على أهمّية هذا ، أهمّية مظهري هذا. ينبغى أن تقع قيادة الأشياء و قيادتها قيادة جيّدة ؛ و على ذلك الأساس يجب إطلاق قدر كبير من الإبداع و المبادرة . و هذا زيادة على ذلك ، تعبير آخر عن مبدئه المفتاح ل " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة إستنادا للبّ الصلب ".
لذا هناك المراوحة المستمرّة الجارية بين مختلف الفرق أو المستويات المتداخلة بين القيادة و المقادين . ومجدّدا ، سيكون من السخيف تسمية هذا " عبادة للفرد " – إنّه عمليّا عكس عبادة الفرد تماما . طبعا ، سيكون الحال على الدوام فى الحياة أنّ بعض الأفراد يمكن أن يفضّلوا أن يكونوا سلبيّين – على الأرجح عرفنا جميعا أناسا من هذا القبيل . لكن فى إطار حزب أو حركة من أجل الثورة ، مثل هؤلاء الناس يجب حقّا الصراع معهم لكي لا يكونوا سلبيّين . لأنّكم لن تنجزوا أبدا ثورة تستحقّ الإنجاز طالما لم يشارك فيها كلّ فرد بطرق مختلفة لكن بروح صحيحة و بشكل موحّد و منضبط . قد روّج موقع الأنترنت المذكور أعلاه و لا يزال يروّج لنداء " التنظّم من أجل ثورة فعليّة ". وكما تعلمون ، يجب تنظيم الناس. لا يمكن فقط تقديم بعض الأفكار اللامعة هنا و هناك و الترقّب للقيام بالثورة [ ضحك ] . من أجل أن تكون القيادة منضبطة و منظّمة ومتراصة الصفوف ينبغى على القيادة فى الواقع أن تتّبع و تُحترم - لكن ليس بصفة سلبيّة ، ليس بشكل عبودي . يجب أن يفكّر الناس تفكيرا نقديّا ... إذا لم يجلس أحد بطريقة صحيحة معهم ، عليهم أن يطرحوا أسئلة ؛ إذا كانت لديهم وجهات نظر مختلفة للأشياء ، عليهم أن يثيروها ، يجب أن يعبّروا عن ما يفكّرون أنّه غير صحيح و لماذا و ما إلى ذلك . لكن ينبغى أن توجد مقاربة منضبطة لإنجاز العمل بإتّجاه ثوري ، بغاية التقدّم بالأشياء و توفير قاعدة أغنى لتلخيص الأمور و لتعميق القيادة و الإرشاد المقدّمين من المستوى الأعلى .
القيادة : هل تخنق المبادرة أم تطلق لها العنان ؟
سؤال: أعتقد أنّ جزءا من ما تشيرون إليه هو أيضا هذه المسألة . هناك مفهوم منتشر فى المجتمع عن أنّ القيادة تخنق المبادرة . لكن هل تخنق المبادرة أم هي عمليّا تطلق العنان للناس و للمبادرات ؟
جواب : لا أدنى ظلّ للشكّ لدي أنّ فى أيّ مجال ، بما فى ذلك فى العلوم الطبيعيّة، و لكن أيضا فى علم الشيوعيّة ، تبحث القيادة الجيّدة دائما على إطلاق العنان للمبادرات غيرأنّ هذا يجب أن يكون بشكل منضبط و منظّم . فكّروا فى الأمر . إن كنتم تنجزون مشروعا فى علوم الطبيعة وكنتم تحاولون جعل الناس تخوض فى مشكل معيّن أو جملة معيّنة من المشاكل و تحاولون جعل الناس يعملون معا جماعيّا على المشروع ، لن ينجح الأمر نجاحا جيّدا إن كان كلّ فرد يشتغل بشكل عشوائي فى إتّجاه خاص قديم من إختياره الخاص و ينطلق فى تطبيق جملة مختلفة تماما من فرضيّات العمل و الأطر و القوالب النظريّة للمشكل منذ البداية ، فى نوع من الفوضويّة . بالتأكيد أنّ أفضل المشاريع الجماعيّة للعلوم الطبيعيّة التى شاركت فيها أبدا كانت تخضع لقيادة ، و قد أطلقت الإبداع و المبادرة الفرديّة على ذلك الأساس . لقد أطلقت نهائيّا المبادرة و الإبداع الفرديّين و كافة أصناف المساهمات الفرديّة ، لكن على أساس قيادة علميّة جيّدة و من البداية و كذلك بإستمرار . لقد تعلّمت الكثير من ذلك النوع من التفاعل بين القيادة و المقادين عندما تفهم و تطبّق بشكل صحيح .
عموما ليس قادة الفرق العلميّة فى العلوم الطبيعيّة خجولين لتقديمهم القيادة ! [ ضحك ] مثل هذه القيادة عادة ما توفّر فى شكل أشياء ك : تشخيص المشاكل المفاتيح للمعالجة و المشاكل التى يجب التركيز عليها فى أي زمن معطى ؛ تحديد المبادئ و المناهج الجوهريّة المرشدة إعتمادا على مراكمة معارف سابقة و التجربة الأكثر تقدّما فى مجال معيّن أو مجال فرعي لعلوم الطبيعة ؛ صياغة مجموعة من الفرضيّات و الأطر النظريّة الأساسيّة للخروج بها إلى العالم ، و بها يتمّ البحث و التدليل عليها و السعي إلى تغيير الواقع . بإختصار ، بشكل أو آخر ، المشاريع العلميّة الجيّدة تقع قيادتها . و أعتقد أن أغلب علماء الطبيعة يفهمون ذلك على مستوى معيّن ، بصرف النظر عن عدد الناس الذين يمكن أن يشاركوا فى المشروع أو كمّية المال أو موارد أخرى يمكن أن تكون تحت تصرّفكم ، لن تذهبوا إلى أي مكان أو تحقّقوا ايّ نموّ حقيقي فى التقدّم بالفهم العلمي أو فى معالجة المسائل العلميّة المعقّدة أو المشاكل إن إنطلقتم فى العمل على الأشياء بطريقة فوضويّة ، فى غياب أساس علمي راسخ و هيكلة منظّمة تنطلقون منها ، بما فى ذلك تمكينكم على أفضل وجه من مواجهة و إكتشاف الأشياء أو المفاهيم الجديدة كلّيا التى كانت غير معروفة تماما قبلا أو ليست بعد مفهومة . دون هذه القاعدة فى أساس و هيكلة منظّمين ، بأفضل أرضيّة أساسيّة ممكنة قائمة على أكثر النظريّات تطوّرا المتوفّرة زمنها ، لن تقدروا على وضع حتّى الأسئلة الصحيحة أو أن تحلّلوا بطريقة صحيحة و منهجيّة ما تواجهونه مع المضي فى المشروع . و بالتالى بالتأكيد لن يكون لديكم أساس جيّد لكلّ من مزيد المساهمة فى مراكمة الفهم العلمي الجديد أو تحويل الواقع المادي فى إتجاهات معيّنة مرغوب فيها ( بمعالجة الأمراض ، تصوّر كيفيّة حماية النظام البيئي أو أي شيء آخر ) إذا كان هذا أيضا هدفكم . أليس كذلك ؟ حسنا ، كلّ هذا نهائيّا هو حال العلوم الطبيعيّة بيد أنّ ذات المبادئ تنطبق أيضا إن كنتم تحاولون تطبيق العلم على فهم المجتمع و تغييره ، بما فى ذلك تطبيق المناهج العلميّة على السيرورة المعقّدة للقيام بالثورة الإجتماعيّة . و كذلك ، تحتاج هذه السيرورة لأن تُقاد ، و بإمكان الإبداع و المبادرة الفرديّين أن يكونا على أفضل وجه على أساسالقيادة العلميّةالسليمة . و هذا المسار و التفاعل الإيجابي جدّا بين القيادة و المقادين هام بالخصوص عدم نسيانه و المساهمة بنشاط فيه إن كنتم عمليّا تسعون إلى تغيير الأشياء فى العالم ، من اجل مصلحة الكثير من الناس و لستم تسعون فقط إلى إشباع رغباتكم أو مجرّد مصالحكم و ميولاتكم الخاصة .
