ياسر سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:25
المحور:
القضية الفلسطينية
ما كان لنا وفي كل الاحوال الا ان نتوقف عند الموت وعلاماته والضعف البشري وآياته شامتين او ساخرين, مهما كان ظلم وتعسف ودموية وبطش من وقع عليه قدر الله واصابه المكتوب والذي ليس منه مفر ولا هروب. ان العاقل إذ يرى الضعف الانساني خصوصا عندما ينزل بالجبابرة ويقصم ظهور المتكبرين ويخسف الظالمين ليس له الا ان يراجع نفسه فيما ملّكه الله من اسباب القوة والنفوذ مهما تعاظما او صغرا, هل تعامل ويتعامل مع حوله من البشر والاحياء من خلال اوهام تنفجر في وجهه عواصف والغام ام من خلال حقائق الموت والحياة والبلاء وقدراته البشرية المحدودة وقد غابت عنه اهم واخطر تواريخ مسيرته الدنيوية ومواعيدها, الموت والرحيل الابدي والاخير وكيف يكون. ليس لنا ونحن نرقب الموت وعلاماته تعصف بشارون الرجل الذي انفق سنوات عمره وخبراته العسكرية في قتل الابرياء وتشريدهم وفي تمزيق العائلات وتدميرها وتخريج أجيال من الايتام والمعذبين والمشردين والمقهورين, ليس لنا ونحن نرقب الموت الا ان نتوقف متدبرين خاشعين ندعو الله لأنفسنا بجميل الخاتمة وحسن العاقبة والمآل.
شارون الرجل القوي وذو النفوذ الاسطوري والذي كان يحكم إسرائيل ويتحكم بأقوى لوبي في أقوى دولة في العالم, الرجل الذي نال من المديح والاطراء والتقريظ الشىء الكثير من حكام العالم وسياسييه ومنهم عرب ومسلمون خوفا من جبروته وبطشه وطمعا في نفوذه وسطوته, هو بين الموت والحياة وقد أعلن الاطباء عن اصابته بالشلل النصفي. ربما يتمنى شارون الان الموت وقد اصابه ما اصاب احمد ياسين والذي إغتاله شارون وهو عائد من مسجده فجرا, ربما يرى شارون في سريره وهو مقعد طيف الشيخ ياسين بإبتسامته الحادة والجادة والعجيبة تحاصره وتكاد تخنق انفاسه. في حين ليس لنا مع كل ما اصابنا من الظلم والاضطهاد على يد شارون وقوات الاحتلال التي قادها عسكريا وسياسيا الا ان نتوقف متدبرين ومتفكرين في مسالة الضعف الانساني, غير ان ذلك لا يمنعنا لا بل ويجب ان يدفعنا للتأمل والتفكر, بأن قوة الانسان الحقيقية في هذه الحياة القصيرة تكون في قوة مبادئه الداعية للعدل والانصاف والرحمة لا بقوته المادية والعسكرية والتي لا تغني عنه إن وقع أمر الله شئيا ولا تدفع عنه قدرا.
#ياسر_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