فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 19:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعوام عديدة و المجتمع الدولي منهمك بالتحاور مع النظام الايراني و أصرت و تصر اوساط دولية معينة على أهمية اللجوء لمنطق الحکمة و التعقل عند التصدي للملف النووي الايراني، هذا الاسلوب الذي يفضله النظام الايراني أيضا(لکن في الظاهر فقط)، من المفترض انه و بعد کل هذه الاعوام التي إنسلخت من عمر الزمن وخصوصا بعد الاتفاق النووي، قد قاد الى ثمة مفترق و نتيجة إيجابية ما، فهل حدث شئ من ذلك ولاسيما بعد مرور عام على توقيع الاتفاق النووي؟ ليس من المرجح بل و من المؤکد أيضا بأنه لم تکن هنالك من أية نتيجة إيجابية إطلاقا وانما يجدر تسميته و تشبيهه بجدل بيزنطي عقيم بالنسبة للمتحاورين مع النظام الايراني، أما بالنسبة للنظام الايراني، فقد کان و لايزال الطرف الاکثر ربحا و استفادة و استغلالا لمسألة التحاور و يکاد أن يکون اسلوبه أشبه بصاحب مصنع جشع يمني على مر الوقت العمال بأرباح کبيرة لکن من دون أن تکون هناك من نتائج واقعية لما يمنيهم به، النظام الايراني و طوال الاعوام المنصرمة و بشهادة مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية نجح الى حد بعيد في خداع المجتمع الدولي و التمويه عليه و لم يکن للمجتمع الدولي من نتيجة سوى الذهاب من طاولة مفاوضات الى أخرى ومن جولة مباحثات الى جولات أخرى و هکذا دواليك.
ملاحظة مهمة جدا من المهم الاشارة إليها، وهي ان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، کان الطرف الوحيد في العالم الذي نبه المجتمع الدولي الى هذه الحقيقة و أکد على أن النظام الايراني يستغل عامل الوقت و يوظفه لصالحه بخبث بالغ، وأکد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و في شخص أبرز قادته و لاسيما قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي الذي أشار مرارا و تکرارا الى ان هذا النظام لايفقه أي اسلوب سوى اسلوب القوة ذلك لأنه نظام قمعي بني و شيد اساسا على لبنات العنف و السطوة و القوة و هو لا ولم ولن يؤمن بالحوار و التواصل و الاتفاق مع الاخرين وانما يؤمن بقمع و إقصاء و نسف الاخرين بکل الوسائل و السبل المتاحة و غير المتاحة، ومن غير المعقول التعويل على حوار و تفاهم مع نظام يؤمن بهکذا نهج استبدادي، وان الحوار و منطق الحکمة لمن يؤمن به و ليس لمن يرفضه و يتجاهله عن قصد و سابق إصرار.
وقد وضعت الندوة الدولية التي تمت إقامتها في البرلمان الاوربي في بروکسل النقاط على الاحرف عندما أکدت إستحالة المراهنة على هکذا نظام عدواني يتمادى في إنتهاك مبادئ حقوق الانسان و تصعيد الاعدامات ضد الشعب الايراني، وإن الطريق الوحيد هو المضي قدما في سياسة حازمة و صارمة تجاه هذا النظام بحيث تجبره على الانصياع لمطالب المجتمع الدولي بمراعاة حقوق الانسان في إيران و عدم إنتهاکها من خلال آلية ربط إلتزام النظام بمبادئ حقوق الانسان بقضايا التعامل الاقتصادي معه کما دعت الى ذلك السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في أکثر من مناسبة.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