ومن جديد على القيادة الجيّدة أن تسعى بإستمرار وعن وعي إلى أن تطلق العنان للمبادرة و لا تستطيعون القيام بثورة إجتماعيّة دون إطلاق قدر هائل من المساهمة الواعية و المبادرة الواعية لجزء متنامى و أعداد متنوّعة و متنامية من الناس من مختلف الأصناف . إلاّ أنّ المشكل هو أنّ الطريق ذا مسارين ! عليكم أن تتولّوا بعض المسؤوليّة عن هذه السيرورة بأنفسكم . و كما تعلمون ، حينما تنظرون فى أعمال بوب أفاكيان ، ترون أنّه يدعو بإستمرار الناس – يدعوهم و يصارعهم – ليلتحقوا بالسيرورة ، ليتفاعلوا مع الأشياء و إلى عدم البقاء سلبيّين . لكن بعض الناس يقاومون ذلك ، حتّى بعض الناس الحسنى النيّة يقاومون ذلك أحيانا . إذا قال أحد " لا أريد أن يتصدّع رأسى و أنا أحاول الخوض فى مسائل معقّدة ، فقط قولوا لى ما تريدوننى أن أفعله و سأفعله " – هذا شيء سيّء . يجب أن تصارعوا معه . لا يمكن القيام بالثورة على هذا النحو ! يجب أن تقولوا " لا ، هذا ليس صائبا !" عليك أن تقوم ببعض العمل بنفسك . عليك أن تفكّر فى ما هو صائب . عليك أن تحاول تقييم ذلك تقييما نقديّا بينما ، نعم ، فى نفس الوقت ، يتعيّن أن تعمل لإخراج الأشياء إلى المجتمع بصفة منظّمة و منضبطة ، على أساس إرشاد القيادة التى تُقدّم ، و حينها كذلك عليك أن تتأكّد من أنّك تساهم فى التحليل المنهجي و ترجع الصدى بشأن ما تعترضه ، ما كنت تقوم به و ما كنت تتعلّمه كي يستطيع كلّ هذا أن يغذّي السيرورة الجماعيّة ككلّ و يغنيها. هذه مقاربة علميّة للممارسة الثوريّة الجارية .
سؤال : أعتقد أن هذا متّصل أيضا بمسألة دور القادة الفرديّين البارزين و خاصة دور بوب أفاكيان لأنّه لمجرّد العودة إلى ما كنت قلته قبل لحظة ، أنت تشيرين إلى نقطة أنّ بوب أفاكيان على بعد أميال إلى الأمام نسبة إلى أي شخص آخر فى كلّ من تطوير النظريّة و كذلك فى تطبيقها ، الممارسة العمليّة للنظريّة . لذا كنت أتساءل إن كنت تستطيعين الحديث أكثر شيئا ما عن نوع العلاقة الكامنة هنا أو التى يجب أن تكون عندما يكون لدينا شخصا كبوب أفاكيان الذى قد تقدّم عمليّا بالفهم و كيف أنّ ذلك يساهم عمليّا فى إطلاق تلك المبادرة كما تقولين ، بشكل منظّم و منضبط .
