|
فبأي حق يُقتل «النايف» مرتين
وسام فتحي زغبر
الحوار المتمدن-العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 18:21
المحور:
القضية الفلسطينية
للأسف الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تخطوا الحدود وداسوا على كرامات الشهداء والمناضلين، والتي كان آخرها تصريحات عضو مكتبها السياسي جميل مزهر الذي اعتلى منصة انطلاقة الجبهة الشعبية بغزة وبدأ بالتهريج والرقص على دم الشهيد عمر النايف وتوجيه سهام اتهاماته مرة أخرى إلى مناضلي شعبنا ومنهم السفير المناضل أحمد المذبوح. للأسف الرفاق في الجبهة الشعبية يخطئون المرة تلو الأخرى ويحملون أوزارهم للغير ويبرأون الاحتلال الذي يواصل الإعدامات اليومية والقتل والاستيطان والتهويد والحصار داخل فلسطين، والذي اعدم واغتال آلاف المناضلين في الشتات وفي مقدمتهم شهداء حي الفاكهاني في قلب العاصمة اللبنانية بيروت من الجبهة الديمقراطية وحركة فتح، وكيف اغتال الموساد الشهيد خليل الوزير في قلب العاصمة التونسية والشهيد محمود المبحوح في الإمارات، واغتال الشهيد خالد نزال في اليونان والشهيد فتحي الشقاقي في جزيرة مالطا ومانديلا فلسطين الشهيد عمر القاسم عندما رفض تقديم العلاج له في سجون الاحتلال، والرئيس الراحل ياسر عرفات في قلب المقاطعة برام الله، وأبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية في وسط رام الله، بل يوجهون سهامهم إلى المناضلين من أبناء شعبنا. لا يدري الرفاق في الجبهة الشعبية وجماهير شعبنا أن الشهيد عمر النايف دمه في رقاب قيادة الجبهة الشعبية لأنهم هم من أثاروا قضية وجوده داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا فاخبروا القاصي والداني أن النايف في داخل السفارة، ناهيك عن علمهم عن عدم توفر حراسات للسفارة سوى من الأمن البلغاري ولم يستطيعوا حمايته بل أصروا على إجراء الاتصالات معه من كل حدب وصوب، وكانوا على علم بزيارة رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف لدولة الاحتلال ورغم ذلك أصروا على التخلص من النايف وحمل قميص عثمان من جديد بتحميل مسؤولية قتله للأبرياء من أبناء شعبنا. للأسف الرفاق في الجبهة الشعبية أصبحوا خارج المسؤولية الوطنية عندما برأوا الاحتلال كما فعل أخوة يوسف وبرأوا أنفسهم من دم أخيهم، ويحملون اليوم قميص عثمان من جديد. فمن يبرئ الاحتلال اليوم من جرائمه لا يحق له المطالبة بمراجعة شاملة للقضية الفلسطينية اليوم وغدا. للأسف وقعتم في الفخ ولم تتعلموا من تجارب الماضي. فمن اغتال بالأمس القائد سامي أبو غوش أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، ووديع حداد مسؤول العمل العسكري في الجبهة الشعبية، أليس هو الموساد الإسرائيلي الذي خطط وقاد عمليات تصفية ضد قيادات في منظمة التحرير الفلسطينية في أوروبا وفي لبنان، وقد تمت التصفيات في مكاتب، ومنازل وسيارات. وحسب منشورات أجنبية استمرت مثل هذه العمليات ضد المقاومين الفلسطينيين أو كبار رجالات حزب الله بين الحين والآخر وحتى اليوم. ووفق مقال أوردته صحيفة "معاريف" العبرية للكاتب الإسرائيلي يوسي مليمان في شهر شباط فبراير 2016 حول ملابسات اغتيال عمر النايف في بلغاريا، قال فيه: رجال المهمات في وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد الإسرائيلي، خبراء في اقتحام مثل هذه الأهداف ويقصد السفارات. وسواء صفى الموساد عمر النايف أم لا، فالمشتبه الأساس هو إسرائيل، بسبب حقيقة انه كان مطلوبا. حكومة الاحتلال لن تعقب بالطبع، ولن تتناول الموضوع. واذا كانت إسرائيل ضالعة في ذلك فان هذا سيكون عملا للموساد الذي مسؤوليته هي العمليات الخاصة خارج حدود كيان الاحتلال. ويشار الى ان رئيس الموساد يوسي كوهين، شدد مع تسلمه مهام منصبه الجديد آنذاك على أنه يرى احدى مهامه الهامة هي الحفاظ على قدرة الجهاز التنفيذية. للأسف يسقط الرفاق في الجبهة الشعبية مرة أخرى في الفخ من خلال محاولات بعض الموتورين الاصطياد في الماء العكر، والدفع باتجاه تعكير العلاقات الوطنية الفلسطينية، من خلال تلفيق الروايات والقصص حول مأساة استشهاده بعد وصول نتائج التحقيق في اغتيال الشهيد عمر النايف لدى قيادة الجبهة الشعبية في لبنان وسوريا والضفة وغزة. فبأي حق يتم اغتيال الشهيد عمر النايف مرتين، مرة بتصفيته ومرة أخرى بتبرئة الاحتلال والتكتم عن كشف حقيقة المتورطين في اغتياله. ولا أدري لعل البعض يريد النيل من النموذج الجديد الذي قدمه السفير أحمد المذبوح للعمل الدبلوماسي بصفته سفير دولة فلسطين في بلغاريا بفبركة وتشويه سمعته الشخصية والنضالية وتهديد حياته، ولا سيما أنه معروف عنه أنه مناضل أصيل في صفوف الجبهة الديمقراطية، قاتل في لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وناضل في صفوف الجالية الفلسطينية في موسكو. فأختم مقالي بالقول: إذا لم تستحي فافعل ما شئت.
• كاتب صحفي فلسطيني- قطاع غزة. 13/12/2016
#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطينيون في ذكرى نكبتهم: من تحرير فلسطين إلى إدارة الانقس
...
-
تصريحات -صلاح بردويل- تسقطه في وحل التيه السياسي وتعميق الان
...
-
عاش ال22 من شباط يوماً وطنياً لانطلاقة الجبهة الديمقراطية بق
...
-
المشروع الوطني الفلسطيني .. إلى أين؟؟
-
الانقسام ... وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني
-
في الذكرى ال43 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حوا
...
-
ذكرى النكبة في زمن التغيير العربي
-
المفاوضات ومصير حق العودة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|