أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - سوريا: ثور أبيض أبى أن يُذبح















المزيد.....

سوريا: ثور أبيض أبى أن يُذبح


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأني لا أحسن ترتيل الشعر للمنتصرين، لذا كنت أنوي تمرير مناسبة استعادة الجيش العربي السوري لحلب، دون مباركة.. وكنت أجهز كلامًا آخر، أحلم فيه بسورية (وليس غيرها مؤهل اليوم)، تقود محورًا عربيًا جديدًا للصمود، يصارع المحور الخليجي ومحور "الاعتدال" ويعيد للغة الرسمية العربية الكلام الذي يعتبرونه "خشبيًا"، وهو المتعلق بالتصدي لمنظومة النهب الغربية وقاعدتها المغروسة كخنجر في أرضنا "إسرائيل"، وأن تخرج سورية من أزمتها، عارفة أن أعداءها لن يتهاونوا في إسقاطها، وأن محيطها العربي هو المدخل الذي يأتونها منه، وليس أمامها خيار سوى الاندماح فيه، والاشتباك معه، وأنها يجب أن تذهب دومًا لآخر ما في السقف فيما يتعلق بالمقاومة، لأنها في كل الأحوال مستهدفة، وهي لا يمكن لها أن تسالم من أذاقوها المرعلى مدى خمسة أعوام أبدًا!.
لكن إعلام البترودولار، الذي أدمن، قلب الأحداث وانتزاعها من سياقها، والتجارة بالدم والآلام، يستفزنا، ويشركنا رغمًا عنّا في الحدث، حين يطرح حديثًا حول "معاناة أهل حلب".. وهي حقيقية.. لكن مسبباتها التي يعرضها "البترودولار" مزيفة، وهنا يتضح "الغرض" حين يستجلب متابعه من مدخل "إنساني" ثم يرميه في المعسكر الخطأ، الذي يريده هو ويريده ممولوه.
لذا علينا أن نجيب لماذا عانَت حلب؟
الحقيقة أن سوريا كلها وليست حلب (المدينة الصناعية الأولى في البلاد قبل 2011)، وحدها، تعاني.. ولكن ما السبب؟
علينا أن نعود للتاريخ، لنعرف أن سبب المعاناة في الأساس هو قرار الاستهداف الغربي الذي صدر في ظل إدارة جورج بوش في اجتماع كامب دبفيد بـ 15 سبتمبر 2001، الاستهداف كان مبيتا، وكانت دمشق هي المعدة لتلي بغداد بعد 2003 (بغداد التي تم احتلالها بفضل قواعد قطر والبحرين والتسهيلات الكويتية وتعاون بني سعود ثم دعم مبارك اللوجيتسي والسماح للقطع البحربية بالعبور من قناة السويس)، لكن السيناريو تعطل بسبب بسالة المقاومة العراقية ( المقاومة التي أغاصت أقدام الأمريكان في الوحل) والتي تلقت دعما (بضرف النظر عن مرجعياتها) من النظام بسورية، ثم قدم محمود نجادي الدعم لعدد من فصائلها تحديدا منذ 2006.
هذا هو السيناريو الأساس لما يحدث (إرادة الهدم الغربية)، والعقاب على السلاح الذي تم تمريره لحزب الله كي يحرر الجنوب في 2000، ويصمد في حرب 2006، والتأديب بسبب الصواريخ التي كانت تذهب إلى فصائل المقاومة بغزة، والقصاص من النظام الذي لا يزال ممسكًا بخيار رفض التطبيع، ولا يزال إعلامه يسمي "إسرئيل" بـ"العدو"، ولا تجمعه به سفارات ولا اتفاقات ولا مكاتب تجارية (هنا أصل الحكاية، ومنبتها).
نعود فنقول، الحراك في بدايات 2011، في مهده كان عفويا محكوما بأوضاع اقتصادية "مخلخلة" بسبب النهج الليبرالي الذي تبناه عبدالله الدردري (نائب رئيس الوزراء في الملف الاقتصادي، وأحد المفضلين لدى البنك الدولي، والذي قفز من المركب بسرعة، بل كان اسمه مطروحًا، حتى، لقيادة الثورة، رغم أنه كان العنصر السيء فعلا في هذا النظام!!!)، المهم أن الحراك انبنى على غضب من أحوال اقتصادية، ولا شك أن هناك من طمحوا في توسيع مساحة الحريات (الحقيقة أنه كان بالأكثر - لدى الشباب السوري- محكوما بحالتي مصر وتونس.. والرغبة في الثورة كثورة - كحالة نفسية تريد تمزيق الجمود وترغب في التجديد كهدف في ذاته).
لكن هذا " العفوي" حتى لم يخلو من نفس طائفي عدواني وكانت "روائح" التسلّف العفنة تفوح منه، ولم يكن النظام في سورية بريئا تماما من السماح للفكر الوهابي من الانتشار (وإن بسقف) بسبب علاقاته التي كانت قد قويت (بنسبة) مع ملوك السعودية، الأمن كان قاسيا، والحراك كان صبيانيا أحيانا وملوثا أيضا.. لكن ما سيلي هذه اللحظة، ليس كما قبله.. لأنه بعد هنا (بعد الأسابيع الأولى من الحراك)، لم يعد جماهيريا ولم يعد عفويا ولم يعد وطنيا أو اقتصاديا أو «حرياتيا».. لأن أطرافا أخرى خارجية، بدأت تقفز على الحراك، ولم تمتطيه فقط، بل اختطفته تماما.. حتى ما عادت هناك مساحة مشتركة مع ما سبق.. هنا كان الناتو يقصف ليبيا، ويهدمها