جواب : حسنا ، بالنسبة إلي هي مسألة مادية علميّة أساسيّة فهم أنّ كلّ فرد لن يملك ذات القدرات ، لن يكون لكلّ فرد نفس مستوى الفهم ، و هذا للتذكير فقط بأمر بديهي . و أعتقد أنّ كلّ شخص يملك بعض الإستقامة ، بعض المبادئ و النزاهة و يقوم عمليّا ببعض الدراسة عن كثب لأعمال الكثيرة التى طوّرها بوب أفاكيان طوال عدّة عقود سينذهل لواقع أنّ ... سواء قبلت بذلك أم لم تقبل ، إن كنت شخصا نزيها و شريفا له مبادئ يجب أن تكون قادرا على التعرّف بسرعة على أنّ هذه الأعمال من صنف و نطاق كبير أبعد ممّا يسود فى المجتمع عامة ، أبعد ممّا صار يطلق عليه القيادة فى ما يسمّى بالحركات السياسيّة أو حتّى الحركات الثوريّة ، فى تاريخ المدّة الأخيرة . إنّ بوب أفاكيان واحد من أولئك الأشخاص الذين يظهرون مرّة فى فترة زمنيّة طويلة ، مع تغيّر العالم ، مع تغيّر المجتمع ... فى إطار هذه التغيّرات و التطوّرات الموضوعيّة ، أحيانا يبرز أشخاص قد طوّروا بصفة خاصة قدرات و ملكات و بعض الطرق الجديدة للتفكير و بعض المقاربات الرائدة لقيادة و تغيير الأشياء فى بعض الإتّجاهات الجديدة . وهذا صحيح فى كلّ مجال . و من الأكيد أنّ هذا صحيح فى العلوم الطبيعيّة، و فى أشياء مثل الرياضة و الموسيقى أو عديد المجالات الأخرى من الفنّ و الثقافة . فقط فكّروا فى ذلك للحظة و أنا متأكّدة أنّكم ستجدون أمثلة من شتّى المجالات . و لعدد من الأسباب المختلفة ، تتجمّع أحيانا عوامل وتأثيرات بطرق غير متوقّعة ، هناك ببساطة أشخاص يبرزون بشكل دوري يتمتّعون بميزات خاصة وقدرات و ملكات خاصة فى وقت معيّن ، ونوعا ما يصعدون فوق الجميع فى مجالهم . و الجريمة صراحة هي أن لا ينوى أناس آخرون فى المجتمع الإعتراف بذلك ، أو حتّى التأكّد الجدّي و إلقاء نظرة جيّدة لرؤية إن كان الأمر كذلك فعلا . لقد إستغرق وقت طويل قبل أن يتمّ الإعتراف بالرؤية الثاقبة الرائدة لشخص مثل جون كولتراين و تقديره حق قدره فى مجال موسيقى الجاز على سبيل المثال . أوّلا ، صمّ الناس آذانهم و نعم كانت مقطوعاته الفردية طويلة جدّا ! [ ضحك ] جدّيا مع ذلك ، خاصة عندما يكرّس شخص كامل حياته لمحاولة إيجاد عالم أفضل لكافة الإنسانيّة ، ينبغى أن تفكّروا فى أنّ هذا يستحقّ على الأقلّ أن يستمع له الناس بآذان صاغية – و عمليّا يقرأوا و يدرسوا ما تقدّم به – و ليس مجرّد الإنخراط فى إستبعاد سهل دون حتّى البحث الجدّي فى ما الذى وقع التقدّم به . و يثيرنى إلى ما لا نهاية له أن معظم الناس اليوم الذين ينخرطون فى " الإستبعاد السهل دون التفاعل الجدّي " مع بوب أفاكيان و مجمل أعماله ، أناس فى حدّ ذاتهم ليس لديهم شيء ملموس يقدّمونه بمعنى أي نوع من البرامج و الحلول الجدّية لمشاكل العالم المعقّدة . يجب أن لا نكفّ عن طرح سؤال : "ما هو برنامجك؟ ما هي إستراتيجيّتك ؟ ما هوحلّك ؟ لمشكل الفظائع المتكرّرة الناجمة عن هذا النظام ؟ و إن لم يكن لديك الكثير ممّا تقوله حول أي من ذلك ، إن لم يكن لديك الكثير من المادة الجدّية لتقدّمها بشأن المخطّطات و البرامج الإستراتيجيّة لتغيير منهجي ، عندئذ ربّما عليك أن تكون نزيها و أن تصمت لفترة و تقوم ببعض العمل بنفسك لعلى الأقلّ إكتشاف بأكثر شموليّة و التفاعل مع مضامين العمل الذى أنجزه طوال عدّة عقود شخص بالفعل يقترح رؤية و مخطّطا مستقبليّا له قيمته و متعدّد الأوجه و مختلف راديكاليّا و منسجم و مستند علميّا إلى الواقع .
ليس عليك أن توافق لكن من غير المعقول برأيى عدم الخوض جدّيا فى هذه الأعمال . إلاّ طبعا إن لم تكونوا تكترثون . وهو أمر أظنّ أنّه جزء كبير من المشكل فى المجتمع الراهن المنكفئ على نفسه : العديد و العديد من الناس يكترثون أكثر برعاية آراء و وجهات نظر شخصيّة يمكن أن يشعروا بأنّهم مرتاحين حيالها ، من إكتشاف مناهج و مقاربات و إستراتيجيّات و برامج يمكن عمليّا أن تمكّن الملايين ... البلايين ... من الناس من تحرير أنفسهم من الظروف الفظيعة للإستغلال و الإضطهاد الذين يسحقان حياتهم برمّتها . هذا ما نتحدّث عنه ، تحرير الناس . ما الذى تتحدّث عنه أنت ؟
و أعتقد أنّ أي شخص ينظر بجدّية فى أعمال بوب أفاكيان و يكون فى الأساس نزيها ، ينتهى إلى قول :" حسنا ، لم أتصوّر ببساطة تعقيد الأمر المعني و كافة التناقضات الشائكة التى يقع الخوض فيها و كلّ القطائع مع بعض الأخطاء الماضية فى المنهج و المقاربات التى قاد بوب أفاكيان إحداثها ولم أكن حقّا معتادا على الطرق التى يحاجج بها من أجل إطار جديد تماما، على جبهات مختلفة ، بشأن سيرورة كيفيّة بناء حركة ثوريّة ، أي نوع من الثورة يجب القيام به ، و كيف نحصل على إمكانيّة الظفر ، كيف يتمّ تطوير المجتمع الجديد ... لم أدرك أنّه كان يعمل على كلّ هذا بكلّ هذا العمق و الفحوى الكبيرين ..." وثمة الكثير ممّا هو جديد و الكثير ممّا هو غنيّ و معقّد بحيث أنّ كلّ شخص نزيه يتطلّع إلى وضع الأفكار المسبّقة جانبا و يكتشف حقّا أعماله بفكر منفتح سيعترف على الأرجح بسرعة بذلك و ربما قد يدفعه الفضول إلى مزيد إكتشاف الأشياء .
