أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - الهرم الذي لم يهبط














المزيد.....

الهرم الذي لم يهبط


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    


مادامت الحروب قائمة فنحن في أزمةٍ إنسانيةٍ عاجلة , ونقصٍ في إنسانيتنا المعاصرة , ربما لم تتطابق عقولنا مع أرواحنا بعد , ولا تزال هناك ثغرة في دنيانا , نبحث عنها في ذواتنا أو حولنا .
منذ القديم وضعت الأساطير مهداً للحقائق ولم تنفذ ولكنها أنارت دروب الملايين من أجدادنا , ونزلت الأديان لتنير بعض هذه الحقائق ولكنها أيضاً لم تنفذ , فالإنسان يتألف من ثلاثة أهرام أو أربعة تطابقت ثلاثة ولا يزال أحدها مفقوداً , ربما لم يهبط بعد ..
عندما هبط آدم من الجنة هبوطاً من مستوى إنساني كامل إلى مستوى بشري , لم تنقل صورته إلى هذا الهبوط كاملة , ولذلك قالت الملائكة أنه سيعيث في الأرض فساداً لأنه ترك في الجنة إنسانيته المتكاملة , لم يستطع العبور دون أن يخلع هرماً وينساه ,هذا الفراغ في العقل جعل الإنسان على الأرض مُستقبِلاً لكل الطاقات الضائعة والشريرة , لتتمركز في فجوته المنتقلة أثناء العبور والتي فقدها كفقدان عذريته .
ماذا فقدنا عاجلاً في الأرض , كل شيئ أم نصفنا أم ثلثنا أم ربعنا ؟
وما الذي تحكم بنا لنصل إلى إنسانية متجبرة مطلقة ظناً منا أنها القوة التي تحمينا في الكون .
ما الذي يثبت لنا أن الحروب والتجبر هو القوة التي تواجه تغيرات الكون , أليس من الممكن أن نكون مخطئين أم أن خوفاً بداخلنا يتصعد عالياً نحو السماء ليلامس الهرم المفقود بين الأرض والسماء .
تنافي حقيقتنا حقيقة آدم في الجنة وتبعث مخيلتنا لنكتب قرار البشرية الصماء , كلما نظرنا نحو السماء أُعيد نظرنا نحو الأرض , ليتنا نسأل لما هذا الضعف في مخيلتنا وأرواحنا .
تنبعث الأساطير لتكاد تكون قوةً تقودنا نحو إيجاد ما فقدناه في مراحل تطورنا , وتقوم منهجية العلم على كبت هذه الحقائق , مع أن الإنسان لم يستطع أن يكون عالماً لولا بصيرته, وإن هذا العلم يخترق كل هذه الحقائق , وكل اختراعاته العلمية إما لتدمير ذاته الإنسانية أو لبناء هذه الذات محاولة فاشلة لإختراق الروح والحقيقة الإنسانية .
لم تجدي أي من الأبحاث والعلوم الدنيوية نفعاً في اختراق حقيقة الإنسان وإنما فقط لتدمير أو إعمار دنياه التي هي منزل جسده الفاني .
كل تقدم له هو بمثابة رفاهية لهذا الجسد , وتطير بنا الفكرة إلى أن الإنسان سيبقى عاجزاً عن ربط الأساطير والحقائق بالهرم الثالت أو الرابع الذي فقده أثناء عبوره نحو إنسانية الأرض , فقد الكثير .. ولكن ما هو هذا الهرم وماذا يحمل ؟؟
يحتوي الهرم المفقود على الكمال الإنساني والتناغم بين العقل والروح والجسد , فماذا نقص من الإنسان في هذه الفجوة التي امتلأت بكل أنواع الخيالات العقيمة من الكذب والحسد والحقد الخ التي لا تؤدي إلا إلى بابٍ مغلق .
ربما فقد الحب هذا الهرم الذي بقي في السماء يُشع , وأرسل جزءاً بسيطاً منه مع الأجداد , هذا الهرم الذي لم يهبط وإنما بقي مشعاً مخفياً محمياً لا نعلم عنه شيئاً سوى القليل ,عندما تلامس روحنا بابه يتدفق نوره في أرواحنا فنشعر بالحب والعشق , ولكن ماذا لو أننا كلنا لامسنا بابه سويةً , فانفتح وتدفق ما فيه ليملئ فجوة الظلام فينا عندها كل من يحمل السلاح يلقيه , وكل من لم يعانق حبيبته يسير عبر مسافات الزمن لهذا العناق , هذا الشعاع المخفي الذي لا ننال إلا جزءاً بسيطاً منه , أخفي عقاباً للإنسان لأنه عندما كان مكتملاً وسعيداً اشتاق إلى ما يعاكس سعادته وكماله فتخطى خطواتٍ نحو ماضيه قبل أن يكون مكتملاً وهذا ما نعيشه نحن الآن.
ومادمنا وصلنا للكمال وانتقص منا , فنحن نعيش في ماضِ إنسان أعزل ينقصه الهرم الثالث أو الرابع وهو الحب , ينقصنا الكثير من الحب , ولا أي تكنولوجيا أو علم يستطيع أن يعبر بنا إلى مراحلنا المتقدمة التي كنا عليها من الإنسانية , ربما عندما ندمر أنفسنا نعود لنبنيها على هرمٍ آخر وطريقةٍ أخرى لنملئ هذه الفجوة , ونعيد كينونة الإنسان , وعلّنا نجد وقتها دنيا مليئة بالحب والسلام .



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - الهرم الذي لم يهبط