ويهدها وينفيها من التاريخ، وكان السيناريو معدا بالضبط للتكرار مع سورية، لكن الامتناع الروسي والصيني عن تأييد قرار قصف ليبيا (بسبب أن قرار ليبيا كان محوّلا أصلا من الجامعة العربية بدفع خليجي عنيف)، تطور إلى فيتو حجب التدخل الخارجي ( بالمناسبة لماذا لا يبكي أحد الدماء الليبية أو العراقية اليوم، وهي كثيرة جدا للعلم، ويوميّة.. وبالمناسبة أيضًا هناك بخلاف قتلى القصف السعودي، 92 ألف يمني تسبب القصف والألغام في إعاقتهم، لماذا لا يذكرهم أحد أو يبكيهم؟!). من هنا، عرف المعسكر الأورو أمريكي، ان التدخل المباشر لن يمر، بسهولة، وعليه استعان بالخطة البديلة، خطته التي مارسها في أفغانستان ودول القوقاز أحيانًا، واستعاض عن تدخله المباشر، بجلب المرتزقة، وطوّف الصراع (جعله طائفيًا) ومذهبه، واستعاض عن الزي العسكري بزي الدواعش ورجال النصرة وأفراد الجيش الحر.. كان جون ماكين وهنري ليفي ورجال الدولة الفرنسيين الطامعين في إعادة احتلال سوريا (وإعاة عجلات الزمن وراء 1946) حاضرين جدا في المشهد، وخطط التقسيم كانت حاضرة أكثر، ومعلنة وصريحة.. وكانت صور ماكين مع أفراد " المعارضة" تخزوق العيون.
بدأ التسليح، وتشابك الخليج وبدأت جولات حمد بن جاسم ومخططات بندر بن سلطان الذي تولى المخابرات السعودية في 2012 ( وهو بالمناسبة سفير السعودية بأمريكا لأكثر من 20 سنة من 1983 إلى 2005)، وكان بندر على يمين "اوباما" نفسه يمد يده للصقور داخل إدارته، ويستحثهم بصرف النظر عن رخاوة "أوباما" نحو التدخل المباشر والعنيف (للعلم أيضًا، أوباما لم يكن متأخرًا عن التدخل وفي أواسط 2013، كان القصف على وشك، لولا أن حلف فيه الصين وروسيا وإيران كشّر عن أنيابه!).
ثورة تنادي بالحرية والاستقلال تتلقى دعما من أمراء قطر وملوك السعودية؟!.
بالتزامن، بدأت أحلام أردوغان التوسعية في البروز، وحلم بتوسيع حدوده الجنوبية ( وأردوغان كان من أقرب الناس للنظام السوري قبل الحدث).. بدأ هو الآخر في رسم أطماعه الامبراطورية، بالشكل الذي يؤمّن له تحجيم الأكراد ونهب حلب ولا يتعارض في الوقت ذاته مع " الناتو" الذي هو جزء أساسي منه ويده في الشرق.
أين الشعب السوري إذن؟
كانت السبع بحرات في 2011 (التي احتشد فيها ملايين السوريين) كافية لنعرف منها أين يقف الشعب الذي اختار دولته ونظامه - على مافيه- ضد مؤامرة تريد نفيه تماما، وبدأ الجيش (الذي يمثّل السوريين جميعهم، بحكم التجنيد الإجباري، بتركيبهم المذهبي الذي يجعل السنة أكثر من 65٪ ببساطة) يفعل ما يجب أن يفعله بالضبط، وهو حماية الدولة والشعب (الذي نزح إلى الأماكن التي تخضع لسلطة الدولة)، وبدأ في حربه على تلك الجماعات المسلحة والطائفية والمذهبية والتي تحولت (بمعنى الكلمة) إلى جيش في خدمة مخطط 2001.
هذا أصل الحكاية وسبب معاناة سوريا، أما عن العدو الصهيوني، فهو لم يتأخر أبدا عن تقديم كل ما يلزم لإسقاط النظام، فقصفه وحلفاءه بانتظام وبالإف 16 الأمريكية بانتظام من 2012.. ووفر دعما وعلاجا لمقاتلي النصرة (القاعدة) في الجنوب.
تلقى الجيش السوري، دعمًا من المقاومة اللبنانية، ومن عرب العراق، ومن كل من رأى وحش "الإمبريالية" الأمريكية، يزحف تجاهه، وتحولت سوريا، لـ«عنوان»، ربما كما كانت «فيتنام» يومًا باختلاف التفاصيل، والسبب في ذلك أن الجميع علم أن سقوط دمشق، معناه لا استباحة المنطقة وحدها، بل استباحة العالم كله، وغدًا كان سيقضم الوحش الأمريكي، ما تبقى من العراق، ثم إيران، والخليج نفسه، ثم روسيا ذاتها، كانت ستصير بمفردها، بلا نصير في المنطقة العربية (قلب العالم)، وسيناريو دعم جماعات "إسلاموية" متطرفة قابل جدًا - بحكم التنوع الديني الكثيف في روسيا الاتحادية- للتطبيق، وهي أدرى بذلك.. كانت معركة سوريا معركة وجود لا معركة في قطر ودولة لها حدود، هذه هي الحقيقة التي لا يفهمها كثيرون، ولا يفهمون أن العدو هو الذي أراق الدماء، وأن انتصاره كان سيعني دماءًا أكثر وأكثر!.
تلك هي القصة.. وكل من لا يريد أن يراها هكذا، فهو ببساطة يريد صرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية، ويريد للدم أن يستمر في حلب.. لأن امتناع الدم لا يتحقق إلا بهزيمة هذا الجيش الغربي ( صاحب اللحية) في حلب.. وأن يستردها الجيش ( نقطة على السطر).