لكن عندها ستثار أسئلة ، ماذا عن بقيّة الناس ؟ هناك بوب افاكيان و كلّ ما يجعل منه فذّا ، لكن ما الذى يقوم به جميع الآخرين ؟ حسنا ، أوّلا ، " جميع الآخرين " ليس الشيء نفسه . هناك مستويات مختلفة من القادة الشيوعيين الثوريّين ، أناس بقوى و نقائص متباينة ، بقدرات متباينة ، وهم يقومون بمساهمات متنوّعة فى الثورة ؛ و هناك أيضا مستويات مختلفة و قدرات مختلفة لدى المساهمين فى الحركة الواسعة من أجل الثورة ؛ و هناك طبعا نوعا من الناس الجدد ، أناس ينحدرون من مروحة عريضة من الخلفيّات المتباينة ، ينخرطون فى هذا لأوّل مرّة . غير أنّ ما أودّ التشديد عليه هنا هو أنّ لكلّ شخص دور ينهض به فى الثورة ، لكلّ شخص شيء يمكن أن يساهم به فى السيرورة . و هذا شيء يروّج له دائما بوب أفاكيان و يشجّع عليه . و من المهمّ فهم أنّ هذه حركة ثوريّة ليست فقط للمثقّفين ، للذين يمكن أن يكون لديهم تدريب على التعاطى مع الكتابات النظريّة المجرّدة المعقّدة ؛ و أنّ هذه الحركة الثوريّة كذلك ليست فقط للناس القاعديّين الذين هم الأكثر إستغلالا و إضطهادا فى قاع المجتمع ( على أنّها بالتأكيد بشكل خاص حركة من أجلهم ) . هذه حركة ثوريّة هي حقّا لأي شخص يشعر بأن العالم بأكمله ، بما فى ذلك مجتمع الولايات المتحدة هذا ، يطفح بصفة مستمرّة بفظائع و ظلم و إعتداءات غير مقبولة مطلقا ، و من يريد أن يضع حدّا لهذه الأشياء و يعمل من أجل عالم أفضل و أكثر عدالة . عالم حيث يمكنكم عمليّا التقدّم بإتّجاه تحرير كافة الإنسانيّة – وليس مجرّد تحرير مجموعتكم الخاصة ، أو مجرّد " إثنيتكم " الخاصة ، لكي يتمكّن أناسكم أو إثنيّتكم من الحصول على فرصة التحكّم فى الناس الآخرين – عوض العمل بالملموس من أجل التحرير الحقيقي لكافة الإنسانيّة . و هناك مكان لكلّ فرد يعتقد و يشعر بمثل هذا للمشاركة فى هذه الحركة و هناك مكان لكلّ فرد للتعلّم و التطوّر أكثر مع مشاركتهم . و أعتقد أنّه غاية فى الأهمّية بالنسبة للناس أن يدركوا أنّهم بنشاط يُدعون إلى أن يكونوا جزءا من هذه السيرورة ، بما فى ذلك مباشرة من قبل بوب أفاكيان ذاته ، و إلى معرفة أنّ الثورة ، و السيرورة الثوريّة ذاتها ، فى النهاية لا يمكن أن تمضي بعيدا دونهم . هذا معطى بسيطا .
لذا ، برأيى ، يتعيّن على الناس أن ينجزوا المزيد من التفكير الواعي حول لا فقط مسؤوليّات القيادة و إنّما أيضا حول مسؤوليّات المقادين . مسؤوليّات المقادين تجاه القيادة و كذلك مسؤوليّات القيادة تجاه المقادين . و لا أظنّ أنّ عددا كافيا من الناس فى الحركة الثوريّة يولون تفكيرا واعيا كافيا لهذا . لا يتعلّق الأمر بمجرّد جعل الناس " يفعلون الكثير من الأشياء " و مجرّد المساهمة فى التحرّكات المتنوّعة أو المبادرات المتنوّعة ، مهما كان كلّ ذلك مهمّا . من جديد ، لا يمكن للمقاربة أن تكون مقاربة مجرّد محاولة جعل الناس " يفعلون الكثير من الأشياء " . و إنّما جعل الناس على كلّ المستويات ، كلّ نوع من الأشخاص الذين يرغبون فى أن يكونوا جزءا من هذا و يمكن أن يكونوا جزءا من هذا ، يجلبوا أفكارهم و تجاربهم و أسئلتهم و مبادراتهم و يساعدوا فى مزيد تشخيص و مزيد تطوير الطرق التى بها هم و آخرون من أمثالهم يمسون قادرين على أن يكونوا جزءا ناشطا من كلّ هذا – مساهمين فى إيجاد مكانهم فى السيرورة الثوريّة ، و مساهمن فيها و عاملين على تطوير أنفسهم و كذلك غيرهم من أجل المساعدة على رفع مستوى الجميع بصفة مستمرّة . و إليكم شيئا آخر للتفكير به : ما نوع الحركة الثوريّة ستكون إن كان الناس الذين يلتحقون بها فى نوع من المستوى الأولي، الأساسي عند نقطة معيّنة ، لكن مع مرور السنوات يبدون عالقين فى مكانهم ، كما لو أنّهم لم يطوّروا أكثر بشكل له دلالته الفهم النظري و القدرات العمليّة و المناهج العلميّة أو القدرات على تولّى مزيد المسؤوليّات القياديّة الهامة . سيكون هذا موضوع عناية خاصة ، و شيء يحتاج أن تعالجه القيادة بغية تغيير هذا الوضع ، أليس كذلك ؟
هذا من ناحية و من الناحية الأخرى ، كما تعلمون ، تنظرون إلى مثال شخص كواينى واب ( كلايد يونغ ) الذى إنحدر من جماهير قاعديّة من السود و الذى أمضى بعض الوقت فى السجن فى سنوات عمره الأولى . يمكن للناس أن يتعرّفوا على حياته و مساهماته بفضل موقع الأنترنت المذكور أعلاه . و النقطة التى أريد أن أثيرها هنا هي أنّه تعلّم و درس و بينما كان فى السجن صار ثوريّا .درس بعمق أعمال بوب أفاكيان و إتّبع قيادته ، و أضحى هو نفسه من أعلى قيادات الحزب الشيوعي الثوري . هذا هو نوع التحوّل الملهم الذى يمكن و بالفعل يحصل خاصة فى ظلّ هذا النوع من القيادة . عديد السجناء الآن يقومون عمليّا بالدراسة الجدّية و يدرس العديد منهم بجدّية السيرورة الثوريّة و هم مصدر ثمين هائل . عندما كنت أألّف كتاب " التطوّر " ، وُجد الكثير من رجع الصدى الجيّد الذى جاء من بعض الناس المسجونين و الذين أتوقّع أنّهم جدّ متحمّسين ... لأنّهم أتوقّع فهموا أنّ هذا النوع من التعلّم لم يكن مجرّد تعلّم القليل ، حتّى القليل الهام جدّا ، من الوقائع و المناهج العلميّة – بعضهم بدا أنّه قد إستوعب حقّا كافة تلك المسائل الخاصة بالمنهج و المبادئ العلمية التى تكرّر التركيز عليها فى ذلك الكتاب و المتصلة وثيق الإتّصال ليس فقط بالفهم المادي للواقع كما هو فعلا ( فى كلّ تناقضه و عدم تكافئه الديناميكيّين ) لكن أيضا صلة كبيرة بفهم ذلك ، ضمن هذه التناقضات بالذات ( سواء كنتم تتحدّقون عن النظام البيولوجي المتطوّر أو النظام الإجتماعي الذى سيتغيّر من خلال التدخّلات الواعية للبشر ) يكمن ذات الأساس لتغيّر ذلك الواقع ، أو لتغييره . لذلك بعض الناس بمن فيهم الذين يعيشون فى ظلّ ظروف السجن القاسية يبدو أنّهم إستوعبوا لماذا كلّ هذا مهمّ ، بصورة عميقة .
