|
اليابان الكوكب الاخر واخلاق الشوارع ...وهل الشريعة الاسلامية تبني مجتمع
يعقوب يوسف
كاتب مستقل
(Yaqoob Yuosuf)
الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 00:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اليابان الكوكب الاخر واخلاق الشوارع... وهل الشريعة الاسلامية تبني مجتمع سنبقى ندق وندق على الصنم الحديدي ما دام فينا نفس، اليابان ليست بلد التكنولوجيا والاختراعات فحسب رغم ما يقدمونه لنا من تقنيات مذهلة تبهرنا بين اللحظة والأخرى وخاصة ونحن في عصر الانترنت الذي يقدم لنا كل جديد من انحاء العالم بسرعة فائقة بل لم نعد نستطيع مواكبة كل ما يقدم لنا، وانما ما نسمعه وما نراقبه من اخبار المجتمع الراقي في طرق التربية والتعليم التي هي أساس الحضارة وكيف يتم تعليم الأطفال على الممارسة الفعلية في التعامل الأخلاقي في المجتمع حيث يتم اخذ الأطفال الى الشارع ليجربوا بأنفسهم عمليا كيفية التعامل مع الاخرين في دروس الاخلاق التي اعجبتهم واعلنوا انهم سيمارسونها في حيلتهم اليومية في الشارع بحماس، الم يقل المثل العلم في الصغر كالنقش عل الحجر، خاصة عندما تكون التربية صادقة نابعة من القلب ، انها تربية الشارع التي نحتقرها نحن لما نراها من سلوكيات وفضائح واحاديث ساقطة يخجل منها كل انسان سوي. هل اليابانيون فعلا لا يكذبون، هذا الكلام غير منطقي على الاطلاق لإنه لا يوجد شعب مثالي ولم تتحقق جمهورية افلاطونية إلا في باطن الكتب وفي تمنيات الفلاسفة، فاليابانيون ومعهم شعوب العالم الاخرى كلها فيها الصادق وفيها الكاذب لكن يحكم هؤلاء جميعا معايير ثابتة تتمثل في حكم القانون والتربية النابعة من الأديان والتراث والأعراف الاجتماعية الصارمة وما عدا ذلك فهو انحراف تعالجه الاحكام القانونية للدولة. . حدثني أحد الأصدقاء عن موظف سافر في السبعينيات الى اليابان للتدريب لمدة ثلاثة أشهر وبعد أيام تعرف على زميلة له في الدراسة وارتبط معها بعلاقة صداقة حميمية، لكنه تفاجأ ان زملائه في الشركة ابلغوه ان عليه ان يقطع علاقته بهذه الفتاة ويحاول إقامة صداقة مع فتاة أخرى لأنهم يقاطعونها بسبب سلوك والدها الذي يمتلك العديد من العقارات في التهرب الضريبي ثم يقول لي انظر الفرق الشاسع بيننا وبينهم، إنه ليس مجرد فارق علمي او تكنولوجي وحسب، انه منظومة متكاملة من المعايير والسلوكيات الأخلاقية والاجتماعية، وقد كتب هذه الحادثة فعلا في كتاب له وهذا الموضوع يعود الى ما قبل عام1977 سنة صدور الكتاب. بمثل هذه المعايير الفلسفية التي نسخر منها نحن المؤمنين المتدينين، تطورت اليابان وتطور الغرب كله، نحن نتكلم بالدين ونتباهى بالتهرب الضريبي ونعتبر ذلك شطارة ونتفاخر بهؤلاء الرجال اللذين يتحولون بعد مدة قصيرة من رجال المال والوجاهة في البلد او يرتدي العمامة فيقف في المنابر يتحدث عن العفة والقناعة والأخلاق الحميدة والصدق، وجميع الناظرين الصاغرين له يعرفونه جيدا ومن اين نزلت عليه الثروة، يعرفون انه يكذب ولكنهم منافقون أيضا عندما يصفقون له ويعجبون بحديثة البليغ. هذا الانفصام ليس غريبا بل من الواقع الاجتماعي والديني المفروض على هذا الانسان ومحاولة البعض التهرب من هذا الواقع يدل على إنسانية هذا الفرد وعيشه في ومحاولته التمرد والانفلات من هذا الزيف والفساد خاصة اللذين يلدون ويتربون في اسر قليلة العدد نال فيها افرادها نسبة كبيرة من الاستقرار والحنان والثقافة العالية. إلا أن مشكلة هؤلاء انهم غير قادرين على تغيير الواقع الفعلي ليجدوا أنفسهم اما مستسلمين لهذا الواقع المريض او يعيشون في تمرد داخلي او يتركوا البلد ليعودوا فيخلقوا فراغا من جديد في بلادهم تستغله الأنظمة الفاسدة والملتفين حولهم. في برنامج على احدى القنوات الفضائية حول الهجرة، تحدثت فتاة متربية في عائلة كلها من ثقافات عالية في احدى دول الخليج اضطر والديها إدخالها مدرسة اجنبية هناك لتكمل دراستها وفي النهاية وجدت نفسها في (لندن) فهل هذا هو الحل. وهل لدى الباحثين عن الشريعة القدرة على تغيير سنة نبوية تقول لهم الكذب في ثلاث، والكذب هو الدعامة الأساسية لبناء المجتمع وتطوره، وهل يستطيع أحد ان يبني امة من غير مصداقية، اليست العقود والتفاهمات الدولية كلها مبنية على المصداقية وحسن النية، فاين تجد هنا حسن النية