أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية حاسمة














المزيد.....

الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية حاسمة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 21:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية حاسمة


ظاهرة الأختلاف الفكري بين أحزاب الإسلام الكبرى وهما الشيعة والسنة لا يعدو في حقيقة الدراسة التأريخية النقدية الفكرية إلا نتاج تعارض في القيم الرأسية التي يمثلها زعماء وقوى قادت مرحلة فكرية مهمة ومحورية، هي فترة الإرهاصات التكوينية الأولى لمجتمع الإسلام الجديد، فكلاهما يعبران عن نتاج أسس ومقدمات ومعطيات سابقة وأخرى حادثة يمثلان صراع بين ماض لا بد أن ينتهي وحاضر لا بد له من الأستمرار بمنهجية مغايرة، هذه الصراعات ليست فقط صراعات أفكار بل أيضا صراعات زمن ومكان وطبيعة تنتج جميعا قراءات متأثرة بذلك ولا تنفك عنها.
إنها ما يسمى بالصراعات التطبيقية لمرحلة التحول التأريخي المفصلي في حياة الإنسان بقدر ما يمكنها من أنتاج أفكار جديدة تقود فعلا للتحول وليس بالضرورة أن تغير فقط للمفاهيم الواقعية، ما حدث يمكن تقريبه تماما وتشبيهه بالصراع بين الفكر الرأسمالي الأوربي والفلسفة النظرية الشيوعية التي تحولت لاحقا إلى نظام سياسي وأقتصادي مهم قاد القطب المقابل للفكر الأول ومناقض له وفي صراع جوهري، وكلاهما نتاج طبيعي وأساسي للثورة الصناعية الأوربية والتحولات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية والفكرية التي نتجت عن تسيد المال والآلة في واقع الوجود البشري.
الأعتراض بين هذه المقارنة تثار عند بعض المتأسلمين معتقدين أنها تجاوز على المقدس الرباني وأعتداء على ما يسمونه الظلم في المقارنة البينية بين الإسلام كدين وبين الصراع الأوربي الفكري المادي، لأن الأول يمثل ظاهرة الإيمان والسماء المقدس والثانية تمثل الكفر والإلحاد، الحقيقة المؤلمة أننا كشعوب منفعلة لا قارئة ومستقرئة للحوادث التأريخية ولا يهمها أن تفتح العقل على مصراعيه لتمارس بكل جرأة نقدها العلمي لكل ما يطرح داخلا أو خارجا في دائرة الفكر، فهي غارقة للهامة في تأريخية الصراع ونتائجه ويهمها فقط أبطال الصراع تمجيدا وكرها، وحتى عدم تقبل أساس أي فكرة تطرح للنقاش حول جوهرية الموضوع بالأساس، ويستفزها عنوان لا أكثر فسرعان ما تنتقل بكل إرثها من الكراهية للهجوم دون تحليل ونقد علمي، لو أن فردا عقلانيا ناقش القضية السابقة بأبعادها من حيث جوهر الموضوع لا من شكله سيجد نفسه محاطا بالكثير من الحقائق والكثير من المفاهيم والأفكار التي يجب أن تقرأ بعلمية نقدية بعيدا عن العاطفة وردات الفعل الاستفزازية.
فالحقيقة التي لا يرغب بذكرها أو حتى مناقشة أساسها فهي يدرجون في كتب المسلمون وصفها وأبطالها ودوافعها وحتى الصغيرة والكبيرة فيها، هم أصلا أنقسموا تأريخيا وهذا ما لا يخفى ولا ينكر بعد وفاة الرسول ص إلى مهاجرين وأنصار، ورفعت الرايات على هذا الاساس حتى حدث ما حدث بالسقيفة وأنتهت الأزمة ظاهريا بأنتخاب الخليفة الأول رض، ثم بقى محور الصراع كامنا في النفوس المتنازعة سلطان الناس خاصة بين أهل ومدرسة مكة المحافظة وشعب المدينة متعددة الروى، لتنتصر أخيرا مكة من خلال مدرستها المحافظة القبلية التي مثلها معاوية بصورتها الملكية المتشددة ضد مدرسة المدينة الراشدة والقائمة على الشورى.
هذا التحول هو الذي أولد الصراعات اللاحقة كلها وأنتج لنا ظاهرة تعدد المذاهب المتنافرة بينها على عامل مشترك وواحد لا خلاف فيه ولا عليه وهو محفوظ في كتاب لا يضل ولا ينسى، وإن أشرت للسنة والشيعة تحديدا باعتبارهما أكبر حزبين سياسيين في الإسلام دون الدخول في تفاصيل المذهبين، ولكنه تحول في صراع القيم وصراع الفهم وصراع القراءات، هذا بالضبط من حيث جوهرة الفكرة التي أسست لصراع الرأسمالية والشيوعية في أوربا أبان فترة الثورة الصناعية وأيضا دون الدخول في التفاصيل الفلسفية للفكرتين.
الصراع السياسي والأجتماعي ويتبعهما أو يقودهما الصراع الفكري عادة ما ينتج مرة عن تعارض قيمي أو فهمي للقيم، ومرة عن تضاد هذه القيم وخضوعها للتنازع الفكري لتتحول مع الزمن إلى صراعات مغلفة بعناوين أكبر من الأساس الذي نشأت من أجله أو فيه، وأيضا وعادة ما يستمر هذا الصراع ولا ينتهي بل يتطور بالكم الهائل من الرأي والرأي الأخر دفاع وهجوما لنصل في النهاية إلى حالية عدم القدرة على الرجوع إلى النقطة المفصلية التي ثارت من أجلها أول شرارة تنازع وأختلاف، والسبب في ذلك كله يعود لأن المحرك الأساس الذي أنتج هذا الصراع باق وفاعل وهو القراءات الذاتية للحدث وأعتباطية المقاييس وأسس الحوار اللازم، مع الأسف أن الكثير ممن لا يرى صلة بين المثالين لم يناقشوا هذه الفكرة بل يهمهم العنوان دون الدخول في تفاصيل الفكرة ونقد المسار المنهجي أو ممارسة النقد الواقعي على خطوات المنهج في الوصول للنتيجة السالفة، المنتقدون أبدا لم ينظروا لهذا الجانب الجوهري والأساسي بل ذهبوا بعيدا نحو طائفيتهم وصراعات المذاهب.... وكأنما النتائج الأخيرة هي المقياس الفكري بعيدا عن أسبابها ومسبباته الأولى.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5
- الرب في بيت الجدة
- قريبا من النقد ... قريبا من الحب
- حوار صامت4
- حوار صامت3
- حوار صامت2
- حوار صامت
- صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
- غائية الدين ونهاية الإيمان
- علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية حاسمة