و مجدّدا ، سواء إنحدر الناس من ظروف غاية فى الصعوبة فى الحياة أو يعيشون ظروف إضطهاد قاسي فى المدن أو هم سجناء ، أم تحصّلوا على إمتياز التعليم الوهم أو تحصّلوا على نزر قليل من التعليم ، هناك مكان للجميع و هناك حاجة لمشاركة الجميع . أي شخص يقول " كفاية ! لن أسمح بالمزيد من هذا – جرائم الشرطة و إغتصاب النساء و الحروب التى لا تنتهى و تحطيم الكوكب ، و هذه المطاردة للناس عبر الحدود – لم أعد أقبل بعالم مثل هذا، لن أوافق على أنّ هذا هو السبيل الوحيد ، أو أفضل طريقة ، يكون عليها العالم ، كلّ من يشعر صراحة على هذا النحو ، وهو جدّي ونزيه بشأن إرادة التعلّم و الدراسة و النقاش و المساهمة الفعليّة فى النضال الثوري ، سيجد مكانا فى الحركة من أجل الثورة و يجب عليه من البداية تعلّم ما يعنيه النهوض بمهمّة القيادة .
و إذا أردتم تعلّم القيادة فى الحركة الثوريّة ، إليكم نصيحة : أدرسوا كيف يقود بوب أفاكيان . أدرسوا ما الذى يمثّله فى كتبه و كتاباته و فى خطاباته و أشرطته ، فى أشياء مثل الحوار الذى أجراه مع كورنال واست . أدرسوا ما يقوم به : كيف يتحدّث إلى مختلف شرائح الناس ؛ و ما الذى يركّز عليه و كيف يعالج المشكل فى المجتمع ؛ و كيف يقدّم الحلول ؛ و كيف لا يرضى أو يتماشى مع تخلّف الناس أو عدم فهمهم ، بل بالأحرى يجسّد ما أشار إليه مالكولم أكس : يقول للناس ما يحتاجون إلى سماعه . حتّى إن لم يريدوا بالضرورة سماعه ، يقول لهم الحقيقة و ما يحتاجون إلى سماعه . أدرسوا صراعات بوب أفاكيان ، بشكل متكرّر و على أرض الواقع ، مع الحضور ، مع مختلف أنواع الحضور ، لإيصالهم إلى موقع أفضل ، إلى مستوى أرقى من الفهم . ثمّ أمضوا قُدما و أعملوا على القيام بذلك بأنفسكم ، فى عملكم الثوري ، فى نقاشاتكم مع العائلة و الأصدقاء . تعلّموا من المناهج و كونوا جزءا من السيرورة الثوريّة على ذلك النحو . و عموما ، أبقوا فى تفكيركم العلاقة الهامة بين القيادة و المقادين . هذا شيء لكلّ شخص يعمل فيه الفكر ، كلّ شخص يرغب فى أن يكون جزءا من الحركة الثوريّة .
[...]
التمرّدات الكبرى فى العالم و الحاجة الكبرى إلى المقاربة العلميّة للخلاصة الجديدة
سؤال: ملقين نظرة على الصعيد العالمي فى السنوات القليلة الماضية و ثمّ مركّزين النظرعلى العقدين الماضيين ، نلفى الكثير من الأماكن فى العالم حيث حدثت تمرّدات كبرى و حتّى نضالات ثوريّة – أو ملقين نظرة على السنوات القليلة الأخيرة ، لم توجد كثيرا من النضالات الثوريّة و إنّما وجدت أشياء مثل الإنتفاضة الأولى فى مصر حيث إضطرّ رأس الحكم ، مبارك ، إلى التنحّى ، و نضالات أخرى كانت جزءا من المراحل الأولى ممّا يسمّى ب " الربيع العربي " . ما أحاول إثارته هو تصوّروا الإختلاف ، بالذات فى ذلك الإطار ، إن وُجد عمليّا لبّ من المناضلين من أجل الخلاصة الجديدة، و كانت الخلاصة الجديدة حقّا قوّة على النطاق العالمي .
جواب : أجل ، أعتقد أنّ مصر مثال جيّد و بوب أفاكيان أصدر بيانا هاما و جيّدا جدّا حول مصر سيستحقّ العودة إليه و قراءته . يثير الإعجاب أن الشعب وقف للقتال ضد الإضطهاد ... و الناس ... و منهم خاصة الكثير من الشباب و طلبة المعاهد فى مصر كانوا يرغبون حقّا فى القتال ضد النظام الإضطهادي . و العديد منهم يرغبون فى عالم أفضل و ليس لأنفسهم فحسب كأشخاص بل للمجتمع ككلّ و كانوا يرغبون فى النضال ضد الإعتداءات . ولدينا عديد الحالات المشابهة برزت فى العالم حيث أظهر الناس شجاعة كبيرة و وضعوا أنفسهم على المحكّ و قدّموا التضحيات و تعرّضوا للسجن و للقتل – لسنا نتحدّث عن الناس الذين لم يخاطروا بالكثير . بيد أنّه إن لم يكن لديكم فهم عميق بما فيه الكفاية ليس لمصدر المشكل فحسب ( بمعنى الرأسمالية – الإمبرياليّة و كيفيّة تداخلها مع المشاكل فى بلد معيّن و فى نظام معيّن ) بل أيضا للإتجاه الذى يجب على الأشياء أن تسير فيه ، إستراتيجيّا للتمكّن من العمل بإتجاه نوع جديد من النظام سيكون فعلا تحرّريا و يمكن أن يوجد نوعا جديدا من النظام ، مجتمعا إشتراكيّا جديدا ليحلّ محلّ المجتمع الإضطهادي الذى تسعون لتخطّيه – إذا لم يكن لديكم ذاك النوع من الفهم ، عندئذ لن تمضوا بعيدا . ستقدّمون الكثير من التضحيات و سترون الكثير من الناس المتحلّين بالشجاعة يتقدّمون و يقاتلون بشراسة حقّا . لكن حينها ، حتّى و إن عرفوا بعض النجاحات على المدى القصير ، فإنّه سيقع الإنقلاب عليهم . هذا ما حدث فى مصر أين تدخّل الجيش بيد حديديّة ثقيلة . لذا إن لم تكن لديكم مثل ذلك الفهم العلمي الأعمق و الأكثر إستراتيجيّة لكلّ من المشكل و الحلّ ، إن أمكن القول ، لن تنتهوا فى الأساس إلى المضي بعيدا ، تنزعون إلى أن يقع سحقكم و إرجاعكم إلى الوراء أو يقع إيقافكم . نرى هذا يحدث المرّة تلو المرّة ، لذا علينا أن ندرك طرق كسر هذه الدائرة .