في مجتمع (لنقل ينصحك بالكذب لتمشية امورك) (قالت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي الله عنها -: لم أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل لامرأته والمرآة زوجها). ولاتنسى يا عزيزي القاريء مفهوم التقية وقد قيل عنها الكثير. . تعودنا فقط على اللغو الفارغ، ذهبنا الى البلد الفلاني فرأينا اسلام من غير مسلمين، وفي بلادنا مسلمين من غير اسلام! ساتكلم هنا عن معركة أوطاس التي جرت بعد معركة حنين ونرى هنا كيف امر رسول الإسلام ان يجمع السبي والغنائم الذي اخذها المسلمين من الغزو والتي بلغت ستة آلاف رأس من السبايا والإبل أربعة وعشرون ألفا والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة، وأخذ المسلمين الكثير من السبايا يوم حنين وأوطاس، وكانوا يتكرهون نساء السبي إذا كن ذوات أزواج، فاستفتوا رسول الله في ذلك فنزل {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يريد ملكت أيمانهم من اللاتي سبين ولهن أزواج كفار فهن حلال للسابين والنكاح مرتفع بالسبي، وفي حديث اخر: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين بعثا إلى أوطاس فلقوا عدوهم فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله تعالى في ذلك والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن. لاحظ اخي الكريم من تفاصيل هذا الحدث من هم المسلمين ومن هو الإسلام لنقرأ تفاصيل غنائم الحرب: 6000 راس من السبايا، يحسب البشر بالرؤوس كباقي الأشياء والحيوانات 24000 من الابل اكثر من 40000 راس شاة 4000 اوقية فضة اذن هذا هو كل ما يهم الإسلام فلم يذكر احد من الرواة على سبيل المثال آمن بالاسلام 6000 انسان بل كلهم رؤوس وسبايا، اليس هؤلاء من اللذين قال عنهم القران الكريم (ان خلقناه الانسان في احسن تقويما) ومؤمنيه لا يحافظون على هذا التقويم. والاهم في هذا الحدث ان المسلمين كرهوا اغتصاب السبايا لكن هذا ألاله أنزل عليهم آيات تأمرهم بالاغتصاب (هل يعقل هذا الاله يامر والعبد يرفض). طبعا هذه اول وآخر مرة يتحدث التاريخ الإسلامي عن مثل هذه الحالة لان هؤلاء المسلمين، وإن كانوا من خلفية الصعاليك وقطاع الطرق فهم أيضا كانوا من خلفية ما سماه الإسلام العصر الجاهلي الذي كانت قيمه راسخة في اخلاقهم وسلوكهم، ولهذا كانوا أكثر اخلاقا وانسانية من الاله الذي يعبدونه. اما فيما بعد فإن المسلمين تحولوا الى العقيدة التي رسمها لهم الإسلام الجديد فلم يعد هناك اسلام ومسلمين لانهم باتوا حالة واحدة. وعندما يدرس الطالب المسلم اليوم هذا التاريخ هل سيتمكن من التفاعل مع متطلبات الواقع الحالي والتعايش معه؟ وهل هذه ستبني امة قويمة قادرة على بناء (حضارة) وقادرة على بناء مجتمع أخلاقي وذو مصداقية مجتمعية أولا ومصداقية دولية ثانيا؟
#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)
Yaqoob_Yuosuf#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصائب قوم عند قوم فوائد .... ام فوائد قوم عند قوم فوائد
-
أخلاقيات حق المرأة في الإجهاض ... وحلم هيلاري كلنتون القديم
...
-
لعبة ترامب وأزمة المسجد الأقصى في الانتخابات الامريكية ....
...
-
الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف
...
-
الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف
...
-
الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف
...
-
من قصة أبو محجن الثقفي وأكذوبة تحريم ألخمر
-
بمناسبة تحريم بيع وصنع واستيراد الخمور في العراق ....كل شيء
...
-
لتاجر المفلس يراجع دفاترة القديمة كلمات استنكار في جريمة إست
...
-
صالح مهدي عماش مثال من امثلة الاستهتار في حكم العسكر في العر
...
-
هل حققت الثورات التي كانت تعد في السراديب المظلمة شعاراتها ا
...
-
على هامش اليوم العالمي لمحو الامية ...تحرير طلبتنا من المناه
...
-
علموه المحبة فاعطى الحياة للاخرين
-
سيدنا رحمه لوالديك هات ايدك
-
نظام المحاصصة ومآسي محاصصة المحاصصة في العراق
-
كلب بن كلب .... الكلاب مقياس من مقاييس التفاوت الحضاري بين ا
...
-
الارهاب من جديد
-
اللي عندو سكن ما عندو وطن
-
كان فعل ماضي في تعزية أهالي الكرادة الطيبين
-
اعطني حريتي ... اطلق عقلي
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|