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توثيقي: كيف دعم جيش الاحتلال الصهيوني العناصر المتمردة في سو ...
- ممالك الخليج.. ميراث الاستعمار، وأطماع الحاكمين
- شركات الدواء الأجنبية.. ودهس المريض
- عن قرار ضم الصناديق الخاصة للموازنة المصرية.. وارتباطه بأجند ...
- بتوجيه من البنك الدولي.. الأمن الداخلي المصري يتجه -رويدًا- ...
- الحدود في الشريعة.. التعمية والتشويش، أولًا؛ التجارة والاستث ...
- المعول عليهم في الثورة.. وبين الخفير والناهب صاحب القصر!
- في أي سياق يمكن أن نقرأ قصة (فرعون) موسى، و(دين) قومه؟
- هل هي عولمة، حقًا؟ أم شيء آخر؟
- هل انتهت الاشتراكية حقًا، في روسيا؟
- كلمة أخيرة عن -نموذج- زويل المراد تسويقه.. خلف الدموع الكاذب ...
- أنور السادات وتلفيقات البيان الأول لثورة يوليو
- عن عدنان مندريس (حليف الصهيونية، والأطلسي الأول) الذي يبكيه ...
- الاتجار بالدماء: بَروَزة العمل الإرهابي بحسب إمكانية الاستثم ...
- من الطالب الشهيد عبدالحكيم الجراحي إلى الاحتلال الانجليزي: س ...
- عن دراما رمضان 2016.. بين كثافة الإنتاج، وغياب التوأمة بين ا ...
- (صنافير وتيران).. اللتان تتحكمان في ملاحة خليج العقبة
- المدان الحقيقي في تسريبات بنما!
- صلّوا لأجل 10 مليون أفريقي قتلتهم بلجيكا!
- هل أتاك نبأ إسلام التتار؟.. بقلم: السيد شبل


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - سوريا: ثور أبيض أبى أن يُذبح