لدى الناس كلّ أنواع الخلط . لا يدرك الناس حتّى أنّه ليست هناك بلدان إشتراكية فعلية فى عالم اليوم . يعتقدون أنّ الصين إشتراكيّة أو ربّما كوبا شيوعيّة . ليستا شيوعيّتين . لقد أبقتا على الإسم لكن لا شيء شيوعي فى نظاميهما . أو يعتقد الناس أن شخصا مثل تشافيز فى فنزويلا كان ممثّلا لصنف جديدعظيم من الثورة . لا ليس كذلك . لم يقطع أبدا مع العلاقات الإمبريالية . لقد وُجد بعض الناس الجيّدين حقّا الذين ناضلوا من أجل و عمليّا يحلمون بعوالم أفضل غير أنّه إن لم يجروا تحليلا ماديّا ، بطريقة منهجيّة و صارمة، لن يفهموا حقّا فهما عميقا بما فيه الكفاية الشيء الذى يقفون ضدّه وكيفيّة إختراقه. مهما تكن نواياكم ، كأفراد أوكمجموعات من الناس ، ستخرجون عن المسار أو سيقع الإلتفاف عليكم أو ستسحقون . و هذا ما يجب علينا تجنّبه . و إلى اليوم لا يزال بعض الناس مضطربين بشأن كوبا . كوبا لم تكن أبدا و حقّا ثورة إشتراكية أصيلة و سرعان ما أصبحت مرتهنة للإتحاد السوفياتي الذى كان هو ذاته زمنها رأسماليّا إمبرياليّا ، فى نهاية خمسينات القرن العشرين . وجدت عناصر ثورة ... وُجدت الجسارة و وُجدت التضحيات ، وُجدت بعض الرؤى و بعض الأحلام لدي الكثير من الكوبيّين بعالم جديد – لكنّهم لم يتوصّلوا إلى تحقيق ذلك .
خلال الحرب مع فرنسا و تاليا مع الولايات المتحدة ، قدّم الفتناميّون تضحيات جسام ... مات ملايين الفتناميّين للتخلّص من إحتلال الإمبريالية و ضحّى الملايين و قاتلوا بشراسة و ماتوا محاولين تحرير بلدهم من هذا النوع من الهيمنة . و العديد منهم كانوا ينتظرون أشياء حتّى أكثر من ذلك ، أبعد من مجرّد التحرير الوطني . كانت لديهم فكرة أنّهم سيوجدون مجتمعا أفضل غير أنّهم أبدا لم تتوفّر لهم فرصة الإنطلاق فى بناء مجتمع إشتراكي جديد ذلك أنّ الناس القياديّين لم يمتلكوا الأفق الصحيح و المناهج الصحيحة و لم يكونوا ينطلقون حقّا من الأهداف الأسمى و كذلك لم يفهم العدد الكبير من الذين كانت تتمّ قيادتهم أنفسهم بما فيه الكفاية ، لم يمتلكوا تلك الأدوات العلميّة ليتمكّنوا عمليّا من تشخيص واضح لما كان يجرى و للتمكّن من التقدّم بقيادة جديدة و أفضل . لذا وُجد قدر كبير من القتال و التضحية من جانب الشعب لكن تاليا لم تمض الأمور إلى مكان جديد ، إلى مكان أفضل .
هناك دروس مريرة جدّا علينا التعلّم منها . وهذا جزء ممّا أقصده حينما أقول إن كنتم علماء جيّدين ، تتعلّمون من الأخطاء، من السقطات و من الإنحرافات . يجب أن تتعلّموا منها . ليس بوسعكم مجرّد تجاوز ذلك . ليس بوسعكم قول " حسنا ، كانت تلك محاولة جيّدة ، لنتجاوز ، لننظر ما الذى يمكن أن يأتي به النهوض التالي " . لا . يجب حقّا العمل على فهم لماذا تخرج الأشياء عن المسار إن كنتم ترغبون فى إدراك كيف تمضون بالأشياء إلى الأمام فى إتّجاه جيّد من أجل الإنسانيّة . وهذا كثير ممّا إشتغل و يشتغل عليه بوب أفاكيان . هذا ما يشتغل عليه طوال الوقت .
سؤال : فى إطار ما تتحدّثون عنه ، ماذا سيعنى لو كان لهذه الخلاصة الجديدة ، ليس فى هذا المجتمع فحسب بل على النطاق العالمي ، تأثير واسع حقّا و أعداد أكبر فأكبر من الناس يتفاعلون معها ، لكن فى نفس الوقت ، فى علاقة بذلك ، يوجد عمليّا لبّ من الناس الذين يتبنّون هذه الخلاصة الجديدة و يصبحون مقاتلين متحمّسين من أجلها ؟
جواب : ستصبح الخلاصة الجديدة للشيوعية ما يطلق عليه الناس أحيانا " قطبا جذّابا " فى هذا المجتمع و فى العالم . ستصبح إطارا مرجعيّا . سيتفحّصها الناس عبر العالم و يتعرّفون عليها و على ذلك الأساس يحاولون تطوير السيرورة الثوريّة فى أنحائهم الخاصة من العالم كجزء من الحركة العالميّة . و من الأمثلة الأكثر مرارة حيث إفتقد هذا هو ما حصل فى الشرق الأوسط ، لعقود الآن . فتلك البلدان فى الشرق الأوسط قد وقع نهبها و الهيمنة عليها لأجيال من قبل الإمبرياليّين الأجانب الذين مباشرة أو عبر الأنظمة الرجعيّة التى أرسوها و دعّموها ، قد شوّهوا تطوّر وتسبّبوا فى خلق مشاكل إجتماعيّة هائلة و بالتأكيد حالوا دون مضي التطوّر فى الإتّجاه الجيّد و تلبية حاجيات الشعب . لذلك يوجد قدر هائل من الغضب و الإستياء بشأن كلّ هذا فى الشرق الأوسط اليوم و طبعا هناك قدر هائل من الغضب و الإستياء بشأن واقع أنّ إجابة الإمبريالييّن الوحيدة إزاء المشاكل المستعصية الحلّ التى خلقوها هم ذاتهم فى الشرق الأوسط هي قصف الناس بالقنابل ، مدينة بعد مدينة ، و بلدا بعد بلد. هذه هي الطريقة الوحيدة التى يعرفونها فى التعاطي مع الأشياء : لديهم مشاكل، أقصفوهم بالقنابل ! و قد تسبّبوا فى عذابات و دمار لا حدّ لهما عبر الشرق الأوسط .
و قد دعّم الإمبرياليّون أيضا الدولة الإسرائيليّة ، دولة إسرائيل القمعيّة التى كانت فى الأساس تكرّس سياسات الإبادة الجماعية بوحشيّة تجاه الشعب الفلسطيني فى المنطقة و لأجيال الآن . دولة إسرائيل يدعمها الإمبرياليّون الأمريكان و غيرهم من الإمبرياليّين ومن غير المقبول ، من غير المقبول تماما ، أن يستمرّ هذا . و إنّها لمفارقة مريرة ، مثلما أشار بوب أفاكيان ، أنّ الدولة اليهوديّة هي التى تقف وراء هذه الفظائع . فمثلما وضع ذلك ،" بعد محرقة الهولوكوست ، أسوء ما حدث لليهود هو دولة إسرائيل . " و هذا صحيح بشكل مطلق .لأنّه عندما تفكّرون فى الإبادة الجماعيّة لستّة ملايين يهودي قتلوا على يد هتلر و النازيّين فى محرقة الهولوكست فى أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية ، من المرير جدّا مواجهة واقع أنّ دولة إسرائيل الصهيونيّة التى أنشأت عقب الحرب العالميّة الثانية بإعادة رسم الخريطة ، وطرد الشعب الفلسطيني من أجزاء كبيرة من فلسطين و الإستيلاء على أرضه ، و أنّ هذه اللاشرعيّة المركّزة و الدولة الصهيونيّة بالوحشية التى لا توصف تواصل إلى يومنا هذا قيادة اليهود ، من كلّ الشعوب – أناس يجب أن يعلموا شيئا عن ما يعنيه التعرّض إلى إبادة جماعيّة – أن يقترفوا هم أنفسهم فظاعات إبادة جماعيّة ضد الشعب الفلسطيني !
من المهمّ الإقرار بأنّه مثلما عرض ذلك بوب أفاكيان فى الحوار مع كورنال واست ، هناك طريقتين لتلخيص التجربة التاريخيّة للمحرقة . واحدة هي ، الطريقة الصحيحة ، أن نقول : " لا يجب تكرّر هذا مرّة أخرى أبدا " . و الطريقة الأخرى هي قول " لأنّ شعبنا تعرّض لأشياء فظيعة ، كلّ ما نقوم به الآن مبرّر، لذا ببساطة سنستولى على هذه الأرض كوطن لنا، و سنطرد و نخضع الفلسطينيّين الذين يعيشون فيها وأيّ أناس آخرين يتجرّأون على معارضتنا ، سنفعل أشياءا لفائدتنا فحسب ، لا تهمّ إنعكاسات ذلك على الآخرين " .
من المهمّ عدم محو الإختلاف بين اليهوديّة و الصهيونيّة . اليهوديّة ديانة و ثقافة قديمة ، لكن الصهيونيّة حركة سياسيّة و إيديولوجيا سياسيّة – و اليوم هي حركة سياسيّة ، إيديولوجيا فاشيّة تماما . إنّ دولة إسرائيل الصهيونيّة ، التى لم تكن توجد حتّى قبل الحرب العالميّة الثانية ، ركّزت نفسها كدولة يهوديّة ، كملجأ مفترض لليهود المضطهَدين ، وهي اليوم تلقى دعما من العديد ، و ربّما حتّى من أغلب اليهود ، فى كلّ من الشرق الأوسط و حول العالم . لكن من المهمّ تذكّر أنّ اليهود ليس جميعهم صهاينة. وفى الواقع ، تاريخيّا ،عديد اليهود فى عديد أنحاء العالم ، بما فى ذلك فى الولايات المتحدة ، كانوا ماركسيّين راديكاليّين و شيوعيّين ثوريّين . رأيى هوأنّه هناك تماما بعض الناس فى الحزب الشيوعي الثوري اليوم خلفيّتهم العائليّة يهوديّة بيد أنّهم إختاروا أن يصبحوا ثوريّين متحمّسين ملتزمين بالعمل من أجل تحرير كافة الإنسانيّة ؛ يمقتون عن حقّ دولة إسرائيل و لا صلة لهم بها عدا فضح جرائمها و التنديد بها و معارضتها . و لسوء الحظّ ، ليس هناك اليوم يهود كفاية يشعرون بالشيء نفسه . لكن هناك البعض . و يحتاج عددهم أن يرتفع حقّا ! لذا كنت فرحة جدّا بأن رأيت فى المدّة الأخيرة أن بعض اليهود التقدّميين هنا و هناك فى النهاية قد تجمّعوا و قطعوا خطوة إلى الأمام فى الفضح العلني للسياسات الإجراميّة لدولة إسرائيل ، معلنين لكلّ من يدوّ السماع: " ليس بإسمنا ! " ونحتاج رؤية كمّ كبير من ذلك، نحتاج رؤية كمّ كبير آخر من اليهود الأكثر تقدّميّة يخطون خطوات إلى الأمام ليقولوا لدولة إسرائيل و للإمبرياليين الداعمين لها فى الولايات المتحدة و فى غيرها من الأماكن ، " كفّوا عن تكريس سياسات إبادة جماعيّة تجاه شعب آخر بإسمنا ، بإسم اليهود ، بإسم المحرقة و التضحيات التى حدثت خلال المحرقة . كفّوا عن ذلك ! " نحتاج إلى رؤية المزيد من ذلك النوع من الموقف .
لكن أنظروا إلى كلّ هذا الوضع فى الشرق الأوسط . هناك الحروب الإمبرياليّة التى لا تنتهى و جيوش الإحتلال . هناك التدمير غير المعقول . و هناك كلّ هذا التشويه على يد اللصوص الإمبرياليين الذى لم يتوقّف طوال عقود . و ما الذى يصعد فى علاقة بكلّ ذلك ؟ هؤلاء الأصوليين الإسلاميين المجانين الذين يصولون و يجولون فى محاولة منهم لمأسسة العنف و التخلّف و القواعد و القوانين الإقطاعيّة ، و لتحقيق هذا بإقتراف أعمال من العنف الذى لا يصدّق – ونعم ، عنف وحشي و عنف مقرف و لا شيء يبرّره . و من الصحيح مع ذلك أنّه حتّى و إن كان كلّ هذا العنف الوحشي يصوّر فى بعض أشرطة الفيديو وهو موضوعيّا مرعب ، فإنّ هذه الفظائع التى يقترفها الأصوليّون الإسلاميّون المتشدّدون لا تقترب إلى مدى و نطاق العنف الوحشي و الفظائع التى يقترفها النظام الإمبريالي ، بما فى ذلك إمبريالية الولايات المتحدة و عبر العالم ، طوال مئات السنين و تماما إلى اليوم . إنّ الجرائم ضد الإنسانيّة و الفظائع العنيفة المقترفة من قبل الولايات المتحدة و الإمبرياليّين الإمبرياليّين طوال السنوات كانت على نطاق غير مسبوق تاريخيّا . هذا واقع موثّق . لذا لا يجب أن ينسى الناس ذلك . فى الواقع ، كلّ من لا يدرك ذلك لا يدرك أنّ هذا يمثّل نقطة للنظر فى العنف الراهن و الفظائع الموثّقة جيّدا التى إقترفها الإمبرياليّون طوال أجيال عدّة . و هذا شيء أبرزه بوب أفاكيان فى مسار الحوار الذى يمكن للناس أن يتفحّصوه بأنفسهم . إنّه مداه الهائل بأكمله . دعونا لا ننسى من هم اللصوص الأكبر و من هم المجرمون الأكبر و المموّل الكبير للعنف الوحشي حول العالم ، و هم بالذات هنا فى الولايات المتّحدة و فى بلدان إمبرياليّة أخرى ، قادة هذه البلدان . و علينا أن نعي ذلك جيّدا .
لكن وبعد قول ذلك ، بداهة من المقرف لو كانت الإجابة و المقاومة المنظّمة حقّا الوحيدة لنهب هؤلاء الإمبرياليّين تنتهى إلى أن تبقى بيد هؤلاء الأصوليّين الإسلاميّين المتزمّتين الذين يريدون أن يمأسسوا النظرات الدينيّة المتخلّفة و أن يفرضوا القوانين القمعيّة و الإضطهادية القاسية على كافة المجتمع ، بما فى ذلك تقليص النساء إلى أدنى شكل من أشكال الملكيّة . و لا أحتاج المضي أكثر فى هذا . أعتقد انّه بديهي تماما أنّ نظرتهم للمجتمع ليست نظرة يُتطلّع إليها ، و هذا أقلّ ما يقال فيها ، و هم يسعون إلى فرضها بتعنيف الناس بالطرق الأكثر وحشيّة . و من الأشياء التى شدّد عليها بوب أفاكيان بصفة متكرّرة و أنا اشاطره الرأي فيها ، أنّهما لا يمكن أن يكونا الخيارين الوحيدين : مسايرة الإمبرياليّين و ما تسمّى بديمقراطيّتهم، ديمقراطيّتهم البرجوازيّة ، و التى هي بحدّ ذاتها مبنيّة على عنف و وحشيّة هائلة و لا تتوقّف ، أو مسايرة " البديل " الذى يطرحه الأصوليّون الإسلاميّون المجانين ... أي نوع من الإختيار سيكون ذلك ؟ علينا أن نقدر على القيام بما هو أفضل من ذلك ! لقد وقع العديد من الناس فى الإضطراب لأنّ على السطح ، توفّر الديمقراطية البرجوازية للإمبرياليين فى بلد مثل الولايات المتحدة بعض الحرّيات خاصة لبعض الفئات الأكثر إمتيازات من ضمن السكّان بيد أنّه لا ينبغى أن نسمح لأنفسنا بأن ننسى أنّها تقوم بذلك على حساب الشعوب فى العالم المضطهَدين و على حساب الناس المضطهَدين فى هذا البلد . و بعض الفوائد التى يمكن أن يتمتّع بها الناس بفضل الديمقراطيّة البرجوازيّة مبنيّة على دماء و عظام ( تماما ) أناس فى هذه البلاد و حول العالم . هذا من جهة ومن الجهة الأخرى ، هناك هؤلاء الأصوليّين الإسلاميّين الذين يريدون العودة إلى نوع من الخلافة الدينيّة الإضطهاديّة وفرض هذا النمط من الحكم على كافة المجتمع . هذان البديلان الرجعيّان لا يمكن أن يمثّلا الخيارات الوحيدة للشعوب حول العالم . و لا يجب أن يكون ذلك كذلك . هناك أساس للقتال ضد نهب الرأسمالية – الإمبريالية العالمية على قاعدة مستنيرة أكبر ، على قاعدة ثوريّة أكثر حقيقة ، قاعدة تبحث عن توحيد قطاعات عريضة جدّا من الإنسانيّة فى قتال للتخلّص من النظام الرأسمالي – الإمبريالي و عمليا لإيجاد نوع جديد تماما من المجتمع سيفيد غالبيّة الإنسانيّة و سيمضى قدما و ليس خلفا ، على قاعدة مستنيرة أكثر بكثير .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخّص الموقف الشيوعي الثوري من فيدال كاسترو و التجربة الكوبي ...
- الإنتخابات الأمريكية 6 : ما هي نواة فريق إدراة دونالد ترامب ...
- الإنتخابات الأمريكيّة 5 : بإسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمر ...
- الإنتخابات الأمريكية 4 : موقف الحزب الشيوعي الثوري من إنتخاب ...
- الحزب الشيوعي الثوري و القيام بالثورة فى الولايات المتحدة ال ...
- لماذا ينقرض النحل – و ما يعنيه ذلك للكوكب و للإنسانية
- الإمبريالية و الهجرة – مقالات من جريدة - الثورة -
- الإنتخابات الأمريكية 3 : نقد الشيوعيين الثوريين لمواقف الخضر ...
- كولمبيا : سيوفّر إتّفاق السلام التغييرات اللازمة للبلاد – كي ...
- مقدّمة الكتاب 25 عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للش ...
- الرئيس ماو تسى تونغ يناقش مظاهر البيروقراطية الملحق 3 لكتاب ...
- الثورة الثقافية فى الصين ...الفنّ و الثقافة ... المعارضة و ا ...
- تعميقا لفهم بعض القضايا الحيويّة المتعلّقة بالثورة الثقافية ...
- عشرسنوات من التقدّم العاصف – الفصل الأوّل من كتاب - الصراع ا ...
- إضطهاد النساء فى أفغانستان و النظام الذى ركّزه الغرب
- قتل بالسيف فى بنغلاداش : حملة الأصوليين الإسلاميين لإستعباد ...
- خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ( بريكسيت ) صدمة للنظام ال ...
- الإنتخابات الأمريكية 2 : ترامب و كلينتون وجهان لسياسة برجواز ...
- لكن كيف نعرف من الذى يقول الحقيقة بشأن الشيوعية ؟ - من ملاحق ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوه ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية من الجزء الثاني من - عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية -